أمراض صمامات القلب وطرق العلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 26 يوليو 2022

تعد صمامات القلب من الأجزاء المهمة التي تتحكم بتدفق الدم داخل القلب، وتشكل أمراض صمامات القلب نسبة كبيرة ومهمة من مجمل الأمراض والاضطرابات القلبية، حيث تصاب الصمامات القلبية بالاختلال والاضطراب في عملها بعدة طرق، وقد تظهر أمراض صمامات القلب عند الولادة أو في فترة متقدمة من الحياة بسبب أمراض مختلفة.

فما هي الأمراض والاضطرابات التي تصيب صمامات القلب وكيف يمكن علاجها والوقاية من حدوثها؟

لمحة عن صمامات القلب الطبيعية

يتألف القلب من أربع حجرات اثنتان في الأعلى هما الأذينات (Atria) واثنتان في الأسفل هما البطينات (Ventricles).

تتوضع كل أذينة فوق البطين الموافق لها في الجهة ويكونان متصلين ببعضهما بواسطة الصمامات فيكون لدينا أذينة وبطين أيمن وأذينة وبطين أيسر.

في الحالة الطبيعية يأتي الدم من أنحاء الجسم المختلفة ويصل للأذينة اليمنى ومنها إلى البطين الأيمن الذي يضخ الدم للرئتين ليتم تزويده بالأوكسجين.

بعد ذلك يصل الدم من الرئتين للأذينة اليسرى ومن الأذينة اليسرى للبطين الأيسر الذي يضخ بدوره الدم للشريان الأبهر الذي يغذي الجسم.

هذا الاتجاه الواحد والجريان المنظم للدم الذي يحدث في القلب وبين حجراته يتم تنظيمه من خلال الصمامات القلبية التي تشكل من خلال الانفتاح والانغلاق المنظم لها بوابات عبور وتنظيم لجريان الدم.

حيث تسمح صمامات القلب للدم بالجريان باتجاه واحد وتمنعه من العودة وبالتالي تحافظ على جريان الدم بالاتجاه الصحيح والعمل الصحيح للقلب.

وتتضمن الصمامات الأربع للقلب ما يلي:

١- الصمام مثلث الشرف (Tricuspid valve)

يقع بين الأذينة اليمنى والبطين الأيمن ويسمح للدم بالمرور من الأذينة اليمنى للبطين الأيمن ويمنعه من العودة.

٢- الصمام الرئوي (Pulmonary valve)

يقع بين البطين الأيمن والشريان الرئوي ويسمح للدم بالمرور من البطين الأيمن للرئتين.

٣- الصمام التاجي (Mitral valve)

يتوضع بين الأذينة اليسرى والبطين الأيسر ويعبر الدم من خلاله باتجاه البطين الأيسر.

٤- الصمام الأبهري (Aortic valve)

يفصل بين البطين الأيسر والشريان الأبهر ومن خلال انفتاحه يسمح للدم بالمرور للشريان الأبهر لتروية الجسم ويمنعه من العودة للقلب.

مكان تموضع صمامات القلب
مكان تموضع صمامات القلب

أنواع أمراض صمامات القلب

تؤدي العديد من الأسباب والحالات المرضية القلبية وغير القلبية لحدوث مرض واضطراب على مستوى صمامات القلب.

وتتمثل أمراض صمامات القلب باضطراب عمل الصمام والخلل في حركته وانفتاحه أو انغلاقه.

وهذا الاضطراب في عمل الصمام يؤثر على جريان الدم ضمن أجواف القلب وبالتالي يؤثر على الوظيفة القلبية بشكل رئيسي.

وبالتالي سينعكس على صحة القلب خصوصاً وعلى الجسم بشكل عام، باعتبار أن كل أعضاء الجسم تعتمد على عمل القلب وترويته لها بالدم لتعمل بشكل سليم.

وتتلخص الأنواع والآليات المرضية الرئيسية التي تحدث في أمراض الصمامات القلبية بما يلي:

١- قصور الصمام أو ارتجاع الصمام أو تسريب الصمام (Regurgitation)

وهي الحالة المرضية التي تسبب عدم إغلاق الصمام بشكل كامل، وبالتالي يسمح هذا الأمر لجزء من الدم بالعودة للخلف عبر الصمام الذي لم يغلق بشكل كامل

وهذا الأمر معاكس للحالة الطبيعية ويسبب اضطراب في اتجاه جريان الدم بين أجزاء القلب.

ويؤدي تفاقم القصور مع الوقت وعودة الدم للخلف من خلال أجواف القلب إلى زيادة حجم الدم والضغط على أجواف القلب ونقص في التروية والجريان الدموي، وتظهر الأعراض المرتبطة بقصور الصمام عندها.

٢- تضيق فتحة الصمام (Stenosis)

ويحدث هنا تضيق في فتحة الصمام، أي أن انفتاح الصمام يكون أقل من الحالة الطبيعية.

وبالتالي قدرة الدم على المرور من خلال الصمام تكون أقل وأضعف من المعتاد بسبب هذا التحدّد والتضيّق الحاصل على مستوى فتحة الصمام ووريقاته.

وتحدث هذه الحالة بسبب عدة أمراض واضطرابات قد تصيب الجسم أو القلب.

ويحدّد هذا التضيّق جريان الدم بين أجواف القلب ويقلل منه وبالتالي يحدث نقص تروية دموية مع الوقت بسبب تضيق الصمام.

كما يؤدي لجعل أجواف القلب تبذل جهداً إضافياً لإيصال الدم وضخه بالاتجاه الصحيح.

وهذا يشكل عبئاً على أجواف القلب ويتفاقم مع الزمن ويؤدي لتضخم جدران أجواف القلب كنوع من التعويض وزيادة القدرة على ضخ الدم.

وتحدث هذه الأنواع في أي صمام من صمامات القلب، ومن الممكن أن يصاب نفس الصمام أحياناً بقصور وتضيق في آن واحد، أو أن يصاب أكثر من صمام في القلب بالاضطراب.

ووفقاً لدراسة في مستشفيات السويد بين عامي ٢٠٠٣ و٢٠١٠ وجد العلماء أن شيوع أمراض الصمامات القلبية كان ٦٣.٩% بين كل ١٠٠ ألف شخص في السنة.

كما كان ترتيب أمراض وإصابات الصمامات وفق ما يلي ٤٧.٢% تضيق الصمام الأبهري، ٢٤.٢% قصور الصمام التاجي، ١٨% لقصور الصمام الأبهري.

تشخيص أمراض صمامات القلب

يتم تشخيص أمراض صمامات القلب وأمراض القلب عموماً عن طريق إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية والشعاعية.

حيث تسمح هذه الفحوصات بتشخيص المرض الصمامي وسبب حدوثه وتحديد طريقة العلاج المفضلة لكل حالة.

وتتضمن إجراءات تشخيص أمراض صمامات القلب الفحوص التالية:

  • صورة صدر شعاعية بسيطة
  • تخطيط القلب الكهربائي ECG
  • تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية Echocardiogram
  • اختبار الجهد Stress test
  • قسطرة القلب

علاج أمراض صمامات القلب

تحتاج أمراض صمامات القلب سواء كانت تضيق أو قصور في الصمام للمعالجة عندما تبدأ أعراض مرض الصمام وخلله بالظهور على الشخص المصاب.

ويكون الهدف من العلاج هو إزالة الأعراض ومنعها من التفاقم والتطور كي لا تسبب اختلاطات خطيرة للمريض.

كما وتتضمن الخطة والخيارات العلاجية لأمراض الصمامات عدة خيارات حسب كل حالة.

ومن هذه الخيارات العلاج المحافظ المعتمد على الأدوية والمراقبة، والعلاج التداخلي الصغير وقليل الرض، أو حتى الوصول للعمل الجراحي في بعض الحالات.

ويمكن تلخيص الإجراءات العلاجية لأمراض صمامات القلب وفق ما يلي:

١- العلاج الدوائي

وتتلخص وظيفة الأدوية في أمراض صمامات القلب في علاج الأعراض المرافقة للخلل في الصمام، بالإضافة إلى الحد من حدوث الاختلاطات المرافقة لمرض الصمام.

إضافةً لعلاج الحالات المرضية المرافقة التي قد تكون مسببة لمرض الصمام أو تجعل الأعراض وتطورها أشد.

لكن في المقابل لا تكفي الأدوية لوحدها لعلاج مشكلة الصمام في حالة تفاقمها وتطور القصور أو التضيق لمراحل أشد، وهنا لا بد من إجراء تداخلي على الصمام لإصلاح الخلل فيه بالتشارك مع الأدوية الأخرى.

وأِكثر الأدوية شيوعاً التي يمكن أن توصف أو أن تتواجد في حالات إصابة الصمام هي:

  • الأدوية الخافضة للضغط وذلك للتحكم وضبط الضغط الشرياني المرتفع.
  • الأدوية المنظمة لضربات القلب والمضادة لاضطرابات النظم القلبية.
  • المدرات البولية لتخفيف حجم السوائل عن القلب.
  • المميعات أو مضادات التخثر التي تمنع تشكل خثرات وتقي من الجلطات.
  • الأدوية الموسعة للأوعية الدموية حيث تسبب تخفيف العبء والحمل عن القلب.
  • الصادات الحيوية في الحالات الانتانية والالتهابية التي تصيب القلب.

٢- إصلاح الصمام

يعد إصلاح الصمام المريض سواءً كان قاصراً أو متضيقاً أحد الخيارات العلاجية المتاحة والتي تتلقى اهتماماً متزايداً، وذلك للحفاظ على الصمام الطبيعي ما أمكن وتجنب استبداله بالكامل جراحياً.

حيث تتضمن هذه الخيارات الوصول للصمام إما عن طريق قسطرة القلب أو الجراحة واجراء تداخل عليه لإصلاح الخلل في الصمام ولكن مع المحافظة على بنيته وموقعه في القلب.

وتتضمن خيارات إصلاح الصمامات ما يلي:

  • توسيع الصمام بالبالون حيث يتم استخدام قسطرة القلب للوصول للصمام المتضيق ونفخ بالون ضمنه لتوسيع الفتحة.
  • التوسيع الجراحي من خلال الوصول للصمام جراحياً وتحرير وريقات الصمام المتضيق التي تكون ملتصقة ببعضها.
  • استئصال الترسبات الكلسية التي تكون على وريقات الصمام المتضيق.
  • إعادة خياطة وإصلاح وريقات الصمام المصاب بالقصور بحيث يتم تضييق فتحة الصمام المتوسعة.

٣- استبدال الصمام جراحياً

يتم اللجوء لاستئصال الصمام المصاب واستبداله جراحياً في حالات قصور أو تضيق الصمام غير القابلة للإصلاح والتي تكون فيها الأعراض شديدة، ولا يوجد حل سوى الجراحة لعلاج الأعراض ولتحسين نوعية ومدة حياة المريض.

ويتم في هذا الخيار إجراء ما يعرف بعملية القلب المفتوح، حيث يتم الوصول للقلب ومن ثم الصمام المصاب واستئصال وريقاته وزرع صمام بديل عنه، والصمام البديل يكون إما:

  • صمام حيوي (Biological valve) وهو مصنوع من نسيج صمامات طبيعية مأخوذة من البقر أو الخنازير
  • صمام صنعي ميكانيكي (Mechanical valve)

الوقاية

يمكن التقليل من خطورة حدوث أمراض صمامات القلب ومنع تطورها من خلال مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تتضمن ما يلي:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتخفيف الوزن
  • اتباع حمية ونظام غذائي صحي متوازن
  • ضبط عوامل الخطورة والأمراض في حال وجودها، كضبط مستوى سكر الدم عند مرضى السكري وضغط الدم عند مرضى ارتفاع التوتر الشرياني.
  • الابتعاد عن التدخين
  • الاهتمام بصحة الفم والأسنان
  • عدم إهمال حالات الالتهاب الجرثومية عموماً والتي تصيب البلعوم بشكل خاص وعلاجها بشكل فعال بالتنسيق مع الطبيب.

الملخص

يمكن القول أنه على الرغم من أن أمراض صمامات القلب قد تبدو سيئة وخطيرة إلا أن معظمها قابلة للعلاج والحل والتدبير بشكل جيد بشرط عدم الإهمال والمتابعة والمراقبة مع الطبيب لاختيار العلاج الأمثل.