أنواع التخدير الموضعي واستخداماته

الكاتب - 26 مايو 2023

يتمثل عمل التخدير الموضعي في منع الألم أثناء الإجراءات الطبية عن طريق إيقاف الحس في جزءٍ معينٍ من الجسم؛ في هذا المقال سوف نركز على أنواع التخدير الموضعي واستخداماته.

التعريف

يمكن تعريف التخدير الموضعي "Local anesthesia" بأنه إجراء يستعين بنوع من الأدوية المستخدمة لتخدير جزء من الجسم ولفترة زمنية قصيرة. وفي الواقع لا يؤدي التخدير الموضعي إلى فقدان الوعي كما يفعل التخدير العام "General anesthesia". فعند التعرض للتخدير الموضعي يبقى المريض مستيقظاً وواعياً لما يحدث من حوله، إلا أنه لا يشعر بالألم في المنطقة التي يتم علاجها.

يعمل التخدير الموضعي عن طريق منع انتقال إشارات الألم من الجزء المعالج إلى الدماغ من خلال إعاقة عمل الأعصاب في تلك المنطقة. يتم تطبيق المخدر الموضعي مباشرةً على الجلد أو الأنسجة المحيطة بالمنطقة المستهدفة، ويعمل على تثبيط نشاط الأعصاب المحيطة ومنع انتقال إشارات الألم إلى الدماغ.

وعند استخدام التخدير الموضعي بشكل صحيح، يشعر المريض بالخدر وفقدان الإحساس في المنطقة التي يتم فيها تطبيق المخدر. يتم الحفاظ على هذا التأثير عادةً لفترة زمنية قصيرة، تتراوح عادةً بين دقائق قليلة إلى عدة ساعات، حسب نوع وتركيز المخدر المستخدم. بعد انتهاء تأثير التخدير، يعود الإحساس والحساسية العادية إلى المنطقة المعالجة.

يجب أن يتم استخدام التخدير الموضعي بحذر وتحت إشراف طبي مؤهل لضمان سلامة المريض وتقديم الراحة المطلوبة خلال الإجراء الطبي.

أنواع التخدير الموضعي

تتضمن أشكال التخدير الموضعي الكريمات أو القطرات أو البخاخات أو الحقن. ويُستخدم التخدير الموضعي في أغلب الأحيان لإجراء عملية جراحية في مناطق صغيرة من الجسم، مثل جراحة الجلد البسيطة أو استئصال أضراس العقل.

ولكن هناك أنواعٌ مختلفة للتخدير الموضعي، بما في ذلك ما يلي:

١- التخدير السطحي

يتوفر التخدير السطحي "Topical anesthesia" على شكل سوائل أو كريمات أو مراهم، وهي توضع على سطح الجسم. يتم استخدام التخدير السطحي على نطاقٍ واسع في العديد من التخصصات الفرعية الطبية والجراحية، مثل:

  • طب العيون
  • طب الأذن والأنف والحنجرة
  • طب الأسنان
  • جراحة المسالك البولية
  • الجراحة التجميلية

عند تطبيق التخدير السطحي فإنه يمنع توصيل العصب للأحاسيس من خلال استهداف النهايات العصبية الحرة في أدمة الجلد أو الغشاء المخاطي، مما يؤدي إلى فقدان مؤقتٍ للإحساس.

تتوفر عوامل تخدير سطحية مختلفة تستخدم ضمن مزيج للتخدير الموضعي، مثل:

  • ليدوكائين "Lidocaine" 
  • ابنيفرين "Epinephrine" 
  • تيتراكائين "Tetracaine" 
  • بينزوكائين "Benzocaine" 
  • بروبراكائين "Proparacaine" 

عند استخدام التخدير السطحي يجب أن يتم الانتباه لمساحة تطبيق المادة، ومدة تطبيقها، وعمر ووزن المريض، والآثار الجانبية المحتملة. ومن الجدير بالذكر أن بعض أشكال التخدير السطحي تتوفر في الصيدليات دون وصفةٍ طبية.

٢- التخدير فوق الجافية والتخدير الشوكي

يتضمن التخدير فوق الجافية "Epidural anesthesia" والتخدير الشوكي "Spinal anesthesia" حقن المخدر الموضعي في السائل الذي يحيط بالنخاع الشوكي. تعمل هذه الأنواع من التخدير الموضعي بشكل جيد في بعض الإجراءات، ولا يتطلبان وضع أنبوبٍ للتنفس للمريض.

عادةً ما يسترد الشخص حواسه بسرعة، ولكن في بعض الأحيان يتعين عليه الانتظار حتى يزول أثر التخدير بشكل كامل ليتمكن من المشي أو التبول بمفرده.

غالباً ما يُستخدم التخدير الشوكي للعمليات التي تُجرى على الأعضاء التناسلية أو المسالك البولية أو أسفل الجسم. بينما يستخدم التخدير فوق الجافية أثناء المخاض والولادة، والجراحة على الحوض والطرفين السفليين.

للقيام بهذا النوع من التخدير الموضعي يجب تنظيف الظهر أولاً، ومن ثم يتم إدخال الحقنة وحقن محلولٍ خاص، ويمكن أن يتلقى المريض السوائل من خلال الوريد.

  • في التخدير فوق الجافية: تُحقن الأدوية خارج الكيس الذي يحتوي على السائل الدماغي الشوكي والنخاع الشوكي، وبذلك يتم إحصار الأعصاب في المسافة فوق الجافية.
  • في التخدير الشوكي: تخترق الإبرة الكيس الذي يحتوي على السائل الدماغي الشوكي والنخاع الشوكي. ويتم حقن الأدوية المخدرة في السائل الدماغي الشوكي. وبذلك يتم حصر الأعصاب في المسافة الشوكية؛ كما يجب أن يحذر الطبيب في هذا الإجراء من إصابة النخاع الشوكي عن طريق الخطأ.

٣- إحصار العصب

يُجرى إحصار العصب "Nerve block" عن طريق حقن الدواء المخدر بالقرب من العصب المستهدف أو مجموعة من الأعصاب، وذلك لتسكين الألم بشكل مؤقت.

توفر بعض الحقن تسكيناً طويلاً للألم، كما قد يساعد حقن الأدوية المضادة للالتهاب بالإضافة إلى التخدير الموضعي للأعصاب التالفة على الشفاء عن طريق تخفيف الالتهاب. كما يمكن إجراء إحصار أعصاب بدلاً من التخدير العام في بعض الجراحات، مثل جراحة النفق الرسغي.

عادةً ما تكون آثار الحقن سريعة، وعموماً فإن إحصار العصب له ثلاثة استخدامات:

  • علاجية: للتخفيف المؤقت للألم الحاد (المفاجئ والقصير) أو المزمن (طويل الأمد)؛ كما قد يقلل إحصار العصب من الالتهاب ويسمح للأعصاب المصابة بالشفاء.
  • تشخيصية: يمكن أن يلجأ الطبيب إلى إحصار مجموعة من الأعصاب عندما يعاني المريض من الألم ولكن دون معرفة المصدر الدقيق له. وفي حال شعر المريض بتحسن مستوى الألم بعد ذلك فهذا يعني عموماً أن الأعصاب المستهدفة كانت هي مصدر الألم.
  • تخديرية: غالباً ما يجري أطباء التخدير أو الجراحون إحصار الأعصاب قبل العمليات الجراحية للمساعدة في السيطرة على الألم بعد العملية؛ حيث يمكن استخدام هذا الإجراء بالإضافة إلى التخدير العام في العمليات الجراحية المعقدة.

يحتوي الجسم على المئات الأعصاب الرئيسية التي يمكن استهدافها وإحصارها، ولهذا السبب هناك أنواع عديدة لإحصار الأعصاب، وفيما يلي نذكر بعض الأمثلة:

  • إحصار الضفيرة البطنية "Celiac plexus nerve block"
  • إحصار الأعصاب فوق الجافية "Epidural nerve block"
  • إحصار العصب الركبي "Genicular nerve block"
  • إحصار الأعصاب الوربية "Intercostal nerve block"
  • إحصار الأعصاب الودية القطنية "Lumbar sympathetic nerve block"
  • إحصار الأعصاب القذالية "Occipital nerve block"
  • إحصار العصب الفرجي "Pudendal nerve block"
  • إحصار العقدة النجمية "Stellate ganglion block"
  • إحصار العصب مثلث التوائم "Trigeminal nerve block"

التأثيرات الجانبية للتخدير الموضعي

قد يشعر المريض ببعض الوخز والألم أثناء تطبيق التخدير وعند انتهاء تأثيره، وقد يلاحظ الشخص بعض الكدمات، إلا أن هذه الآثار عادةً ما تكون بسيطة.

كما يجب أن يحرص الفرد الذي تعرض للتخدير الموضعي على عدم إصابة نفسه عندما لا يزال لا يشعر بالألم، فمثلاً يمكن أن يعض الشخص خده بعد التخدير الموضعي في الإجراءات السنية.

هذا بالإضافة إلى وجود بعض الآثار الضارة المؤقتة التي تصيب بعض الأشخاص، وتتضمن ما يلي:

  • الرؤية غير الواضحة
  • الدوخة
  • الإقياء
  • الصداع
  • ارتعاش العضلات
  • الخدر أو الضعف أو الوخز المستمر
  • كما قد يعاني البعض من رد فعل تحسسي ويصابون بالشري، والحكة، وصعوبة في التنفس
  • يمكن أن تحدث الزراق "cyanosis" في بعض الأحيان، حيث يصبح الجلد مزرقاً (أو فضياً عند أصحاب البشرة الداكنة)، وذلك بسبب مشكلات الدوران الدموي أو عدم كفاية الأوكسجين في الدم
  • يمكن أن تؤدي الجرعة الزائدة من التخدير الموضعي أيضاً إلى الاختلاجات، والتي يمكن أن تكون مهددة للحياة