أسباب ألم الركبة وكيفية التعامل معها

الكاتب - 18 مارس 2023

تعد الركبة واحدة من أكثر المفاصل استخدامًا في جسم الإنسان، حيث تتحمل العديد من الأحمال والضغوط التي تؤدي إلى تعرضها للإصابة والتلف. ومن بين الأمراض الشائعة التي تؤثر على الركبة هو ألم الركبة، الذي يمكن أن يؤثر على نوعية حياة الفرد وقدرته على القيام بالأنشطة اليومية.

سوف يتم في هذا المقال استكشاف أنواع ألم الركبة، والأسباب الشائعة له، وكيفية التشخيص والعلاج. سوف يتم أيضًا توفير المعلومات الضرورية التي يحتاجها الأفراد لتحسين صحة ركبتيهم وتجنب أي مشاكل مستقبلية.

مما يتشكل مفصل الركبة؟

يتحمل مفصل الركبة قدراً كبيراً من الضغط خلال الأنشطة اليومية، وبشكل خاص التي تتطلب فعالية كبيرة مثل الركض وممارسة التمارين الرياضية.

يتشكل مفصل الركبة من الأجزاء التالية:

  • عظم الظنبوب وهو العظم الأكبر في الساق
  • عظم الفخذ
  • الرضفة
مقطع يوضح المفصل وما يحيط به
مقطع يوضح المفصل وما يحيط به

وتغطى كل نهاية عظمية بغضروف يمتص الصدمات ويحمي الركبة، بالإضافة إلى وجود البنى الأخرى من حولها والتي تشمل العضلات، والأوتار، والأربطة.

يقوم مفصل الركبة بوظائف متعددة في الجسم، منها:

  • تحريك الفخذ إلى الأمام والخلف والجانبين
  • تحريك الساق إلى الأمام والخلف والجانبين
  • تحريك الساق بزاوية أفقية للرفع والخفض
  • تساعد في الثبات والاستقرار أثناء المشي والجري والقفز
  • تقليل الاحتكاك بين العظام الركبية وتسهيل الحركة السلسة والمتناسقة

أسباب ألم الركبة

يعتبر ألم الركبة مشكلة شائعة وقابلة للعلاج بشكل عام، ولها العديد من الأسباب المختلفة:

١- الإصابات

يمكن أن ينجم ألم الركبة عن حدوث الإصابات وهي حالة شائعة، ومن هذه الإصابات:

  • تلف أجزاء من الركبة، بما في ذلك العظام والغضاريف والأربطة والأوتار والعضلات
  • التهاب الجراب المفصلي "Bursitis" وهو التهاب الأكياس المملوءة بالسوائل والتي تبطن الركبة
  • خلع الرضفة "Dislocation of the kneecap"
  • كسر في الرضفة أو في العظام الأخرى.
  • متلازمة الشريط الحرقفي الظنبوبي "Iliotibial band syndrome" وهي إصابة الوتر السميك الذي يمتد من الورك إلى الجزء الخارجي من الركبة.
  • تمزق الرباط "Torn ligament" قد تسبب إصابة الرباط المتصالب الأمامي (ACL) أو إصابة الرباط الجانبي الإنسي (MCL) نزيفاً أو تورماً في الركبة أو تؤدي إلى عدم استقرار الركبة.
  • تمزق الغضروف "Torn cartilage" وفيه يشعر المصاب بألم في داخل أو خارج مفصل الركبة.
  • الالتواء المفاجئ، والذي يؤدي إلى تمزق أو تمدد في الأربطة.

٢- التهاب المفاصل

قد ينجم ألم الركبة عن الحالات التي تسبب التهاب المفاصل بما في ذلك:

  • التهاب المفاصل التنكسي "Osteoarthritis"
  • التهاب المفصل الروماتويدي "Rheumatoid Arthritis"
  • النقرس
  • التهاب مفصل الركبة الإنتاني "Septic Arthritis"

٣- أسباب أخرى

  • متلازمة الألم الرضفي الفخذي "Patellofemoral Pain Syndrome" وفيها يحدث ألم في مقدمة الركبة وحول الرضفة، وتحدث أحياناً بسبب عدم توضع الرضفة بشكل صحيح.
  • الألم الراجع من الورك أو العمود الفقري السفلي
  • داء أوزغود شلاتر "Osgood-Schlatter's disease" وهي حالة يمكن أن تصيب الأطفال والشباب، وفيها يحدث التهاب مؤلم في العظم والغضروف أعلى الساق، أثناء وبعد التمرين.
  • التهاب الأوتار "Tendonitis" وفيه ينتفخ الوتر ويصبح مؤلماً.
  • كيسة بيكر "Baker cyst" وهي تورم مملوء بالسوائل خلف الركبة قد يترافق مع التهاب نتيجة أسباب أخرى، مثل التهاب المفاصل.
  • السرطانات التي تبدأ في العظام أو تنتشر إليها.

عوامل خطر الإصابة بألم الركبة

تزداد احتمالية الإصابة بألم الركبة في حال:

  • زيادة الوزن
  • ضعف عضلات الساق
  • عضلات الساق المشدودة
  • ممارسة رياضات معينة مثل التزلج وكرة السلة
  • وجود إصابة سابقة في الركبة

التشخيص

غالباً ما يستطيع الطبيب تحديد سبب ألم الركبة من الأعراض التي يعاني منها المريض بالإضافة إلى الفحص السريري للركبة.

وخلال الفحص السريري يتأكد الطبيب من التالي:

  • يفحص الطبيب الركبة بحثاً عن وجود تورم أو ألم أو دفء (حرارة) أو كدمات مرئية
  • يتحقق من مدى قدرة المريض على تحريك الجزء السفلي من الساق في اتجاهات مختلفة
  • دفع أو سحب المفصل لتقييم سلامة البنى في الركبة

وقد يقترح في بعض الحالات إجراء فحوص مخبرية معينة للمساعدة في تأكيد التشخيص، ومنها:

  • تحاليل الدم في حال الشك بوجود عدوى أو التهاب
  • بزل مفصل الركبة، وفيه يتم أخذ كمية صغيرة من السائل في الركبة باستخدام إبرة، ومن ثم إرسال هذا السائل إلى المختبر لتحليله

اختبارات تصويرية

في بعض الحالات قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات تصويرية لتحديد السبب المباشر لألم الركبة، مثل:

  • الأشعة السينية "X-ray": ويتم إجراؤها في وضعيات مختلفة، ويمكن أن تساعد في الكشف عن كسور العظام وأمراض المفاصل التنكسية، حيث قد تظهر التغيرات الشكلية العظمية في المفصل الرضفي الفخذي ومفصل الركبة.
  • التصوير المقطعي المحوسب "CT": يمكن أن تساعد في تشخيص مشاكل العظام والكسور الدقيقة؛ ويتوفر منه أيضاً نوع خاص يمكنه تحديد الإصابة بالنقرس بدقة حتى عندما لا يكون المفصل ملتهباً.
  • الموجات فوق الصوتية "Ultrasound": والتي تظهر الأنسجة الرخوة داخل الركبة وحولها.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي "MRI": يعتبر مفيداً بشكل خاص في الكشف عن إصابات الأنسجة الرخوة مثل الأربطة والأوتار والغضاريف والعضلات.
  • تنظير المفصل: وهو إجراء تشخيصي وعلاجي يتم باستخدام أنبوب صغير مزود بإضاءة، يُدخل من خلال شق صغير في المفصل، ويتم عرض صور الجزء الداخلي للمفصل على شاشة؛ ويُستخدم في:
    • تقييم أي تغيرات تنكسية أو التهابية في المفصل
    • الكشف عن أمراض العظام والأورام
    • تحديد سبب آلام العظام والتهابها
  • تصوير العظام النووي : وهي تقنية تستخدم كميةً صغيرة جداً من المواد المشعة، والتي يتم حقنها في مجرى الدم ويتم الكشف عنها بواسطة ماسح، مما يُظهر تدفق الدم إلى العظام ونشاط الخلايا داخل العظم.

علاج ألم الركبة

يختلف العلاج المتبع لحالة ألم الركبة بالاعتماد على الأسباب، فإذا ؛انت الأسباب بسيطة يمكن أن يشفى ألم الركبة من تلقاء ذاته بعد اتخاذ خطوات للتحكم بالأعراض، وتشمل بعض هذه التعليمات:

  • الراحة وتجنب الأنشطة التي تسبب الألم
  • وضع الثلج كل ساعة لمدة تصل إلى 15 دقيقة، وبعد اليوم الأول يتم وضعه على الأقل 4 مرات في اليوم، مع تغطية الركبة بمنشفة قبل وضع الثلج؛ كما يجب تجنب النوم أثناء وضع الثلج، حيث أن تركه لفترة طويلة قد يؤدي إلى حدوث قضمة الصقيع.
  • إبقاء الركبة مرفوعة قدر الإمكان لتقليل التورم الحاصل.
  • ارتداء ضمادةٍ مرنة والتي قد تقلل من التورم وتوفر الدعم.
  • النوم مع وضع وسادة تحت الركبتين أو بينهما.
  • تناول إيبوبروفين "Ibuprofen" أو نابروكسين "Naproxyn" لتخفيف الألم والتورم؛ كما يمكن أن يساعد الباراسيتامول "Paracetamol" في تخفيف الألم فقط وليس التورم.
    • علماً أنه يجب التحدث إلى الطبيب قبل تناول هذه الأدوية في حال كان المريض يعاني من مشاكل طبية، أو إذا كان قد تناولها لأكثر من يوم أو يومين.

أما في الحالات الشديدة أو المستمرة وبعد زيارة الطبيب والقيام بالفحوص اللازمة، فيوجد مجموعة من العلاجات التي يمكن اتباعها وهي تشمل:

  • المسكنات ومضادات الالتهاب
  • ربط الركبة أو وضع دعامة
  • تقويم العظام لتحسين طريقة المشي
  • العلاج الفيزيائي
  • الجراحة

إذا كان ألم الركبة ناتجاً عن التهاب المفاصل التنكسي، فإن فقدان الوزن وتمارين القوة والتمارين المائية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض.

في حال إصابة الركبة، يمكن بدء العلاج في المنزل، ومن ثم زيارة الطبيب أو قسم الطوارئ.

الوقاية

يوجد مجموعة من النصائح العامة التي تفيد بالوقاية من ألم الركبة وهي:

  • الإحماء قبل التمرين دوماً، ومن ثم التبريد بعد الانتهاء (ممارسة التمارين بشدة أقل)، وتمديد عضلات الجزء الأمامي والجزء الخلفي من الفخذ.
  • تجنب الجري نزولاً، بل النزول مشياً بدلاً من ذلك
  • قيادة الدراجة والسباحة بدلاً من الجري
  • تقليل كمية التمارين الرياضية وخاصةً الشديدة منها
  • الركض على سطح أملس وناعم بدلاً من الإسمنت أو الرصيف
  • في حالة وجود زيادة في الوزن، ينصح بالعمل على تخفيض الوزن إلى الحد الصحي للجسم، نظراً لتأثير الوزن الزائد على قدرة الشخص على القيام بالأنشطة الحركية اليومية، مثل الصعود والنزول من الأدراج والقفز.
  • كما أنه في حالة وجود "القدم المسطحة" يمكن تجربة حشوات الأحذية الخاصة ودعامات لقوس القدم.