استئصال الغدة الدرقية: الأنواع والأسباب

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 28 فبراير 2024

قد يكون استئصال الغدة الدرقية جراحياً العلاج الوحيد لبعض الحالات الطبية وأمراً ضرورياً من أجل الحفاظ على صحة المريض.

ولكن الاستئصال الجراحي لا يعني بالضرورة إزالة الغدة الدرقية بالكامل فقد يتضمن إزالة مجرد قسمٍ منها.

كما يوجد أنواع لهذه العملية، وبناءً على المشكلة وحجمها يتم اختيار الإجراء الأفضل وهو ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

أنواع استئصال الغدة الدرقية

هنالك عدة أنواع لعملية استئصال الغدة الدرقية بحيث يتم اختيار النوع المناسب للمريض، وتشمل الأنواع المختلفة لاستئصال الغدة الدرقية ما يلي:

  • استئصال الفص الجزئي للغدة: عندما يزيل الطبيب جزءاً واحداً فقط من أحد فصي الغدة؛ وهو إجراء نادر.
  • استئصال فص الغدة الدرقية: وتتم إزالة فص من الغدة بالكامل.
  • إزالة فص الغدة الدرقية مع استئصال البرزخ: وهنا تتم إزالة أحد فصي الغدة الدرقية، إضافةً إلى الجزء الموجود بين الفصين (والذي يسمى برزخ الدرقية).
  • استئصال الغدة الدرقية الجزئي: وتتم إزالة فص من الغدة الدرقية والبرزخ وجزء من الفص الثاني.
  • استئصال الغدة الكلي: وتتم فيه إزالة الغدة بالكامل.

أسباب الاستئصال

يبدأ العلاج غالباً بالأدوية ولكن بعض الحالات لا تتحسن دوائياً وتتطلب إزالة الغدة، ووفقاً لحالة المريض يقرر الطبيب إجراء الاستئصال التقليدي أو التنظيري.

ومن أهم أسباب استئصال الدرقية التقليدي:

  • إزالة أورام الغدة الدرقية الخبيثة (السرطانية) الكبيرة.
  • علاج فرط نشاط الغدة الدرقية الناجم عن "داء غريف".
  • إزالة كل أو جزء من تضخم الغدة الدرقية الذي يضغط على البنى المجاورة في العنق، خاصةً إذا كان هذا الضغط يؤثر على عملية البلع أو التنفس.
  • إزالة وتقييم عقيدة الغدة الدرقية التي تعطينا نتائج غير محددة بشكلٍ متكرر بالخزعة.

وعند بعض الأشخاص بدلاً عن استئصال الغدة التقليدي، يمكن إجراء الاستئصال التنظيري وهذا الإجراء يتضمن إحداث جرح أصغر وتعافياً أسرع.

ويستخدم في حالات مثل:

  • إزالة كيسات الغدة الدرقية الصغيرة
  • إزالة عقيدات الغدة الدرقية الصغيرة الحميدة (الأقل من ٤ سم)

ولا يُستخدم الاستئصال التنظيري عادةً لعلاج العقيدات الدرقية المتعددة أو سرطان الغدة الدرقية أو عاصفة الغدة الدرقية (حالة خطيرة تنجم عن الارتفاع الشديد للهرمونات الدرقية).

كما أنه حديثاً هنالك طريقة جديدة وواعدة في طريقة استئصال العقد السليمة من الغدة الدرقية عن طريق الليزر تحت الايكو وتسمى تخثير العقدة الدرقية بالأمواج الميكروية. وهي تقنية غير جراحية تستخدم طاقة الأمواج الميكروية لتدمير الأنسجة غير الطبيعية في العقدة الدرقية. تتميز هذه التقنية بالعديد من المزايا، مثل قلة الألم وسرعة التعافي، وقد أظهرت الدراسات أنها فعالة في علاج العقد السليمة في الغدة الدرقية.

التحضيرات لعملية استئصال الغدة الدرقية

يجب تقييم جميع المرضى الذين يفكرون في إجراء الاستئصال قبل الجراحة؛ وذلك عن طريق أخذ القصة المرضية الشاملة والمفصلة، والفحص البدني بما في ذلك تقييم القلب والرئتين.

ويوصى غالباً بإجراء تخطيط كهربائي للقلب، وصورة بالأشعة السينية للصدر قبل الجراحة للمرضى الذين تزيد أعمارهم عن ٤٥ عاما أو الذين تظهر عليهم أعراض أمراض القلب، كما يمكن إجراء بعض تحاليل وفحوصات الدم لتحديد إذا كان هناك اضطراب نزفي.

وسيكون من المهم أن يتم تقييم وظيفة الحبال الصوتية قبل الجراحة عند أي مريض يعاني من تغير في الصوت أو خضع لعملية جراحية في العنق أو يشتبه الطبيب في إصابته بسرطان الغدة الدرقية الغازي.

ويعد هذا التقييم ضرورياً لتحديد إذا كانت الأعصاب الحنجرية الراجعة التي تتحكم في عضلات الحبال الصوتية تعمل بشكل طبيعي أم لا.

أما في حال الاشتباه بإصابة المريض بسرطان الغدة الدرقية النخاعي يكون من الضروري فحص المريض بحثاً عن أورام الغدد الصماء.

مخاطر استئصال الغدة الدرقية

تعتبر عملية استئصال الغدة الدرقية من العمليات الآمنة ولكنها في ذات الوقت لا تخلو من بعض المخاطر، وهذا يتضمن احتمال الإصابة ببعض المضاعفات مثل:

  • إصابة العصب الحنجري الراجع: ويتحكم هذا العصب في الحبال الصوتية. وفي حال إصابته يصبح الصوت أجش؛ وهناك احتمال ١٪ لحدوث البحة الدائمة و٥٪ للبحة المؤقتة (أقل من ٦ أشهر).
  • إصابة جزء من العصب الحنجري العلوي: وإذا حدث ذلك، فقد لا يتمكن المرضى الذين يغنون من الوصول إلى طبقات صوت عالية.
  • انخفاض الكالسيوم في الدم: وذلك لوجود الغدد جارات الدرقية خلف الغدة الدرقية والتي تساعد في التحكم بمستويات الكالسيوم في الدم؛ فإذا أصيبت أو أزيلت (حيث يمكن أن توجد داخل الغدة الدرقية في بعض الحالات) أثناء العملية، فقد ينخفض مستوى الكالسيوم في الدم بشكلٍ شديد؛ وسيتطلب ذلك تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د.
  • النزيف: هناك خطر بنسبة ١/٣٠٠ لحدوث نزيف في العملية؛ وهو السبب الرئيسي الذي يجعل المريض يقضي ليلته في المستشفى.
  • إصابة الجرح بالعدوى
  • عاصفة الغدة الدرقية: إذا تم استئصال الغدة الدرقية لعلاج فرط نشاط الغدة، فقد يحدث ارتفاع في هرمونات الغدة الدرقية في الدم.
    ويعد من المضاعفات النادرة جداً، إذ يتم تناول أدوية قبل الجراحة عادةً لمنع حدوث هذه المشكلة.

التعافي بعد الجراحة

بعد انتهاء العملية يجب على المريض أن يتابع الاهتمام بنفسه في المنزل وأن يزور الطبيب للتأكد من حالته الصحية.

١- المتابعة بعد الجراحة

بعد نحو أسبوع من عودة المريض إلى المنزل، ينبغي أن يزور طبيبه بشكل روتيني لمتابعة حالته. وفي هذه الزيارة سيجري المريض اختبارات وفحوص تتضمن:

  • تحاليل دم دورية لقياس مستويات الهرمونات الدرقية
  • فحص مستويات الكالسيوم والفوسفور لتقييم وظيفة الغدد جارات الدرقية.

بعد أي استئصال جراحي للغدة الدرقية سواء كان جزئي أو كامل يجب اجراء فحص التشريح المرضي النسجي لمعرفة اذا كان التضخم سليم أم يحوي خلايا خبيثة، ففي حالة وجود سرطان الغدة الدرقية مثل السرطان الحليمي يكون المريض بحاجة للعلاج باليود المشع بعد الجراحة.

٢- كيف يعتني المريض بنفسه بعد الجراحة؟

تلعب فترة النقاهة بعد عملية استئصال الغدة دوراً هاماً في الشفاء. ولذلك يقدم الأطباء بعض النصائح مثل:

  • تنظيف مكان الجرح بالماء مرتين يومياً بعد مرور ٢٤ إلى ٤٨ ساعة من العملية
  • تجنب تنظيف الجرح بالكحول أو بيروكسيد الهيدروجين لأنهما يبطئان التعافي
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة عند الشعور بالتعب
  • النوم مع رفع الرأس بوضع عدة وسائد تحت الرأس
  • ممارسة رياضة المشي البطيء بشكل يومي لأنه يعزز تدفق الدم ويمنع حدوث ذات الرئة
  • تجنب النشاط البدني الشاق ورفع الأغراض الثقيلة لمدة ٣ أسابيع
  • عدم مد الرقبة للخلف قدر الإمكان لأسبوعين
  • الحرص على عدم وصول الماء لمنطقة الجرح أثناء الاستحمام
  • أخذ مكملات الألياف لتجنب الإصابة بالإمساك
  • تناول الأدوية التي وصفها الطبيب والحرص على أخذ هرمونات الغدة الدرقية الصناعية في حال الاستئصال الكلي للغدة

٣- النظام الغذائي الذي يجب اتباعه بعد العملية

قد يتطلب الأمر تعديل النظام الغذائي وخاصةً في حال واجه المريض صعوبات في البلع.

ففي بداية الأمر من المعتاد أن يبدأ المريض بتناول المثلجات والمشروبات الباردة، ثم بعد ذلك يمكن الانتقال لتناول الأطعمة اللينة مثل اللبن والفواكه المطهوة والبطاطا المهروسة.

ومن الضروري أيضاً تجنب تناول الأطعمة القاسية أو المخرشة مثل رقائق البطاطا المقلية أو الخضار النيئة.

وينطبق الأمر على بعض المشروبات مثل عصير البرتقال وعصير الطماطم وبعض الأطعمة الحمضية الأخرى.

أما في حال كان المريض يسعل بعد شرب السوائل فسيكون من الأفضل أن يشرب السوائل السميكة مثل العصير الذي يحوي ألياف الفواكه وليس فقط عصيرها.