إسهال الرضع الأسباب والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

ما هو إسهال الرضع؟

يكون من السهل تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من الإسهال عند مراقبة ومعرفة الحالة الطبيعية للبراز بحسب العمر.

عادةً يكون براز الرضع الذّين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية بلون أصفر فاتح، طري أو حتى سائل، ويخرج أكثر من ست مرات يومياً، وقد يخرج البراز بعد كل رضعة حتى عمر الشهرين.

أما الأطفال الذين يعتمدون على الحليب الصناعي يكون برازهم صلباً بلون أصفر إلى بني، ويخرجون البراز من 1 إلى 8 مرات يومياً خلال الأسبوع الأول، ثم يتناقص إلى 1 إلى 4 يومياً حتى عمر شهرين.

بعد عمر الشهرين يخرج كل الأطفال مرة إلى ثلاث مرات في اليوم، لذا إذا تغير قوام البراز فأصبح خفيف أو مائي أو ازداد تواتره أكثر من المعتاد، واستمرت هذه التغيرات لأكثر من ثلاث مرات يومياً يجب التفكير في حالة الإسهال.

أعراض إسهال الرضع

يمكن أن تختلف الأعراض بين الأطفال تبعاً للسبب، عموماً يمكن أن يترافق الإسهال بما يلي:

  • تشنج ماغص وألم في البطن
  • شعور بالانتفاخ
  • الغثيان والإقياء
  • الحمى
  • وجود دم أو مخاط في البراز

أسباب إسهال الرضع

هناك بعض الأسباب البسيطة مثل:

  • التغييرات في النظام الغذائي للطفل في عمر 6 أشهر لحين اعتياده على إدخال الأطعمة الصلبة، أو شرب الكثير من عصير الفاكهة أو المشروبات المحلاة.
  • طبيعة النظام الغذائي للأم عند الرضاعة الطبيعية، فقد تتسبب أطعمة معينة في حدوث الإسهال مثل حليب البقر، الشوكولا، المشروبات الغازية، الأطعمة الغنية بالتوابل والكافيين.

كما توجد العديد من الأسباب المرضية الأخرى، ويكون لمدة الإسهال دوراً مهماً في تصنيف الأسباب كما يلي: 

1- الإسهال قصير الأمد

عادة ما يمر هذا النوع من الإسهال خلال يوم أو يومين ولا يستمر أكثر من أسبوعين.

يحدث عادة بسبب عدوى في الجهاز الهضمي تسبب التهاب المعدة والأمعاء، تكون العدوى إما:

  • جرثومية: يمكن أن تسبب العديد من أنواع البكتيريا المختلفة الإسهال، وتكون مسؤولة عن التسمم الغذائي حيث يحدث الإسهال والإقياء في غضون ساعات قليلة من تناول الطعام الملوث، وقد تترافق بوجود الدم أو المخاط في البراز.
  • فيروسية: السبب الأكثر شيوعاً للإسهال عند الأطفال، ويبدأ عادة التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي بالتقيؤ والغثيان، من أهم الفيروسات فيروس الروتا الذي يتفشى في الشتاء وأوائل الربيع، كما يوجد فيروس آخر شائع يسمى نوروفيروس ينتقل عبر الطعام والمياه الملوثة.
  • طفيلية: "الجيارديا" هي عدوى الطفيلية شائعة وتسبب الإسهال عند الأطفال، وتنتقل عن طريق الماء والطعام الملوث.
  • تناول الأم المرضعة للمضادات الحيوية، حيث تقضي على البكتيريا الجيدة والضارة في نفس الوقت فتسبب خللاً في الأمعاء.

2- الإسهال المستمر

يستمر هذا النوع من الإسهال لمدة 2-4 أسابيع، قد يكون ناتجاً عن حالة مؤقتة من عدم تحمل اللاكتوز الناتجة عن سبب آخر كالتهاب المعدة والأمعاء.

3- الإسهال المزمن

يستمر هذا النوع من الإسهال أكثر من 4 أسابيع، وقد يكون سببه:

  • العدوى الطفيلية
  • عدم تحمل اللاكتوز
  • عدم تحمل الطعام وهي حالة تتمثل بصعوبة هضم أطعمة معينة
  • حساسية من الطعام: وهي استجابة الجهاز المناعي للعض الأطعمة كالحساسية من حليب البقر.
  • أمراض الأمعاء الالتهابية: مثل داء كرون والتهاب القولون القرحي، التي تأتي فيها الأعراض بشكل هجمات وتختفي.
  • الداء الزلاقي: من أمراض المناعة الذاتية حيث يكون الشخص حساساً بشكل غير طبيعي لبروتين الغلوتين الغذائي.
  • بعض الأمراض النادرة: مثل التليف الكيسي وهو يسبب مشكلة في امتصاص الطعام في الأمعاء.

تشخيص إسهال الرضع

  • يسأل الطبيب عن أعراض الطفل بالتفصيل وماذا أكل مؤخراً وتاريخه الطبي، ويفحصه فحصاً جسدياً شاملاً، كما قد يطلب اختبارات الدم والبول.
  • من الممكن أن يلجأ الطبيب لزرع البراز للتحقق من وجود بكتيريا أو طفيليات في الجهاز الهضمي، حيث يتم أخذ عينة صغيرة من البراز وإرسالها إلى المختبر.
  • كذلك من المهم تحري وجود الدم والدهون في البراز.
  • في حال الشك بالحساسية تجاه نوع معين من الأطعمة تجرى اختبارات للتحقق من ذلك.
  • كما أنه في حالات معينة يجري الطبيب التنظير لتحري وجود مشكلات في الأمعاء.

علاج إسهال الرضع

معظم حالات الإسهال ليست خطيرة وتختفي في غضون يومين مع العلاج في المنزل، أما إذا استمر أكثر من ذلك أو ازداد سوءاً قد يؤدي للتجفاف ويحتاج الطفل عندها للعلاج في المشفى وإعطاء السوائل في الوريد.

١- تعويض السوائل

يعتمد العلاج في معظم الحالات تعويض السوائل المفقودة ويكفي في حال الإسهال الخفيف الاستمرار في الإرضاع سواء أكان طبيعياً أو صناعياً مع زيادة الكمية.

كما لا يجوز تخفيف الحليب الصناعي بمزيد من الماء وقد ينصح الطبيب بنوع خاص للحليب الصناعي، ويمكن إعطاء 30-60 مل كل 30 دقيقة.

في حال عدم كفاية الحليب في تعويض السوائل، من الممكن إعطاء محاليل الجفاف عبر الفم بين الوجبات، تسمى محاليل الغلوكوز والكهارل.

تتمتع هذه السوائل بالتوازن الصحيح بين الماء والسكر والأملاح لتعويض النقص في العناصر الضرورية، وتتواجد بعدة أشكال كالسائل أو المصاصة.

من المهم أيضا اتباع تعليمات الطبيب فيما يخص النوع، الكمية وتوقيت الاستخدام، حيث يمكن إعطاء 60-120 مل بعد كل مرة يخرج فيها الطفل الكثير من البراز المائي.

أو إعطاء الطفل ملعقتان كبيرتان كل 30 إلى 60 دقيقة وفي حال تقيأ الطفل السائل نقلل الكمية فتعطى ملعقة صغيرة من السائل كل 10 إلى 15 دقيقة.

٢- الأطعمة الصلبة

  • لا يجب إجبار الطفل على الطعام في حال رفضه بسبب وجود آلام بطنية. وإذا شعر الطفل بالجوع يمكن إعطاؤه طعاماً خفيفاً بكمية قليلة مثل النشويات كالأرز أو البسكويت أو المعكرونة.
  • يعتبر نظام BRAT الغذائي مثالياً في هذه الحالة وهو يتضمن الموز، الأرز، التفاح المهروس والخبز المحمص. 
  • إذا ساءت الأعراض مع الطعام، يجب التوجه إلى السوائل واستئناف النظام الغذائي الطبيعي للطفل تدريجياً عندما يبدأ في الشعور بالتحسن أو عموماً خلال 24 ساعة.
  • يجب تجنب العصير أو المشروبات الغازية والكميات الكبيرة من الماء العادي، وتجنب الأطعمة الحارة أو الدهنية.

٣- الأدوية

  • قد يصف الطبيب الصادات الحيوية في حال العدوى الجرثومية، والأدوية المضادة للطفيليات في العدوى الطفيلية.
  • إذا لم يكن الإسهال ناتجاً عن العدوى يتم العلاج حسب المشكلة.
  • يمكن أن يكون لمكملات الزنك والبروبيوتيك دور في تقليل مدة الإسهال. (1-2)
  • لا يجب إعطاء الأدوية المضادة للإسهال بدون وصفة طبيب، فالإسهال وسيلة الجسم للتخلص من العدوى.
    وكذلك لا يجب إعطاء مضادات الإقياء بدون استشارة الطبيب فليست كلها آمنة عند الأطفال.

مضاعفات إسهال الرضع

١- يمكن أن يصاب الطفل بالجفاف بسرعة نتيجة خسارة السوائل، ويؤدي في أسوأ الحالات وهي نادرة إلى الصدمة.

٢- كما تظهر الحاجة لطلب الرعاية الطبية في حال كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر أو كان يعاني من الأعراض التالية:

  • استمرار الحمى والإسهال أكثر من ثلاثة أيام
  • حمى 38 درجة مئوية أو أعلى للأطفال أقل من ثلاثة أشهر، و39 درجة مئوية أو أعلى للأطفال أكبر من ثلاثة أشهر.
  • 10 مرات براز مائي أو أكثر في آخر 24 ساعة
  • استمرار الإقياء أكثر من 24 ساعة، أو أكثر من ثلاث مرات يومياً
  • آلام البطن الشديدة
  • الخمول أو التهيج ورفض الطعام
  • علامات التجفاف مثل جفاف الفم والجلد، لون البول غامق أو عدم التبول لمدة 6 ساعات أو أكثر، عيون غائرة، قلة كمية الدمع، فقد الوزن.
  • براز بلون أسود يدل على وجود الدم، أو وجود مخاط

٣- كما قد يصاب الطفل بطفح الحفاض بسبب الإسهال لذا يجب تغيير الحفاض بشكل متكرر، وتنظيف المنطقة بالماء وتجنب استخدام مناديل الأطفال، ثم تركها حتى تجف تماماً، ومن الممكن أيضا استخدام الفازلين كحاجز يحمي الجلد.

الوقاية من إسهال الرضع

يمكن تجنب بعض أسباب الإسهال باتخاذ خطوات بسيطة، منها:

  • إن الرضاعة الطبيعية عامل مهم في الوقاية من الإسهال لأنها تمنح الطفل مناعة جيدة.
  • يمكن أن يقلل غسل اليدين بشكل صحيح من انتشار البكتيريا لا سيما بعد استخدام الحمام وقبل تحضير الطعام وتناوله.
  • تنظيف مقابض الأبواب والأسطح التي يتم لمسها كثيراً بمنظف قاتل للفيروسات.
  • يجب الحصول على اللقاحات للوقاية من بعض الفيروسات التي قد تسبب الإسهال كفيروس الروتا.
  • عدم شرب ماء الصنبور أو استخدامه في صنع الثلج عند السفر.
  • عدم شرب الحليب غير المبستر (الحليب الذي لم يمر بعملية قتل بكتيريا معينة).
  • عدم تناول الفاكهة والخضروات النيئة بدون غسلها وتقشيرها.
  • عدم تناول اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيداً.
  • عدم تناول الطعام من الباعة الجوالين أو شاحنات الطعام.