التهاب القرنية: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023
أسباب التهاب القرنية
استشارة طبيب العيون في حال استمرار أعراض التهاب القرنية shutterstock

تتألف كرة العين من ثلاث طبقات، خارجية ووسطى وداخلية، وتبدأ هذه الطبقات بالقرنية وتنتهي بالشبكية.

فالقرنية هي الطبقة الأولى التي تتعرض لكل العوامل الخارجية، وهي عبارة عن طبقة شفافة تغطي كرة العين من الأمام وتحميها من العوامل الممرضة والغريبة عن الجسم، وبالتالي تكون عرضة للإصابة بالالتهاب بشكل شائع.

أسباب التهاب القرنية

تطول قائمة أسباب التهاب القرنية حيث يحدث بسبب عامل جرثومي أو فيروسي، وقد يحدث بسبب جفاف العين.

وتكثر الحالة عند مرتدي العدسات اللاصقة مقارنًة بغيرهم، وتصل الخطورة إلى التسبب بفقدان البصر وتتطلب تدخلاً سريعاً من الطبيب. ويمكن تقسيم الأسباب إلى:

١- الأسباب الإنتانية: وتعد الأكثر شيوعاً، وتظهر عادةً بعد رضوض بالقرنية ووجود مشاكل مناعية أو أمراض مزمنة لدى المريض، وقد يكون الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية ومضادات الفطور عاملاً آخر. وتضم:

  • الجرثومية: تترافق العوامل الجرثومية مع استخدام العدسات اللاصقة غير المناسب. ويعد كل من الزوائف الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) والمكورات العنقودية المُذهبة (Staphylococcus aureus) الجراثيم الأكثر اتِّهاماً. وتسبب اللولبية الشاحبة المسؤولة عن مرض الزهري، ما يسمى بالتهاب القرنية الخلالي.
  • الفيروسية: يكون الالتهاب غالباً بسبب فيروس الهربس البسيط، ويصيب عادةً عين واحدة ويتكرر بكثرة.
  • الفطرية: تعد الفطور سبباً نادراً لالتهاب القرنية، وغالباً ما تكون مرتبطة بالاستخدام غير المناسب للعدسات اللاصقة.
  • الطفيلية: يسبب أحد الطفيليات ويدعى الشَّوكميبَة (Acanthamoeba)، وهو التهاب خطير على العين ويهدد الرؤية، فيصيب القرنية بعد السباحة بمياه ملوثة.

٢- الأسباب غير الإنتانية: تضم مجموعة من الأسباب التي قد تشترك مع سابقتها أو قد تسبب لوحدها الالتهاب، والذي يكون التهاباً غير إنتاني وهي:

  • إذا وضع المريض عدسات لاصقة لأول مرة، أو تم استخدامها بطريقة غير صحيحة، مثل حفظ العدسات في أماكن غير نظيفة، أو ارتدائها لأوقات طويلة أو خلال السباحة.
  • التعرُّض بشكل مستمر لأشعة الشمس الشديدة
  • ضعف مناعة المريض
  • متلازمة جفاف العين

أعراض التهاب القرنية

في حال ظهور أحد الأعراض التالية يجب تحديد موعد مع طبيب العيون، وذلك لتجنب المضاعفات التي تؤثر على الرؤية. والأعراض هي:

  • ألم في العين ويكون ظهوره عادةً بشكل سريع
  • خروج الدمع بكثرة وإفرازات أخرى ترتبط بنوع الالتهاب
  • تشنُّج الأجفان وصعوبة فتح العينين
  • الشعور بجسم غريب تحت الجفن
  • تشوش الرؤية
  • احمرار العين
  • الخوف من الضوء (رهاب الضوء)

مضاعفات الالتهاب

إذا كان الالتهاب في الطبقات السطحية للقرنية، فإن المضاعفات نادرة الحدوث، ولكن إذا كان الالتهاب أعمق فإن احتمال حدوث اختلاطات خطيرة أمر وارد.

وتضم المضاعفات ما يلي:

  • قرحة أو (جرح عميق) في القرنية والتي قد ينتج عنها تندب مكان القرحة، ومن الممكن في حالات أخطر أن تنثقب القرنية.
  • التهاب القرنية المزمن
  • التهاب قرنية فيروسي متكرر بشدة
  • انخفاض القدرة البصرية المؤقت أو الدائم
  • العمى

أنواع العلاجات

تختلف شدة الالتهاب حسب السبب إلا أن العلاج ضروري لكل الحالات، وأنواع العلاج هي:

١- العلاج الدوائي:

  • الالتهاب الإنتاني الجرثومي: وتُعالج الحالات الخفيفة بالصادات الحيوية الموضعية (قطرات عينية)، أمّا إذا استمرت الحالة وزادت شدتها قد يلجأ الطبيب للصادات الفموية مع ستيرويد موضعي (قطرات عينية) لتخفيف شدة الالتهاب وأذيّته.
  • الالتهاب الإنتاني الفيروسي: وتُعالج بمضادات الفيروس الموضعية أو الفموية عند الحاجة.
  • الإلتهاب الإنتاني الفطري: وتُعالج بالمضادات الفطرية لفترة طويلة من الزمن وقد تتدخل الجراحة لعلاج الالتهاب.
  • الالتهاب الإنتاني الطفيلي: ويُعد أصعب الأنواع من ناحية العلاج، وغالباً يحتاج لتدخل جراحي.
  • التهاب القرنية غير الإنتاني: وهنا تختفي حالات الالتهاب لوحدها دون أي تدخل علاجي، ولكن سيصف الطبيب غالباً قطرات تحوي دموعاً اصطناعيةً، بالإضافة لقطرات الصادات الحيوية للوقاية من حدوث التهاب إنتاني ثانوي.
    • وينصح بإزالة العدسات اللاصقة وعدم استخدامها إلى حين تحسُّن العين.

٢- العلاج الجراحي:

الإجراء الجراحي الذي يمكن أن يجريه الطبيب هو زرع القرنية، حيث يبدل الطبيب القرنية المُلتهبة بأخرى سليمة من متبرع سليم في حال:

  • التهاب القرنية لا يستجيب بالعلاج الدوائي
  • إصابات القرنية بالقرحة وتدني رؤية المريض

الوقاية من الالتهاب

سبل الوقاية تتمحور حول الاستخدام الصحيح للعدسات اللاصقة فهي المسبب الأول للالتهاب، وينصح الخبراء باتِّباع تعليمات الطبيب عند وضعها، ومن أساليب الوقاية من الالتهاب:

  • إزالة العدسات قبل النوم
  • الانتباه لغسل وتنظيف وتنشيف اليدين جيداً قبل لمس العدسات
  • اختيار نوع المعقم المناسب لنوع العدسات اللاصقة
  • تبديل سائل التعقيم مع كل مرة تعقيم
  • تنظيف العدسات بشكل جيد مع تجنب الفرك الشديد
  • استبدال العدسات بالوقت الذي يختاره الطبيب مع تبديل علب العدسات كل ثلاثة أشهر
  • تجنُّب ارتداء العدسات عند السباحة
  • الابتعاد عن لمس العينين أو الأجفان أو حتى الجلد حول العينين في حال الاشتباه بوجود إصابة بالهربس البسيط أو (قرحة البرد والبثور)
  • غسل اليدين بشكل متكرر
الملخص

العين هي واجهة الإنسان وأهم عنصر في إدراك كل ما حوله كونها أهم أداة في حاسة الرؤية وبالتالي يجب المحافظة عليها والعناية بها أكثر نظراً لحساسية أجزائها ودقتها بما فيها القرنية، واستشارة الطبيب بحال وجود أي عارض صحي طارئ يمكن أن يؤثر عليها.