أسنان الحكمة أو أضراس العقل هي آخر الأسنان التي تظهر عند الإنسان في الجزء الخلفي من اللثة.
ولكن بسبب صغر الفك أو صغر مساحة ظهورها قد تسبب أضراس العقل عدداً من المشكلات عند خروجها الكلي أو الجزئي.
فما هي المشاكل التي قد تسببها؟ وكيف يمكن علاجها؟
ما هي أضراس العقل؟
يحتوي فم الإنسان فكين - علوي وسفلي - ويقسم كل منهما لجزئين وفي كل جزء الأسنان التالية:
- سنان أماميان هما القواطع
- نابٌ واحد
- سنان يدعيان الضواحك
- ضرسين
- في نهاية الفك تماماً يكون الضرس الثالث وهو ضرس العقل
لا تظهر الأسنان في هذا الترتيب عند الولادة، إذ يملأ الفم بعد عمر السنة ونصف إلى سنتين مجموعة الأسنان اللبنية التي تتساقط تباعاً مفسحةً المجال أمام ظهور الأسنان الدائمة التي يكتمل ظهورها نحو عمر الثالثة عشر.
وتبقى المجموعة الأخيرة من الأضراس التي تُسمى ضروس العقل، تظهر عادةً بين عمر 17 و21 ولكن ظهورها قد يتأخر أكثر من ذلك.
وتسمى بأضراس العقل أو الحكمة لأنها تظهر في مرحلة عمرية كان يُفترض قديماً أنها سن البلوغ والحكمة عند الإنسان.
لماذا تظهر أضراس العقل؟
رغم خوف الإنسان الحديث من أضراس العقل والغموض الذي يغطيها ولكنها كانت حاجةً أساسية قبل آلاف السنين عند الإنسان القديم.
عاش الإنسان قديماً على نظامٍ غذائي يتكون من اللحوم النيئة والمكسرات والجذور والأوراق، فلم يتمكن الإنسان قديماً من استخدام أدوات الطعام أو طهوه ليسهُل مضغه.
كان مضغ هذا الطعام يتطلب فكّاً واسعاً وأضراساً قوية، فكان وجود المجموعة الثالثة من الأضراس مهماً عند الإنسان القديم. والأهم أنّ حجم الفك الواسع كان يساعد حتى تتسع أضراس العقل في الفم دون إحداث أي مشاكل.
أما اليوم ومع مرور السنين أصبح حجم الفك أصغر وأقل اتساعاً بسبب تغير طريقة تحضير الطعام واستهلاكه، إذا يبدو أن الأطعمة القاسية تحفز نمو الفك في مرحلة الطفولة ما يزيد احتمالية ملائمة مجموعة الأسنان الثالثة.
نتيجة ذلك لم تعد أضراس العقل ضرورية ولم يعد لدى الفك مجال لاستيعابها، فباتت تسبب مشاكل في الفك والفم.
المشاكل التي يسببها ضرس العقل
يعاني الكثيرون من وجود أضراس العقل فقد يسبب الألم والعدوى لصعوبة تنظيفه جيداً وقد تعلق البكتيريا والطعام بينه وبين الضرس المجاور له، ما يؤدي إلى التسوس والتهابات اللثة.
ومن الشائع أن تنحني الأضراس وتزدحم نتيجة صغر الفك مسببة تقرحات على الخد أو مشاكل في المضغ أو تشوهاتٍ ظاهرة في شكل الأسنان، ولذلك يوصي الأطباء بخلع أضراس العقل في عمرٍ مبكر إذا سببت المشاكل أو الآلام والعدوى.
وتظهر العدوى التي يسببها ضرس العقل بوضوح على اللثة وقد تشمل آثارها ما يلي:
- احمرار اللثة والتهابها في المنطقة القريبة من ضرس العقل
- التورم
- الألم
- خروج القيح من اللثة
- تورم الغدد اللمفاوية تحت الفك والتهابها
- صعوبات في فتح الفم وإغلاقه أو البلع
- ارتفاع الحرارة
- رائحة الفم الكريهة
أنواع انحشار أضراس العقل
في بعض الحالات لا يستطيع الضرس اختراق اللثة والظهور بشكل صحيح فينحشر في المكان جزئياً أو كلياً. هنا تكون الحالة باسم الضرس المدفون ولها 4 أنواع هي:
١- الانحشار مستطيل الشكل أو الأنسي
هو النوع الأكثر انتشاراً وشيوعاً لانحشار أضراس العقل، حيث يبرز الضرس جزئياً ويميل بزاويةٍ نحو مقدمة الفم، لهذا السبب يُدعى هذا النوع أحياناً باسم الانحشار الزاوي.
قد يسبب هذا النوع المشاكل في غالب الأحيان خاصة بسبب دفعه لباقي الأسنان في الفك وتتم مراقبة الحالة جيداً قبل اتخاذ قرار إزالة الضرس.
٢- الانحشار العمودي
يكون الضرس في الموضع الصحيح قبل خروجه ولكنه ما يزال تحت اللثة.
في هذه الحالة قد لا يكون من الضروري إزالته إلا إذا كان خروجه قد يسبب ازدحاماً في الأسنان أو إن كان يضغط على جذر الضرس المجاور له.
٣- الانحشار الأفقي
يكون الضرس بكامله مستلقياً أسفل اللثة تماماً بتموضعٍ أفقي، نتيجة لذلك فهو يتحرك جانبياً عوضاً عن الانتقال للأعلى والخروج.
الانحشار الأفقي هو أكثر أنواع ضرس العقل ألماً نتيجة وضعيته ويلزم إزالته جراحياً.
٤- الانحشار البعيد أو الوحشي
هذه الحالة هي الأكثر ندرةً بين حالات انحشار ضرس العقل، والأمر يشبه الحالة الأولى ولكن ميلان الضرس يكون باتجاه مؤخرة الفم وقد يكون الانحشار جزئياً أو كلياً.
وتعتمد الحاجة إلى القلع على درجة ميلان الضرس وطبيعة ميلانه.
علاج انحشار أضراس العقل
الطريقة الوحيدة لعلاج ضرس العقل في حالة انحشاره هي إزالته جراحياً، وهي عملية بسيطة عموماً يجريها بها طبيب الأسنان عن طريق خلع الضرس في عملية تستغرق دقائق.
ففي البداية قد يجري الطبيب صور أشعة لتحديد نوع الانحشار وتحديد إن كان الخلع يستلزم عملاً جراحياً بسيطاً في العيادة بتخديرٍ موضعي، أو كاملاً بتخديرٍ عام.
وفي حالة الانحشار الوحشي قد يضطر الطبيب إلى إزالة جزء من العظم الذي يغطي الضرس، كما يمكن تقسيم السن إلى أجزاء صغيرة لتسهيل إزالته عن طريق الفتحة، ويختلف وقت إزالة الضرس حسب الإجراء المتبع وقد تمتد من بضعة دقائق إلى 20 دقيقة.
وإن لم يخترق الضرس اللثة فقد يضطر الطبيب إلى إجراء شقٍ صغير في اللثة للوصول إليه.
يستخدم الطبيب غرزاً قابلة للذوبان لإغلاق مكان الجرح بحيث يلتئم الجرح خلال 7 إلى 10 أيام وذلك في حال الحاجة لشق جراحي.
أما في حالة الجراحة البسيطة فيكتفي بوضع الشاش مع الضغط لمدة ساعة.
بعد الجراحة يصف الطبيب المضادات الحيوية مع بعض الإرشادات لتجنب المضاعفات مثل:
- عدم غسل الفم بالسوائل أو الغسول الفموي الحاوي كحول ومعطرات
- الابتعاد عن شرب الكحول والتدخين
- عدم شرب السوائل الساخنة مثل الشاي أو القهوة أو تناول الحساء الساخن
هل يسبب خلع الضرس مضاعفات؟
قد تسبب عملية إزالة ضرس العقل بعض المضاعفات نتيجة عدم الالتزام بتعليمات الطبيب أو مقدمي الرعاية الصحية، أو أسباب أخرى ومن هذه المضاعفات:
١- السنخ الجاف
ويدعى أيضاً التهاب العظم السنخي وهو أكثر مضاعفات إزالة ضرس العقل شيوعاً. فقد تكون الخثرة الدموية مكان الخلع ويصبح التجويف مكشوفاً على العظم دون وجود الخثرة الدموية. ويسبب السنخ الجاف الألم في اللثة أو الفك.
٢- إصابة العصب
يعد من المضاعفات الأقل شيوعاً، وهو إصابة أجزاء من العصب الذي يسمى العصب ثلاثي التوائم. وقد يسبب الألم والإحساس بالوخز في اللسان والشفة السفلية والذقن والأسنان واللثة.
وعادةً يكون الضرر مؤقتاً ويستمر بضعة أسابيع وقد يتطور لضررٍ دائم إن كانت الإصابة بالغة.
٣- مخاطر التخدير العام
تظهر في حالة الحاجة إليه عند بعض الحالات الاضطرارية. وتتضمن:
- العدوى الجرثومية
- النزف الدموي
أورام الفك وأضراس العقل
يمكن أن تسبب أضراس العقل نتيجة ظروف معينة، تورمات في الفك. وهذه التورمات يمكن أن تكون نتيجة الانحشار أو لأسباب أخرى. وهي:
١- الانحشار
من الممكن أن يعيِق كل من عظم الفك والأسنان المجاورة ضرس العقل في اختراقه اللثة والبروز، وينتج عنه انحشار الضرس في اتجاه ثاني مغاير.
قد يتشكل في بعض الظروف كيس أو جيب حول الضرس المنحشِر، ويعطي شكل الورم في الفك، وفي حال الإصابة بعدوى ما، يسبب أعراضاً إضافية كالألم والحرارة الموضعية والاحمرار.
٢- استجابة طبيعية من الجسم
قد يحدث ورم مكان ضرس العقل، نتيجة رد فعل طبيعية من الجسم، وذلك إما لوجود إصابة ما أو عدوى أو فقط لبروز الضرس عبر اللثة.
يحدث خلال الارتكاس وفود كريات الدم البيضاء، والتي تنتج بعض الوسائط المسؤولة عن توسُّع الأوعية الدموية، وبالتالي زيادة الوارد الدموي وحدوث تورُم واحمرار مكان الضرس.
٣- التهاب حوائط التاج
يعرف بالتهاب حول التاج، وهي حالة شائعة تحدث نتيجة بروز جزء من ضرس العقل وبقاء جزء آخر منطمر، وقد تؤدي هذه الوضعية إلى تجمُّع بعض بقايا الطعام والجراثيم.
فوجود الطعام سيسهِّل وصول الجراثيم وحدوث عدوى في النسيج حول تاج الضرس، بالتالي سيتسبب بحدوث تورُم وألم.
٤- عقب جراحة الاستئصال
يحدث تورُم مكان الضرس، ويمتد ليشمل الفم وخارج الفم وصولاً للوجه، ويعد أيضاً رد فعل طبيعي للجسم عقب الرض الحاد خلال العمل الجراحي، ويمكن أن يستمر عدة أيام بعد الجراحة.
٥- اختلاط لعملية الاستئصال
قد يحدث بعد عمليات استئصال ضرس العقل، تورم مكان الضرس، والذي لا يكون لسبب طبيعي كالذي يسبقه، وإنما لوجود بقايا من ضرس العقل لم تُستأصل.
هذه البقايا قد تسبب ارتكاس مكانها وحدوث التهاب في اللثة، الذي يؤدي في النهاية لحدوث تورم.
الملخص
إن أضراس العقل مع الألم الذي تسببه أثناء ظهورها إلا أنها حالة قابلة للعلاج، كما يجب التنويه أن زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري يساعد على متابعة التغيرات الحاصلة في الأسنان والفك والبدء بالعلاج.
