أنواع غسيل الكلى ونصائح للمرضى

الكاتب - 17 يناير 2023

تعتبر الكلية العضو المسؤول عن تنقية الدم، وإزالة الفضلات الضارة والسوائل الزائدة منه، ولكن قد تصاب الكليتان بأمراض وحالات تتسبب في توقفهما عن العمل، مما يستوجب عمل غسيل الكلى أو التحال "Dialysis" لتدارك الخلل الناجم عن تعطل الكليتيين.

فما هي عملية غسيل الكلى وأنواعها وما مدى فعاليتها؟

ما هي عملية غسيل الكلى؟

ترشح كليتا الشخص السليم ما يقارب 120 إلى 150 لتراً من الدم كل يوم، وتعملان على تنظيم مستويات الماء والمعادن في الجسم.

وهذا يعني أن الفضلات ستتراكم في الدم إذا توقفت الكليتان عن العمل بشكل صحيح، وفي حال تراكم كمية كبيرة من الفضلات يؤدي ذلك إلى الدخول في سبات والموت في نهاية المطاف.

ولذلك يتم اللجوء إلى غسيل الكلى "Dialysis" الذي يحل محل عمل الكليتين الطبيعي، ولذلك فهو يعرف أيضاً باسم المعالجة الكلوية المعيضة Renal Replacement Therapy (RRT).

فغسيل الكلى هو إجراء يستخدم لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الدم، حيث يمنع وصول الفضلات الموجودة في الدم إلى مستويات خطرة، كما يمكن لهذه العملية أن تزيل السموم أو الأدوية من الدم في حالات الطوارئ.

والجدير بالذكر أن الكلى تفرز مواداً هامةً لعملية الاستقلاب في الجسم -عملية استخلاص الطاقة من الغذاء-، إلا أنَّ غسيل الكلى لا يمكنه القيام بذلك.

أنواع غسيل الكلى

١- غسيل الكلى الدموي "Hemodialysis"

فيه تزيل آلةٌ الدم من الجسم، وترشحه من خلال جهاز غسيل الكلى ومن ثم تعيد الدم النظيف إلى الجسم.

ويستغرق هذا الإجراء من 3 إلى 5 ساعات ويجرى في المستشفى أو في مركز غسيل الكلى ثلاث مرات في الأسبوع.

ويمكن إجراؤه في المنزل؛ ويحتاج ذلك إلى أربع إلى سبع جلسات في الأسبوع ولكن لمدةٍ أقل في كل جلسة؛ ويمكن أيضاً إجراؤه ليلاً أثناء نوم المريض.

٢- غسيل الكلى البريتواني "Peritoneal dialysis"

وفيه تتم تصفية الدم عن طريق الأوعية الدموية الدقيقة داخل ما يسمى بالبريتوان أو الصفاق "peritoneum"، وهو الغشاء الذي يبطن تجويف البطن ويغطي معظم أعضائه.

ويتم ذلك بمساعدة محلول خاص يحتوي على الماء والملح والمواد المضافة الأخرى؛ ويمكن إجراؤه أيضاً في المنزل.

٣- غسيل الكلى المستمر (CRRT)

غسيل الكلى المستمر "Continuous Renal Replacement Therapy" ويتميز بأنه أبطاً من غيره ويشكل ضغطاً أقل على القلب؛ حيث يتم إجراؤه على مدار 24 ساعة في اليوم للقيام بعملية الترشيح والتنظيف ببطء وباستمرار.

أسباب إجراء غسيل الكلى

يتم اللجوء إلى هذه العملية مؤقتاً في الأذية الكلوية الحادة أو بشكل دائم في الداء الكلوي المزمن.

وتتضمن أسباب اللجوء إلي غسيل الكلى ما يلي(1):

  • الأذية الكلوية الحادة
  • اعتلال الدماغ اليوريميائي
  • التهاب التامور (الغشاء المحيط بالقلب)
  • فرط بوتاسيوم الدم المهدد للحياة
  • الحماض (ارتفاع حموضة الدم)
  • فرط حجم الدم الذي يسبب مضاعفات (مثل الوذمة الرئوية)
  • الفشل في النمو وسوء التغذية
  • الاعتلال العصبي المحيطي
  • الأعراض الهضمية المعندة
  • الوصول إلى المرحلة الخامسة من الداء الكلوي المزمن "Chronic Kidney Failure"
  • ابتلاع مادة سامة

فعالية العلاج

لا يمكن أن يحقق غسيل الكلى نفس كفاءة الكلى الطبيعية؛ حيث يحتاج المرضى إلى توخي الحذر في طعامهم وشرابهم، بالإضافة إلى حاجتهم لتناول الأدوية باستمرار.

يمكن للعديد من المرضى أن يعملوا، ويعيشوا حياة طبيعية، ويستطيعون السفر طالما أن علاج غسيل الكلى متوفر في وجهتهم.

إن متوسط العمر المتوقع للمرضى الخاضعين للعملية هو 5-10 سنوات، ولكن قد يعيش العديد من المرضى بشكل جيد لمدة 20 أو حتى 30 عاماً.

خلال الحمل

عادةً ما تواجه المرأة الخاضعة للعملية صعوبةً في أثناء الحمل، حيث يكون هناك مستوى أعلى من الفضلات في الجسم مقارنةً بالحامل بكليتين سليمتين، مما يؤثر سلباً على خصوبتها.

بالتالي فإن النساء اللواتي يحملن أثناء علاجهم بغسيل الكلى يحتجن على الأرجح إلى زيادة العملية أثناء فترة الحمل.

وقد تؤثر العملية أيضاً على خصوبة الرجال، ولكن بشكل أقل من الإناث.

المضاعفات المحتملة

١- غسيل الكلى الدموي

يعاني بعض المرضى من مشاكل في الناسور الشرياني الوريدي (اتصال بين شريان ووريد يجرى لتأمين تدفق جيد للغسيل الكلوي).

وقد تحدث العدوى أو ضعف تدفق الدم أو انسداد ناجم عن تندب أو خثرة دموية.

نادراً ما تخرج إبرة غسيل الكلى من ذراع المريض؛ ويقوم نظام الكشف عن تسرب الدم بتنبيه المريض أو الطاقم الطبي لهذه المشكلة، ويتوقف الجهاز مؤقتاً حتى يصلح أحدهم المشكلة، وذلك بغرض حماية المريض من فقدان الدم.

بالإضافة إلى احتمال حدوث مخاطر أخرى قد تشمل ما يلي:

  • انخفاض ضغط الدم
  • فقر الدم
  • التشنج العضلي
  • صعوبة النوم
  • الحكة
  • ارتفاع مستويات البوتاسيوم في الدم
  • التهاب التامور
  • إصابة الدم بالعدوى
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • الموت القلبي المفاجئ

٢- غسيل الكلى البريتواني

يصاب البعض بعدوى جلدية حول القثطرة، أو بالتهاب البريتوان، وقد يعاني المريض من الحمى وآلام البطن والغثيان والإقياء.

كما يمكن أن يؤدي استخدام قثطرة البطن وضخ السوائل في البطن إلى إضعاف عضلات البطن بمرور الوقت، مما قد يتسبب في حدوث فتق.

قد يتسبب أيضاً البريتواني في زيادة الوزن بسبب امتصاص الجسم للدكستروز الموجود في محلول غسيل الكلى.

٣- غسيل الكلى المستمر CRRT

قد تشمل مخاطر استخدامه ما يلي:

  • العدوى
  • انخفاض حرارة الجسم
  • انخفاض ضغط الدم
  • اضطرابات الشوارد في الجسم
  • النزف
  • تأخر الشفاء الكلوي
  • ضعف العظام
  • التأق وهو رد فعل تحسسي شديد مهدد للحياة

نصائح لمرضى غسيل الكلى

يمكن أن تساعد هذه العملية المصابين بالفشل الكلوي على العيش حياة أطول وأكثر صحة، ولكن هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها.

١- اتباع نظام غذائي خاص

يحتاج المريض إلى تغيير نظامه الغذائي والحد من الكمية التي يشربها. حيث يحتاج المرضى عادةً إلى الإقلال من تناول الصوديوم والفوسفور والبوتاسيوم.

ولذلك يفضل زيارة اختصاصي يكون قادراً على فهم ما يمكن وما لا يمكن للمريض تناوله.

٢- المحافظة على النشاط

يجب على مرضى غسيل الكلى البقاء نشطين بدنياً؛ ولذلك يمكن للمريض مناقشة أنواع التمارين الأفضل بالنسبة له مع طبيبه ومقدار النشاط الذي يجب أن يمارسه.

حيث تحسن التمارين من الصحة العامة وترفع من نوعية الحياة وتساعد في محاربة التعب والاكتئاب.

٣- الحصول على قسط كافٍ من النوم

فالنوم ضروري للمحافظة على الصحة والتعافي؛ ويجب على المرضى خاصةً بذل جهد وتمارين ليتمكنوا من النوم 7 إلى 9 ساعات كل ليلة.

٤- الاهتمام بالصحة النفسية

يكون الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة معرضين للاكتئاب أكثر من غيرهم، وينطبق الأمر نفسه على مرضى غسيل الكلى.

قد يضطر المريض إلى التخلي عن بعض الأنشطة المعتادة والانشغال بالتفكير في الوضع الصحي بشكل دائم.

ولذلك يجب على المريض طلب المساعدة إذا وجد نفسه يعاني من أعراض نفسية كفقدان الاهتمام والتغيرات في المزاج والنوم.