أضرار التدخين وتأثيره على الصحة

الكاتب - 30 مارس 2023

يعد التدخين من السلوكيات السيئة التي تحمل العديد من الأضرار وتتسبب بالكثير من المشاكل الصحية على المدى الطويل، ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يتعاطون التبغ حول العالم، فإن التحذير من خطورة التدخين يجب أن يكون في مقدمة الأولويات الصحية لكل شخص. وبالإضافة إلى الأضرار الصحية المباشرة للتدخين، فإنه يتسبب في العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

مقدمة عن أضرار التدخين

يعتبر التبغ خطيراً بشكل عام على صحة الإنسان، سواء تم استخدامه بالتدخين أو المضغ، إذ تحتوي منتجات التبغ على مواد غير آمنة مثل الأسيتون والقطران والنيكوتين وأول أكسيد الكربون، ويمكن أن تؤثر المواد المستنشقة على الرئتين وعلى مختلف الأعضاء في الجسم الأخرى.

بالإضافة إلى ذلك فإن إضرار التدخين قد تسبب مضاعفات مستمرة وتأثيرات طويلة الأمد على أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة.

وفي الواقع لا توجد طريقة آمنة للتدخين، ولن يساعد استخدام السيجار أو الأنابيب الخشبية أو السجائر الإلكترونية أو الشيشة بدلاً من السيجارة في تجنب المخاطر الصحية المترتبة على التدخين.

تحتوي السجائر على حوالي 600 مكون، وتوجد العديد من هذه المكونات في السيجار والشيشه كذلك، وعندما تحترق هذه المكونات فإنها تولد أكثر من 7000 مادة كيميائية والعديد منها سام، وما لا يقل عن 69 منها مسرطنة، أو معروفة بأنها مسببة للسرطان. (1)

ولكن الأمر الجيد هو أن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلل العديد من عوامل الخطر للحالات والأمراض التي يساهم فيها.

تأثير وأضرار التدخين على الصحة

هنالك العديد من أضرار التدخين على مختلف جوانب صحة الإنسان وأعضاء الجسم، ونذكر منها:

١- تلف الرئة

إن الأضرار التي تلحق بالرئتين بسبب التدخين هي الأكثر شيوعاً وذلك لأن المدخن يستنشق النيكوتين ومواد كيميائيةً ضارةً أخرى.

  • كما تعتبر السجائر مسؤولة عن زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الرئة، حيث يزداد الخطر عند الرجال حوالي 25 مرة وعند النساء 25.7 مرة.
  • بالإضافة إلى ذلك فإن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "CDC" تشير إلى أن ما يقارب من 9 حالاتٍ من أصل 10 من وفيات سرطان الرئة ترتبط بالتدخين.
  • بالإضافة إلى ذلك، يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض الرئة الانسدادي المزمن "COPD"، ويزيد من خطر حدوث مضاعفات ووفيات بسببه بنسبة تصل إلى 80%. (2)
  • كما ترتبط السجائر أيضاً بالإصابة بالنفاخ الرئوي والتهاب القصبات المزمن، ويمكن أن يزيد من خطر تفاقم نوبات الربو أو حدوثها.

٢- الأمراض القلبية

يتسبب التدخين بالعديد من الأضرار على القلب والأوعية الدموية وخلايا الدم، ويمكن أن تزيد المواد الكيميائية والقطران من خطر التصلب العصيدي "Atherosclerosis" والذي يحد من تدفق الدم ويمكن أن يؤدي إلى انسدادٍ خطير.

إضافة إلى ذلك يزيد التدخين من خطر الإصابة بمرض الشريان المحيطي "Peripheral Artery Disease"، والذي يحدث عندما تتضيق الشرايين في الأطراف، مما يقلل من تدفق الدم في تلك المناطق.

تشير الأبحاث إلى وجود صلة مباشرة بين التدخين ومرض الشريان المحيطي، ويتعرض الأشخاص الذين كانوا مدخنين سابقاً لخطر أعلى للإصابة بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا أبداً. (3)

تزيد الإصابة بمرض الشريان المحيطي من خطر حدوث:

  • خثرات (جلطات) الدم
  • الذبحة الصدرية أو ألم الصدر
  • السكتة الدماغية
  • النوبات القلبية

٣- مشاكل الخصوبة

يمكن أن يتسبب تدخين السجائر في إحداث أضرار في الجهاز التناسلي عند الإناث ويصعب حدوث الحمل. (4)

أما عند الذكور فيزداد خطر حدوث ضعف الانتصاب كلما زاد التدخين ومدته، وأيضا تتأثر جودة الحيوانات المنوية بالتالي تقل الخصوبة.

٤- مضاعفات الحمل

يمكن أن يؤثر التدخين على الحمل وعلى الجنين في بطن الأم بطرق مختلفة، بما في ذلك ما يلي: (5)

  • زيادة خطر حدوث الحمل خارج الرحم
  • ولادة طفلٍ منخفض الوزن
  • زيادة خطر حدوث الولادة قبل الأوان (الخداج)
  • إتلاف رئتي الجنين والدماغ والجهاز العصبي المركزي
  • زيادة خطر حدوث متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS)
  • زيادة نسبة حدوث التشوهات الخلقية مثل الشفة المشقوقة

٥- خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني

يزيد التدخين العادي من خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني بنسبة 30-40% مقارنةً بالأشخاص الذين لا يدخنون، ويمكن أن يجعل التدخين العلاج أصعب بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري.

٦- ضعف الجهاز المناعي

قد يؤدي تدخين السجائر إلى ضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الشخص أكثر عرضةً للمرض، كما يمكن أن يتسبب التدخين أيضاً في حدوث التهاب في الجسم.

٧- مشاكل الرؤية

من المحتمل أن يسبب تدخين السجائر مشاكل في العين، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بالساد والتنكس البقعي. (6)

بالإضافة أيضاً إلى مشاكل أخرى مثل:

  • جفاف العينين
  • الزرق
  • اعتلال الشبكية السكري

٨- التأثير على صحة الفم

إن أضرار التدخين يصل تأثيرها لصحة الفم والأسنان أيضاً، حيث قد يحد التدخين من تذوق وشم الأشياء بشكل صحيح، وقد تتلطخ الأسنان بالأصفر أو البني.

كما أن لدى المدخنين خطراً مضاعفاً للإصابة بسرطان الفم والتهابات اللثة، ويزداد هذا الخطر مع ازدياد عدد السجائر التي يدخنها الشخص. وتتضمن أعراض التهاب اللثة ما يلي: (7)

  • تورم وألم في اللثة
  • نزيف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة
  • تصبح الأسنان مرتخية
  • تصبح الأسنان حساسة

٩- الجهاز اللحافي

يتألف الجهاز اللحافي من الجلد والشعر والأظافر، ويؤثر التدخين بشكل سلبي على صحة هذا الجهاز، حيث يمكن أن يتسبب في تجعد الجلد وتلفه بشكل مبكر، بالتالي تظهر التجاعيد عند المدخنين في وقت مبكر. كما أنه يمكن أن يؤثر التدخين على صحة الشعر وجعله أكثر هشاشة وتكسراً، ويساهم في تساقط الشعر والصلع، بالإضافة إلى تلوين الأظافر باللون الأصفر أو البني.

وتتضمن بعض الأضرار الطويلة الأمد للتدخين ما يلي:

  • ظهور أكياس تحت العينين
  • ظهور تجاعيد عميقة في الوجه
  • جفاف الجلد
  • ترهل خط الفك
  • تصبغ الجلد بشكل غير متناسق

يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان الجلد كذلك، وخاصةً على الشفتين.

١٠- خطر الإصابة بالسرطانات

من الأضرار الخطرة المتعلقة بالتدخين هي زيادة خطر الإصابة بالسرطانات الأخرى إلى جانب سرطان الرئة حيث:

  • يسبب التدخين حوالي 20 إلى 30% من حالات سرطانات البنكرياس. (8)
  • يتضاعف خطر الإصابة بسرطان المثانة ثلاث مرات عند المدخنين مقارنةً بغيرهم.
  • يضاعف التدخين خطر الإصابة بسرطان المعدة وسرطان المريء.
  • كما يمكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان الفم، وسرطان الحنجرة، وسرطان الحلق، وسرطان الكلية، وسرطان عنق الرحم، وسرطان الكبد، وسرطان القولون، وابيضاض الدم النقوي الحاد.

١١- الجهاز الهضمي

يعد التدخين عامل خطر رئيسي للإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي؛ إذ أن المدخنين يمكن أن يصابوا بالتهاب المعدة أكثر من غير المدخنين، وذلك قد يؤدي إلى حدوث قرحات في المعدة أو الأمعاء. (9) (10)

قد يتسبب التدخين أيضاً في تأخر إفراغ المعدة وإبطاء الحركات التمعجية التي تدفع الطعام عبر الجهاز الهضمي.

١٢- الجهاز العصبي المركزي

يتسبب النيكوتين في زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى إضعاف الجهاز العصبي المركزي بمرور الوقت.

ووفقاً لإحدى الدراسات فإن تدخين التبغ والنيكوتين يؤثر بشكلٍ خطيرٍ على الصحة العصبية، ويعد التدخين عامل خطر للإصابة بمرض الزهايمر والتصلب المتعدد. (11)

١٣- التدخين السلبي

في الواقع لا يؤثر دخان السجائر على الأشخاص المدخنين فحسب، بل يمكن أن يؤثر التدخين السلبي أيضاً بشكلٍ كبيرٍ على أفراد الأسرة والأصدقاء والأطفال وزملاء العمل.

هنالك أضرار عديدة للتدخين السلبي مشابهة للتدخين العادي مثل سرطان الرئة والحلق، كما أن العديد من الأطفال الذين يستنشقون دخان سجائر المدخنين من حولهم هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى الرئة وضيق التنفس والربو. (12)

أما بالنسبة إلى الرضع المعرضين للتدخين السلبي يمكن أن يعرضهم إلى بعض أنواع السرطانات مثل:

  • ابيضاض الدم
  • أورام الدماغ
  • اللمفوما

فوائد الإقلاع عن التدخين

نتيجة أضرار التدخين العديدة، فإن الإقلاع عن هذه العادة يعود بكثير من الفوائد الصحية الفورية مثل:

  • عودة معدل ضربات القلب وضغط الدم إلى طبيعتهما
  • انخفاض مستوى أول أكسيد الكربون في الدم
  • تحسن الدورة الدموية
  • إنتاج كمية أقل من القشع، والتوقف عن السعال
  • تحسن وظائف الرئة
  • انخفاض مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأمراض المزمنة الأخرى
  • انخفاض احتمال الموت بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين

كيفية الإقلاع عن التدخين

يعتبر الإقلاع عن التدخين أمراً صعباً ولكن هناك طرق مختلفة تساعد في الإقلاع عن هذه العادة ويجب إيجاد خطةٍ حقيقة والالتزام بها، ولذلك يجب أن يكون المرء مستعداً عاطفياً وعقلياً، وأن يرغب في الإقلاع عن التدخين لنفسه وليس من أجل من حوله فقط.

يمكن أن تساعد الخطوات التالية في الإقلاع. عن التدخين وتجنب أضراره:

  • التركيز على تعلم مهارات جديدة وتغيير الأنماط السلوكية المرتبطة بالتدخين، مثل انشغال اليدين باللعب بالقلم أو قراءة الكتب، تجنب الأماكن والأشخاص والمواقف المرتبطة بالتدخين
  • التخلص من جميع السجائر وأي شيء يتعلق بالتدخين
  • عند الشعور برغبةٍ ملحةٍ للتدخين لا يجب التركيز عليها فهي مؤقتة ولا تستمر كثيراً، ويمكن عندها أخذ نفسٍ عميق، وحبسه لعشر ثوانٍ ومن ثم إطلاقه ببطء، وتكرار ما سبق حتى اختفاء الرغبة
  • تجنب اللجوء إلى الطعام أو المنتجات السكرية بدلاً من السجائر، لأنها قد تسبب زيادةً في الوزن، وبدلاً من ذلك يجب اختيار الأطعمة الصحية، كالجزر أو العلكة الخالية من السكر
  • ممارسة الرياضة حيث تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر الذي يمكن أن يصاحب مرحلة الإقلاع عن التدخين
  • هنالك بعض الأدوية التي تساعد على تجاوز مرحلة ادمان النيكوتين الموجود بالسجائر مثل النيكوتين البديل وينبغي استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل استهلاك هذه المنتجات.
  • طلب الدعم الاجتماعي سواء من العائلة أو الأصدقاء أو حتى الدعم الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعية.