سن اليأس عند النساء: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB-GYN
الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

يبدأ سن اليأس عند المرأة مع تقدمها في العمر ويكون عبر تغيرات نفسية وفيزيولوجية تظهر حين تلامس عقدها الخامس.

وتدخل في مرحلة جديدة وهامة في حياتها يطلق عليها أيضاً اسم الضهي أو انقطاع الطمث، ويرافق هذه المرحلة علامات وأعراض بعضها عرضي والآخر يحتاج لعلاج لتخفيف آلامه.

ما هو سن اليأس عند النساء؟

يبدأ سن اليأس عندما تنتهي الدورة الشهرية (الحيض) عند المرأة. هو في الواقع لا يعتبر مشكلة صحية، والبعض يعتبرها نوع من التحرر. ومع ذلك فإنَّ التغيرات الهرمونية والعوامل الأخرى المعنية بالحالة يمكن أن تسبب عدم راحة.

وعادةً ما يبدأ سن اليأس عند بلوغ سن ٥١ عاماً في المتوسط، ويختلف العمر من منطقةٍ إلى أخرى. ويمكن أن يبدأ قبل ذلك بسبب حالة طبية أو الخضوع لعلاجٍ ما على سبيل المثال إزالة المبيضين.

علامات سن اليأس عند النساء

عند اقتراب سن اليأس تعاني العديد من الإناث من أعراضٍ جسدية مثل الهبات الساخنة، والتعرق الليلي، والجفاف المهبلي، وانخفاض الدافع الجنسي. كما يمكن أن يحدث أيضاً نوع من القلق، والتغيرات في الحالة المزاجية.

وقد تبدأ هذه الأعراض قبل انتهاء الحيض، ويمكن أن تستمر لعدة سنوات؛ ويمكن أن يكون التأثير على نوعية حياة المرأة خفيفاً أو شديداً، ولكن هناك طرق عديدة للتعامل مع هذه الأعراض. حيث تواجه كل امرأة سن اليأس بشكل مختلف؛ وتتمتع الكثيرات بحياةٍ كاملة ونشطة طوال الفترة الانتقالية وبعدها. بينما قد يشعر البعض بالارتياح بسبب عدم الاضطرار إلى التعامل مع الدورة الشهرية أو تحديد النسل.

ويعد اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام من الأمور التي يمكن أن تساعد المرأة على تحسين صحتها العامة على الأمد الطويل.

أعراض سن اليأس عند النساء

تعاني معظم النساء من بعض الأعراض عند الاقتراب من سن اليأس، وتختلف مدة وشدة هذه الأعراض من امرأة إلى أخرى. وعادةً تبدأ الأعراض قبل بضعة أشهر أو سنوات من توقف الدورة الطمثية، كما يمكن أن تستمر لبعض الوقت بعد توقفها. ووسطياً تدوم معظم الأعراض حوالي ٤ سنوات بعد آخر دورة طمثية.

كما أن الأعراض قد تستمر لمدةٍ تصل إلى ١٢ عاماً عند حوالي واحدةٍ من كل عشر نساء. وفي حالة انقطاع الطمث بشكل مفاجئ وليس تدريجياً نتيجةً لعلاج سرطانٍ على سبيل المثال قد تكون الأعراض أسوأ.

التغيرات في الدورة الشهرية

عادةً ما تكون العلامة الأولى لانقطاع الطمث التغير في النمط الطبيعي للدورات الشهرية؛ وقد يبدأ الأمر إما بدوراتٍ خفيفة أو شديدةٍ على نحو غير اعتيادي.

وقد يتأثر تواتر الدورات الشهرية أيضاً؛ حيث قد تحدث الدورة كل أسبوعين أو ثلاث، أو قد لا تحدث لعدة أشهر؛ وفي كل الحالات ستتوقف الدورات تماماً في نهاية المطاف.

أعراض إضافية

تظهر أعراض إضافية عند حوالي ٨ من كل ١٠ نساء لبعض الوقت قبل وبعد توقف الدورات الشهرية، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الحياة اليومية لبعضهن.

ومنها:

  • الهبات الساخنة: إحساس قصير ومفاجئ بارتفاع الحرارة، ويكون عادةً في الوجه والعنق والصدر، ويمكن أن يجعل الجلد أحمر وتفوح منه رائحة العرق.
  • التعرق الليلي: نتيجة الهبات الساخنة التي تحدث ليلاً.
  • تغيرات المزاج، مثل انخفاض الحالة المزاجية أو القلق وصعوبة في النوم، مما قد يسبب الشعور بالتعب والانفعال أثناء النهار.
  • انخفاض الرغبة الجنسية و جفاف في المهبل، والألم والحكة أو الانزعاج أثناء ممارسة الجنس. كما تسبب التهابات المسالك البولية (UTIS) المتكررة.
  • مشاكل في الذاكرة والتركيز كما يمكن أن تسبب الصداع وتساقط الشعر.
  • الخفقان: تصبح نبضات القلب فجأةً أكثر وضوحاً.
  • تصلب وآلام في المفاصل وانخفاض كتلة العضلات.
  • يمكن أن يؤدي سن اليأس أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل أخرى، مثل هشاشة العظام.

وفي حال كانت الأعراض مزعجةً يجب زيارة الطبيب لتلقي العلاج المناسب.

تشخيص الحالة

هناك عدة طرق يمكن بواسطتها تشخيص سن اليأس. وتتمثل أولها في مناقشة المرأة لأمور الدورة الشهرية خلال العام الماضي مع طبيبها.

وبشكلٍ عام، في حال انقضاء سنة كاملة (١٢ شهراً متتالياً) بدون حدوث أي دورة، تكون الأنثى قد بلغت سن اليأس أو تجاوزته.

علاج سن اليأس عند النساء

إنَّ انقطاع الطمث عملية طبيعية يمر بها جسم كل أنثى، وفي بعض الحالات قد لا تحتاج إلى أي علاج. ولكن عند ظهور الأعراض التي تؤثر على نوعية الحياة، يصبح من الضرورة مناقشة علاج معين لتخفيف الأعراض مع الطبيب.

وهناك نوعان رئيسيان للعلاج، وهما:

١- العلاج الهرموني:

أثناء انقطاع الطمث، يمر الجسم بتغيرات هرمونية كبيرة، مما يقلل من كمية الهرمونات التي يصنعها، وخاصةً الإستروجين والبروجستيرون.

اللذين يتم إنتاجهما بواسطة المبيضين؛ وعندما لا يتم إنتاجهما بشكلٍ كافٍ يمكن اللجوء إلى العلاج الهرموني، والذي يعزز مستويات الهرمونات.

ويمكن أن يساعد في تخفيف بعض أعراض سن اليأس، كما أنه يستخدم كتدبير وقائي لهشاشة العظام.

وهناك نوعان للعلاج هما:

أولاً: العلاج بهرمون الإستروجين (ET):

في هذا العلاج، يؤخذ هرمون الإستروجين بمفرده، وعادةً ما يوصف بجرعة منخفضة ويكون عادةً حبوباً أو لاصقات (توضع على الجلد). كما يتوفر أيضاً على شكل كريم أو حلقة مهبلية أو جِل أو رذاذ.

ويتم استخدام هذا النوع من العلاج بعد استئصال الرحم، فلا يمكن أخذ هرمون الإستروجين وحده إذا كان الرحم ما يزال موجوداً.

ثانياً: العلاج الهرموني بالإستروجين والبروجسترون (EPT):

يسمى هذا العلاج أيضاً بالعلاج المركب لأنه يتضمن جرعات من هرموني الإستروجين والبروجستيرون؛ ويتم اللجوء إلى هذا النوع في حال كان الرحم ما يزال موجوداً.

مضاعفات العلاج الهرموني

مثل معظم الأدوية، هناك مخاطر للعلاج الهرموني، ومنها:

  • سرطان بطانة الرحم (ويزداد خطره فقط إذا كان لا يزال الرحم موجوداً، مع عدم تناول البروجسترون مع الإستروجين).
  • حصيات ومشاكل المرارة
  • الجلطات الدموية
  • الخثار الوريدي العميق
  • الانصمام الرئوي
  • السكتة الدماغية

وتكون هذه المخاطر أقل إذا تم بدء العلاج في غضون ١٠ سنوات من سن اليأس؛ أما بعد ذلك، فإنَّ مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية ترتفع.

ويوجد ارتباط بين الهبات الساخنة الشديدة والتعرق الليلي وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ ولذلك قد يقترح الطبيب بدء العلاج الهرموني إذا كانت هذه الأعراض شديدة.

كما يعتبر الخوض في العلاج الهرموني قراراً فردياً، وتجب مناقشة جميع الحالات الطبية السابقة والتاريخ العائلي الصحي مع الطبيب لمقارنة فوائد العلاج الهرموني مع مخاطره.

٢- العلاج غير الهرموني

على الرغم من أن العلاج الهرموني يعتبر وسيلة فعالة للغاية لتخفيف الأعراض المرافقة لسن اليأس، إلا أنه ليس العلاج المثالي للجميع.

وتشمل العلاجات غير الهرمونية إدخال تغييرات على النظام الغذائي وأسلوب الحياة؛ وغالباً ما تكون هذه العلاجات خيارات جيدة للنساء اللواتي لديهنَّ حالات طبية أخرى أو اللواتي قد تلقَّين علاجاً مؤخراً لسرطان الثدي.

وتشمل العلاجات الرئيسية غير الهرمونية التي قد يوصي بها الطبيب ما يلي:

تغيير النظام الغذائي

ويكون بتخفيف كمية الكافيين والأطعمة الحارة المتناولة؛ ويمكن تناول الأطعمة التي تحتوي على هرمون الإستروجين النباتي؛ وتشمل الأطعمة التي يمكن تجربتها:

  • فول الصويا
  • الحمص
  • العدس
  • الفول
  • بذور الكتان
  • الفاكهة والخضار

تجنب ما يحرض الهبات الساخنة

يمكن تحديد العوامل التي تحرض حدوث الهبات الساخنة والعمل عليها؛ حيث يمكن مثلاً:

  • الحفاظ على غرفة النوم باردةً ليلاً
  • ارتداء طبقات أقل من الملابس
  • الإقلاع عن التدخين
  • كما يمكن أن يساعد فقدان الوزن بمنع حدوث الهبات

ممارسة التمارين الرياضية

يمكن لممارسة الرياضة أن تساعد على النوم طوال الليل في حال كان هناك أرق؛ كما يمكن أن تحسن المزاج وتخفف القلق.

مجموعات الدعم

تساعد مجموعات الدعم المرأة على التعبير عن مشاعرها، والتعرف علي نساء يعانين مثلها، وهذا يساعد بإعادة الثقة لنفسها، كما يمكن أن تجد إجابات على الأسئلة التي قد تجول في الذهن.

بعض الأدوية

يمكن أن تساعد بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل ومضادات الاكتئاب في تخفيف بعض أعراض سن اليأس؛ ويمكن أيضاً للكريمات المهبلية أن تخفف الجفاف المهبلي.

الملخص

يعد سن اليأس عند المرأة مرحلة جديدة وهامة في حياتها ويرافق هذه المرحلة علامات وأعراض بعضها عرضي والآخر يحتاج إلى علاج لتخفيفه، وبالتالي لا داعي للتخوف من هذه الحالة بل التعايش معها وفق نمط حياة جديد ومختلف.