اكتئاب ما بعد الولادة: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

ما هو اكتئاب ما بعد الولادة؟

اكتئاب ما بعد الولادة "Postpartum depression" هو حالة اكتئابية حقيقية تحدث أثناء الحمل أو بعده، ويمكن أن تتراوح أعراضها من خفيفة إلى شديدة، ولكن في حالات نادرة، قد تكون الأعراض شديدة بما يكفي لدرجة تعرض صحة الأم والطفل للخطر.

في الواقع فإن الاكتئاب مشكلة شائعة بعد الحمل، حيث تعاني واحدة من كل 9 أمهات جدد من اكتئاب ما بعد الولادة، والأمر الإيجابي أنها حالة قابلة للعلاج. (1)

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة

لا تختلف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة عن أعراض الاكتئاب العادي، حيث يمكن لبعض التغييرات الطبيعية بعد الحمل أن تسبب أعراضاً مشابهة لأعراض الاكتئاب، وذلك مرتبط بشعور الأمهات بالإرهاق عندما يأتي الطفل الجديد إلى المنزل.

ولكن استمرار الأعراض الاكتئابية لأكثر من أسبوعين يعتبر أمراً مقلقاً ويجب في هذه الحالة عدم التردد بالاتصال بالطبيب، واستشارته.

ومن أعراض اكتئاب ما بعد الولادة الشائعة:

  • غياب الطاقة أو الدافع للعمل أو الاعتناء بالمنزل أو غيرها من الأمور
  • الانسحاب عن الأصدقاء والعائلة
  • تبدلات في النوم مثل قلة النوم أو كثرته
  • وجود أفكار تتمثل بإيذاء الطفل أو إيذاء النفس
  • صعوبة التركيز أو التذكر أو اتخاذ القرارات
  • الشعور المفرط بالحزن أو اليأس أو الإرهاق
  • الشعور بعدم الارتياح أو تقلب المزاج الواضح
  • فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة كما السابق
  • الشعور بعدم القيمة أو بالذنب أو الشعور كأم سيئة
  • تبدلات تناول الطعام مثل نقص الشهية الشديد أو زيادة الشهية بشكل كبير
  • عدم وجود أي اهتمام بالطفل أو عدم الشعور بالارتباط به أو الشعور كما لو كان الطفل الرضيع لشخص آخر
  • صعوبة في تكوين ارتباط عاطفي مع المولود الجديد، بالإضافة لوجود شكوك مستمرة حول القدرة على رعاية المولود الجديد
  • أوجاع أو آلام أو صداع أو تقلصات أو مشاكل في الجهاز الهضمي ليس لها سبب جسدي واضح أو لا تخف حتى مع العلاج الدوائي

علامات الإصابة

تختلف علامات التحذير المتعلقة بالاكتئاب من شخص لآخر، وتكمن المشكلة أن بعض النساء يتمنعون عن إخبار أي أحد عن أعراضهن، وقد تشعر الأمهات الجدد بالحرج أو الخجل أو الذنب من الشعور بالاكتئاب عندما يفترض بهن أن يشعرن بالسعادة وخاصةً بسبب عدم تداول هذه الحالة ضمن المجتمعات وخاصةً العربية.

إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأ موضوع اكتئاب ما بعد الولادة يصبح معروفاً لذلك يتوجب على على الشريك أو الأصدقاء أو العائلة ملاحظة أي من التغييرات ومراقبة شدتها واستمراريتها للتعرف على الحالة قبل أن تتفاقم.

وتشمل بشكل عام علامات التحذير التي قد تظهر على الأم:

  • أفكار إيذاء النفس أو الطفل
  • انخفاض مشاعر الاهتمام بالطفل، والأسرة، والأصدقاء
  • تناول الطعام أكثر بكثير أو أقل بكثير مما كانت تفعل عادة
  • حدوث نوبات الهلع السباق والأفكار المخيفة الشعور بالذنب أو عدم القيمة
  • لوم النفس المستمر مع التهيج المفرط أو الغضب، والتقلبات المزاجية العامة
  • نوبات من الحزن والبكاء لا يمكن السيطرة عليها لفترات طويلة جداً من الوقت
  • الخوف من عدم القدرة على أن تكون أماً جيدة بما في ذلك الخوف من ترك الطفل وحيداً
  • فقدان المتعة أو الاهتمام بالأشياء التي اعتادت على الاستمتاع بها، بما في ذلك ممارسة الجنس
  • تفاقم مشاكل النوم كعدم القدرة على النوم أو النوم لفترات طويلة أو صعوبة الاستغراق في النوم

أسباب تطور حالة اكتئاب ما بعد الولادة

في البداية يجب معرفة أن اكتئاب ما بعد الولادة هو مرض طبي حقيقي يمكن أن يؤثر على أي أم، بغض النظر عن العمر أو العرق أو الثقافة أو التعليم، ولذلك يجب عدم إلقاء اللوم على النساء في فحال إصابتهن بهذه الحالة.

لا يوجد سبب واحد لاكتئاب ما حول الولادة حيث ينتج عن مجموعة من العوامل الجينية والبيئية كضغوط الحياة، والمتطلبات الجسدية والعاطفية للإنجاب ورعاية الطفل الجديد وكذلك التغيرات في الهرمونات التي تحدث أثناء وبعد الحمل.

حيث يمر جسم المرأة وعقلها بالعديد من التغييرات أثناء الحمل وبعده، وذلك بسبب التغيرات المفاجئة في مستويات الهرمونات الأنثوية في الدم ما بين فترة الحمل وما بعد الولادة.

١- التغيرات الهرمونية

يمكن اعتبار التغيرات الهرمونية من الأسباب الرئيسية لاكتئاب ما بعد الولادة، ففي أثناء الحمل تكون مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون الأنثوية عالية، وتكون الأعلى على الإطلاق في أول 24 ساعة بعد الولادة.

من ثم تنخفض مستويات الهرمون بسرعة إلى مستوياتها الطبيعية كما كانت قبل الحمل، ويعتقد الباحثون أن هذا التغيير المفاجئ في مستويات الهرمونات قد يؤدي إلى الاكتئاب. (2)

وهذا مشابه للتغيرات الهرمونية قبل الدورة الشهرية للمرأة، ولكنه ينطوي على تقلبات أكثر حدة في مستويات الهرمون.

٢- انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية

قد تنخفض أيضاً مستويات هرمونات الغدة الدرقية بعد الولادة، الغدة الدرقية وكوم هذه الهرمونات تتحكم في درجة نشاط الجسم، بالتالي يمكن أن تسبب المستويات المنخفضة منها أعراض الاكتئاب. (3) (4)

عند وجود شكوك حول مستويات هرمونات الغدة الدرقية، يطلب الطبيب تحاليل دم توضح حقيقة هذه المستويات، وفي حالة كانت منخفضة يمكن علاج الحالة بسهولة عبر أخد الأدوية المناسبة.

٣- العوامل الاجتماعية

بالإضافة للأسباب الهرمونية، قد تلعب بعض العوامل الحياتية أو الاجتماعية دوراً هاماً في تطور اكتئاب ما بعد الولادة، وذلك مثل:

  • قلة وقت الفراغ
  • انخفاض الجاذبية وتغيير شكل الجسم
  • التعب بعد المخاض والولادة
  • التعب من قلة النوم أو النوم المتقطع عند العناية بالطفل
  • الحزن بسبب تذكر الحياة قبل الإنجاب
  • الإجهاد الناتج عن التغييرات في روتين العمل والمنزل
  • شكوك بعض الأمهات حول قدرتهم على أن يكونوا أمهات جيدات
  • الحاجة غير الواقعية عند بعض الأمهات لأن يكونوا أمهات مثاليات

النساء الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة

تشمل مجموعات النساء المعرضات للإصابة أكثر من غيرهن باكتئاب ما بعد الولادة أولئك اللواتي لديهم مشاكل حياتية أو مرضية، مثل:

  • الاكتئاب أثناء الحمل
  • العمر أقل من 20 عاماً أو العمر الصغير نسبياً وعدم وجود قدرة على الاعتناء بالطفل
  • غياب الدعم من العائلة والأصدقاء
  • وجود صعوبة في الرضاعة الطبيعية
  • الإدمان الكحولي أو تعاطي المخدرات
  • وجود مشاكل في الحمل أو الولادة السابقة
  • إنجاب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
  • حدوث حمل غير مخطط له أو غير مرغوب فيه
  • وجود مشاكل في العلاقة الزوجية أو مشاكل اجتماعية
  • وجود تاريخ شخصي أو عائلي للإصابة بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب

مضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة

يمكن أن يؤثر اكتئاب ما بعد الولادة ليس على الأم فقط، بل أيضاً على الآباء والشركاء والأخطر من ذلك هو تأثيره على الطفل، حيث يعتقد الباحثون أن اكتئاب ما بعد الولادة لدى الأم يمكن أن يؤثر على الطفل طول فترة الطفولة، مما يتسبب في:

  • بعض المشاكل السلوكية
  • مشاكل الترابط بين الأم والطفل
  • المزيد من البكاء أو الانفعالات
  • تأخر تطور الكلام واللغة ومشكلات التعلم
  • مشاكل التعامل مع الإجهاد والتكيف مع المدرسة والمواقف الاجتماعية الأخرى (5)
  • قصر القامة وزيادة خطر الإصابة بالسمنة لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة (6) (7)

علاج اكتئاب ما بعد الولادة

يعتبر علاج اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة مهماً لصحة الأم والطفل على حدٍ سواء، حيث يمكن أن يكون لاكتئاب ما حول الولادة آثار صحية خطيرة على كليهما، ومع العلاج المناسب تشعر معظم النساء بتحسن عام.

تضم الأنواع الشائعة لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة العلاج الدوائي والعلاج النفسي، والعلاج السلوكي المعرفي أو مزيج العلاج بينها:

١- العلاج الشخصي

  • تخصيص الوقت لفعل الأشياء التي تستمتع بها المرأة
  • الحصول على أكبر قدر ممكن من النوم في الليل
  • ممارسة الرياضة بانتظام
  • تناول نظام غذائي صحي
  • التحدث إلى الشريك أو الأصدقاء أو العائلة أو إلى أخصائي نفسي أو مرشد اجتماعي

٢- العلاج النفسي

التحدث إلى معالج أو أخصائي نفسي أو أخصائي اجتماعي لتعلم استراتيجيات تغيير الطريقة التي تعزز من هذا الاكتئاب.

حيث يمكن أن ينصح الأخصائي ببعض التمارين أو النشاطات التي تخفف من الشعور بالاكتئاب وتمنح شعوراً بالراحة.

٣- العلاج المعرفي السلوكي

هو نوع من العلاج النفسي يمكن أن يساعد الأشخاص المصابين بالاكتئاب والقلق، ويعلمهم طرقًا مختلفة في التفكير والتصرف والتفاعل مع المواقف المختلفة.

حيث تمتلك بعض النساء توقعات غير واقعية حول شكل الأم بعد الولادة أو مسؤولياتها ويشعرن أنه لا ينبغي لهن أبداً ارتكاب الأخطاء، ويأتي هنا دور العلاج المعرفي السلوكي من خلال تشجيعهم على رؤية أن هذه الأفكار غير مفيدة أو واقعية ومناقشة طرق التفكير بشكل أكثر إيجابية.

من خلال العلاج المعرفي السلوكي يتعلم الناس تحدي وتغيير أنماط التفكير والسلوك غير المفيدة كطريقة لتحسين مشاعرهم وعواطفهم الكئيبة والقلقة.

ويمكن إجراء العلاج المعرفي السلوكي بشكل فردي أو مع مجموعة من الأشخاص الذين لديهم مخاوف مماثلة.

٤- العلاج الدوائي

هناك أنواع مختلفة من الأدوية لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، يحدد الطبيب الدواء الأفضل بحسب حالة المريضة، حيث يتم اللجوء للحل الدوائي في الحالات الشديدة ويكون النوع الأكثر شيوعاً من الأدوية هو مضادات الاكتئاب. حيث تساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب ويمكن تناول أنواع معينة منها يحددها الطبيب أثناء الرضاعة الطبيعية بدون التأثير على الطفل. (8)

قد تحتاج بعض المريضات إلى تجربة العديد من الأدوية المختلفة قبل العثور على الدواء الذي يحسن أعراضهن ​​ويمكن التحكم بآثاره الجانبية.

هنالك أمور هامة يجب معرفتها عند تناول مضادات الاكتئاب:

  • تستغرق مضادات الاكتئاب عدة أسابيع لبدء مفعولها، وغالباً ما تتحسن الأعراض مثل النوم والشهية ومشاكل التركيز قبل تحسن الحالة المزاجية، لذلك من المهم إعطاء فرصة للدواء قبل تقرير ما إذا كان يعمل أم لا.
  • في بعض الأحيان، يشعر الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب بتحسن ثم يتوقفون عن تناول الدواء بمفردهم، فيعود الاكتئاب وهذا التصرف لا ينصح به.
    • حيث يمكن أن يؤدي إيقاف الأدوية فجأة إلى ظهور أعراض تسمى أعراض الانسحاب وهي تعني عودة أعراض الاكتئاب بشكل أشد أحياناً مما كانت عليه في السابق.
    • عندما يحين موعد انتهاء العلاج يقرر الطبيب التقليل من الجرعة ببطء وأمان لتفادي مشكلة أعراض الانسحاب.
  • في بعض الحالات، قد يعاني المرضى الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً من زيادة في الأفكار أو السلوك الانتحاري عند تناول مضادات الاكتئاب، وبشكل خاص في الأسابيع القليلة الأولى بعد البدء بالدواء أو عند تغيير الجرعة.
    • لذلك يجب مراقبة جميع المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب عن كثب، خاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى من العلاج.
  • بالإضافة لما سبق، يمكن العلاج بالإشارات الكهربائية (ECT) ويستخدم في الحالات القصوى لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة. (9)

٥- الدعم النفسي الاجتماعي

إن الدعم القوي من الشركاء والعائلة والأصدقاء مهم جدا، حيث قدمت مبادرة "Moms's Mental Health Matters" من المعاهد الوطنية للصحة العديد من الاقتراحات لتأمين الدعم الأفضل للأم المصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

حيث قدمت النصائح التالية:

  • تعرف كشريك أو كصديق أكثر على علامات اكتئاب ما بعد الولادة لدى المرأة لتستطيع تقديم الدعم بشكل أفضل.
  • استمع اليها، ودعها تعرف أنك تريد أن تسمع مخاوفها، على سبيل المثال: "ألاحظ أنك تواجهين صعوبة في النوم، حتى عندما ينام الطفل. ما الذي يدور في ذهنك أو يقلقك؟"
  • قدم لها الدعم، دعها تعرف أنها ليست وحدها وأنت هنا للمساعدة، حاول عرض المساعدة في المهام المنزلية أو مراقبة الطفل أثناء حصولها على قسط من الراحة أو زيارة الأصدقاء.
  • شجعها على طلب المساعدة إذا لزم الأمر، حيث قد تشعر بعض الأمهات بعدم الارتياح ولا ترغب في طلب المساعدة.

حالات أخرى مشابهة

هنالك ثلاث حالات مهمة تتشارك مع الاكتئاب ما بعد الولادة في الأعراض وفترة الحدوث، ويجب تمييزها عن بعضها وعن اكتئاب ما بعد الولادة لحماية الأم وطفلها وعائلتها وتلقيها العلاج المناسب في حال ضرورته:

١- الكآبة النفاسية

تعاني معظم النساء في الأيام الأولى أو الأسبوع الأول بعد الولادة، من الشعور بالحزن أو الفراغ وهو ما يسمى "الكآبة النفاسية".

وتعني حالة الكآبة النفاسية التغيرات المزاجية المعتدلة ومشاعر القلق والتعاسة والإرهاق التي تعاني منها العديد من النساء أحياناً في أول أسبوعين بعد الإنجاب.

وفي الواقع فإنه أمر طبيعي أن تشعر الأمهات بالتعب أو الإرهاق في بعض الأحيان خاصة أن الأطفال تحتاج إلى رعاية على مدار الساعة.

تظهر أعراض حالة الكآبة النفاسية بشكل لا مشابه لأعراض الاكتئاب ما بعد الولادة وقد تشمل:

  • التقلبات المزاجية
  • الشعور بالحزن أو القلق أو الإرهاق
  • نوبات البكاء
  • وغيرها من الأعراض

ولكن تزول الكآبة النفاسية عادةً في غضون 3 إلى 5 أيام بعد بدئها، أما أعراض اكتئاب ما بعد الولادة فتستمر لفترة أطول وتكون أكثر حدة.

ومن المهم الإشارة أن اكتئاب ما بعد الولادة ورغم أنه يبدأ عادةً في غضون الشهر الأول بعد الولادة ولكنه يمكن أن يبدأ أثناء الحمل أو خلال مدة تصل إلى عام بعد الولادة.

في حال عدم اختفاء حالة الكآبة النفاسية أو استمر شعور المرأة بالحزن أو اليأس أو الفراغ لمدة تزيد عن أسبوعين، فغالباً ما نكون أمام حالة "الاكتئاب ما بعد الولادة".

٢- ذهان ما بعد الولادة

الذهان التالي للوضع أو ما بعد الولادة هو حالة نادرة الحدوث وتعتبر حالة طبية طارئة.

تعتبر النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب أو الاضطراب الفصامي العاطفي أكثر خطراً للإصابة بذهان ما بعد الولادة.

تتميز هذه الحالة بحصول:

  • أوهام
  • معتقدات غير صحيحة
  • ارتباك
  • هلوسات
  • حالات من الهوس
  • ازدياد خطر أذية الأم لنفسها أو لطفلها

يبدأ عادةً في أول أسبوعين بعد الولادة وتشمل أعراضه:

  • القلق أو الانفعالات
  • محاولة إيذاء النفس أو الطفل
  • الشعور بالارتباك معظم الوقت
  • رؤية أو سماع أشياء غير موجودة
  • التصرف بتهور أو بطريقة غير طبيعية
  • التفكير في أن الآخرين يركزون على إيذاء الأم
  • حدوث تقلبات مزاجية سريعة في غضون عدة دقائق (على سبيل المثال، البكاء بشكل هيستيري ثم الضحك كثيراً ثم الحزن الشديد)

من الجيد ذكره أنه نادر الحدوث، ولكن النساء المصابات بالاضطراب ثنائي القطب أو الاضطراب الفصامي العاطفي لديهن مخاطر أعلى للإصابة بذهان ما بعد الولادة.

٣- الاضطراب ثنائي القطب حول الولادة

يتكون الاضطراب ثنائي القطب من مرحلتين، مرحلة الاكتئاب (الانخفاضات) ومرحلة الهوس (الارتفاعات) عندما تحدث "الانخفاضات" و "الارتفاعات" في نفس الوقت، فإنها تعتبر حلقة "مختلطة".

يمكن أن يظهر المرض ثنائي القطب أثناء الحمل أو في فترة ما بعد الولادة.

تشمل عوامل الخطر وجود اضطراب مزاجي سابق وتاريخ عائلي لاضطرابات المزاج، وتشمل أعراضه أعراض الاكتئاب والهوس معاً، وهي:

  • القرارات المتهورة وسوء الحكم
  • الحزن الشديد وسرعة الانفعال
  • الكلام السريع والأفكار المتسارعة
  • المزاج المرتفع جداً أو المنخفض جداً
  • قلة النوم أو انعدامه ووجود الطاقة العالية
  • الهلوسة أو رؤية أو سماع أشياء غير موجودة
  • الأوهام التي يمكن أن تكون متضخمة أو تصل حتى جنون العظمة

يمكن أن يشمل العلاج مثبتات الحالة المزاجية والأدوية المضادة للذهان جنباً إلى جنب مع العلاج.

الوقاية من الحالة

تشمل الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة، ومن كافة أشكال الاكتئاب عموماً فهم حقيقة أننا أشخاص طبيعيون من الطبيعي أن يمر كل فرد منا بكافة ظروف وتقلبات الحياة المختلفة، بعيداً عن مفاهيم المثالية والكمال.

ورغم أن الاكتئاب مرتبط بتغيرات هرمونية حقيقية، إلاَّ أن نمط التفكير السليم والسلوك الجيد كفيل بضبط الحالة بدرجة كبيرة، ومن الأفكار الإيجابية التي تقي من حدوث أو تفاقم الاكتئاب ما بعد الولادة:

  • ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين مزاجك
  • قد يكون من المطمئن مقابلة أمهات أخريات يعانين من شيء مشابه
  • تناول وجبات صحية ومنتظمة وعدم العمل لفترات طويلة دون تناول الطعام
  • الامتناع عن شرب الكحول والتدخين، حيث تزيد من الشعور بالسوء
  • التحدث إلى الشريك والأصدقاء والعائلة بصراحة عن الأمور التي يمكن أن يقدموها أو يفعلوها للمساعدة
  • تخصيص وقت للنفس، والقيام بأنشطة مريحة وممتعة، مثل المشي أو الاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب أو الاستحمام بماء دافئ
  • تقبل المساعدة من الآخرين، وطلب المساعدة بالرعاية من الطفل والابتعاد عن مفهوم الأم الخارقة أو الصورة النمطية التي يتم عرضها عن الأم التي تعتني بالرضيع والمنزل والمطبخ بآن واحد.
  • الراحة قدر الرمكان عند وجود وقت لذلك، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب وجود الوقت الكافي للراحة عند الاعتناء بالطفل، ولكن ينصح بمحاولة النوم عندما تسنح الفرصة، ويمكن طلب المساعدة من الشريك في العمل الليلي.