أهمية الفحص الذاتي للثدي وطريقته

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 2 يونيو 2023

تكثر وتتنوع الاضطرابات والأمراض التي تصيب الثدي عند النساء والتي قد يكون بعضها يحمل خطورة كبيرة كسرطان الثدي على سبيل المثال، لذلك تم تصميم طريقة الفحص الذاتي للثدي "Breast self-exam".

وتتمكن من خلالها النساء من التحقق من صحة الثدي بشكل دوري وكشف هذه التبدلات والأمراض بشكل مبكر وفي المنزل، الأمر الذي يتيح تشخيص باكر لأي خلل يصيب الثديين بالتالي يسهل عملية العلاج والشفاء.

لمحة عن غدة الثدي

غدة الثدي (Breast) هي عبارة عن زوج من الغدد (ثدي في كل جانب) التي تتوضع على الوجه الأمامي للصدر أمام العضلات الصدرية.

وهي متواجدة عند الاناث والذكور على حد سواء، لكن هناك اختلافات تشريحية ووظيفية بين الثدي عند الرجل والمرأة.

حيث يمتلك الثدي عند المرأة خصائص وظيفية وشكلية تتعلق بحجم غدة الثدي وإنتاج الحليب وهو أمر لا يمتلكه الثدي عند الرجل.

يتطور الثدي عند النساء في مرحلة البلوغ حيث يزاد حجماً وبروزاً، ويتكون بشكل أساسي من الخلايا والأنسجة التالية:

1- النسيج الغدي "Glandular Tissue"

هو النسيج والجزء المسؤول عن انتاج وافراغ الحليب عند المرأة، حيث يتكون هذا النسيج من مجموعات صغيرة من الغدد التي تتجمع فيما بينها لتشكل ما يعرف باسم الفص (Lobe).

يحوي الثدي حوالي 15-20 مجموعة من الفصوص المتوزعة في نسيج الثدي. تفرغ هذه الغدد والفصوص محتواها من الحليب عند انتاجه في أقنية خاصة ذات قطر صغير.

تتلاقى الأقنية القادمة من الفصوص المختلفة لتشكل أقنية أكبر قطراً، وتصل هذه الأقنية في النهاية وتنفتح في حلمة الثدي حيث يخرج الحليب منها.

2- النسيج الدهني "Fatty Tissue"

يملأ هذا النسيج الثدي بشكل كامل ويتوضع بين الفصوص الغدية، وهو عبارة عن خلايا شحمية تعطي للثدي شكله وحجمه.

تختلف كمية وكثافة وتوزع هذا النسيج من امرأة لأخرى، وهذا ما يفسر التنوع الكبير في أشكال وأحجام غدة الثدي بين النساء، ولكن لا يؤثر هذا الأمر على وظيفة غدة الثدي في انتاج الحليب.

3- النسيج الليفي "Fibrous tissue"

يشمل هذا النسيج الأربطة والنسيج الضام "Connective tissue" الذي يدعم غدتي الثدي ويعطي للثدي بنيته وقوامه ويثبته على العضلات وجدار الصدر.

4- الأوعية الدموية والأعصاب

هي الشرايين والأوردة التي توفر التغذية الدموية لأنسجة الثدي المختلفة، إضافة للأعصاب التي توفر الإحساس والتنظيم لعمل غدة الثدي.

5- العقد اللمفية "Lymph Nodes"

هذه العقد عبارة عن أعضاء صغيرة الحجم تحوي ضمنها خلايا مسؤولة عن المناعة ومكافحة العدوى. وتنتج سائل يدعى باللمف وهو سائل رائق يحوي ضمنه خلايا مناعية.

تتوزع هذه العقد في كل انحاء الجسم ولها دور في التصدي والاستجابة لحالات العدوى الجرثومية أو الفيروسية، وتتواجد ضمن غدة الثدي أيضاً.

ما هو الفحص الذاتي للثدي؟

يعرف الفحص الذاتي للثدي "Breast self-exam" بأنه طريقة تتضمن مجموعة من الخطوات المتتالية التي يمكن للنساء القيام بها بشكل ذاتي وفي المنزل.

والهدف منها هو الفحص والتحقق من حالة الثديين بشكل دوري بحثاً عن أي تبدلات أو تغيرات تشمل أحد الثديين أو كلاهما.

وذلك من أجل الكشف المبكر عن هذه التبدلات والاضطرابات المرضية ومعالجتها بشكل سريع قبل تطورها.

تشمل خطوات الفحص الذاتي عدة مراحل تتضمن المعاينة والمقارنة بالعين المجردة للثديين من الناحية الشكلية.

إضافة لعملية مسّ للثديين بطريقة خاصة بحثاً عن أي تبدلات قد تكون مخفية أو غير واضحة بشكل عياني.

ومن ثم متابعة الفحص وطلب المشورة الطبية عند ملاحظة أي خلل أو اضطراب في الثدي.

كما ينصح بالقيام بهذا الفحص مرة شهرياً عند النساء بشكل عام. أما بالنسبة للنساء في سن النشاط التناسلي فالوقت الأمثل للقيام به هو في اليوم 3-5 من انتهاء الدورة الشهرية.

فوائد الفحص الذاتي للثدي

للفحص الذاتي للثدي أهمية كبيرة في الكشف المبكر عن العديد من المشاكل الصحية والاضطرابات التي تحدث على مستوى الثدي.

حيث يسمح الفحص الذاتي بملاحظة التغيرات المبكرة والتبدلات غير طبيعية في الثدي والتي قد تشكل علامات مهمة تمهد لتشخيص سرطان الثدي بمراحله الأولى.

وتشمل أبرز التبدلات والتغيرات التي يتم البحث عنها وملاحظتها خلال الفحص الذاتي للثدي النقاط التالية:

  • البحث عن تبدلات في الحجم والشكل الخارجي للثدي.
  • كشف التبدلات التي قد تحدث على مستوى جلد الثدي من ناحية الشكل الخارجي، والملمس عند الفحص فيما إذا كان قاسياً أو مجعداُ، ويوجد علامات احمرار وألم وغيرها.
  • رصد وجود عقد أو تورم أو ثخانة في أحد أجزاء الثدي متشكلة حديثاً.
  • خروج لمفرزات من حلمة الثدي بشكل تلقائي وغير طبيعي وخارج فترات الحمل والإرضاع.
  • الكشف عن وجود تبدل وتغير في موقع الحلمة واتجاهها مقارنة بالثدي الأخر غير موجود سابقاً.
  • ملاحظة وجود احمرار، وطفح جلدي حاك ومؤلم في الثدي وحول الحلمتين.

ووفقاُ لدراسة تم فيها اجراء مقارنة بين تشخيص سرطان الثدي عند النساء اللواتي يقومون باجراء الفحص الذاتي للثدي بشكل روتيني، والنساء اللواتي لا يقمن بها الاجراء.

تبين أن معدل تحديد وجود العقد في الثدي وكشف السرطان الباكر هو أعلى بنسبة 50% وسطياً مقارنة بالنساء اللواتي لم يقومن بالفحص الروتيني الذاتي للثدي.

طريقة اجراء الفحص الذاتي للثدي

يتم اجراء الفحص الذاتي للثدي في المنزل في مكان ذو خصوصية ومريح للمرأة، نظراً لأن اجراء هذا الفحص يتطلب الكشف عن الثديين ووجود مرآة للقيام به.

يستغرق القيام بهذا الفحص عدة دقائق فقط، ويتم وفق الخطوات التسلسلية الآتية:

الخطوة الأولى

تتضمن الوقوف مقابل المرآة مع وضع اليدين على الحوض وفحص الثديين ومعاينتهما من خلال النظر في المرآة.

يتم تقييم ومقارنة حجم الثديين، شكلهما، ولون الجلد، ولون الحلمتين، وأيضاً مقارنة تناظر الحلمتين وموقعهما، بالإضافة إلى ذلك يتم البحث عن كتل قد تكون واضحة على الثدي.

الخطوة الثانية

هنا تعاد عملية المعاينة كما في الخطوة الأولى امام المرآة ولكن مع رفع الذراعين للأعلى، حيث تتيح هذه الوضعية قدرة معاينة إضافية للثدي.

الخطوة الثالثة

معاينة الحلمتين والبحث والتحقق من وجود علامات لنز أو خروج مفرزات من أحد الحلمتين أو كلاهما، ويمكن اجراء ضغط أو عصر بسيط للحلمتين للتأكد.

الخطوة الرابعة

تتضمن هذه الخطوة اجراء لمس واستكشاف للثديين في وضعية الاستلقاء، حيث تستلقي المرآة على ظهرها، ومن ثم تبدأ بتحسس الثدي الأيسر باليد اليمنى والثدي الأيمن باليد اليسرى.

والهدف من هذا التحسس للثدي هو كشف وجود عقد أو كتل قد تكون مخفية وغير واضحة على الفحص الخارجي للثدي.

تتم عملية الفحص في هذه الخطوة باستعمال باطن الأصابع وراحة اليد، حيث يتم اجراء ضغط بسيط على الثدي مع حركة تدليك دائرية على مناطق الثدي المختلفة انطلاقاُ من الإبط حتى نهاية الثدي في كل جهة.

من المهم تغطية كل مناطق الثدي بهذه الحركة من اليمين لليسار ومن الأعلى للأسفل، وأيضاً تحديد وجود أي تبدل أو كتلة تم تحسسها بالتدليك وتحديد مكانها بدقة.

الخطوة الخامسة

تعاد هنا عملية التحسس والتدليك للثديين بحثاً عن التبدلات ولكن في وضعية الوقوف أو الجلوس.

بعد الانتهاء من اجراء هذه الخطوات واتمام الفحص الذاتي للثدي، يجب المتابعة بالإجراءات التشخيصية الإضافية، وعدم التأخر في طلب المشورة الطبية من الطبيب المختص وذلك في حال ملاحظة أي تبدل من التبدلات المرضية على مستوى الثديين. وذلك لتحديد سبب الاضطراب والتبدل والبدء بعلاجه مبكراً.