أنواع الأنفلونزا: من عدوى بسيطة إلى جائحة عالمية.. كيف نواجهها؟

الكاتب - 26 مارس 2024

تشكل الأنفلونزا بِأنواعِها المختلفة عبئاً على الصحة العامة وتسبب أمراضاً تنفسية تتراوح شدتها من خفيفة إلى خطيرة، فما هي هذه الأنواع؟

ما هي الأنفلونزا؟

تعد الأنفلونزا "Influenza" عدوى تنفسية حادة تسببها فيروسات الأنفلونزا الشائعة في جميع أنحاء العالم، ولحسن الحظ فإن معظم المصابين بها يتعافون دون علاج.

وتنتشر الأنفلونزا بسهولة بين الأشخاص عند تعرضهم للسعال أو العطس، ويعد التطعيم (التلقيح) الوسيلة الأفضل للوقاية من المرض. ويهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض حيث يجب على الأشخاص المصابين الراحة وشرب كثير من السوائل.

وتجدر الإشارة إلى أن معظم الأشخاص المصابين بالأنفلونزا يتعافون تلقائياً خلال أسبوع. وقد تكون هناك حاجة إلى تلقي الرعاية الطبية المناسبة في الحالات الشديدة وللأشخاص الذين لديهم عوامل خطر معينة.

أعراض الأنفلونزا

تتضمن الأعراض الشائعة للأنفلونزا ما يلي:

الفيروسالأعراض الشائعةالميزات الأخرى
الأنفلونزا◦ الشعور بالحمى أو القشعريرة
◦ السعال
◦ التهاب الحلق
◦ سيلان أو احتقان الأنف
◦ آلام في العضلات أو الجسم
◦ الصداع
◦ التعب
◦ تظهر علامات وأعراض الأنفلونزا فجأة
◦ يعاني بعض الأشخاص من القيء والإسهال على الرغم من أن هذا أكثر شيوعاً لدى الأطفال
جدول يوضح الأعراض الشائعة للأنفلونزا

أنواع الأنفلونزا

تحدث الإصابة بالأنفلونزا بسببب أنواع متعددة من الفيروسات أهمها  A وB وC وD. ويعد النوع A الأكثر خطورة على البشر، حيث يسبب الأوبئة والجوائح.

وتطلق أسماء أبجدية رقمية على سلالات الأنفلونزا الجديدة مثل H1N1 اعتماداً على الأنواع الفرعية والسلالات. ومن أبرز هذه الأنواع ما يلي:

1- الأنفلونزا A

يكون النوع A من الأنفلونزا مسؤولاً عن غالبية حالات الأنفلونزا الموسمية ويسبب عادةً حالاتٍ أكثر خطورة. كما اكتشف هذا النوع في كلٍ من البشر والحيوانات وقد تستمر عدوى الأنفلونزا A لمدة أسبوعٍ إلى أسبوعين تقريباً.

بالإضافة إلى ذلك تميل فيروسات الأنفلونزا A إلى التحور بسرعة، ويتعين على العلماء التنبؤ بمسارها حتى يتمكنوا من تطوير اللقاح المناسب لحماية البشر من الشكل المتحور التالي.

2- الأنفلونزا B

رُصد هذا النوع من الأنفلونزا لدى البشر وبينما قد يشكل خطراً داهماً إلا أن الحالات المسجلة عادةً ما تكون أقل حدةً من تلك الناتجة عن الأنفلونزا  A.

وبالتشابه مع فيروس A يمكن أن يستمر المرض الناجم عن الأنفلونزا B لمدة أسبوع أو أسبوعين.

ومع أن فيروسات الأنفلونزا B قادرة على إحداث أوبئة إلا أنها لا تسبب جوائح، ويكون انتشار هذا النوع من العدوى على نطاق واسع عبر أجزاء كبيرة من الكوكب.

3- الأنفلونزا C

تصيب الأنفلونزا C البشر فقط وتكون أخف حدة عن الأنواع السابقة A وB . وتقتصر أعراضها عادةً على أمراض تنفسية خفيفة، ولم تسجل حالات تؤكد قدرتها على إحداث أوبئة موسمية.

ويعاني معظم المصابين بهذا النوع من الأنفلونزا أعراض تشبه نزلات البرد مع احتمالية تفاقمها لدى بعض الفئات مثل:

  • الرضع
  • كبار السن
  • الأشخاص الذين يعانون أعراض مناعية شديدة

وتختفي الأنفلونزا C تلقائياً خلال 3 إلى 7 أيام لدى الأصحاء. كما يمكن انتشار فاشيات مرتبطة بها أحياناً بالتزامن مع أوبئة الأنفلونزا  A.

4- الأنفلونزا D

اكتشف فيروس الأنفلونزا D في عام 2011 في الخنازير والماشية في العديد من البلدان. ويشير هذا الانتشار الواسع إلى احتمال وجود الفيروس في جميع أنحاء العالم.

وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع حتى الآن على انتقال هذا النوع من فيروس الأنفلونزا من الحيوانات إلى البشر إلا أن العلماء لا يستبعدون إمكانية حدوث ذلك في المستقبل. (1)

5- أنفلونزا الخنازير H1N1

في ربيع عام 2009 حدد العلماء فيروساً جديداً يتبع لأنفلونزا A في المكسيك وأطلق عليه اسم H1N1 الذي يعرف أيضاً باسم أنفلونزا الخنازير.

ويمكن اعتبار أنفلونزا H1N1 مزيجاً من أنفلونزا البشر والخنازير والطيور، وقد أحدث أول جائحة أنفلونزا يشهدها العالم منذ أكثر من 40 عاماً.

وتشير الدراسات الطبية إلى أن فيروس الأنفلونزا H1N1 قد لا يكون جديداً كما يعتقد البعض. حيث ربطت التحليلات المورثية بينه وبين جائحة الأنفلونزا عام 1918 التي أودت بحياة أكثر من 50 مليون شخص.

6- أنفلونزا الطيور H5N1

تعد أنفلونزا الطيور H5N1 سلالة من فيروس أنفلونزا A وتصيب بشكل أساسي الطيور. لكن يمكن أن تنتقل إلى الإنسان من خلال التعامل المباشر مع الطيور المصابة أو بيئتها. (2)

ولا ينتشر الفيروس بسهولة من شخصٍ إلى آخر حيث يمكن أن تسبب عدوى H5N1 مرضاً خطيراً للغاية لدى البشر.

وللأسف لا يوجد لقاح محدد لـ H5N1 متاح حالياً كما أن لقاح الأنفلونزا الموسمي لا يوفر حماية كاملة ضد هذا النوع.

ومع ذلك فإن معظم الناس معرضون لخطرٍ منخفضٍ للإصابة بأنفلونزا الطيور لأنها تقتصر على الأشخاص الذين لديهم اتصال مباشر بالدواجن فقط إلا أن مقدمي الرعاية الصحية لديهم مخاوف كبيرة بشأن احتمال تحور فيروس H5N1 والتسبب في جائحات عالمية.

علاج أنواع الأنفلونزا

يمكن علاج أعراض الأنفلونزا الخفيفة بسهولة حيث يتحسن معظم المصابين خلال 7 إلى 10 أيام دون أي علاج.

وتتضمن بعض النصائح التي تساعد على تخفيف أعراض الأنفلونزا ما يلي:

  • الحصول على الراحة
  • البقاء في المنزل
  • تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين حتى الشعور بالتحسن
  • شرب كثير من المياه والسوائل الأخرى غير الكحولية لمنع الجفاف
  • الحفاظ على الدفء
  • تناول نظام غذائي صحي يتضمن الكثير من الفواكه والخضراوات
  • تجنب التعرض لدخان السجائر إن أمكن
  • استنشاق البخار من الحمام الساخن أو الدش في غرفة مغلقة للمساعدة على تخفيف انسداد الأنف مع الانتباه والإشراف المباشر على الأطفال بالقرب من الماء الساخن

وفي حال كان المريض يعاني التهاباً في الحلق يمكن تجربة ما يلي:

  • الغرغرة بالماء المالح الدافئ
  • مص مكعب ثلج
  • أقراص المص للحلق
  • شرب الماء الساخن مع العسل وعصير الليمون الطازج

كما توجد العديد من الأدوية المتاحة لتخفيف أعراض البرد والإنفلونزا مثل الألم والحمى. وينبغي عدم تناول المضادات الحيوية حيث أنها تعمل فقط عند الإصابة بالعدوى الجرثومية.

ويمكن أن يسبب تناول المضادات الحيوية آثاراً جانبية مثل اضطراب المعدة والإسهال. كما يزداد أيضاً خطر حدوث مقاومة المضادات الحيوية في المستقبل عند تناولها لعلاج نزلات البرد أو الأنفلونزا.

من ناحية أخرى يمكن أن يختلف علاج الأنواع الأربعة الرئيسية من الأنفلونزا (A وB وC وD) بناءً على شدة الأعراض والسلالة المحددة للفيروس كما يلي: (3)

  • الأنفلونزا A وB: يتم علاجهما عادةً بالأدوية المضادة للفيروسات مثل أوسيلتاميفير "Oseltamivir" وزاناميفير "Zanamivir" وبيراميفير "Peramivir". وتكون هذه الأدوية أكثر فعاليةً عند البدء بها خلال يومٍ أو يومين بعد ظهور الأعراض
  • الأنفلونزا C: يتضمن العلاج الراحة والمحافظة على رطوبة الجسم والأدوية المتاحة دون وصفةٍ طبيةٍ للسيطرة على الأعراض
  • الأنفلونزا D: لا يُعرف عن هذا النوع من الأنفلونزا أنه يصيب البشر

الوقاية من أنواع الأنفلونزا

يمكن اتباع النصائح التالية للوقاية من الأنفلونزا وأنواعها المختلفة:

  • الحصول على لقاح الأنفلونزا: ينبغي الحصول على لقاح الأنفلونزا كل عام لمواصلة الحماية ضد المرض لأنه يزول بعد 3 إلى 4 أشهر وتتغير أنواع الفيروس بمرور الوقت
  • غسل اليدين: تعد النظافة الجيدة من أفضل الطرق للمساعدة في منع انتشار الأنفلونزا والأمراض الأخرى لذلك ينصح بغسل اليدين بانتظام
  • تغطية الفم والأنف: يجب تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس
  • رمي المناديل المستعملة في سلة المهملات على الفور
  • تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الأكواب والأطباق وأدوات المائدة والمناشف
  • المحافظة على نظافة الأسطح: ينصح بتنظيف الأسطح المختلفة بانتظام مثل لوحة المفاتيح والهاتف ومقابض الأبواب للتخلص من الجراثيم والفيروسات الموجودة عليها