احذر خطر إصابة الرأس والنوم فوراً

الكاتب - 20 ديسمبر 2023

إصابة الرأس بالرضوض قد تكون أمراً عابراً في الحياة اليومية، سواءً كانت نتيجة للوقوع أو الحوادث الرياضية أو حتى التصادمات العارضة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى الأعراض المرتبطة بالرضوض الرأسية، حيث يمكن أن تشير إلى وجود ارتجاج دماغي وهو أذية في نسيج الدماغ خاصة في حال كانت الرضوض قوية.

تعتبر حوادث السقوط والرضوض على الرأس أحد أشهر أسباب ارتجاج الدماغ، إلّا أن غالبية حالات ارتجاج الدماغ لدى المراهقين والأطفال تحدث أثناء ممارسة الرياضة، ومنها: كرة القدم، الهوكي. علاوةً على ذلك، قد تزيد حوادث السيارات والدراجات بدورها من خطر حدوث ارتجاج الدماغ لدى الشخص.

أعراض وعلامات وارتجاج الدماغ

تتنوّع الأعراض المرافقة لإصابة الرأس من شخص لاخر، وذلك تبعاً لمجموعة من العوامل، كعمر الشخص، قوة الضربة، مكان حدوث الضربة، وغيرها.

ولكن بشكل عام، فمن أهم الأعراض والعلامات التي قد ترافق إصابة أو رضوض الرأس تشمل:

  • عدم القدرة على تحديد الأحداث التي حدثت قبل أو بعد الضربة
  • ضعف الذاكرة
  • الذهول
  • الشعور بالارتباك والحيرة
  • اضطراب الحركة والقدرة على المشي
  • التفاعل البطيء مع الأسئلة
  • فقدان الوعي (ولو لفترة وجيزة)
  • التغير في المزاج، السلوك، والشخصية
  • الصداع أو الشعور بضغط في الرأس
  • الغثيان والإقياء
  • مشاكل التوازن
  • الدوار والدوخة
  • ازدواج أو مشاكل الرؤية
  • الانزعاج من الضوء والأصوات العالية
  • التعب العام والإرهاق
  • التخليط وصعوبة القدرة على التركيز
  • الشعور بعدم الارتياح والشعور بالإحباط

عادةً ما تبدأ هذه العلامات والأعراض بالظهور شيئاً فشيئاً بمرور الوقت وبعد وقت قصير من الإصابة، ولكن على الرغم من ذلك، قد لا تظهر بعض الأعراض إلّا بعد مرور ساعات لأيام عديدة بعد التعرّض للضربة.

وهنا تأتي دور المراقبة المستمرة للطفل أو الشخص الذي قد تعرَض للرض، ولمدة أيام قليلة بعد الإصابة، وتحديد فيما إذا كانت علامات أو أعراض الارتجاج ستتفاقم مع مرور الزمن.

تشخيص إصابة الرأس

عادةً ما يخضع الشخص الذين قد تعرّض لإصابة الرأس إلى مجموعة من الفحوص الجسدية التي تساهم في تقييم مدى الأذية التي حلّت به.

إضافةّ لذلك، قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوص الشعاعية كالتصوير المقطعي المحوسب "CT"  للدماغ. وذلك لتحديد مدى خطورة الأذية الدماغية التي قد تعرّض لها الشخص وأيضا لاستبعاد الأسباب الخطيرة الأخرى للأعراض التي يعاني منها.

العلاج

تختفي الأعراض المرافقة لإصابة ورضوض الرأس لدى 80% من الأشخاص الذين قد تعرضوا لارتجاج الدماغ، بعد مرور 7-14 يوم من الرض.

ولكن لا بد من التنويه إلى مجموعة من الأمور الواجب اتباعها في المرحلة التالية لإصابة الرأس، لضمان الحفاظ على صحة الجسم، وتسريع عملية التعافي والشفاء قدر المستطاع، ومن أهم هذه النصائح:

  • تجنب ممارسة الرياضة أو الذهاب إلى المدرسة في الفترة الأولى من الرض، وعادةّ ما تختلف المدة اللازمة لذلك تبعاً لدرجة الرض، وذلك لتقليل النشاط الدماغي لدى الشخص، ومن ثم مساعدته على تقليل الأعراض والبدء بعملية الشفاء.
  • تأمين راحة عقلية وجسدية للتعافي من الإصابة.
  • تجنب استخدام الكومبيوتر، وألعاب الفيديو أو حتى كتابة الرسائل الالكترونية وأيضا يجب تجنب استخدام سماعات الرأس. وذلك بسبب الإجهاد الكبير الذي تسببه هذه الأنشطة على الدماغ، بالتالي تفاقم أعراض الإصابة وتؤخر من عملية التعافي.
  • تجنب القيام بالنشاطات الجسدية الشاقة، كرفع الأثقال وغيرها.
  • يمكن تناول مسكنات الألم أو استخدام أكياس الثلج والتي تساهم بدورها في تقليل الآلام المرافقة للرض.
  • النوم والراحة لفترة معينة من الزمن.

تساهم التقنيات السابقة في تسريع عملية الشفاء لدى الشخص، وتخفيف الأعراض المزعجة المرافقة للأذية التي قد تعرض لها الشخص. كما تساعد في الوصول إلى مرحلة التعافي والعودة للحياة اليومية الطبيعية.

إصابة الرأس عند الأطفال

تعتبر المرحلة الأولى التالية لإصابة الرأس المرحلة الأساسية في مراقبة المريض، وتحديد فيما إذا كان قد يعاني من مشاكل صحية خطيرة ما.

وبناءً عليه، لا بدّ من مراقبة الأطفال خلال مدة 24-48 ساعة بعد حدوث الرض للرأس، وذلك بحثاً عن تفاقم للعلامات والأعراض السريرية لديهم.

ومن أهم الاعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب وطلب المشورة الطبية:

  • الصداع المتزايد أو الشديد
  • ازدواج الرؤية
  • تراجع القدرات العقلية
  • النعاس غير الاعتيادي أو المتزايد
  • النزف أو خروج الدم من الأنف أو الأذن
  • خروج سائل صافي من الأنف أو الأذن (غالباً ما يشير ذلك إلى خروج السائل الدماغي الشوكيCSF)
  • الإقياء الشديد والمتكرر
  • الصلابة الشديدة في الرقبة
  • تغيرات الشخصية
  • الضعف العضلي في الذراعين والساقين وعدم القدرة على المشي
  • التنميل في الوجه والأطراف وعدم القدرة على التحدث
  • فقدان الوعي

النصائح

إن وجود أحد الأعراض السابقة، قد يشير إلى أن إصابة الرأس التي تعرض لها الطفل قد سببت له اضطراباً عصبياً ما، وهذا يدفع إلى ضرورة الخضوع للمراقبة الدورية عند الطبيب، بالإضافة إلى اتباع مجموعة من النصائح ومنها:

  • تجنب النشاطات البدنية، وممارسة الرياضة لمدة معينة من الزمن.
  • تجنّب استخدام الأسبرين والايبوبروفين لتسكين الصداع، والاستعاضة عنها بالأسيتامينوفين (السيتامول).
  • تشجيع الطفل على الراحة وتناول الطعام الخفيف.
  • استخدام أكياس الثلج وتطبيقها على الرأس والرقبة.
  • الراحة والنوم في غرفة هادئة ومظلمة ومعتدلة الحرارة.

إليك بعض النصائح للمساعدة في جعل طفلك ينام بأمان بعد تعرضه لرض في الرأس:

  • ضع طفلك على جانبه، مع وضع رأسه في وضع محايد.
  • ضع وسادة أو بطانية تحت رقبته لمنع رأسه من الالتفاف.
  • اترك غرفة طفلك مضاءة قليلاً، حتى تتمكن من رؤيته بسهولة إذا استيقظ.
  • ابق على مقربة من طفلك، حتى تتمكن من الاستجابة بسرعة إذا ظهرت أي علامات جديدة أو متزايدة للإصابة.

لماذا ينصح بعدم النوم بعد التعرض لرض على الرأس؟

عادةً ما يُطلب من المريض تجنّب النوم بعد حدوث إصابة في الرأس، وذلك خوفاً من ضعف الاستجابة المحتمل لدى المريض، ولكن هنا لا بد من الإشارة إلى أن الأشخاص المستيقظون والذين لا يعانون من أي أعراض خطيرة بعد تعرضهم للرض كتوسع الحدقة أو اضطراب المشي، غالباً ما يسمح لهم بالراحة والنوم.

فعلى العكس من ذلك، قد يساعد النوم هؤلاء الأشخاص على وقايتهم من الأذية الدماغية، وتسريع عودتهم إلى حالة الشفاء.

وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال، حيث يوصي بعض الأطباء بضرورة إيقاظ الطفل عدة مرات أثناء الليل، للتأكد من قدرته على الاستجابة. ولكن في حال غياب الأعراض الأخرى الخطيرة للارتجاج، والانتهاء من مرحلة التشخيص وتقديم الإسعافات الأولية، فإنّه غالباً ما يسمح للطفل بالنوم والراحة.

وأخيراً نستنتج أنّ ارتجاجات الدماغ أو رضوض الرأس غالباً ما تشفى بشكل سريع، وتكون بذلك قابلة للعلاج المنزلي.

بينما قد تستمر الأعراض المرافقة للارتجاج لحوالي أيام وحتى أسابيع في بعض الحالات، وتتطلب بناءً عليه رعاية طبية خاصة بها.