اختبار الهرمون المضاد للإبالة (Antidiuretic Hormone)

الكاتب - 26 يوليو 2023

يعد اختبار الهرمون المضاد للإبالة من الاختبارات الطبية المهمة التي تستخدم لتقييم وظائف الجهاز البولي ومستويات هذا الهرمون في الجسم. يلعب هذا الهرمون دوراً حيوياً في تنظيم توازن الماء في الجسم وتركيز البول. في هذا المقال، سنستكشف أهمية اختبار الهرمون المضاد للإبالة بالإضافة إلى تفسير نتائجه وما يعنيها من الناحية الطبية.

ما هو الهرمون المضاد للإبالة؟

الهرمون المضاد للإبالة "Antidiuretic Hormone" هو هرمون يفرز من إحدى مناطق الدماغ والتي تعرف بالوطاء. وهو يُنقص من كمية المياه التي تطرحها الكليتين على هيئة بول، محافظاً بذلك على نسبة المياه في الجسم قدر الإمكان، ومن ثم الحفاظ على ضغط الدم ضمن القيم الطبيعية.

ينتج الوطاء كميات من هذا الهرمون ويرسلها عبر خلايا عصبية إلى الفص الخلفي للغدة النخامية "Pituitary gland"، التي تعمل بدورها على إفراز الهرمون إلى الدم. لهذا الهرمون أهمية كبيرة في الجسم حيث يحافظ على ضغط الدم وسوائل الجسم، عبر تأثيره على كل من الكليتين والأوعية الدموية.

تعتبر السيطرة على التجفاف من أكثر فوائد هذا الهرمون، حيث يحافظ قدر الإمكان على المياه في الجسم، ومن ثم يتجنب النتائج السلبية المتعلقة بالتجفاف.

يخضع إفراز هذا الهرمون في الجسم لمجموعة من العوامل، حيث أن إفرازه يزداد في الحالات التالية:

  • حالات التجفاف والنزف
  • لدى الأشخاص الذين لا يشربون كميات كافية من المياه في اليوم.
  • لدى الأشخاص الذين يملكون نسب مرتفعة من الأملاح في دمهم. حيث يحاول هذا الهرمون الحفاظ قدر الإمكان على المياه كي تستطيع التعديل من كمية هذه الأملاح.
  • في حلات معينة كالعطش أو الغثيان أو الإقياء، والألم حيث يهدف إفراز هذا الهرمون إلى الحفاظ قدر الإمكان على كمية السوائل في هذه الحالات.

وعلى العكس مما سبق، هناك العديد من الحالات التي تنقص من كمية هذا الهرمون في الجسم، فالكحول مثلاً ينقص من إفراز هذا الهرمون مسبباً بذلك زيادة كمية البول الذي تنتجه الكليتين، والإصابة بالتجفاف في بعض الحالات.

أهمية اختبار الهرمون المضاد للإبالة

يفيد هذا الاختبار في قياس كمية الهرمون المضاد للإبالة "ADH" في الدم، ومن ثم أخذ فكرة عن توازن السوائل في الجسم، والمساهمة في تشخيص العديد من الحالات المرضية، منها:

  • تراكم السوائل في الجسم (الوذمة)
  • زيادة كمية البول
  • نقص كمية الصوديوم (الملح) في الدم
  • العطش الشديد
  • متلازمة الإفراز غير المتلائم من الهرمون المضاد للإبالة "SIADH": أحد أهم الاضطرابات التي تتعلق بعمل هذا الهرمون في الجسم، حيث تترافق هذه المتلازمة مع إفراز كميات كبيرة جداً من هرمون "ADH".
  • السكري الكاذب "Diabetes Insipidus": وهي حالة من فرط التبول الشديد وسوء توازن سوائل الجسم التي قد تنجم عن أسباب عديدة ومن ضمنها نقص كمية هرمون "ADH".

أسباب إجراء الاختبار

قد يطلب الطبيب إجراء اختبار الهرمون المضاد للإبادة "ADH" عندما يشك بوجود مشكلة متعلقة به. وتعتبر متلازمة الإفراز غير المتلائم من الهرمون المضاد للإبالة "SIADH" إحدى أهم تلك المشاكل.

ومن الأعراض التي تشير إلى الإصابة بهذه المتلازمة، ومن ثم تستدعي إجراء الاختبار :

  • الصداع
  • الغثيان والإقياء
  • الارتباك
  • التشنجات العضلية، والإصابة بالسبات في الحالات المتقدمة من المرض

التحضيرات السابقة لاختبار الهرمون المضاد للإبالة

لا بد من اتباع إرشادات الطبيب، فيما يخص التحضيرات السابقة لاختبار الهرمون المضاد للإبالة وخاصة فيما يتعلق بالأدوية التي يتناولها الشخص، فهناك العديد من الأصناف الدوائية التي قد تؤثر على نتائج الاختبار، ومنها:

  • المدرات البولية "Diuretics"
  • الأدوية الخافضة للضغط
  • الأنسولين "Insulin"
  • الأدوية النفسية
  • النيكوتين "Nicotine"
  • الستيروئيدات "Steroids"

نتائج الاختبار

قد تختلف نتائج اختبار الهرمون المضاد للإبالة من مختبر لآخر، إضافة لاحتمالية اختلافها تبعاً لمجموعة من العوامل المتعلقة بالمريض (كالجنس، والعمر، والحالة المرضية وغيرها.

ولكن بشكل عام، فإن القيم الطبيعية من الهرمون المضاد للإبالة "ADH"  في الدم تتراوح ما بين 1 – 5 pg/mL بيكوغرام /ميلي ليتر، وغالباً ما يعبرعن القيم الطبيعية من هرمون "ADH" على أنّها القيم الأقل من4.3 pg/mL.

أ- نتائج الاختبار المرتفعة

إن قيم الاختبار المرتفعة، تعني أن الجسم يحوي كميات زائدة من هرمون "ADH"  في الدم، وغالباً ما يطلق على هذه الحالة تسمية متلازمة الإفراز غير المتلائم للهرمون المضاد للإبالة "SIADH"، وهناك العديد من الأسباب المتعلقة بتلك المتلازمة:

  • مشاكل على مستوى الدماغ:
    • أذية أو رض الدماغ
    • أورام الدماغ
    • التهاب السحايا
    • التهاب الدماغ
    • الإصابة بالسكتة الدماغية
  • اضطراب سوائل الجسم بعد الخضوع لعملية جراحية ما.
  • التهاب الرئتين أو إصابتها بالعدوى الناجمة عن إحدى العوامل الممرضة.
  • سرطان الرئة صغير الخلايا "Small Cell Lung Cancer"
  • تناول بعض الأدوية كالأدوية المضادة للاكتئاب "Antidepression drugs" ومسكنات الألم.
  • الإصابة ببعض أمراض الكليتين
  • قصور الكبد
  • قصور القلب
  • الإصابة ببعض أنواع السرطانات الأخرى: كسرطان المثانة أو البنكرياس أو سرطانات الدم كاللمفوما واللوكيميا.
حالات أخرى

إضافةً لما سبق، هناك حالات أخرى قد تسبب ارتفاعاً في قيم الاختبار، مثل:

  • البورفيريا الحادة المتقطعة "Acute Intermittent Porphyria" مرض وراثي يسبب العديد من المشاكل على مستوى جزيء الهيموغلوبين.
  • التليف الكيسي (CF): إحدى الأمراض الوراثية التي تسبب مشاكلاً في العديد من أعضاء الجسم (كالبنكرياس، والغدد اللعابية).
  • النفاخ الرئوي
  • الصرع
  • متلازمة غيلان باريه "Guillain-Barré syndrome": متلازمة عصبية يهاجم فيها الجهاز المناعي للجسم بشكل خاطئ الخلايا العصبية للشخص المصاب.
  • التصلب المتعدد"Multiple Sclerosis":  إحدى الأمراض المناعية التي تصيب الجهاز العصبي للجسم.
  • السل "Tuberculosis"
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري "HIV"

ب- نتائج الاختبار المنخفضة

تشير القيم المنخفضة من اختبار الهرمون المضاد للإبالة إلى أن الجسم لا يفرز كميات كافية من هرمون "ADH" في الدم، وذلك تبعاً لمجموعة من الأسباب، منها:

  • تخرب الوطاء أو الغدة النخامية.
  • السكري الكاذب "Diabetes insipidus" حيث تعجز الكلية في هذا الداء عن حفظ المياه داخل الجسم، فتطرح كميات زائدة من الماء عن طريق البول.
  • العطش الشديد
  • نقص أوسمولية البلازما أو نقص كمية شوارد الصوديوم في الدم
  • تناول بعض الأدوية كالليثيوم "Lithium" والفينتوئين "Phenytoin"، والإيثانول "Ethanol".

اختبارات إضافية

قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الاختبارات الإضافية بعد إجراء اختبار الهرمون المضاد للإبالة كي يصل إلى التشخيص الأنسب للحالة، ومن أهم هذه الاختبارات:

  • إجراء رنين مغناطيسي للدماغ، للبحث عن وجود أي مشكلة على مستوى الوطاء أو الغدة النخامية.
  • اختبار الحرمان من الماء: حيث يتم حرمان الشخص من الماء لساعات عديدة، ومن ثم يتم فحص عينة من الدم والبول، حيث تفيد هذه العينة في تقدير كمية الصوديوم في الجسم.
  • اختبار تحمل الماء: على العكس من الاختبار السابق، يتم الطلب من المريض شرب كميات محددة من المياه، ومن ثم يقيس الطبيب كمية المياه المطروحة مع البول.