أنواع الرهاب (الفوبيا) والأعراض

الكاتب - 25 أبريل 2023

يعرف الرهاب أو الفوبيا "Phobia" بأنه الشعور بخوف مستمر وغير واقعي من شيء أو شخص أو حيوان أو نشاط أو موقف ما. قد يؤثر هذا النوع من اضطرابات القلق على الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية والعملية. حيث ويحاول الشخص المصاب تجنب الشيء الذي يثير ذلك الخوف أو أنه قد يتحمله بقلق وضيق شديدين. ويمكن أن يسبب تداعيات نفسية وجسدية على المدى الطويل إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح.

هنالك أنواع محددة من الرهاب حيث الأفراد قد يخافون من شيء محدد مثل العناكب أو القطط بالتالي يمكنهم العيش عن طريق تجنب هذا الشيء الذي يخشونه. ولكن يمكن أن تشمل بعض الأنواع من الفوبيا مجموعة متنوعة من الأماكن والمواقف على سبيل المثال يمكن أن يظهر رهاب المرتفعات عند النظر من نافذة طابق مرتفع في مبنى مكتبي أو عند القيادة عبر جسر مرتفع. بالتالي، يمكن أن يتطلب الأمر من الأفراد المصابين بهذه الأنواع أن يقوموا ببعض التغييرات الجذرية في حياتهم كالانتقال من المنزل أو العمل أو تغيير الأنشطة الترفيهية.

أنواع الرهاب

تصنف الجمعية الأمريكية للطب النفسي الرهاب ضمن ثلاث فئات مختلفة، والتي تضم:

  • الرهاب الاجتماعي "Social phobias": ويُعرف الآن باسم اضطراب القلق الاجتماعي، وهو يتميز بالخوف من المواقف الاجتماعية التي قد يتم فيها الحكم على الشخص أو إحراجه.
  • رهاب الخلاء "Agoraphobia": وفيه يشعر المرء بخوف غير منطقي وشديد من التواجد في أماكن يصعب فيها الهروب، وقد يتضمن ذلك الخوف من الأماكن المزدحمة أو حتى الخوف من مغادرة المنزل في المقام الأول.

وعادةً ما يطلق مصطلح الرهاب المعقد "Complex phobia" على كل من النوعين السابقين.

  • الرهاب المحدد "Specific phobias": وهو الخوف من شيء محدد بعينه كالثعابين أو العناكب أو الإبر أو غيرها. ومعظم هذه المخاوف تندرج ضمن أحد الفئات الأربع الإساسية التابعة لهذا النوع وهي:
    • مخاوف من البيئة الطبيعية
    • مخاوف تتعلق بالحيوانات
    • مخاوف مرتبطة بالعلاجات أو المشكلات الطبية
    • مخاوف تتعلق بمواقف معينة

أكثر الأنواع شيوعاً

يمكن لأي شيء تقريباً أن يتسبب بحدوث الفوبيا والخوف والقلق، ونذكر من الأنواع الأكثر انتشاراً ما يلي:

  • الخوف من العناكب "Arachnophobia"
  • الخوف من ثعابين "Ophidiophobia"
  • الخوف من المرتفعات "Acrophobia"
  • الخوف من الكلاب "Cynophobia"
  • الخوف من الرعد والبرق "Astraphobia"
  • الخوف من الحقن "Trypanophobia"
  • الرهاب الاجتماعي "Social phobia"
  • فوبيا الخلاء "Agoraphobia"
  • فوبيا القذارة "Mysophobia" وهو الخوف الشديد من الجراثيم والأوساخ والملوثات الأخرى

أعراض الرهاب

يعاني الشخص المصاب بحالة الفوبيا من أعراض متنوعة، وتعتبر الأعراض الأكثر شيوعاً لكل الأنواع ما يلي:

  • الإحساس بقلق لا يمكن السيطرة عليه عند التعرض لمسبب الخوف.
  • الشعور بضرورة تجنب مصدر الخوف بأي ثمن.
  • عدم القدرة على العمل والتصرف بشكل صحيح عند التعرض لمسبب الخوف.
  • الاعتراف بأن الخوف غير منطقي وغير معقول ومبالغ فيه مع عدم القدرة على التحكم في المشاعر.

كما يمكن أن تشمل الأعراض عندما يشعر الشخص بمشاعر الذعر والقلق الشديد عند تعرضه لحالة الفوبيا ما يلي:

  • التعرق
  • التنفس بشكل غير طبيعي
  • تسارع ضربات القلب
  • الارتعاش
  • الشعور بالحرارة أو القشعريرة
  • إحساس بالاختناق
  • ألم أو ضيق في الصدر
  • شعور غريب في المعدة
  • التنميل
  • جفاف الفم
  • التخليط الذهني وعدم التوجه
  • الغثيان
  • الدوخة
  • الصداع

كما يمكن الشعور بالقلق بمجرد التفكير في مسبب الرهاب، وبالنسبة للأطفال الصغار فقد يلاحظ الآباء أنهم يبكون أو يصبحون متشبثين جداً أو يحاولون الاختباء خلف أحد الوالدين، كما قد يمرون أيضاً بنوبات من الغضب للتعبير عن ضيقهم.

الأسباب

لا يوجد أن هناك سبباً محدداً للرهاب، ولكن هناك عدد من العوامل التي تساهم في ذلك.

  • قد ترتبط الفوبيا الرهاب بحادث أو صدمة معينة، وهو ما يحدث عندما يتعرض المرء لموقف ما بمواجهة أولى سيئة للغاية، إلا أن الخبراء لا يعرفون ما إذا كانت هذه المواجهة الأولى ضرورية لنشوء الرهاب.
  • قد يكون الرهاب استجابةً قد تعلمها الشخص في وقت مبكر من الحياة من أحد الوالدين أو الأشقاء.
  • يمكن أن يكون هنالك دور للوراثة
  • من النادر أن يصاب المرء بالرهاب بعد عمر الثلاثين، حيث وفي معظم الحالات يبدأ في الطفولة أو المراهقة أو بدايات البلوغ.

المضاعفات

على الرغم من أن الرهاب قد يبدو موضوعاً سخيفاً للبعض إلا أنه قد يكون مدمراً للأشخاص الذين يعانون منه ويسبب مشاكل تؤثر على العديد من جوانب الحياة.

  • العزلة الاجتماعية حيث يتجنب المريض الأماكن والأشياء التي يمكن أن تسبب له القلق بالتالي قد تؤدي لمشاكل أكاديمية ومهنية واجتماعية، ويكون الأطفال معرضين للمشاكل الأكاديمية والوحدة.
  • اضطرابات المزاج حيث يعاني كثير من الأشخاص المصابين بالرهاب من الاكتئاب ومن اضطرابات القلق الأخرى.
  • تعاطي المخدرات وشرب الكحول نتيجة الضغوط الحياتية الشديدة التي يخوضها المرء في حال الإصابة برهاب شديد.

التشخيص

تشخيص الرهاب يتم عادةً من خلال الحديث مع المريض وفحص علاماته الجسدية والنفسية. قد يستخدم الطبيب أدوات مختلفة لتقييم شدة الرهاب وتحديد العلاج الأنسب، على سبيل المثال استخدام مقاييس التشخيص النفسي المعتمدة عالمياً. وتستخدم هذه المقاييس في العديد من الدراسات العلمية لتشخيص الرهاب وتقييم شدة الأعراض. وهي تعتمد على المقابلات السريرية والأسئلة الاستبيانية التي يتم إجراؤها على المريض. ومن مقاييس التشخيص النفسي المعتمدة نذكر:

  • مقياس القلق والاكتئاب الاكلينيكي (Clinician Administered Anxiety and Depression Scale - CADAS)
  • مقياس الاضطرابات النفسية الشائعة (Composite International Diagnostic Interview - CIDI)
  • مقياس القلق العام (Generalized Anxiety Disorder - GAD)
  • مقياس الرهاب الاجتماعي (Liebowitz Social Anxiety Scale - LSAS)
  • مقياس الاضطراب الوسواسي القهري (Yale-Brown Obsessive Compulsive Scale - Y-BOCS)

كما يمكن أيضاً إجراء فحوص الدم والتحاليل المخبرية لاستبعاد الأسباب الأخرى التي قد تسبب أعراض مشابهة.

علاج الرهاب

حالة الفوبيا قابلة للعلاج، وكون تجنب المسبب لا يكفي حيث أن بعض المخاوف لا يمكن تجنبها وخاصةً حالات الرهاب المعقدة، تكون الخطوة الأولى في العلاج هي التحدث مع الطبيب النفسي أو أخصائي الصحة العقلية.

كما لا يوجد علاج واحد يناسب جميع المصابين ويجب تخصيص العلاج لكل شخص على حدة. يمكن أن يوصي الأخصائي بالعلاج السلوكي أو الدوائي أو مزيج من الاثنين معاً، ويهدف العلاج إلى تقليل أعراض الخوف والقلق ومساعدة الشخص على التحكم في ردود فعله تجاه مسبب الرهاب.

١- العلاج الدوائي

هنالك مجموعة من الأدوية الفعالة في علاج بعض أنواع الرهاب ونذكر منها:

  • حاصرات بيتا، والتي يمكن أن تساعد في تقليل الأعراض الجسدية للقلق والتي يمكن أن تصاحب الرهاب؛ وقد تشمل آثارها الجانبية انزعاجاً في المعدة والتعب والأرق وبرودة الأصابع.
  • مضادات الاكتئاب وعادةً ما توصف مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحسين المزاج. ويمكن أن تسبب هذه الأدوية في البداية مشاكل كالغثيان ومشاكل النوم والصداع.
  • قد يصف الطبيب مثبطات الأوكسيداز أحادي الأمين (MAOI) للرهاب الاجتماعي. قد تشمل الآثار الجانبية لهذه الأدوية في البداية الدوخة وانزعاجاً في المعدة والأرق والصداع.
  • مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة (TCA) والتي يمكن أن تساعد في تحسين أعراض الرهاب. ويمكن أن تشمل آثاره الجانبية الأولية النعاس وعدم وضوح الرؤية والإمساك وصعوبة التبول وعدم انتظام ضربات القلب وجفاف الفم والارتعاش.
  • تُستخدم بعض أنواع المهدئات، مثل البنزوديازيبينات، لتخفيف أعراض القلق، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) حذرت في عام 2020 من استخدام هذه الأدوية بسبب احتمالية الاعتماد الجسدي عليها والحاجة المستمرة لتناولها، مما قد يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة في حالة سحب الدواء بشكل مفاجئ.
٢- العلاج السلوكي

هنالك مجموعة من العلاجات السلوكية المستخدمة في علاج المصابين بالرهاب وذلك حسب النوع الذين يعانون منه. وتشمل هذه العلاجات:

  • العلاج بالتعريض، والذي قد يساعد الأشخاص الذين يعانون من الرهاب على تغيير استجابتهم لمسبب الخوف. ويتم ذلك بتعريضهم للمسبب عبر سلسلة من الخطوات المتصاعدة تدريجياً. 
  • كما يعتبر العلاج السلوكي المعرفي خياراً آخر، وفيه يساعد الأخصائي الشخص المصاب بالرهاب على تعلم طرق مختلفة لفهم مسبب خوفه والتفاعل معه، وقد يجعل ذلك التأقلم أسهل، كما يمكن أن يعلمه كيفية التحكم في مشاعره وأفكاره.