متلازمة جفاف العين

الكاتب - أخر تحديث 15 مارس 2024

تعمل الدموع على ترطيب العين، وفي حال حدوث خلل معين يؤثر على وظيفة الدمع فسوف يؤدي هذا لحدوث متلازمة جفاف العين. وفي هذا المقال سوف نناقش أهم الأسباب التي تؤثر على وظيفة الدمع بالإضافة إلى أعراض وعلاج مشكلة جفاف العين.

ما هو جفاف العين؟

الجهاز الدمعي هو جزء من الجهاز العيني الذي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على رطوبة العين وتنظيفها. يتألف الجهاز الدمعي من مجموعة من الهياكل والأجهزة التي تعمل معًا لإنتاج الدموع وتوزيعها على سطح العين. تشمل هذه الهياكل:

  • الغدة الدمعية:
    • هي الغدة المسؤولة عن إنتاج الدموع. تقع الغدة الدمعية في الزاوية العليا الخارجية لكل عين.
  • القنوات الدمعية:
    • تعمل على جمع الدموع وتوجيهها إلى الأنف. يوجد في الزاوية الداخلية للجفنين قنوات دمعية تصرف الدموع نحو الأسفل.
  • الجفنين:
    • يعمل الجفنان على حماية العين وتوزيع الدموع على سطحها.
    • عندما يقلب الجفن، يتم توزيع الدمع على العين لترطيبها وتنظيفها.
  • الدموع:
    • تحتوي على مزيج من الماء والمواد الدهنية والبروتينات والمركبات المضادة للميكروبات.
    • تعمل الدموع على ترطيب العين، وحمايتها من العدوى، وتنظيفها من الشوائب والأتربة.

بشكل عام، يعمل الجهاز الدمعي على الحفاظ على رطوبة العين وتوفير الحماية اللازمة لها من العوامل البيئية الضارة، ويساهم في الحفاظ على رؤية صحية وواضحة.

صورة توضح تموضع الجهاز الدمعي في العين
الجهاز الدمعي في العين

وفي حال حدوث خلل في الآلية السابقة، سيصاب الشخص بما يسمّى متلازمة جفاف العين، وفيه الدمع لسببٍ ما يصبح عاجزاً عن ترطيب العين بالكفاءة والسرعة المُعتادان، وهي مشكلة بسيطة ولكن استمرارها قد يُلحق الضرر في كرة العين.

أعراض جفاف العين

جفاف العين هو حالة تحدث عندما تكون العين غير قادرة على إنتاج كمية كافية من الدموع أو عندما تكون الدموع غير كافية لترطيب العين بشكل كافٍ. يمكن أن تتضمن أعراض جفاف العين ما يلي:

  • الشعور بالحكة والحرقة: قد تشعر العين بالحكة أو الحرقة، وقد يتفاقم هذا الشعور خاصة عند التعرض للهواء الجاف أو الغبار.
  • الإحساس بالجفاف والغبار: قد تشعر بأن العينين جافتان أو تشعر بوجود جسم غريب فيهما، مثل الغبار أو الرمل.
  • الاحمرار: يمكن أن تصبح العينين محمرتين ومتهيجتين نتيجة لعدم كفاية الترطيب.
  • الإفرازات العينية: قد تشهد العين إفرازات زائدة أو تغيرًا في نوعية الإفرازات، مثل الإفرازات العاكسة للدموع.
  • الحساسية للضوء: قد تصبح العينين حساسة أكثر للضوء، وقد تظهر هذه الحساسية بشكل أكبر في الأماكن ذات الإضاءة الساطعة.
  • الإجهاد البصري: قد تلاحظ زيادة في الإجهاد أو التعب البصري، خاصة أثناء القراءة أو استخدام الحواسيب.
  • الرؤية الضبابية: قد تشعر بأن الرؤية غير واضحة أو ضبابية، خاصة عند الاستيقاظ في الصباح.
  • الصداع: قد يصاحب جفاف العين الصداع نتيجة للتوتر العضلي أو تقليل قدرة العين على التركيز.

توجد عوامل مختلفة يمكن أن تؤدي إلى جفاف العين، بما في ذلك العوامل البيئية مثل الجو الجاف والهواء المكيف، وكذلك عوامل داخلية مثل التقدم في العمر والتعرض للتدخين وبعض الأمراض مثل الروماتيزم وارتفاع ضغط الدم.

وهناك مجموعة من الأعراض يجب أن تدفع المريض لاستشارة طبيبه فوراً، وتضم ما يلي:

  • ألم مستمر في العين مع احمرارها
  • تشوش الرؤية بشكل كبير
  • خروج مفرزات غريبة من العين وتلاصُق الأجفان عند الاستيقاظ
  • استمرار الأعراض السابقة لأكثر من ١٠ أيام رغم العلاج
  • في حال كان المريض يعاني من المياه الزرقاء أو المعروفة باسم "الجلوكوما" أو حالة التهاب مفاصل روماتويدي أو سكري

الأسباب التي تؤدي إلى جفاف العيون

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى جفاف العيون، وتشمل الأسباب الشائعة:

  • قلة إنتاج الدموع: يمكن أن يحدث جفاف العين نتيجة لقلة إنتاج الدموع من قبل الغدة الدمعية، وهو ما يعرف بالجفاف العيني الناتج عن عوامل محلية أو جهوية.
  • تبخر الدموع بسرعة: عوامل مثل الجو الجاف، والرياح القوية، واستخدام الهواتف الذكية والحواسيب لفترات طويلة يمكن أن تساهم في تبخر الدموع بسرعة.
  • تغيرات هرمونية: قد تؤدي التغيرات الهرمونية، مثل تغيرات الهرمونات خلال فترة الحمل أو خلال فترة ما قبل اليأس، إلى جفاف العين.
  • الأدوية: بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للهستامين، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية يمكن أن تسبب جفاف العين كآثار جانبية.
  • العوامل البيئية: تأثيرات العوامل البيئية مثل التعرض المطول للهواء المكيف، والتدخين، والتعرض المطول لأشعة الشمس دون حماية قد تسبب أيضًا جفاف العين. كما أن السفر جواً لساعات طويلة يمكن أن يسبب جفاف العين كذلك بسبب نقص الهواء ضمن الطائرة.
  • أمراض العين: بعض الأمراض العينية مثل التهاب العين الجاف واضطرابات سطح العين يمكن أن تسبب جفاف العين.
  • اضطرابات الجفاف النظامي: يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات نظامية مثل متلازمة شوغرين والتهاب المفاصل الروماتويدي وداء السكري، والتي يمكن أن تتسبب في جفاف العين.
  • الأدوية: يوجد مجموعة من الأدوية، تضم مضادات الهيستامين ومضادات الاكتئاب بالإضافة إلى حبوب منع الحمل و أدوية القلب مثل حاصرات بيتا ومدرات البول التي يمكن أن تسبب جفاف العين في بعض الأحيان.
  • الحاسوب والأجهزة اللوحية: إن الجلوس لفتراتٍ طويلة أمام شاشة الحاسوب أو أي جهاز رقمي، يعد سبباً مهماً وشائعاً للجفاف.وذلك لأن عدد رفات العين يقل نتيجة التحديق المستمر، وبالتالي يتبخر الدمع من العين.
يتم استخدام قطرة العيون لترطيب العين
يتم استخدام قطرة العيون لترطيب العين

العلاج الدوائي

هناك عدة خيارات دوائية لعلاج جفاف العين، وتشمل:

  • قطرات العين الاصطناعية (المرطبة): تُعتبر قطرات العين الاصطناعية أحد العلاجات الرئيسية لجفاف العين، حيث تعمل على ترطيب سطح العين وتخفيف الأعراض. من الأمثلة على هذه القطرات: Systane، Refresh Tears، TheraTears.
    • ينصح بوضع قطرات العين بشكل منتظم طوال اليوم حسب الحاجة، وتختلف توصيات الاستخدام حسب العلامة التجارية.
  • مركبات الجيل (Gels) والمراهم (Ointments): تُستخدم مركبات الجيل والمراهم للعين للأشخاص الذين يعانون من جفاف العين الشديد، حيث توفر هذه المنتجات طبقة حماية أطول على سطح العين.
    • من الأمثلة: Genteal Gel، Refresh PM، Lacri-Lube.
  • قطرات العين المحتوية على مكونات معينة: بعض قطرات العين تحتوي على مكونات إضافية تساعد في تحسين جودة الدموع أو تقليل التهيج، مثل العقاقير المضادة للالتهاب مثل الكورتيكوستيرويدات.
    • من الأمثلة: Systane Balance، Soothe XP، Refresh Optive Advanced.
  • علاجات موضعية أخرى: تشمل هذه العلاجات الكريمات الملطفة للبشرة حول العينين والتي قد تساعد على تقليل التهيج والحساسية.
  • الصادات والأدوية المضادة للالتهاب: قد يصف الطبيب صاداً حيوياً أو ستيرويد سواءً على شكل قطرة أو مرهم، في حال شكَ بوجود حالة التهابية في العين.
    • وفي متلازمات الجفاف الشديدة والمقاومة للعلاج من الممكن أن يصف قطرة تحوي على سيكلوسبورين وهي مادة تكبح المناعة وتخفف الالتهاب.
  • إغلاق القناة الدمعية: يستخدم الطبيب سدادة دمعية مصنوعة من مادة السيليكون، ويتم وضعها في نقطة معينة تمنع خروج الدمع عبر الطرق الدمعية إلى الأنف، وبذلك يتم الحفاظ على كمية الدموع القليلة على سطح العين.

العلاج المنزلي

هنالك مجموعة من الاجراءات المنزلية التي يمكن اتباعها لتحسين حالة جفاف العين، خاصة في الحالات الخفيفة.

  • غسل العيون بشكل يومي، وتنظيف الأجفان.
  • وضع كمادات دافئة على العينين.
  • عدم الجلوس لساعاتٍ طويلة أمام التلفاز أو الحاسوب وإلخ.
  • ممارسة التأمل بين جلسات الدراسة أو العمل، بالإضافة لغسيل العينين بشكلٍ مستمر بينهما.
  • تقليل سطوع الشاشة التي نرى من خلالها قدر الإمكان.
  • تبديل العدسات اللاصقة، بنظارات طبية.
  • الابتعاد عن التدخين والأماكن التي يوجد بها مدخنين.

أساليب الوقاية

تتضمن أساليب الوقاية من جفاف العين عدة إجراءات يمكن اتباعها للحفاظ على رطوبة العين وتقليل احتمالية الإصابة بالجفاف، وتشمل النصائح التالية:

  • الحفاظ على الترطيب: شرب كميات كافية من الماء يساعد في الحفاظ على جسمك مرطبًا، بما في ذلك العينين. ينصح بشرب ما بين 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا، ويمكن أيضًا استخدام مرطب الهواء في الأماكن ذات الجو الجاف.
  • تقليل التعرض للهواء الجاف: يمكن أن يجفف الهواء الجاف العينين، لذا يُفضل استخدام مرطبات الهواء في المنازل والمكاتب، وتجنب التعرض المطول للتكييفات الهوائية.
  • استخدام النظارات الشمسية: النظارات الشمسية التي تحمي العينين من الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تساعد في الحد من تبخر الدموع وحماية العينين من التأثيرات الضارة لأشعة الشمس.
  • تجنب العوامل المهيجة: تجنب التدخين والتعرض المطول للشاشات الإلكترونية والأجهزة الإلكترونية الأخرى يمكن أن يقلل من فرصة جفاف العين.
  • تجنب الرياح القوية: يُنصح بارتداء النظارات الواقية أو النظارات الشمسية في الأماكن ذات الرياح القوية لحماية العينين.
  • الانتباه عند استخدام مجفف الشعر قدر الإمكان وعدم توجيهه نحو العينين.
  • الحفاظ على التغذية الصحية: تناول الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا-3 مثل الأسماك الدهنية والمكسرات يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحة العينين وتقليل احتمالية جفافهما.