أنواع الحروق والإسعافات الأولية

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 1 سبتمبر 2022

تعد الحروق بأنواعها من أكثر المسببات للندب والأذية الجسدية، تختلف أسبابها ودرجاتها وطرق التعامل معها بحسب عدة معطيات.

نتعرف في هذا المقال على أنواع الحروق وطرق العلاج والوقاية.

تعريف الحروق بأنواعها

تُعرَّف الحروق مهما كان نوعها بأنها الأذية الحاصلة بسبب التعرّض بشكلٍ مباشر لمصدرٍ حراري أو أي مصدر كاوي لأنسجة الجسم، كالمواد الكيمياوية أو الشعاعية.

وتعد الحروق من أكثر الإصابات شيوعاً وتسبباً للألم، حيث تبدأ الأذية بطبقات الجلد ولكن قد تتأثر الأوعية الدموية والأعصاب وفي درجات متقدمة العظام والعضلات.

تعتمد شدة الإصابة على شدة المادة المسبِبة للحرق بالدرجة الأولى، بالإضافة لمدة ملامسة المادة للجلد وبنية الشخص ومناعته وأيضاً مكان الإصابة.

درجات الحروق وأعراضها

ليست كل الحروق بنفس الشدة، حيث تقسم لدرجات تِبعاً لمدى عمق الجرح. فالجلد مكون من ثلاث طبقات، حيث تبدأ بالبشرة وتليها الأدمة وبينهما الغشاء القاعدي الذي يعد المسؤول عن نمو الخلايا الجلدية وأخيراً الطبقة تحت الأدمة.

أما بالنسبة لدرجات الحروق فهي كالتالي:

١- الحروق من الدرجة الأولى

يكون الحرق في البشرة فقط دون أن يصيب الطبقات الأعمق، وهو الشكل المعتاد للحروق، حيث يشفى سريعاً ولا يترك ندبات ولا تتشكل فقاعات. و يظهر بشكل:

  • ألم خفيف
  • احمرار
  • وذمة (انتفاخ) مكان الحرق
حرق من الدرجة الأولى
تأثير الحرق من الدرجة الأولى

٢- الحروق من الدرجة الثانية

يمتد الحرق لدرجات أعمق ويصل للأدمة متضمناً الغشاء القاعدي، يكون هنالك ألماً واحمراراً مع وذمة ووجود فقاعات.

كما يتأخر الشفاء عن الدرجة الأولى، وقد يترك الحرق تصبغاً مكان حدوثه أو ندبة خفيفة. ومن الممكن ألّا يترك أثر إذا كان حرقاً سطحياً.

حرق من الدرجة الثانية
تأثير الحرق من الدرجة الثانية

٣- الحروق من الدرجة الثالثة

يصل الحرق في هذه الدرجات لجميع طبقات الجلد، ومن الممكن أن يؤذي العضلات والعظام.

ويكون مكان الحرق أبيض (صدفي) أو أسود متفحم، ولا يظهر الألم في هذه الدرجة بسبب تدمير النهايات العصبية المسؤولة عن الألم.

الجدير بالذكر أن الألم علامة جيدة للمريض المحروق، فكلما قل الألم كان الحرق أخطر.

حرق من الدرجة الثالثة
تأثير الحرق من الدرجة الثالثة

أنواع الحروق وأسبابها

يوجد عدة أنواع للحروق، لكلٍ منها أسباب خاصة وطرق تدبير مختلفة. إلا أنها تشترك بالأذية الواحدة، وهي تشمل:

١- الحروق الحرارية

تعد من أكثر أنواع الحروق شيوعاً، وذلك لأن مسبباتها موجودة في كل مكان، ويلزم أن تكون درجة الحرارة أكثر من 45 درجة مئوية، لكي تسبب الأذية.

وتُقسم إلى:

  • حروق النار أو اللهب: تُقدر بنصف المُسببات، كحوادث السير والانفجارات والحروق بالغاز.
  • حروق بسائل حار: تحدث بنسب تصل للثلث، كالتماس مع الماء الساخن.
  • حروق التماس: نسبة حدوثها أقل، وتحدث بسبب لمس مواد ساخنة.
٢- الحروق الإشعاعية

تُسبب مجموعة محددة من الأشعة حروقًا، كالأشعة فوق البنفسجية (حروق الشمس) والأشعة السينية (الاجراءات الطبية) حيث تشاهد هند مرضى السرطان الذي يخضعون لعلاجٍ شعاعي.

وتترافق في أغلب الحالات مع الحروق الحرارية.

٣- الحروق الإستنشاقية

تحدث غالبًا بسبب اللهب، حيث إن استنشاق دخان اللهب والغازات الضارة الأخرى سيُلحق أذية كبيرة في الجهاز التنفسي، بينما تكون أذية جلد خفيفة ولا تعكس حجم الخطر.

إن هذا النوع من الحروق خطر على حياة الشخص، ويوجد عدة علامات تدل عليه، وتتضمن: 

  • فقدان الوعي
  • ضيق تنفس
  • حروق في الفم وحول الشفتين
  • احتراق شعر الأنف والحواجب
٤- الحروق الكهربائية

إن حرق التيار الكهربائي شائع بشكل كبير، حيث يدخل التيار ويسير بالجسم ويلحق الأذية بالأعضاء الأكثر مقاومة له (كالعظام) حيث يولد مرور التيار حرارة والتي بدورها تؤذي النسج.

تكون الأذية السطحية صغيرة مقارنةً بالأذية الداخلية، كما إن هناك اختلاطات خطيرة كالمشاكل القلبية والكلوية بسبب التيار الكهربائي.

٥- الحروق الكيميائية

أغلب هذه الحروق تكون نتيجة حوادث منزلية عارضة بسبب سوء التعامل مع المنظفات المنزلية، ولكن الحالات الأشد تحصل في مجال الصناعة، وتتعلق درجة أذية النسج ومستوى السمية بالعوامل التالية:

  • طبيعة العامل المسبب وتركيزه
  • مدة تماسه مع الجلد

 تختلف الأذية في الحروق بالحموض عن الحروق بالمواد القلوية، حيث:

  • في حالة الحروق الناتجة عن الحمضيات، يكون امتداد الحرق سطحي بعض الشيء.
  • بينما تعتبر الأذيات الناجمة عن القلويات أشدّ، حيث قد تنفذ الحروق أبعد من الحدود الظاهرة عند الفحص وتصل لمناطق عميقة.

يوجد أنواع أخرى من الحروق ولكنها أقل شيوعاً، وتتضمن:

  • الحروق الاحتكاكية: تحدث نتيجة احتكاك مادة مع الجلد بسرعة وشدة كبيرين مع مادة ما. مثل سحب الحبل بسرعة من يد شخص.
  • الحروق الجراحية: هي تلك التي تحدث على طاولة العمليات خلال العمل الجراحي، نتيجة أدوات جراحية معينة.
  • حروق مواد التجميل: تظهر بعض وضع مواد تجميلية غير مناسبة للبشرة، أو بسبب احتوائها على مواد معينة.

الإسعافات الأولية للحروق

تتشابه معظم أنواع الحروق بالخطوط العريضة المتعلقة بالعلاج الإسعافي، وقد تختلف بخطوات بسيطة.

وتضم قواعد الإسعاف الأولي الشاملة ما يلي:

١- إيقاف الحرق:

إن أول خطوة واجب اتِّباعها، هي الابتعاد عن مصدر الحرق، ومن ثم يجب خلع أي ملابس أو قطع حِلي قريبة من المنطقة المُصابة.

٢- تبريد المنطقة المحروقة:

ذلك من خلال، إما وضع المنطقة المُصابة تحت الماء الجاري الفاتر أو المائل للبرودة لمدة 20 دقيقة، والذي تتراوح درجة حرارته بين 20-28 درجة، أو من خلال أكياس الجل الجل الباردة أو بمجرد قطعة مبللة نظيفة من القماش.

٣- الانتباه لحرارة جسم المريض:

أثناء القيام بتبريد الحرق، يجب ألا نغفل حرارة المريض التي قد تنخفض لأرقام خطيرة (أقل من 35 درجة مئوية). لذلك يُنصح بتغطية المريض ببطانية نظيفة.

٤- حماية المنطقة المحروقة:

يجب عدم لمس المنطقة المُحترقة، وحمايتها من الوسط المُلوَّث بغطاء معقم.

٥- طلب العناية الفورية:

إن حروق الدرجة الأولى وبعض حروق الدرجة الثانية قد تُدبَّر في المنزل، عبر ضمادات يطلبها الطبيب وبعض المسكنات، ولكن يوجد أنواع من الحروق تتطلب نقل المريض للمشفى، مثل:

  • الحروق التي تشغل مساحة كبيرة، والتي تكون أكبر من كف يد المصاب.
  • حروق الوجه واليدين والمناطق التناسلية، حتى لو كانت بمساحة صغيرة.
  • الحروق الكيميائية والكهربائية والاستنشاقية.
  • حروق الدرجة الثالثة وبعض حروق الدرجة الثانية.
  • الحروق التي تصيب الأطفال أو كبار السن.
  • الحروق التي تترافق بتحول لون الجلد للأبيض أو الأسود المتفحم.
  • الحروق تترافق مع فقدان للإحساس في المنطقة.

طرق الإسعاف بحسب أنواع الحروق

هنالك نقاط إسعافية إضافية لأنواع حروق معينة يجب أخذها بعين الاعتبار، وتشمل:

١- الحروق الكهربائية

  • تجنُّب لمس الشخص المُكهرَب، وتعد من أهم الخطوات للمحافظة على السلامة الشخصية.
  • فصل الكهرباء سواءً أكانت عن الوصلة المُسببة أو القاطع الرئيسي.
  • إذا لم نتمكن من فصل الكهرباء، يجب إبعاد الشخص عن المصدر الكهربائي، وذلك من خلال:
    • الوقوف على سطح جاف غير مبلل، مثل مجموعة من الأوراق أو الكتب، مع التأكد من عدم وجود ماء.
    • جلب أداة خشبية جافة ودفع الشخص المُكهرَب بعيدًا عن مصدر الكهرباء، من المهم عدم استخدام أي شيء مبلل أو مصنوع من المعدن.
  • تقييم الحالة العامة للشخص المُكهرَب بعد فصله عن الكهرباء، من خلال التحدث إليه وتقييم احساسه وحاسة اللمس.
  • إذا كان الشخص لا يستجيب، لابد من البدء بالإنعاش القلبي الرئوي (CPR).
  • إجراء تقييم شامل لحالة المصاب، وذلك لاحتمال حدوث أذيات أخرى غير الحرق، كالاضطرابات القلبية.

٢- الحروق الكيميائية:

  • يُفضل أن يتم غسل المنطقة بكميات أكبر من المياه، ولمدة أطول حوالي ساعة تقريباً.
  • إذا وصلت المادة للعين، يجب إمالة الرأس إلى الجانب العين المصابة وحماية العين الأخرى بشكل أولي، ثم اغسل العين بلطف بالماء البارد لمدة 20 دقيقة.

٣- الحروق الاستنشاقية:

  • لابدّ من إجراء تقييم للمجرى الهوائي للمريض على وجه السرعة.
  • تقييم كفاءة التنفس وفقًا لمعدل التنفس وحركة جدار الصدر.
  • طلب عناية طبية فورية، من أجل تقييم الحاجة لتأمين مجرى التنفس.

التصرفات الخاطئة عند إسعاف الحروق

يوجد العديد من الأخطاء المتبعة بإسعاف وعلاج أنواع الحروق المختلفة، وهي أشياء تضر بالمصاب ويجب تجنبها، وتشمل هذه الأخطاء:

  • استخدام الثلج أو الماء شديد البرودة من أجل تبريد الحروق، هذا الفعل خاطئ وقد يُسبب أذية إضافية للمنطقة المحروقة.
  • وضع أي مراهم أو كريمات أو مادة أخرى (كالأعشاب والمواد الطبيعية) على المنطقة المحروقة، وهذا الأمر قد يؤدي لزيادة الحرق سوءاً بسبب ما قد تحتويه هذه الأعشاب أو المراهم من مكونات أخرى.
  • محاولة إزالة أو النزع العنيف للملابس العالقة على الجلد في المنطقة المحروقة، قد يسبب هذا الفعل أذية إضافية للجلد والمنطقة المصابة و ألماً للمريض.
  • استخدام قطع القماش الملوثة لتغطية مكان الإصابة، قد تتنقل الملوثات إلى المنطقة المصابة المكشوفة في الجسم وتسبب التهابات ومضاعفات خطيرة.
  • فتح البثور الصغيرة التي تظهر في مكان الحرق، ويكون بداخلها سائل شفاف.

معالجة الحروق

يختلف التدبير المُتَّبع للحروق، حسب آلية حدوث الحرق وعمر المريض ووزنه وسوابقه المرضية، بالإضافة للبحث عن عناصر الخطورة المباشرة.

إلا أنه بعد التدبير الإسعافي للمريض، يوجد عدة خطوط علاجية قد يحتاجها المريض، وتشمل:

  • تسكين الألم: قد يصف الطبيب مجموعة من المسكنات بسيطة مثل باراسیتامول، وصولًا للمسكنات القوية مثل مورفين، وذلك حسب شدة الألم.
  • تعويض السوائل: إن الإصابة بالحروق، تؤدي لخسارة كميات جيدة من سوائل الجسم، لذلك يُجرى تعويض لهذه الخسارة.
    • تُقدر الكمية المطلوبة، عبر معادلة يطبقها الطبيب، تتعلق بمساحة الحرق.
  • المضادات الحيوية: يمكن أن يصف الطبيب، مجموعة من المضادات الحيوية درءًا من حدوث عدوى موضعية أو جهازية.

الوقاية

الوقاية من الحروق تتعلق بنصائح وأمور مرتبطة بنمط الحياة اليومية. وتشمل هذه النصائح:

  • ضبط حرارة سخّان المياه ضمن حرارة دافئة وليست شديدة السخونة
  • تجنُّب حمل الطعام الساخن بجانب أي شخص وخاصة الأطفال. ووضعه بعيدًا عن حافة المائدة
  • إبعاد أي مادة قابلة للاشتعال عن الموقد
  • تحذير الأطفال من الاقتراب من الموقد
  • معالجة أي أعطال أو مشاكل كهربائية في البيت (قد تسبب حرائق)
  • وضع المواد الخطرة كالمواد الكيميائية بعيدًا عن المتناول