أعراض التهاب مفاصل الإبهام: كيف تتعرف على المرض؟

الكاتب - 14 فبراير 2024

يعدّ التهاب مفاصل الإبهام من الأمراض الشائعة التي تصيب الأشخاص من مختلف الأعمار، ويسبب ألماً وتيبساً في الإبهام، مما يعيق قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية. في هذا المقال، سنناقش أعراض التهاب مفاصل الإبهام وطرق التعرف على المرض لتلقي العلاج المناسب.

تعريف التهاب مفاصل الإبهام

يعدّ التهاب مفاصل الإبهام "Thumb arthritis" من الأمراض الشائعة التي تصيب الأشخاص من مختلف الأعمار. يعرف أيضا باسم "التهاب المفصل الرسغي السنعي" ويطلق عليه الأطباء أحياناً اسم "التهاب المفصل في قاعدة الإبهام". وهو يسبب تآكل الغضروف في قاعدة الإبهام، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض وتسبب الألم والتيبس.

يمكن أن يسبب التهاب مفاصل الإبهام ألماً شديداً وتورماً وانخفاضاً في القوة ونطاق الحركة، مما يجعل من الصعب على المريض القيام بمهامٍ بسيطة، مثل تدوير مقبض الباب وفتح العبوات.

يتضمن العلاج عموماً مزيجاً من الأدوية والداعمات، وقد يتطلب التهاب مفاصل الإبهام الشديد إجراء عمليةٍ جراحية.

أعراض التهاب مفاصل الإبهام

من الأعراض الشائعة لحالة التهاب مفاصل الإبهام هي الألم. حيث يعاني المريض من الألم عند الإمساك بشيءٍ ما مع الضغط على الإبهام أو حتى أثناء الراحة.

كما يمكن أن يعاني الأشخاص من انخفاض نطاق حركة الإبهام مع اتخاذها لمظهرٍ مشوه، حيث غالباً ما يبدو الإبهام كبيراً وعظمي المظهر في قاعدته.

تتضمن الأعراض الأخرى أيضاً ما يلي:

  • تورم أو تصلب في قاعدة الإبهام
  • انخفاض في القوة عند الإمساك بالأشياء
  • ألم حاد في قاعدة الإبهام
  • انخفاض نطاق الحركة

الأسباب

يعتبر التهاب المفاصل التنكسي "Osteoarthritis" هو المسؤول عن معظم حالات التهاب المفاصل في الإبهام، مما يعني أن المشكلة تبدأ من تآكل الغضروف بشكلٍ تدريجي.

تحدث أعراض التهاب مفاصل الإبهام عادةً بسبب الانهيار التدريجي للغضاريف مع مرور الوقت؛ وغالباً ما يكون ذلك بسبب التآكل العام المرتبط بالشيخوخة. ومن الجدير بالذكر أن التهاب مفاصل الإبهام يحدث عادةً بعد سن 50 عاماً.

وتشير مؤسسة التهاب المفاصل " The Arthritis Foundation" إلى أن حوالي نصف الإناث وربع الذكور سيعانون من أعراض التهاب المفاصل التنكسي (الفصال العظمي) في أيديهم عند بلوغهم 85 عاماً.

بالإضافة إلى ما سبق فإن عدوى المفاصل أيضا يمكن أن تؤدي إلى إصابة الشخص بالتهاب مفاصل الإبهام.

عوامل الخطورة

هناك عدة عوامل يمكن أن تزيد من فرص الشخص في الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي والذي له دور في الإصابة بالتهاب مفاصل الإبهام وتتضمن هذه العوامل ما يلي:

  • العمر: حيث يزداد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي مع تقدم الشخص في السن.
  • الجنس: فالإناث أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي من الذكور.
  • الوزن: إن الحفاظ على وزن صحي للجسم يقلل من خطر إصابة الشخص بالتهاب المفاصل التنكسي.
  • الوراثة: يمكن أن يزيد التاريخ العائلي لالتهاب المفاصل من خطر إصابة الشخص بالحالة.
  • تراخي المفاصل: قد تزيد المفاصل الرخوة من خطر الإصابة بالتهاب مفاصل الإبهام.
  • الهرمونات: يمكن أن يزيد انقطاع الطمث عند الأنثى من خطر إصابة الشخص بالتهاب مفاصل الإبهام.
  • الإصابات: إن إصابة المفاصل قد تزيد من فرصة إصابة الشخص بالتهاب المفاصل التنكسي.
  • المهنة: مثل العمل على الحاسوب، والذي يسبب إجهاداً للمفاصل.

الوسائل التشخيصية

عند اختبار أي من أعراض التهاب مفاصل الإبهام تبدأ عملية التشخيص بالشكل التالي:

١- القصة السريرية

يسأل الطبيب بعض الأسئلة حول الأعراض التي يعاني منها المريض، مثل الألم والتورم في مفاصل الإبهام، بالإضافة إلى الصلابة وانخفاض مدى الحركة، كما يمكن أن يسأل عن:

  • زمن بدء الأعراض
  • شدة الأعراض
  • الأمراض التي يعاني منها المريض
  • الأدوية التي تتناولها
٢- الفحص السريري

أثناء الفحص البدني يبحث الطبيب عن التورم الملحوظ في مفاصل الإبهام.

قد يمسك الطبيب المفاصل أثناء تحريك الإبهام مع الضغط على المعصم، وإذا كانت هذه الحركة تنتج صوتاً مثل الطحن أو تسبب ألماً فمن المحتمل أن يكون الغضروف قد تآكل، وأن العظام تحتك ببعضها البعض.

٣- الاختبارات الإضافية

يمكن أن تكشف تقنيات التصوير - عادةً الأشعة السينية - عن علامات التهاب مفاصل الإبهام، بما في ذلك:

  • نتوءات العظام
  • الغضروف المتهالك
  • فقدان الحيِّز المفصلي

علاج أعراض التهاب مفاصل الإبهام

١- العلاج غير الجراحي

في المراحل المبكرة من التهاب مفاصل الإبهام يمكن اللجوء إلى العلاج غير الجراحي، وتشمل بعض النصائح العلاجية هنا:

  • وضع الثلج على المفصل لمدة 5 إلى 15 دقيقة عدة مرات في اليوم.
  • تناول دواء مضاد للالتهابات، مثل الأسبرين "Aspirin" أو الإيبوبروفين "Ibuprofen"، للمساعدة في تقليل الالتهاب والتورم.
  • ارتداء جبيرة داعمة للحد من حركة الإبهام والسماح للمفصل بالراحة؛ حيث يمكن للجبيرة أن تحمي كلاً من الرسغ والإبهام، ويمكن ارتداؤها طوال الليل أو من وقت لآخر خلال النهار.

نظراً لأن التهاب المفاصل هو مرض تنكسي تقدمي فقد تتفاقم الحالة بمرور الوقت، وتتضمن المرحلة التالية من العلاج حقن دواء الستيروئيد مباشرةً في المفصل، حيث عادةً ما يوفر ذلك الراحة لعدة أشهر.

ولكن لا يمكن تكرار هذا الحقن إلى أجلٍ غير مسمى وقد يصبح العلاج أقل فعاليةً مع مرور الوقت.

٢- العلاج الجراحي

عندما لا يكون العلاج غير الجراحي فعالاً تصبح الجراحة خياراً وارداً لعلاج التهاب مفاصل الإبهام. يمكن إجراء العملية في العيادة، ويمكن استخدام عدة إجراءاتٍ مختلفة.

يتضمن أحد الخيارات دمج عظام المفصل معاً، وهذا يقلل الألم ويسمح بالقرص بشكل قوي، إلا أنه سيحد من حركة الإبهام.

كما أن هناك خياراً آخر والذي يتمثل في إزالة جزءٍ من المفصل وتعليق الإبهام المتبقي باستخدام وتر في المعصم أو جهازٍ طبي، حيث يخفف هذا الإجراء الألم ويسمح بحركة الإبهام المستمرة.

الوقاية

يمكن اتباع بعض النصائح الوقائية لتجنب الإصابة بالتهاب مفاصل الإبهام وهي تشمل:

  • الإجهاد يسبب تيبساً في العضلات والمفاصل، لذا فإن تجنب الإجهاد من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل يساعد في تقليل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل.
  • عند استخدام الأدوات والأشياء، يجب الحرص على استخدام تقنيات الإمساك الصحيحة لتجنب إجهاد مفاصل الإبهام.
  • عند القيام بالأعمال اليدوية المتكررة، يجب أخذ فترات راحة منتظمة لتجنب إجهاد مفاصل الإبهام.
  • استخدام دعامات الإبهام التي تساعد في تثبيت الإبهام وتقليل الألم عند الحركة.