أنواع اعتلال عضلة القلب والأعراض

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 22 مارس 2023

هنالك العديد من أنواع اعتلال عضلة القلب "Cardiomyopathy" وتتأثر فيها بنية ووظيفة وشكل العضلة القلبية ويعاني من هذه الحالات الكثير من الأشخاص.

نتعرف في هذا المقال على أشهر أنواع اعتلال عضلة القلب وأسبابها المختلفة.

ما هو مرض اعتلال عضلة القلب؟

اعتلال عضلة القلب "Cardiomyopathy" هو مرض يصيب العضلة القلبية ويحدث نتيجة لوجود مرض قلبي آخر غير معالج أو لم يتم تشخيصه أو لسبب وراثي أو يكون مجهول السبب.

يحدث في سياق اعتلال عضلة القلب تبدلات على المستوى الشكلي والوظيفي والبنيوي لعضلة القلب.

حيث تسبب الأمراض القلبية على المدى الطويل أو العوامل الوراثية حدوث تغيرات في بنية وتركيب النسيج العضلي للقلب فيحدث أحياناً تسمك وثخانة في جدران عضلة القلب. واحياناً يحدث ترقق الجدران وتوسع في أجواف القلب، وفي أحيان أخرى يستبدل النسيج العضلي في جدرا القلب بنسيج أخر.

تسبب هذه التغيرات تراجع تدرجي في قدرة القلب على ضخ الدم لأنحاء الجسم بشكل فعال، وأيضاً تؤثر على العناصر التشريحية المكونة للقلب فيحدث خلل في مساحة أجواف القلب وخلل في عمل صمامات القلب.

وتكون المحصلة النهائية حدوث اعتلال عضلة القلب والقصور والفشل القلبي.

مقطع تشريحي للقلب
مقطع تشريحي للقلب

عوامل الخطورة للإصابة

تتنوع العوامل التي قد تسبب حدوث اعتلال عضلة القلب بين عوامل مرضية أو وراثية أو حتى ناجمة عن نمط حياة وعادات غير صحية.

وتضم أبرز عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال تطور اعتلال عضلة القلب ما يلي:

  • مرض الشرايين الإكليلية المروية للقلب (Coronary artery disease) كالتضيق والانسداد في الشرايين الاكليلية
  • ارتفاع التوتر الشرياني المزمن غير المعالج
  • مرض السكري
  • أمراض الصمامات القلبية
  • التهاب شغاف القلب (Endocarditis)
  • وجود وراثة وتاريخ عائلي لقصور القلب والفشل القلبي
  • البدانة

أنواع اعتلال عضلة القلب الأكثر شيوعاً

لا يتظاهر اعتلال عضلة القلب بشكل أو نوع واحد فقط بل يضم أنواع متعددة تختلف فيما بينها بآلية حدوثها وطبيعة التغيرات والتبدلات التي تسببها في عضلة القلب وفي بنية النسيج القلبي وشكله.

وبناء على هذا الأمر تم تصنيف أنواع اعتلال عضلة القلب بحسب هذه التبدلات إلى الأنواع الرئيسية التالية:

١- اعتلال عضلة القلب التوسعي (Dilated Cardiomyopathy)

تتمدد جدران بطينات القلب في هذا النوع من اعتلال عضلة القلب وخاصة البطين الأيسر وتتوسع وتصبح رقيقة وقليلة السماكة.

هذا التوسع في عضلة القلب يسبب توسع مرافق في مساحة أجواف القلب، ومع استمرار التوسع تفقد العضلات في جدار القلب قدرتها على التقلص بشكل فعال، ولا تتمكن من ضخ الدم من القلب ويحدث اعتلال العضلة القلبية وقصور القلب والأعراض المرافقة لذلك.

آ- أعراض اعتلال عضلة القلب التوسعي

تكون الأعراض الأساسية المرافقة لاعتلال عضلة القلب التوسعي ما يلي:

  • الزلة التنفسية وضيق التنفس خاصة مع الجهد البدني
  • الدوار
  • التعب
  • الغياب عن الوعي
  • السعال المستمر
  • الخفقان وعدم انتظام ضربات القلب
ب- أسباب حدوث اعتلال عضلة القلب التوسعي

يكون السبب مرتبط بعوامل عائلية ووراثية في معظم الحالات، حيث يكون هناك تاريخ مرضي لاعتلال عضلة القلب التوسعي في العائلة وخاصة الأبوين أو الأقرباء من الدرجة الأولى، وتنتقل هذه العوامل للمريض وتسبب تطور اعتلال القلب لديه.

كما يعتبر التهاب العضلة القلبية (Myocarditis) والذي غالباً ما يكون سببه فيروسي ويسبب حالة التهابية في عضلة القلب من العوامل المسببة لحدوث اعتلال عضلة القلب التوسعي عند الأطفال بالدرجة الأولى وعند البالغين بدرجة أقل.

٢- اعتلال عضلة القلب الضخامي (Hypertrophic cardiomyopathy)

يسبب اعتلال عضلة القلب الضخامي تضخم وزيادة في ثخانة جدران عضلة القلب وخاصة جدار البطين الأيسر، حيث تزداد ثخانة وسماكة الجدار العضلي وتزداد أعداد الخلايا العضلية في الجدار.

تتطور هذه الضخامة العضلية مع الزمن لتصبح في النهاية صلبة غير مطاوعة وغير قادرة على التقلص بفعالية لضخ الدم ويحدث عندها اعتلال عضلة القلب الضخامي.

السبب الأساسي في حدوث وتطور اعتلال عضلة القلب الضخامي هو العامل الوراثي، حيث تساهم مجموعة معينة من المورثات في حدوث الاعتلال مع الوقت.

كما أن هناك نوعين أساسين لاعتلال عضلة القلب الضخامي هما:

آ- اعتلال عضلة القلب الضخامي الساد (Obstructive)

وفيه تشمل الضخامة والتسمك في جدران القلب الحاجز العضلي الذي يفصل بين البطين الأيسر والأيمن.

وهذا الأمر يجعل جوف البطين الأيسر المسؤول عن ضخ الدم لأنحاء الجسم يتضيق أكثر ويصبح أصغر حجماً مع زيادة التمسك العضلي.

ومع تطور المرض يسبب التضخم في الجدار وفي الحاجز انسداد واعاقة في جريان وخروج الدم من البطين الأيسر وحدوث نقص تروية في كل الجسم.

ب- اعتلال عضلة القلب الضخامي غير الساد

وهنا التضخم لا يشمل الحاجز بين البطينين ولا يحدث انسداد بجريان الدم وتكون الأعراض نتيجة عدم قدرة القلب على التقلص.

أعراض الإصابة باعتلال عضلة القلب الضخامي

قد تتطور الإصابة باعتلال عضلة القلب الضخامي بدون أعراض، وفي أغلب الحالات تبدأ الإصابة بأعراض خفيفة ثم تتطور تدريجياً.

وتشمل الأعراض التي تحدث في سياق اعتلال عضلة القلب الضخامي ما يلي:

  • الألم الصدري
  • الزلة التنفسية وضيق التنفس
  • التعب
  • اضطرابات النظم القلبية
  • تورم القدمين والكاحلين والبطن

٣- اعتلال عضلة القلب الحاصر (Restrictive cardiomyopathy)

وهو نوع أقل شيوعاً من اعتلالات عضلة القلب ويحدث فيه تبدل في بنية جدران عضلة القلب حيث يتم استبدال النسيج العضلي في جدران القلب بنسيج غير عضلي أو قد يحدث ترسب لمواد ضمن الخلايا العضلية لجدران القلب.

هذا التبدل في بنية الجدران العضلية للقلب يسبب إعاقة في عملية استرخاء عضلة القلب بعد التقلص.

فعندما تتقلص الجدران العضلية للقلب لضخ الدم، وفي مرحلة استرخاء القلب بعد التقلص وامتلائه بالدم، تتوقف جدران القلب عن التمدد نتيجة لوجود نسيج شاذ أو متراكم بين الخلايا العضلية للقلب.

ولهذا سمي بالاعتلال الحاصر حيث يحصر من قدرة القلب على التمدد والامتلاء بالدم بالتالي القدرة على ضخ الدم بفعالية وتتراجع وظيفة القلب مع الوقت ويحدث قصور في القلب.

آ- أعراض اعتلال عضلة القلب الحاصر

تكون الأعراض المرافقة لحالة اعتلال عضلة القلب الحاصر مشابهة للأعراض المترافقة مع بقية أنواع الاعتلالات والتي تشمل:

  • التعب
  • الوهن
  • الزلة التنفسية
  • الألم الصدري
ب- أسباب حدوث اعتلال عضلة القلب الحاصر

تشمل الأسباب مجموعة من الأمراض القليلة الشيوع والتي يحدث فيها ترسب لمواد في خلايا الجسم أو تبدل في بنية أنسجة الجسم وتشمل أشيع هذه الأمراض ما يلي:

  • الداء النشواني (Amyloidosis): يحدث انتاج مفرط لبروتين غير طبيعي في الجسم ويترسب هذا البروتين في خلايا وانسجة الجسم المختلفة ومن ضمنها نسيج العضلة القلبية.
  • داء ترسب الأصبغة الدموية (Hemochromatosis)
  • حالة يحدث فيها ترسب للحديد في أنسجة الجسم والقلب.
  • مرض الساركوئيد (Sarcoidosis)
  • تصلب الجلد (Scleroderma)

٤- اعتلال عضلة القلب اللانظمي (Arrhythmogenic)

يعد من اعتلالات عضلة القلب النادرة الحدوث، وتتبدل فيه بنية ونسيج عضلة القلب، حيث يستبدل النسيج العضلي في جدار بطينات القلب بنسيج أخر شحمي أو فيبريني.

هذا التبدل في بينة نسيج العضلة القلبية يؤثر على الناقلية الكهربائية وانتشارها بالتالي تنبيه العضلة القلبية للتقلص.

تصاب الألياف الناقلة للتنبيه في المناطق المصابة من جدار القلب بالضرر وتصبح غير فعالة وغير متقلصة من جهة، كما تصبح محرضة لحدوث اضطرابات النظم وعدم انتظام ضربات القلب من جهة أخرى وذلك نظراً لاضطراب التنبيه ونقل الإشارات الكهربائية ضمنها.

بالتالي مع وجود عدة مناطق مخربة تحرض عدم انتظام ضربات القلب بشكل دائم، تزداد الاضطرابات في النظم وتؤثر على عمل العضلة القلبية وتمنعها من العمل بالشكل المطلوب. وتتراجع وظيفتها وتصبح غير قادرة على توفير الدم للجسم ويحدث الاعتلال والقصور القلبي.

السبب في حدوث اعتلال عضلة القلب اللانظمي هو وراثي حيث تنتشر هذه الحالة في العائلات التي تحمل الطفرة الوراثية المسببة لهذا الاعتلال.

ويصيب هذا الاعتلال جدار البطين الأيمن للقلب بشكل أساسي ولكن هناك أنواع منه تصيب البطين الأيسر أيضاً.

وتشمل الأعراض الرئيسية لاعتلال عضلة القلب اللانظمي:

  • الخفقان وتسرع ضربات القلب
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • الزلة التنفسية
  • نوب الغشي وغياب الوعي
  • قصور القلب

علاج اعتلال العضلة القلبية

بعد تشخيص اعتلال عضلة القلب وتحديد نوعه من خلال مجموعة من الفحوصات والاختبارات للقلب ووظيفته ويتم وضع الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة.

وعلى الرغم من كون اعتلال العضلة القلبية غير قابل للشفاء بشكل كامل إلا أن العلاج قادر على ضبط خطورة الحالة ومنع اعتلال عضلة القلب من التفاقم وظهور الاختلاطات.

كما تضم الخيارات العلاجية لعلاج اعتلال العضلة القلبية:

١- ضبط عوامل الخطورة

وذلك من خلال تحسين نمط الحياة وتغيير الروتين اليومي المضر إلى روتين أكثر صحة من خلال:

  • ممارسة الرياضية
  • الابتعاد عن التدخين
  • تجنب التوتر
  • الالتزام بنظام غذائي صحي
  • وغيرها من الممارسات التي من شأنها تعزيز وظيفة القلب وتخفيف العبء عنه

٢- العلاج الدوائي

حيث يلعب الالتزام بالخطة العلاجية والأدوية التي يتم وصفها من قبل الطبيب دور مهم في السيطرة على اعتلال عضلة القلب.

كما تختلف الأدوية وتتنوع حسب كل حالة ومريض، حيث من الممكن أن تضم:

  • أدوية لتخفيض التوتر الشرياني
  • أدوية لضبط سرعة وعدد ضربات القلب
  • وأدوية مقوية للقلب

٣- العلاج الجراحي

هناك مجموعة من الإجراءات والعمليات الجراحية التي يمكن اللجوء إليها حيث تساهم بشكل فعال في ضبط وتحسين أعراض اعتلال عضلة القلب.

وتتدرج هذه التداخلات الجراحية من تداخلات بسيطة لزرع أجهزة تنظم عمل القلب كزرع ناظم خطى للقلب مثلاً، إلى عملية القلب المفتوح واجراء استئصال للنسيج السميك والمتثخن من القلب، أو في الحالات الشديدة عملية زراعة القلب.