آلام الثدي عند النساء: الأعراض والأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 15 أبريل 2023

إن آلام الثدي عند النساء تعتبر من الشكاوي الشائعة وذلك لأسباب عديدة، فما هي وكيف يمكن التعامل معها؟

تعريف حالة آلام الثدي

ألم الثدي (Breast pain) أو (Mastalgia) هو مصطلح طبي خاص لوصف أي حالة ألم أو عدم ارتياح أو إحساس بالانزعاج في أحد الثديين أو كلاهما.

وتعاني أغلب النساء من هذه الحالة في إحدى مراحل الحياة نتيجة عوامل عديدة، ويمكن أن يكون الاحساس بالألم محدد في نقطة معينة من الثدي أو عدة نقاط أو حتى أن يشمل كامل منطقة الثدي.

ووفقاً للإحصائيات فإن معدل الإصابة بأحد أشكال آلام الثدي عند النساء في مرحلة ما يتراوح بين 41 - 79%

وبشكل عام يمكن تصنيف آلام الثدي بحسب العوامل المسببة إلى نمطين رئيسيين هما:

1- ألم الثدي الدوري (Cyclic breast pain)

يرتبط حدوث هذا النوع من آلام الثدي عند النساء بالدورة الشهرية ولذلك سمي "الدوري"، وهو يصيب النساء في سن النشاط التناسلي بشكل رئيسي أي بين عمر (20-50) سنة.

يتميز بحدوث ألم وعدم ارتياح في الثديين معاً، هذا الألم يمكن وصفه بأنه حارق أو طاعن أو واخز ويمكن أن يزداد عند لمس الثدي، بالإضافة إلى ذلك تشعر أغلب النساء بوجود ثقل وتورم في الثدي.

ويبدأ هذا الألم قبل 5-10 أيام من الدورة الشهرية وتزول الأعراض بعد انتهائها، ويعد هذا النمط من آلام الثدي هو الأكثر انتشاراً بين النساء.

2- ألم الثدي غير الدوري (Non-cyclic breast pain)

يحدث هذا النمط من آلام الثدي في أي وقت وهو غير مرتبط بالدورة الشهرية.

يمكن أن يأخذ أشكال وأنماط مختلفة كالألم الشديد في نقطة معينة من أحد الثديين، أو ألم وتورم عام يشمل كامل منطقة الثدي.

وهذا الألم قد يكون مستمراً أو يحدث بشكل نوبات تشتد وتختفي وذلك وفقاً للسبب المؤدي لحدوثه.

الأعراض المرافقة لحالة آلام الثدي عند النساء

تختلف الأعراض المرافقة لحالة آلام الثدي وتتنوع بحسب العامل المسبب للألم بالدرجة الأولى، ولكن بشكل عام هناك مجموعة من الأعراض تكون شائعة ومشتركة وهي تستدعي الانتباه وعدم الإهمال واستشارة الطبيب للاطمئنان.

هذه الأعراض تتضمن:

  • الإحساس بوجود كتلة في الثدي
  • الشعور بتسمك في الجلد وتغير في ملمسه في أحد أجزاء الثدي
  • حدوث ألم في الثدي غير مرتبط بالدورة الشهرية ولا يتحسن مع الوقت
  • حدوث نز وافرازات من حلمة الثدي بشكل مفاجئ، ولا علاقة له بالإرضاع
  • ظهور أعراض مرتبطة بالتهاب الثدي الجرثومي كالاحمرار في الثدي والألم والحمى

أسباب حدوث آلام الثدي

تكون الأسباب المرتبطة بحدوث آلام الثدي عند النساء متنوعة، حيث تشمل على حالات مرضية قد تصيب الثدي أو المناطق المحيطة به أو تكون ناجمة عن رضوض أو التهابات وحتى بعض الأدوية وغيرها من المسببات.

ويمكن تلخيص أشهر الأسباب التي تؤدي لحدوث آلام في الثدي بما يلي:

١- التغيرات الهرمونية

تعد التبدلات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة وخاصة خلال مراحل الدورة الشهرية السبب الأكثر شيوعاً لحدوث آلام الثدي، حيث يبدأ الألم قبل أسبوع تقريباً من حدوث الطمث.

وتشعر الانثى بإحساس ثقل، وألم، وتورم في الثديين إضافة لازدياد الألم عند لمس الثدي.

والسبب في حدوث هذا الألم هو ارتفاع تراكيز هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون عند النساء في الفترة التي تسبق حدوث الطمث، وغالباً تختفي الأعراض والألم بمجرد بدأ الطمث.

كما ويعتبر الحمل من مسببات حدوث آلام الثدي وخصوصاً في الثلث الأول منه، وذلك بسبب حدوث العديد من التغيرات الهرمونية قبل أن تستقر لاحقاً مع تقدم الحمل.

٢- إصابات ورضوض الثدي

إن الثديين كغيرهما من أعضاء الجسم عرضةً للإصابة بالرضوض والصدمات من الوسط الخارجي المحيط، حيث يمكن أن يحدث هذا الأمر في سياق ممارسة الرياضة مثلاً وغيرها من الحالات كالحوادث.

وتختلف الأعراض وشدتها بحسب شدة الرض ونوعه، وتتراوح من إحساس بالانزعاج في الثدي، لحدوث ألم شديد أو حتى تكدم وتورم في الثدي المصاب بالرض.

٣- الارضاع

تعتبر آلام الثدي عند النساء الناتجة عن الإرضاع من المسببات الشهيرة وذلك لعدة عوامل تشمل:

  • الرض المستمر الناتج عن اطباق الرضيع لفمه على حلمة الثدي مع المص المتكرر
  • الشعور بالألم عند امتلاء غدد وأقنية الثدي بالحليب والحاجة لإفراغه
  • تشقق الجلد في منطقة الحلمة وهالة الثدي وزيادة احتمال حصول الانتان في المنطقة

٤- حدوث العدوى والانتان في الثدي

يصاب نسيج الثدي في بعض الحالات بإنتان أو عدوى جرثومية وذلك لعدة أسباب منها انسداد أقنية الحليب في الثدي أو جفاف وتشقق الجلد في منطقة حلمة الثدي.

وأيضاً إصابة الثدي بجرح أحياناً مما يشكل نقطة ضعف ومدخل يسمح للجراثيم بالتكاثر وإصابة نسيج الثدي.

يصيب التهاب الثدي النساء في أي عمر ولكن النساء في فترة الارضاع هنّ الفئة الأكثر عرضةً للإصابة بالتهاب وانتان في الثدي.

٥- بعض أنواع الأدوية

قد يرتبط حدوث آلام الثدي بشكل عام بتناول بعض اأنواع الأدوية، حيث يحدث الألم في الثدي كأثر جانبي لهذه الأدوية.

وفي حال كان الألم شديداً وغير محمول يمكن التواصل مع الطبيب لاستبدال الأدوية.

ومن هذه الأدوية المرتبطة بحدوث آلام في الثدي:

  • الأدوية المدرة للبول
  • الأدوية والعلاجات الهرمونية
  • أدوية علاج قصور القلب
  • بعض الأدوية النفسية

٦- وجدود كيسات في الثدي (Breast Cyst)

تظهر في بعض الأحيان كتلة في منطقة معينة من الثدي وفي جهة واحدة عادةً، هذه الكتلة غالباً تكون غير مؤلمة وتسبب شعوراً بالانزعاج فقط.

ولكن في بعض الأحيان قد تتسبب هذه الكتلة بآلام في الثدي مع احمرار وحرارة موضعية في المنطقة تدعى هذه الكتلة بـ "كيسة الثدي" ولا يُعرف السبب الحقيقي لظهورها لكن يُعتقد أن للهرمونات دور في تشكلها.

تمتلئ كيسات الثدي عادةً بسائل وتظهر فجأة دون سابق إنذار، وتسبب بعض الأعراض وتزول عادةً بشكل تلقائي ولا تحتاج لعلاج.

٧- سرطان الثدي

لا يعد ألم الثدي من الأعراض الشائعة لحالة سرطان الثدي، وذلك على الرغم من وجود كتلة في الثدي يمكن تحسسها أو وجود تغيرات عامة في شكل الثدي.

ولكن يمكن في حالات قليلة أن يتسبب سرطان الثدي ببعض الأعراض ومنها الألم في مرحلة ما.

إضافةً لذلك هناك نوع محدد من سرطان الثدي يرتبط بحدوث ألم واحمرار في الثدي وهو يدعى بسرطان الثدي الالتهابي (Inflammatory Breast Cancer) ولكن هذا النوع من سرطان الثدي نادر الحدوث ولا يتجاوز 5% من مجمل سرطانات الثدي.

٨- اختلاط بعد جراحة تجميل على الثدي

تحدث ألام الثدي بعد اجراء جراحة على المنطقة وبشكل خاص الجراحات التجميلية للثدي عند النساء.

ومن هذه الجراحات شد وتكبير الثدي، وزرع طعوم من السيليكون تحت نسيج الثدي لزيادة حجمه، حيث يكون الألم ناجماً عن الشد المبالغ فيه لنسيج وجلد الثدي، إضافة لمضاعفات العمل الجراحي الناجمة عن الجرح.

٩- ألم في جدار الصدر

يحدث في بعض الحالات ألم في منطقة الثدي ومحيطه ولكن لا يكون لهذا الألم علاقة مباشرة بالثدي ونسيجه حيث يكون سليماً، لكن يكون مصدر الألم هو جدار الصدر والقفص الصدري تحت الثدي.

حيث يمكن للعضلات في الصدر والقفص الصدري أن تصاب بالتشنج والرض، وأيضاً عظام وغضاريف أضلاع القفص الصدر يمكن أن يحدث فيها التهاب وتورم، وتظهر أعراض هذه الرضوض على شكل ألم في منطقة الثدي.

١٠- ارتداء حمالات صدر غير مناسبة

يعتبر اختيار حمالة الصدر المناسبة من أكثر الأمور المهمة لدى النساء، وتخطئ أغلب النساء باختيار الحمالات المناسبة لهنّ.

ومن المهم سؤال الباعة المختصين وأخذ القياسات بشكل صحيح لارتداء حمالات صدر ذات قياس مع شد مناسب يدعم الثدي ويخفف من الحمل والوزن عن الأربطة والأنسجة الطبيعية التي تدعم الثدي وتثبته في جدار الصدر.

حيث يمكن لهذه الأربطة أن تصاب بالتمطط والرض والإرهاق خلال النهار نتيجة حملها لكتلة الثدي دون وجود دعم كاف من حمالة الصدر يريح هذه الأربطة، وتكون النتيجة حدوث آلام في منطقة الثدي.

التشخيص

يحتاج الوصول للعامل المحرض والمسبب لحدوث آلام الثدي إلى مجموعة من الخطوات التشخيصية التي تتضمن:

١- الاستجواب وأخذ القصة المرضية

يسأل الطبيب عن طبيعة الأعراض وشدتها، ومتى بدأت، وهل الأعراض مرتبطة بالدورة الشهرية أم مستقلة عنها.

إضافة للسؤال عن ملاحظة تغيرات في الثدي كوجود كتلة مثلاً أو نز من حلمة الثدي وغيرها من الأسئلة والاستفسارات التي توجه نحو تشخيص حالة وسبب آلام الثدي.

٢- الفحص السريري للثدي

يحتاج الطبيب أن يفحص الثديين من خلال النظر أولاً والبحث عن اختلافات يمكن ملاحظتها بالعين.

ومن ثم يقوم بلمس الثدي للبحث عن وجود كتل أو كيسات أو تبدلات جلدية أو ضخامة عقد لمفية في الثدي وتحت الابط وغيرها من العلامات التي تترافق مع حالات آلام الثدي المختلفة عند النساء.

٣- صور شعاعية للثدي (Mammogram)

يتم تصوير الثدي بالأشعة السينية بواسطة جهاز مصمم خصيصاً لهذا الأمر، يسمح هذا الاجراء بتصوير الثدي بشكل واضح، وعرض نسيج الثدي بزوايا مختلفة.

تجرى صورة الماموغرام عند وجود كتلة أو سماكة في نسيج الثدي خلال الفحص السريري. حيث تسمح هذه الصورة بتمييز الإصابة في المنطقة والتغيرات في نسيج الثدي، وهذا يساعد في تشخيص سبب حدوث ألم الثدي.

٤- تصوير الثدي بالأمواج فوق الصوتية (Ultrasound)

يستخدم جهاز الأمواج فوق الصوتية لتصوير نسيج الثدي خصوصاً في حالات الشك بوجود كيسات أو كتل في الثدي. حيث يساعد على تقييم هذه الإصابات المختلفة ومعرفة بنية كل إصابة.

ويمكن أيضاً من معرفة محتوى الكيسات وتمييزها عن الخراجات الالتهابية في الثدي.

٥- الخزعة نسيجية من الثدي (Biopsy)

يمكن اللجوء لأخذ عينة نسيجية من خلايا الثدي في حالات آلام الثدي المترافقة مع وجود كتل أو تغيرات في نسيج الثدي غير مفسرة أو معروفة السبب.

يتم ارسال هذه العينة للدراسة في المختبر ومعرفة بنية الكتلة وطبيعة التغيرات والتأكد فيما إذا كان هناك سرطان في الثدي أم لا.

الخيارات العلاجية لحالات آلام الثدي عند النساء

يعتمد علاج آلام الثدي على العامل المسبب للألم بالدرجة الأولى، حيث تختلف كل حالة عن الأخرى وفق ما يلي:

  • في حالة آلام الثدي الناجمة عن الرض أو التشنج والارهاق ينصح الطبيب بالراحة واستعمال بعض المسكنات المتوفرة بدون وصفة طبية كدواء البراسيتامول
  • أما في حالة آلام الثدي الناجمة عن وجود انتان أو التهاب فهي بحاجة للصادات الحيويةإضافة للمسكنات ويحدد الطبيب النوع الأنسب بحسب شدة الحالة
  • ويمكن محاولة ضبط التغيرات الهرمونية وعدم انتظام الدورة الشهرية في حالة آلام الثدي الناجمة عن الدورة الشهرية
  • تغيير الأدوية التي تسبب آلام الثدي كتأثير جانبي
  • الجراحة في بعض حالات الخراجات والكيسات التي لا تشفى بالأدوية وأيضاً في حالة سرطان الثدي

نصائح لتخفيف الألم

بالإضافة لعلاج العامل المسبب لآلام الثدي يمكن لاتخاذ بعض التدابير والإجراءات من قبل النساء.

مثل تغيير بعض العادات اليومية واتباع نمط حياة صحية يمكن أن تخفف من حدوث وتكرار آلام الثدي.

تتضمن أبرز النصائح والإجراءات للتخفيف من آلام الثدي ما يلي:

  • ارتداء حمالة صدر مناسبة بقياس مناسب لتقوم بمهمة دعم الثدي وتخفيف الضغط والشد عن أربطة وأنسجة الثدي
  • تطبيق كمادات باردة أو ساخنة على الثدي في نهاية اليوم لمساعدة أربطة الثدي على الاسترخاء
  • اتباع حمية غذائية صحية والتقليل من المنبهات والمشروبات السكرية
  • ممارسة التمارين الرياضية لتقوية عضلات الصدر والظهر
  • محاولة التخفيف والابتعاد عن التوتر والضغط النفسي

في الختام وعلى الرغم من الانتشار الكبير لحالة آلام الثدي إلا أنه ولحسن الحظ فإن أغلب الأسباب قابلة للعلاج والتحسن عند التشخيص واتباع العلاج المناسب.

ولكن يجب التأكيد من عدم إهمال أي عارض أو حالة وطلب المشورة الطبية في حال الشك بوجود خلل ما مرافق لآلام الثدي. وذلك للحصول على التشخيص الباكر والعلاج بأقرب وقت.