ارتفاع الكوليسترول في الدم

الكاتب - أخر تحديث 22 ديسمبر 2022

يعتبر ارتفاع الكوليسترول "Hypercholesterolemia" في الدم من عوامل الخطر المؤهلة لأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين.

عادةً ما يكون هذا الارتفاع غير مرافق لأي أعراض سريرية، ولكن يوجد العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التنبؤ بوجود خطر ارتفاع الكوليسترول وبالتالي الوقاية من آثاره ومضاعفاته.

ما هو الكوليسترول؟

الكوليسترول "Cholesterol" هو مادة دهنية أساسية في جميع الخلايا الموجودة في الجسم، وكذلك العديد من أنواع الهرمونات، وفيتامين د أيضاً.

يتم إنتاج الكوليسترول الذي يحتاجه الشخص في الكبد، بالإضافة إلى ذلك فهو متواجد بالمنتجات الغذائية الحيوانية مثل اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان وصفار البيض والأسماك.

وكون هذه الأطعمة غنية بالدهون يمكنها أن تحفز الكبد على إفراز المزيد من الكوليسترول، بالتالي يمكن أن يؤدي هذا إلى ارتفاع مستوى الكوليسترول الدم.

يرتبط الكوليسترول في الدم بالبروتينات، وعندما يتحد الاثنان يطلق عليهما اسم البروتينات الدهنية، وهناك ثلاث أنواع رئيسية من البروتينات الدهنية:

  • البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL): يطلق عليه إسم (الكوليسترول الجيد) ويجب المحافظة على مستويات عالية منه نسبياً.
  • البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL):يطلق عليه إسم (الكوليسترول السيء) ويجب المحافظة على مستويات منخفضة منه نسبياً.
    • فعندما يرتفع مستواه في الدم يتراكم في جدران الشرايين مما يحد من تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية كالقلب والدماغ والأعضاء الأخرى، الأمر الذي يؤدي لحدوث الجلطات الدموية.
  • الدهون الثلاثية TG Triglycerides: والتي يعد ارتفاعها أيضاً من أسباب أمراض القلب والأوعية الدموية ولكن بشكل أقل من "LDL".

يتم قياس كمية الكوليسترول الكلي، وكذلك كمية "HDL" و"LDL" والدهون الثلاثية عن طريق فحص الدم، كما وتختلف مستويات الكوليسترول الموصى بها في الدم بين أولئك الذين لديهم مخاطر أعلى أو أقل للإصابة بأمراض الشرايين.

أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم

لا يوجد أعراض صريحة لارتفاع الكوليسترول في الدم، وعادةً ما يتم اكتشافه بسبب المشاكل التي تحدث، حيث يزيد خطر الإصابة بالتالي:

  • النوبة القلبية
  • السكتة الدماغية
  • ضعف الانتصاب
  • أمراض الشرايين
  • نقص تروية شرايين الأطراف والإصابة بالعرج
  • إحداث داء سكري أو تراجع بحالة داء سكري موجود سابقاً
  • يمكن أن تظهر العديد من الترسبات الدهنية في منطقة الأجفان أو بعض مناطق الجذع (الصدر والبطن) وذلك في بعض الحالات.

أسباب ارتفاع الكوليسترول في الدم

تسبب العديد من العوامل ارتفاع الكوليسترول في الدم خاصة الكوليسترول السيء "LDL"، ويمكن تصنيف هذه العوامل في مجموعتين:

١- المجموعة الأولى

تضم الأسباب المتغيرة أي التي يمكن تعديلها من قبل الشخص، وهي:

  • النظام الغذائي غير الصحي الذي يحوي مستويات عالية من الدهون المشبعة.
  • التدخين، حيث تحتوي السجائر مادة الأكرولين التي تعيق عمل الكوليسترول الجيد "HDL" بالإضافة لكونها تزيد من نسبة الكوليسترول السيء "LDL".
  • قلة ممارسة التمارين الرياضية والبدانة، حيث يسببان زيادة في مستوى الكوليسترول السيء "LDL" ونقصاناً في مستوى الكوليسترول الجيد "HDL".
  • شرب الكحول المتواصل

٢- المجموعة الثانية

تشمل المجموعة الثانية الأسباب الثابتة، أي التي لا يمكن أو يصعب تغييرها:

  • التقدم في العمر
  • الجنس فالذكور أكثر عرضة للإصابة من الإناث، حيث يؤمن الإستروجين الموجود عند الإناث زيادة في مستويات الكولسترول الجيد "HDL".
  • الإصابة بأمراض مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
  • وجود تاريخ عائلي من السكتة الدماغية أو أمراض القلب، أو حتى السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
  • بعض أمراض الكبد والكلية والغدة الدرقية والبنكرياس.
  • هناك أيضاً حالة وراثية يطلق عليها "فرط كولسترول الدم العائلي"، والتي تسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم حتى عند الأشخاص الأصحاء، وسبب هذه الحالة تغيير جيني موروث من أحد الوالدين.
    • كما يعاني الأشخاص المصابون بفرط كوليسترول الدم العائلي من ارتفاع نسبة الكوليسترول منذ الولادة، مما قد يؤدي إلى التطور المبكر لمشاكل القلب والأوعية الدموية.

تشخيص الحالة

قد يوصي الطبيب بفحص مستويات الكوليسترول في الدم في حال:

  • تم تشخيص الإصابة بمرض القلب أو السكتة الدماغية أو أمراض الشرايين.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المبكرة.
  • لأحد أفراد الأسرة المقربين لديه حالة مرتبطة بارتفاع الكوليسترول.
  • زيادة في الوزن.
  • ارتفاع في ضغط الدم أو مرض السكري أو حالة صحية يمكن أن تزيد من مستويات الكوليسترول.

يتم أخذ عينة من الدم يتم استخدامها لتحديد كمية الكوليسترول السيء "LDL" والكوليسترول الجيد "HDL" والمواد الدهنية الأخرى كالدهون الثلاثية في الدم.

ويطلب الطبيب عدم تناول الطعام لمدة 10-12 ساعة على الأقل قبل إجراء الاختبار، يضمن ذلك هضم الطعام تماماً بما لا يؤثر على نتيجة التحليل.

يقرأ الطبيب أرقام نتائج الفحوصات ويحدد بناء عليها وعلى حالة كل مريض الطريقة الأفضل للوقاية والعلاج.

الوقاية

تتمثل الخطوة الأولى في الوقاية من ارتفاع الكوليسترول في الدم في الحفاظ على نظام غذائي صحي ومعتدل الأطعمة الدهنية وفقيراً قدر الإمكان بالدهون المشبعة كدهن اللحوم، الفطائر، زيوت جوز الهند والنخيل.

ينصح باستبدال الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة بأطعمة غنية بالدهون غير المشبعة كالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والأسماك مثل السلمون والتونة.

ويطلق على هذه الدهون غير المشبعة اسم "أوميغا-3" ولها تأثير إيجابي في خفض مستويات الكوليسترول السيء "LDL" وزيادة مستويات الكوليسترول الجيد "HDL".

يمكن للتغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والإقلاع عن التدخين، أن تحدث فرقاً كبيراً في نسبة الكوليسترول في الدم.

علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم

حتى عندما يتم تشخيص الإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، ينصح في البداية قبل البدء بأي علاج إجراء تغييرات على نمط الحياة.

حيث يساعد تغيير النظام الغذائي والإقلاع عن التدخين وممارسة المزيد من التمارين الرياضية على خفض نسبة الكوليسترول في الدم وكذلك منع عودة ارتفاعه.

إذا لم تساعد هذه الإجراءات بتقليل نسبة الكوليسترول في الدم، ولا يزال الشخص معرضاً لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فقد يلجأ الطبيب إلى العلاج الدوائي.

وتشمل أدوية خفض الكوليسترول أنواعاً عديدة يحددها الطبيب بحسب كل حالة، ومن أشهرها:

  • الستاتينات "Statins": وتعمل على منع إنتاج الكوليسترول في الكبد.
  • الإيزيتيميب "Ezetimibe": وهو دواء يمنع امتصاص الكوليسترول من الطعام.
  • حواجز الأحماض الصفراوية: تستخدم لمعالجة المستويات العالية من البروتين الدهني منخفض الكثافة "LDL".
  • حمض الفيبريك: هذه الأدوية فعالة في خفض مستويات الدهون الثلاثية، وفعالة بشكل معتدل في خفض البروتين الدهني منخفض الكثافة.