اكزيما الأطفال: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 17 سبتمبر 2022

ما هي اكزيما الأطفال؟

مصطلح الاكزيما أو التهاب الجلد أو "Eczema"، هو لوصف مجموعة من الحالات التي تسبب التهاب الجلد واحمراره وتؤدي إلى الحكة، وهي ليست معدية.

وغالباً ما تظهر الاكزيما وخاصة التهاب الجلد التأتبي في الأشهر الستة الأولى حتى خمس سنوات من العمر، وتزول عند الكثير من الأطفال مع بلوغهم سن المراهقة، أما عند البعض فقد تستمر مدى الحياة.

أعراض اكزيما الأطفال

عادةً ما تكون هناك فترات تتحسن فيها الأعراض تليها نوبات تسوء فيها، وتحدث النوبات غالباً مرتين أو ثلاث مرات في الشهر، وتشمل أعراض الإكزيما ما يلي:

  • بقع ملتهبة على الجلد، تبدو حمراء على الأطفال ذوي البشرة الفاتحة، أما بالنسبة للأطفال ذوي البشرة الداكنة قد تبدو البقع بنية أو أرجوانية أو رمادية.
  • حكة قد تكون مزعجة في بعض الحالات، وفي حال كانت شديدة قد يتسبب الطفل بخدش جلده ومن الممكن أن يصاب الخدش بالعدوى.
  • جفاف الجلد
  • تشقق الجلد ونز سوائل في بعض الحالات
  • تغير لون الجلد مع الوقت فيصبح أفتح أو أغمق من الدرجة الطبيعية
  • تشكل قشور جلدية
  • مناطق متورمة

مواقع الاكزيما في جسم الطفل

قد يختلف موقع ومظهر الأكزيما باختلاف عمر الطفل:

١- الرضع في أول 6 أشهر

تظهر الاكزيما عادةً على الوجه كالخدين والذقن والجبهة وفروة الرأس.

ويمكن أن تنتشر أيضاً إلى مناطق أخرى من الجسم، لكن لا يحدث التهاب الجلد التأتبي عادةً في منطقة الحفاض حيث تحمي رطوبة الجلد في هذه المنطقة من الأكزيما، كما يكون الجلد أحمراً وجافاً ومتقشراً ونازاً.

٢- الأطفال من 6 - 12 شهراً

غالباً ما تظهر الاكزيما على مرفقي وركبتي الطفل، وهي أماكن يسهل خدشها أثناء الزحف لذلك قد تتشكل قشرة صفراء أو نتوءات قيحية صغيرة على الجلد وهذا في حال أصيب الطفح بالعدوى.

٣- الأطفال 2 - 5 سنوات

تظهر الاكزيما في ثنايا المرفقين والركبتين، أو على المعصمين والكاحلين واليدين، وقد تظهر أيضاً حول الفم والجفون. 

كما يبدو الجلد متقشراً وسميكاً بخطوط عميقة وهذا ما يسمى "التحزّز".

٤- الأطفال الأكبر من 5 سنوات

تظهر الاكزيما عادةً في ثنايا المرفقين والركبتين، وقد تكون في يد الطفل فقط، ويكون هناك احمرار وبقع حاكّة خلف أذني الطفل أو على القدمين أو فروة الرأس كعلامة على "التهاب الجلد التأتبي" أو "التهاب الجلد الدهني".

أنواع اكزيما الأطفال

من المهم تحديد نوع الاكزيما وفهم محفزاتها وأعراضها لمعرفة كيفية علاجها ولملاحظة أي تغيرات، وهناك عدة أنواع من الاكزيما عند الأطفال، تتضمن:

١- التهاب الجلد التأتبي "التحسسي"

عادةً ما يبدأ "التهاب الجلد التأتبي" في سن الرضاعة أو الطفولة المبكرة، وهو أكثر الأنواع شيوعاً عند الأطفال.

والأطفال الأكثر عرضةً للإصابة بالتهاب الجلد التأتبي هم الذين ينتمون لعائلات لديها تاريخ من "التهاب الجلد التأتبي" أو "الربو" أو "حمى القش" المعروف باسم "الثالوث التأتبي" أو حتى وجود حالة حساسية من الأطعمة عند الطفل، حيث تكون ردة فعل الجهاز المناعي كبيرة بسبب تأثير عامل خارجي.

٢- التهاب الجلد الدهني

يحدث في مناطق الجسم التي يتواجد فيها الكثير من الغدد المنتجة للدهن ولا ينتج "التهاب الجلد الدهني" عن الحساسية على عكس الأنواع الأخرى، حيث يظهر كجلد أحمر مع قشور صفراء أو بيضاء.

ويظهر عند الرضع على فروة الرأس وتسمى "غطاء المهد"، أما عند الأطفال الأكبر سناً والبالغين يسمى في فروة الرأس عادةً "قشرة الرأس".

كما يظهر "التهاب الجلد الدهني" أحياناً على وجه الرضيع، وخاصةً حول منطقة العين والأنف، وفي منطقة الحفاض وثنايا الجلد.

ويسهم في حدوثه الجينات والخميرة التي تعيش بشكل طبيعي على الجلد والإجهاد والمهيجات الكيميائية والطقس الجاف البارد.

٣- التهاب الجلد التماسي

وهو تهيج الجلد بعد ملامسته لمادة تثير رد فعل تحسسي، ويكون أكثر شيوعاً لدى الكبار وخاصة الأشخاص الذين تنطوي مهنتهم على الاستخدام اليومي للمواد الكيميائية، كما أنه لا ينتقل من الأهل ولا يرتبط بحالات الحساسية الأخرى مثل "حمى القش" أو "الربو". وله نوعين هما:

أ- مهيج

حيث تتأذى خلايا الجلد بسبب التعرض لمواد مهيجة مثل المنظفات أو الصابون أو المبيضات أو المجوهرات المحتوية على النيكل أو الحفاضات.

ب- تحسسي

يُحدث رد فعل متأخر بعد يوم أو يومين من تعرّض الجلد لمسببات الحساسية، ومن الأمثلة الهامة على هذا النمط اكزيما نبات "اللبلاب السام"، ومن الأسباب الأخرى العطور أو بعض المضادات الحيوية المحتوية مادة حافظة مثل "ثيميروسال".

٤- اكزيما خلل التعرق

تظهر بثور صغيرة شديدة الحكة على راحتي اليدين وباطن القدمين وحواف الأصابع، وسببها غير معروف، إلا أنها أكثر شيوعاً في عائلات معينة مما يشير إلى وجود سبب وراثي.

وتعتبر "أكزيما خلل التعرق" أندر بين الأطفال وأكثر شيوعاً عند البالغين بين 20 -40 عاماً، وتعد المعادن وخاصةً "النيكل" من العوامل المحفّزة الشائعة، ومن العوامل الأخرى المحفّزة الإجهاد والحساسية الموسمية مثل "حمى القش" والطقس الحار الرطب وتعرق راحة اليد.

أسباب حدوث اكزيما الأطفال

لم يتضح السبب الدقيق للأكزيما، لكن لاحظ الباحثون دوراً هاماً لمجموعة من الجينات والمحفزات الخارجية بحدوث الاكزيما، حيث يستجيب جهاز المناعة بشكل مفرط لمهيّجات ومحسسّات معينة في حال وجود مؤثر جيني معين.

وتمر الاكزيما بفترات من الاشتداد ثم تخف، ويمكن أن تُحدث نوبة الاكزيما فوراً بعض التعرض للمادة المحفزة أو تستغرق بعض الوقت، فيؤدي هذا التأخير لصعوبة كشف المحفّز.

وتخنلف العوامل التي تسهم في شدة وتواتر الاكزيما من شخص لآخر ومنها:

  • بعض المواد المسببة للحساسية كالصابون ومنظفات الغسيل والأسطح والشامبو
  • العطور كالبخور والكولونيا ومعطرات الجو
  • بعض المواد مثل اللاتكس والبوليستر والصوف والأقمشة الصناعية
  • البشرة الجافة
  • حالة حمى القش وتسمى أيضاً التهاب الأنف
  • العوامل المناخية كتغيرات الطقس أو الحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة أو الطقس الجاف أو الطقس الرطب
  • بعض المعادن بما فيها كوبالت الكروم والكلوريد والنحاس والذهب والنيكل
  • التعرض للدخان والغبار
  • وجود حساسية من الطعام
  • لدغات الحشرات
  • غبار الطلع ووبر الحيوانات
  • بعض معاجين الأسنان التي تحتوي "لوريل الصوديوم"
  • يمكن أن يتسبب سيلان اللعاب أيضاً في حدوث تهيج في خدي الطفل وذقنه ورقبته

مضاعفات اكزيما الأطفال

تكون المضاعفات الناتجة عن اكزيما الاطفال مرتبطة بحالة الجلد وإمكانية تعرضه لعدوى، حيث تشمل العدوى التي من الممكن أن يتعرض لها الطفل مع استمرار حالة الاكزيما دون علاج:

  • العدوى البكتيرية: تجعل الأكزيما الجلد جافاً ومتشققاً فتزيد من فرصة الإصابة بالبكتيريا كالقوباء، وتظهر العدوى البكتيرية بقشور صفراء أو بنية ونز سائل وألم الجلد والحمى والتعب.
  • العدوى الفيروسية: أشهر الفيروسات هو فيروس "الهربس البسيط" أو فيروس "القروح الباردة"، ويمكن أن تتطور هذه العدوى إلى حالة خطيرة يطلق عليها اسم "الأكزيما العقبولية"، وتشمل أعراضها:
    • ألم في مناطق الطفح
    • بثور مملوءة بسوائل تنفتح وتترك تقرحات صغيرة ضحلة
    • في بعض الحالات الشعور بالحمى والقشعريرة والإعياء بشكل عام

علاج أكزيما الأطفال

على الرغم من عدم وجود علاج معروف للأكزيما، هناك طرق لمساعدة الطفل على تجنب نوبات تهيج الأكزيما اعتماداً على شدة النوبة:

  • الأكزيما الخفيفة: يكفي استخدام كريم مرطب وتجنب محفزات التهيّج
  • الأكزيما المعتدلة: تحتاج إلى استخدام كريم الستيروئيد، وأدوية الحساسية قبل النوم لتساعد الطفل على الهدوء والنوم وتخفيف الحكة في الليل.
  • الاكزيما الشديدة: قد تتطلب مضادات حيوية للعدوى التي تحدث من الحكة الشديدة.

علاج الأعراض المرافقة للاكزيما

يمكن أن ترافق حالة الاكزيما مجموعة من الأعراض ويتم علاجها بحسب شدتها بعدة طرق.

١- علاج الجفاف

من المهم تطبيق روتين العناية بالبشرة للترطيب يومياً ويتضمن ذلك:

  • استحمام الطفل كل يوم لمدة 5 - 10 دقائق في ماء فاتر، إما بدون صابون أو باستخدام منظف لطيف خالي من العطور على المناطق المتعرقة مثل الإبط والرقبة والفخذ وعلى اليدين والقدمين. 
  • تجنب فرك جلد الطفل بأي مادة خشنة، واستخدام أدوات الاستحمام الخاصة بالأطفال.
  • تجفيف البشرة جيداً بعد الاستحمام.
  • يجب استعمال الأدوية الموضعية التي يصفها الطبيب على مناطق الطفح الجلدي قبل وضع أي مرطبات.
  • وضع مرطب على الجسم بالكامل بعد الاستحمام مباشرةً بينما الجلد لا يزال رطباً، وكلما كان المرطب زيتياً أكثر كلما ساعد على الاحتفاظ بالرطوبة بشكل أفضل.
  • يمكن استخدام الكريمات المرطبة أو زيوت الاستحمام الخالية من العطور.
  • يجب استخدام المرطبات مرة أو مرتين يومياً حتى بعد زوال الطفح الجلدي.
  • يجب أن تكون ملابس الطفل من الأقمشة الناعمة أو مادة القطن بنسبة 100%. 
  • استخدام منظفات غسيل معتدلة وخالية من العطور، وعدم استعمال منعمات الاقمشة لملابس الأطفال.
٢- علاج الحكة
  • الخطوة الأولى لتقليل الحكة هي اتباع روتين ترطيب البشرة.
  • تؤدي الحكة لخدوش وتقرحات مفتوحة وبالتالي التهابات الجلد، ويتم تجنب ذلك عن طريق تقصير أظافر الطفل وارتداء القفازات القطنية في الليل.
  • بعد وضع الأدوية على مناطق الطفح الجلدي ووضع المرطب على الجلد المحيط، يمكن أن توضع الضمادات الرطبة على منطقة الاكزيما بعد أن تم نقعها في ماء دافئ وعصرها جيداً، من المهم التأكد من أن الغرفة دافئة أو وضع بطانية دافئة على الطفل.
  • من الممكن ترك الضمادات المبللة لمدة نصف ساعة على الأقل وعند إزالتها يجب إعادة استعمال المرطب.
  • قد تساعد أدوية "مضادات الهيستامين" مثل "ديفينهيدرامين" و"هيدروكسيزين" الطفل على الشعور بالراحة والنعاس حتى ينام بسهولة أكبر.
  • من المهم اتباع التوجيهات المتعلقة باستخدام هذه الأدوية تبعاّ لعمر الطفل ووزنه.
٣- علاج تهيج الجلد

الستيروئيدات الموضعية أو "الكورتيزونات" آمنة وفعّالة لعلاج تهيج الجلد، ويتم تطبيقها عادةً مرتين في اليوم. 

وتتنوع أشكال الستيرويدات الموضعية منها المرطبات والمراهم والكريمات والمواد الهلامية والزيوت، وينصح الطبيب بالشكل الأنسب تبعاً لشدة حالة الاكزيما، ويعتبر من الهام اتباع تعليمات الطبيب بدقة لتجنب الآثار الجانبية لأدوية الستيرودات.

وتساعد أدوية الأكزيما غير الستيروئيدية مثل مرهم "تاكروليموس" وكريم "بيميكروليموس" ومرهم "كريسابورول" أيضاً في علاج طفح الأكزيما المتهيج، ويمكن أن تكون مفيدة للأكزيما الخفيفة والمناطق الحساسة من الجلد مثل الجفون والإبط والمغبن.

٤- علاج حالة العدوى

تصبح الأكزيما أسوأ إذا تعرضت للبكتيريا والفيروسات، وتتطلب العدوى مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفيروسات، ومن ثم يجب ضبط الأكزيما بشكل أفضل وتغيير العلاجات لمنع تكرار العدوى.

٥- حمامات التبييض

تساعد هذه الحمامات في تخفيف الالتهاب بحيث يكون تركيز مادة التبييض في الحمام يقارب تركيز الكلور في حوض السباحة.

ومن الممكن استخدام نصف كوب من المبيض المنزلي لحوض كامل من الماء، وقد يؤدي الإفراط في التبييض إلى تهيّج جلد الطفل بينما لا تفيد الكمية القليلة في علاج أعراض الأكزيما.

لا يجب استعمال المبيض مباشرةً على الأكزيما، ويوصي الأطباء بالنقع في حمام التبييض لمدة تصل من 5 إلى 10 دقائق، مرتين في الأسبوع.

ويجب أيضاً على الأشخاص الذين يعانون من حساسية لهذه المواد أو الربو التحسسي استشارة الطبيب قبل تطبيق هذا العلاج.

٦- العلاج الضوئي

تستخدم هذه الطريقة للأكزيما المنتشرة في جميع أنحاء الجسم أو للأكزيما الموضعية في اليدين والقدمين مثلاً والتي لم تتحسن بالعلاجات الموضعية، والنوع الأكثر شيوعاً من العلاج بالضوء المستخدم لعلاج الأكزيما هو ضوء الأشعة فوق البنفسجية.

٧- العلاجات البيولوجية

هي الأدوية التي تستهدف جزء الجهاز المناعي الذي يسبب الطفح الجلدي، ومنها "دوبيلوماب" وهو أول علاج بيولوجي معتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" لعلاج الأكزيما لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 6 سنوات وما فوق، ويمكن أن يكون هذا الدواء مفيداً للأكزيما المتوسطة إلى الشديدة التي لم تتحسن بالأدوية الموضعية.

 الوقاية

الأكزيما هي مشكلة جلدية مستمرة لذا من المهم الاستمرار في روتين العناية بالبشرة واستخدام المرطبات كل يوم للوقاية من التهيجات والالتهابات.

وأيضاً يجب تحديد وتجنب محفزات الاكزيما، واعتماد الألبسة والأغطية القطنية، ويعتبر من الضروري استشارة الطبيب في حال الشك بوجود حساسية غذائية لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد مسبب الحساسية.