أضرار ارتداء النظارات الطبية القديمة

الكاتب - 26 فبراير 2023

يزور معظم الأشخاص الذين يعانون من مشاكل بصرية الطبيب لفحص العين ووصف النظارات الطبية المناسبة، ولكنهم يهملون الزيارة الدورية لطبيب العيون ويستمرون بارتداء النظارات الطبية القديمة لفترة طويلة مما يسبب تراجع بالقدرة البصرية.

ما هو دور النظارات الطبية؟

تعتمد آلية الرؤية على كسر أشعة الخيال بحيث يتوضع بشكلٍ مثالي عن طريق العدسة والقرنية لتشكيل خيال للأجسام المرئية على نقطة محددة من الشبكية، والتي تحوله بدورها عبر الألياف العصبية (العصب البصري) إلى الدماغ الذي يقوم بتفسيره إلى ما نراه.

يحدث خلل الانكسار (Ametropia)، عندما لا تتوضع الأشعة على الشبكية، نتيجة مشاكل في السطوح الكاسرة أو عدم تناسب في أبعاد العين، مثل قصر البصر ومد البصر.

يؤدي ذلك لتشوش في الرؤية بالتالي تتطلب هذه الحالات سطح كاسر إضافي، والمتمثِّل بالعدسات أو النظارات الطبية والتي تختلف فيما بينها حسب درجة الخلل.

أضرار ارتداء النظارات الطبية القديمة

تتطلب حالات مشاكل الانكسار في العين مراقبة دورية عند طبيب العيون وذلك لكشف أي تطور في الحالة قد تتطلب تغيير العدسات لدرجاتٍ أعلى.

بالتالي تصبح النظارات الطبية القديمة غير مناسبة للحالة، وقد يتسبب ارتدائها بأضرار ومضاعفات على الرؤية.

يمكن شرح هذه الأضرار بتقسيمها حسب العمر:

١- الأطفال

إن وضع نظارات طبية ذات عدسات لا تتناسب مع درجات الخلل قد تسبب مشاكل بصرية لدى الأطفال وخاصة لكونهم في مرحلة النمو.

يمكن باستخدام النظارات والعدسات المناسبة أن تتحسن حالة قصر أو مد البصر الموجودة مع بلوغ المريض، ولكن عند إهمال المراجعة الدورية لطبيب العيون والاستمرار باستخدام النظارات الطبية القديمة يمكن أن تتراجع الحالة أكثر وقد تصل لمرحلة العين الكسولة.

وفيها يحدث انخفاض بالقدرة البصرية في إحدى العينين مقارنةً بالأخرى.

٢- البالغين

عند استمرار ارتداء نظارات طبية قديمة عند البالغين، تكون الأضرار محصورة بالإجهاد البصري وتضم:

  • الصداع: يعد من أشهر الأعراض التي تظهر عند ارتداء النظارات القديمة. ويختفي الصداع بخلع النظارات أو تتغيير العدسات بعد إعادة فحص العين لدرجة الخلل البصري الموجود.
  • الدوار: يحدث مشاكل في التوازن والوقوف نتيجة لمشاكل في الرؤية ثلاثية الأبعاد حيث لا يستطيع الدماغ رسم الأبعاد بالشكل الصحيح.
  • تشوش الرؤية: والتي يجب أن تدفع عند ترافقها مع الصداع والدوار، للتفكير بأن النظارات الطبية لم تعد تجدي نفعًا وأصبحت قديمة.

بالإضافة لأعراض أخرى أقل شيوعاً، والتي تضم:

  • ألم في العين
  • جفاف العين أو الدُماع (إفراز الدمع بكميات كبيرة)
  • مشاكل في التركيز
  • ألم في الكتف والعنق والظهر
  • الإحساس بالحرقة أو الحكة في العين
  • تعب عام

الفحص الدوري

إن الاهتمام بصحة العين أمر مهم، حيث تؤثر الأمراض أو المشاكل التي تصيب العين على نوعية الحياة.

لذلك ينصح بزيارة طبيب العيون بشكلٍ دوري خاصةً في حال وجود أحد أشكال الخلل الانكساري وذلك للتحقق من درجات الرؤية وفعالية النظارات الطبية القديمة المستخدمة.

كما وينصح بإجراء الفحص الدوري للعيون حتى لو لم يكن هنالك مشاكل في الرؤية أو أعراض عينية بحسب العمر على الشكل التالي:

  • الأطفال: يجب أن يتم أول  فحص للنظر في عمر الستة أشهر ومن ثم بشكل سنوي.
  • البالغين: ينصح البالغين الذين تتراوح أعمارهم من 18-60 سنة، بزيارة العيادة العينية كل سنتين على الأقل. أما الذين تجاوزوا سن الستين، فيفضل الالتزام بالزيارة السنوية.

عوامل أخرى

الأطفال: يوجد عدة عوامل أخرى، قد تتطلب زيادة في عدد الزيارات عن الزيارة الواحدة في السنة لمراقبة وضع العين، وتتضمن:

  • الولادة المبكرة
  • انخفاض وزن الطفل عند الولادة
  • مشاكل صحية خلال حمل الأم
  • تاريخ عائلي بأمراض العيون

الكبار: يوجد عوامل تخص البالغين، تتطلب زيادة عدد مرات الفحص الدوري للعيون عن السنتين، وتضم:

  • تاريخ عائلي بأمراض العيون
  • ارتفاع الضغط الشرياني
  • الإصابة بمرض السكري
  • ارتداء نظارات طبية
  • المهن التي تتطلب جهد بصري

الفحوص المتبعة لتحديد النظارات الطبية المناسبة

عند زيارة طبيب العيون، يقوم عادةً بأخذ القصة المرضية وشكوى المريض في حال وجودها، ومن ثم يجري مجموعة من الفحوص، التي تمكن الطبيب من تحديد حدة البصر وتغيير النظارات الطبية القديمة في حال استخدامها.

١- حدة البصر

يجب إجراء فحص حدة البصر "visual acuity" قبل أي فحص آخر، ويتم فحص كل عين بشكل منفرد.

لتحديد حدة البصر يجلس المريض على بعد حوالي 6 أمتار من مجموعة من الأحرف أو الأرقام أو الأشكال الموجودة على لوحة أو عبر جهاز إسقاط.

  • مخطط سنيلين "The Snellen eye chart": يعد المخطط الأكثر شيوعاً بين العيادات، حيث توضع مجموعة من الأحرف متناقصة الحجم على لوحة، ويجب على المريض أن يقرأها من الحجم الأكبر إلى الأصغر المريض إلى أن يعجز عن ذلك.
  • فحص حرف E: تضم اللوحة مجموعة من حرف الـ E مختلفة بالاتجاهات (يمين-يسار- أعلى- أسفل) كما أن الحجم يصغر تدريجياً ويستمر المريض بالقراءة إلى أن يعجز عن تحديد جهة الحرف.
  • فحص مبسط للأطفال: تتواجد على اللوحات مجموعة من الصور والأشكال، ويمسك الطفل بطاقات تضم نفس الأشكال وعليه أن يطابقها.

عند وصول المريض إلى المرحلة التي يعجز بها عن القراءة يبدأ الطبيب باستعمال عدسات مختلفة على عين المريض حتى يستطيع القراءة وتحديد الاتجاهات مجدداً، وتكون هي العدسة المناسبة له.

٢- تحديد مشاكل الانكسار

يجري الطبيب فحوص إضافية لتحديد مشاكل الانكسار في العين (حسر أو مد بصر) وتضم الفحوص:

  • تنظير الشبكية: يوجّه الطبيب ضوء عبر جهاز المنظار نحو العين، ويحرك المنظار للأعلى والأسفل ويميناً ويساراً ويراقب الضوء المنعكس من العين، ثم يحدد سوء الانكسار عبر عدسات محدبة أو مقعرة توضع أمام عين المريض.
  • الأجهزة الأوتوماتيكية: هناك أجهزة تستطيع أن تحدد سوء الانكسار بشكلٍ أوتوماتيكي، حيث تتطلب من المريض أن ينظر من خلالها فقط. إلا أن هذه الفحوص تفتقر للدقة الكاملة ولا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل.