الإريثريتول بديل السكر: هل يهدد صحة القلب والدماغ؟

الكاتب - 22 مارس 2024

يستخدم الإريثريتول كمحلٍ منخفض السعرات الحرارية ولكن قد يسبب تناول معدلات كبيرة منه إلى الإصابة بمشكلات صحيةٍ مختلفة، فما هي؟

ما هو الإريثريتول؟

يمثل الإريثريتول "Erythritol" أحد أنواع السكريات الكحولية بديلاً شائعاً لسكر المائدة في العديد من المنتجات الغذائية الخالية من السكر.

و يلجأ العديد من المستهلكين إلى بدائل السكر ومن أبرزها الإريثريتول نظراً لارتباط الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات المضافة بمخاطر صحية جسيمة مثل مرض السكري وأمراض القلب والسمنة.

ويعد الإريثريتول من أكثر أنواع السكريات الكحولية استهلاكاً حيث يتميز بقلة سعراته الحرارية. إذ يوفر 0.2 سعرة حرارية فقط لكل غرام مقابل 4 سعرات حرارية لسكر المائدة كما يتمتع بحلاوة تعادل 70% من حلاوة السكر.

ويوجد الإريثريتول بشكل طبيعي في بعض الفواكه والأطعمة المخمرة بينما ينتج تجارياً من سكر الدكستروز "Dextros" وهو سكر مشتق من الذرة.

ورغم أن استخدام الإريثريتول يسهم في الحصول على بعض الفوائد الصحية كبديل لسكر المائدة والمحليات الأخرى إلا أنه رُبط مؤخراً بمخاوف صحية خطيرة بما يستدعي النظر في الدراسات الطبية التي تحدثت عنه.

فوائد الإريثرتول

توجد بعض الفوائد التي يمكن أن يقدمها الإريثريتول منها ما يلى:

1- ضبط مستويات السكر في الدم

لا يتسبب الإريثريتول في أي تأثيرٍ في مستويات سكر الغلوكوز أو هرمون الأنسولين الذي ينظم مستويات السكر في الدم.

2- دعم صحة الفم

تتحلل السكريات والنشويات في الفم بواسطة البكتيريا إلى أحماض بما يسبب تآكل في مينا الأسنان ويؤدي إلى تسوسها. لكن تصنف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الإريثريتول كمادة مفيدة لصحة الفم وذلك لقدرتها على إبطاء نمو نوع معين من هذه البكتيريا بما يقلل من إنتاج الأحماض الضارة. (1)

3- مضاد للأكسدة

أشارت دراسة طبية أجريت على الفئران المصابة بداء السكري إلى أن الإريثريتول يمكن أن يعمل كمضاد للأكسدة ويحمي الأوعية الدموية من التلف الناتج عن مرض السكري.

هل الإريثريتول آمن الاستخدام؟

بينما يعد الإريثريتول آمناً لبعض الأشخاص إلا أنه لا ينطبق ذلك على الجميع. حيث تشير الدراسات الطبية التي تحدثت عن الإريثريتول وتأثيره في عملية الاستقلاب لدى الحيوانات إلى أنه آمن للاستهلاك البشري والحيواني.

ومع ذلك أظهرت أبحاث طبية أخرى ارتباطاً محتملاً بين الإريثريتول وزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم والنوبات القلبية.

بالإضافة إلى ذلك لا يمتص الجسم السكريات الكحولية باستثناء الإريثريتول بسبب تركيبها الكيميائي الذي يقاوم الهضم. بينما يمتص الجسم الإريثريتول في مجرى الدم قبل أن يصل إلى القولون حيث يجري في الدم لفترة من الوقت ثم يخرج في البول دون تغيير.

بالتالي يُتخلص من 90% من الإريثريتول عن طريق البول بينما يُمتص القليل منه في القولون.

من ناحية أخرى ربطت الدراسات الطبية بين ارتفاع مستويات الإريثريتول في الدم وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ويعود ذلك إلى قدرته على زيادة حساسية الصفائح الدموية وهي خلايا الدم المسؤولة عن التجلط. حيث تتشكل الجلطات بسهولة عندما تزداد حساسية الصفائح الدموية بما يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

كما أظهرت الدراسات الطبية أن تناول المشروبات المحلاة بالإريثريتول قد أدى إلى زيادةٍ كبيرةٍ في مستوياته في الدم لعدة أيام بعد الاستهلاك.

وتجدر الإشارة إلى أن الدراسات الطبية حول الإريثريتول تحتاج إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد المخاطر الصحية المحتملة بشكل دقيق.

كما ينبغي مراعاة أنّ المشاركين في هذه الدراسات لم يتمتعوا بصحة مثالية حيث كان لدى العديد منهم عوامل خطر للإصابة بالمتلازمة الاستقلابية بما يحد من تعميم النتائج.

لكن تظل قاعدة الاعتدال هي الأساس في استهلاك أي طعام أو مشروب. وفي حال وجود أي مخاوف بشأن الإريثريتول أو المحليات الصناعية الأخرى ينصح دائماً باستشارة أخصائي الرعاية الطبية للحصول على التوجيه المناسب بناء على احتياجات كل شخص وظروفه الصحية.

الجرعات المسموح بها

يسمح بتناول كمية من الإريثريتول لا تزيد على 0.66 غرام لكل كيلو غرام من وزن الجسم يومياً للرجال و0.80 غرام لكل كيلو غرام من وزن الجسم يومياً للنساء. (2)

على سبيل المثال يمكن للرجل الذي يزن 90 كيلو غراماً تناول 60 غراماً من الإريثرول يومياً. بينما يمكن للمرأة التي تزن 70 كيلو غراماً تناول ما يصل إلى 54 غراماً.

ومع ذلك، قد يتمكن بعض الأشخاص من تحمل جرعات أعلى تصل إلى 1 غرام لكل كيلو غرام من وزن الجسم يومياً دون ظهور أي أعراض جانبية في الجهاز الهضمي.

بدائل السكر الأخرى

تتوفر العديد من بدائل السكر الأخرى التي يمكن تجربتها مثل ما يلي:

  • السكرين "Saccharin"
  • الأسبارتام "Aspartame"
  • أسيسولفام البوتاسيوم "Acesulfame potassium"
  • السكرالوز "Sucralose"
  • نيوتام "Neotame"
  • أدفانتام "Advantame"
  • ستيفيول غليكوسيد "Steviol glycoside"
  • فاكهة الراهب "Siraitia grosvenorii"
  • الثوماتين "Thaumatin"