أسباب جفاف المهبل وطرق العلاج

المراجعة الطبية - OB-GYN
الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

يعد جفاف المهبل من المشكلات الشائعة بين النساء، فالرطوبة هي الصفة الأساسية لبطانة المهبل وبالتالي تعرض المرأة إلى جفاف المهبل قد يشعرها بالقلق بالإضافة للتسبب بمشكلات في الحياة الجنسية. ولكن ما هي أسبابه؟ وما هي سبل العلاج؟

جفاف المهبل وهرمون الأستروجين

يفرز المبيض هرمون الاستروجين عند النساء من البلوغ وحتى سن اليأس، وهو يساهم في العديد من خصائص جسم الأنثى كنمو الثديين وشكل الجسم وتوزع الأشعار وكذلك في الدورة الشهرية والحمل.

وإحدى وظائف هرمون الاستروجين هي تحفيز غدد عنق الرحم لإفراز مزلقات طبيعية تحافظ على رطوبة وليونة المهبل.

بالتالي فإن انخفاض إفراز الاستروجين يتبعه نقص في نشاط غدد عنق الرحم ما يؤدي لحالة جفاف المهبل. وتعد هذه الحالة أكثر شيوعاً عند النساء بعد انقطاع الطمث (سن الإياس) نظراً لتوقف المبيض عن إنتاج الاستروجين، إلا أنه من الممكن مشاهدتها في أعمار أخرى.

أعراض جفاف المهبل

تتفاوت أعراض جفاف المهبل في شدتها من حالة لأخرى، مع ملاحظة أن الجفاف يطال أيضاً المنطقة التناسلية الخارجية وليس فقط المهبل. وتشمل الأعراض:

  • الشعور بألم عند ممارسة الجنس، وقد يكون شديداً لدرجة تفقد معها المريضة الرغبة الجنسية.
  • ألم خارج أوقات ممارسة الجنس، يظهر بوضعيات مختلفة أثناء التبول أو ممارسة التمارين الرياضية.
  • تغيرات بالمفرزات المهبلية من حيث اللون والرائحة والتي تترافق مع حكة وتهيج في المنطقة.
  • حدوث نزيف أو مشاهدة بقع دم أثناء الجماع أو بعده.
  • كثرة التبول أو الألم أثناء التبول.
  • التهابات المجاري البولية بالإضافة لالتهابات المهبل.

أما إن كان جفاف المهبل نتيجة انقطاع الطمث فقد تشكل الأعراض السابقة جزءاً مما يعرف بالمتلازمة البولية التناسلية، وهي مجموعة الأعراض في الجهازين البولي والتناسلي المرتبطة بسن اليأس.

ومع المتلازمة البولية التناسلية تظهر أعراض إضافية تتضمن:

  • الهبات الساخنة
  • التعرق الليلي
  • التعب
  • التغيرات والتقلبات المزاجية

أسباب تؤدي للجفاف

قد يعد بلوغ سن اليأس أو المرحلة السابقة له هو أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى جفاف المهبل. إذ تعاني نصف النساء بين ٥١ و٦٠ عام من جفاف المهبل.

ولكن هنالك بعض الأسباب التي قد تؤدي لجفاف المهبل قبل هذه المرحلة وتتضمن:

  • الإرضاع
  • العلاج الكيمائي والشعاعي للأورام
  • الاستئصال الجراحي للرحم أو استئصال المبيضين
  • الأدوية المضادة للأستروجي
  • نقص تدفق الدم لجدران المهبل نتيجة مشاكل في الأوعية الدموية قد يسبب نقص الترطيب.
  • تطبيق منتجات صناعية على المنطقة كالبخاخات والصابون.
  • بعض الأدوية كأدوية الحساسية ومضادات الاكتئاب.
  • الحالة النفسية خاصة المتعلقة بالإجهاد والقلق تؤثر على رطوبة وليونة المهبل كما وتؤثر على الرغبة الجنسية.

تشخيص جفاف المهبل

يعتمد تشخيص جفاف المهبل على الفحص السريري والتاريخ الطبي للمريضة. فبعد التأكد من الحالة يُحاول الطبيب تحديد العامل الكامن ولهذا يقوم بطرح عددٍ من الأسئلة تتضمن:

  • العمر
  • مدة الدورة الشهرية أو انقطاع الدورة
  • الأدوية المستخدمة
  • الولادة ومرحلة بعد الولادة
  • العمليات لجراحية في الحوض أو التعرض لعلاج شعاعي

عند تشخيص الحالة يقوم الطبيب بفحص سريري كامل بهدف نفي وجود حالات أخرى تسبب أعراضاً مشابهة كالالتهابات التناسلية.
خلال هذا الفحص يتم التحقق من تغيرات فيزائية في مظهر المهبل والفرج مثل:

  • ترقق الجلد والأنسجة الداعمة
  • انخفاض المرونة
  • تغير لون بطانة المهبل إلى لون وردي فاتح مائل للأزرق بدلاً من الوردي

أما من حيث التحاليل فلا يوجد أي تحليل أو فحص يمكن اعتماده لأجل تشخيص جفاف المهبل.

علاج جفاف المهبل

بعد تحديد السبب الكامل وراء الحالة من الضروري العمل على علاجها، وعموماً يوجد العديد من الخيارات العلاجية لجفاف المهبل ومنها:

المزلقات والمرطبات

المزلقات والمرطبات تعد الخيار الأول عادةً للبدء بالعلاج كونها تصرف دون وصفة طبية وسهلة الاستخدام.

تتميز المزلقات بعدم احتوائها على هرمونات وانعدام تأثيراتها الجانبية على الجسم وتقليلها للإنزعاج أثناء الجماع.

ومن الأفضل استخدام المزلقات المخصصة لهذا الغرض، وخاصة المزلقات ذات الأساس المائي أو مزلقات السيليكون التي تحافظ على فعالية وسائل الوقاية المصنوعة من اللاتكس.

أما فيما يخص مرطبات المهبل فهي تستعمل ثلاث مرات أسبوعياً للحفاظ على رطوبة جيدة مستمرة.

عند استخدام المزلقات والمرطبات المهبلية من الضروري تجنب استخدام المزلقات غير المخصصة للاستخدام المهبلي كالفازلين فهي أقل فعالية.

إضافة لكون المواد ذات القوام الزيتي كالفازلين أو زيوت الأطفال قد تقلل فعالية الواقي الذكري المصنع من اللاتكس في منع الحمل وانتقال الأمراض.

من المهم أيضاً تجنب استخدام مرطبات الجسم للترطيب المهبلي لأنها قد تسبب تهيج المهبل.

العلاج الدوائي

في حال عدم تحسن الأعراض قد يتم اللجوء لاستخدام هرمون الاستروجين موضعياً.

يسهم استخدامه في تخفيف ألم الجماع والحفاظ على درجة الحموضة الطبيعية للمهبل وتوازن البكتيريا. كما أن آثاره جانبية أقل بشكل ملحوظ من حبوب الهرمونات الفموية لكون جرعاته منخفضة.

يتواجد الاستروجين الموضعي بعدة أشكال ولكل منها طرق استخدام محددة منها الكريمات المهبلية والأقراص أو الحلقات التي تستبدل كل ثلاثة أشهر.

في حال عدم إمكانية استخدام الاستروجين المهبلي نلجأ لبديل يدعى أوسبيميفين و هو عبارة عن حبوب فموية وهو مشابه في تركيبه وتأثيره للأستروجين.

مع الأخذ بعين الاعتبار أنه لا تزال هناك حاجة لتقييم مضاعفاته وتأثيراته على الجسم، فقد يسبب الهبات الساخنة كتأثير جانبي ويزيد خطر الإصابة بتجلطات الدم وسرطان الرحم.

العلاج الهرموني الجهازي

في حال عودة الأعراض بعد التوقف عن استخدام العلاجات السابقة يتم اللجوء إلى العلاج الهرموني.

يحتاج العلاج الهرموني إلى وصفة طبية ويتم تحت إشراف الطبيب بعد وصف الجرعة المناسبة وزمن العلاج.

تختلف العلاجات الهرمونية الجهازية من حيث أشكالها إذ تتواجد بشكل:

  • حبوب تؤخذ فموياً
  • لصاقات جلدية

تسبب اللصاقات ضرراً أقل للكبد كونها تصل للدم مباشرةً بعكس الحبوب الفموية التي تحتاج للمرور عبر الكبد.

من ناحية أخرى فالعلاجات الهرمونية تختلف أيضاً بتركيبة الهرمونات المكونة لكل منها. ويعتمد اختيار الدواء الأنسب على الحالة والتاريخ المرضي السابق للمريضة وموازنة الفوائ مع المخاطر الممكنة.

العلاجات الهرمونية المتضمنة هرمون الاستروجين فقط

  • تستخدم بشكل أكثر أماناً في حال استئصال الرحم كون الاستروجين ينمي بطانة الرحم
  • مستخدمة في حال استخدام لولب منع الحمل كونه يفرز البروجسترون
  • ترتبط بخطر حدوث السكتات الدماغية وسرطان الرحم لاسيما بعد سن اليأس

العلاجات الهرمونية المشتركة المكونة من هرموني الاستروجين والبروجسترون معا

  • المرأة بعد سن اليأس تأخذ الهرمونين معاً بشكل يومي
  • المرأة في سن النشاط التناسلي تأخذ حبوب الأستروجين فقط بشكل يومي مع إضافة البروجسترون في آخر 14 يوم من كل دورة علاج (مدتها 28 يوم)
  • تقلل خطر تكاثر بطانة الرحم ولكنها ترتبط بخطر الإصابة بالسكتات القلبية، الجلطات الدماغية وسرطان الثدي.

يجب الانتباه لكون العلاج الهرموني الجهازي غير مناسب للجميع حيث ينبغي تجنبه في الحالات التالية:

  • الإصابة السابقة بسرطان الثدي أو سرطان الرحم أو سرطان المبيض
  • وجود نزيف مهبلي
  • الإصابة بالسكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو الجلطات
  • ارتفاع ضغط الدم
  • مشاكل الكبد

الوقاية من جفاف المهبل

في كثير من الحالات تكون الإصابة بجفاف المهبل عرضاً طبيعياً للتقدم في العمر أو نتيجة لعلاجات حالات مرضية معينة.
يمكن اتباع بعض الإجراءات لمنع تطور الحالة مثل:

١- يمكن الاعتماد على المزلقات والمرطبات التجارية المتوافرة لتحسين الحالة وتخفيف الأعراض المزعجة.
٢- منح وقت أكثر للجماع حتى تفرز غدد بارتولين الموجودة بجوار المهبل مفرازتها التي تسهم بالتزليق الجيد.
٣- من المهم تجنب استعمال الصوابين المعطرة والمنتجات التي قد تضر بالإفراز الفيزيولوجي الطبيعي للغدد.
٤- قد تؤثر الحالة النفسية في رطوبة المنطقة التناسلية، لذا من المهم التعامل مع حالات القلق والإجهاد.
٥- يسهم تناول كمية كافية من المياه في الحفاظ على رطوبة وليونة جيدة للمهبل.