الإسهال: تعرف على المضاعفات وأساليب العلاج المنزلية

المراجعة الطبية - .MBBChb, MD
الكاتب - أخر تحديث 2 يونيو 2023

عندما يتعرض الجسم لاضطراب في عملية الهضم وامتصاص الغذاء، قد يحدث ما يُعرف بالإسهال "Diarrhea". ويُعتبر حالة شائعة تتميز بتغيير في نسيج البراز وزيادة ترددها، مما يؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح الهامة للجسم. 

يعرّف الإسهال بأنه براز مائي رخو، ويعتبر المرء مصاباً بالإسهال عندما يُخرج برازاً رخواً ثلاث مرات أو أكثر في اليوم الواحد. وعادةً ما يستمر حوالي يوم أو يومين، إلا أنه قد يستمر لفترة أطول، ومن ثم يختفي من تلقاء نفسه.

أما الإسهال الذي يستمر لأكثر من بضعة أيام فقد يعتبر علامةً على وجود مشكلة أكثر خطورة. خاصةً إذا ترافق مع أعراض إضافية مثل الإحساس بالغثيان والتقيؤ.

الأعراض

تختلف الأعراض التي يمكن أن يعاني منها المريض عند إصابته بالإسهال اعتماداً على شدة الإسهال والسبب الذي أدى إلى حدوثة في المقام الأول.

وتشمل الأعراض المرافقة للإسهال الخفيف ما يلي:

  • الانتفاخ أو التشنجات في البطن
  • الحاجة الملحة والقوية للتبرز
  • الغثيان

أما في حالة الإسهال الشديد فقد يواجه المريض أعراضاً مثل:

  • الحمى
  • فقدان الوزن
  • التجفاف
  • الألم الحاد
  • الإقياء
  • خروج الدم مع البراز

أسباب الإصابة بالإسهال

هنالك العديد من الأسباب للإصابة بالإسهال، وتعتبر الأسباب الأكثر شيوعاً ما يلي:

  • الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية أو تناول أطعمة ملوثة بهذه الجراثيم. ومن أشهرها:
  • الإصابة بالاضطرابات الهضمية مثل متلازمة القولون العصبي "Irritable Bowel Syndrome" وهي السبب الأكثر شيوعاً للإسهال الوظيفي. وهو مصطلح يطلق على حالات الإسهال التي تبدو فيها جميع أعضاء الجهاز الهضمي طبيعية، إلا أنها لا تعمل بالشكل الأمثل.
  • الإصابة بالداء المعوي الالتهابي "IBD" والذي يضم التهاب القولون التقرحي وداء كرون، واللذان يمكن أن يتسببا أيضاً في ظهور دم في البراز.
  • الإصابة بالتهاب القولون المجهري "Microscopic colitis" وهو يصيب عادةً كبار السن
  • يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه مكونات غذائية معينة، وتناول هذه المكونات يمكن أن يؤدي إلى الإسهال.
  • الإصابة بإسهال سوء الامتصاص "Malabsorptive Diarrhea" أو سوء الهضم "Maldigestive Diarrhea"
  • أسباب متعلقة بالغدد الصماء: تسبب العوامل الهرمونية الإسهال أحياناً، وهذا ما يحدث في داء أديسون والأورام السرطانية
  • الأسباب المتعلقة بالسرطان: حيث يرتبط الإسهال الورمي بعدد من سرطانات الأمعاء
  • بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية والمسببة للإلتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) يمكن أن تسبب الإسهال كآثار جانبية

المضاعفات

قد يؤدي الإسهال إلى مضاعفات خطيرة في بعض الأحيان، وتشمل:

١- التجفاف

يحدث التجفاف في حالات الإسهال الشديد والمتكرر، وهو حالة خطرة تؤثر على الجسم بشكل كامل في حال تم إهمال الحالة. حيث يفقد الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح بسبب التراكم المتسارع للماء في الأمعاء والتي تنتج عن حركة الأمعاء المكثفة.  وتشمل أعراض التجفاف:

  • العطش
  • التبول أقل من المعتاد أو عدم التبول
  • التعب
  • تغير لون البول إلى درجات أغمق
  • جفاف الفم
  • عدم تسطح الجلد من جديد على الفور عندما يتم قرصه وتحريره
  • غؤور العينين
  • خفة الرأس أو الإغماء
٢- سوء الامتصاص

تعتبر حالة سوء الامتصاص من المضاعفات الشائعة في حالات الإسهال المزمن، حيث تتأثر عملية امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء الدقيقة وتشمل أعراضه:

  • انتفاخ البطن
  • تغيرات في الشهية
  • غازات
  • خروج براز رخو ودهني وكريه الرائحة
  • فقدان الوزن

تشخيص حالة الإسهال

١- الفحص السريري

خلال الفحص السريري يسأل الطيب من الأمور التالية:

  • أعراض الشخص
  • لأدوية التي يتناولها حالياً
  • تاريخه الطبي وتاريخ عائلته الطبي
  • وجود أي من الأمراض المزمنة
  • الأسفال إلى مناطق أخرى خلال الفترة السابقة لبدء الأعراض
  • الوقت الذي بدأ فيه الإسهال
  • عدد مرات التبرز
  • وجود دم في البراز
  • الإقياء
  • ما إذا كان البراز مائياً أو يحتوي على مخاط أو قيح
  • كمية البراز

ويتم البحث كذلك عن علامات التجفاف، حيث في الحالات الشديدة يجب نقل المريض إلى المشفى لبدء العلاج الفوري.

٢- الاختبارات التشخيصية

يتم الشفاء من معظم حالات الإسهال دون علاج، ويمكن للطبيب في كثير من الأحيان تشخيص المشكلة دون استخدام الاختبارات.

ولكن في الحالات الأكثر شدة قد يكون من الضروري إجراء أخذ عينة من البراز لفحصها، ولا سيما إذا استمرت الأعراض لمدة تزيد عن أسبوع.

قد يوصي الطبيب أيضاً بإجراء مزيد من الاختبارات إذا كان الشخص:

  • يعاني من علامات الحمى أو التجفاف
  • خروج الدم أو القيح مع البراز
  • يشعر بالألم الحاد
  • انخفاض ضغط الدم
  • ضعف جهاز المناعة
  • سافر مؤخراً
  • أخذ مضادات حيوية مؤخراً
  • استمرار الإسهال لمدة تزيد عن أسبوع

أما إذا كان المريض مصاباً بإسهال مزمن أو مستمر فسيطلب الطبيب إجراء فحوصات تبعاً للسبب الذي يشبته به، وقد تشمل هذه الفحوصات ما يلي:

  • تعداد الدم الكامل: والذي قد يظهر وجود فقر الدم، والذي يمكن أن يشير إلى سوء التغذية أو تقرحات نازفة أو الداء المعوي الالتهابي
  • اختبارات وظائف الكبد
  • اختبارات سوء الامتصاص: للتحقق من امتصاص الكالسيوم وفيتامين B12 وحمض الفوليك وتقييم حالة الحديد ووظيفة الغدة الدرقية
  • سرعة التثفل "ESR" والبروتين المتفاعل "C CRP" حيث أن المستويات المرتفعة منهما قد تشير إلى الداء المعوي الالتهابي
  • اختبارات الأجسام المضادة والتي قد تكشف عن الإصابة بالداء الزلاقي
  • اختبارات البراز: يمكن للأطباء تحديد الطفيليات والجراثيم وعدد قليل من الفيروسات عند زرع عينات البراز، كما يمكن أن يكشف فحص البراز أيضاً عن وجود دم مجهري وخلايا دم بيضاء وأدلة أخرى تساعد على التشخيص.

علاج الإسهال

في معظم الحالات يمكن علاج الإسهال الخفيف في المنزل، من خلال:

  • شرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى الحاوية على الشوارد مثل الأملاح والمعادن والجلوكوز التي تساعد على استعادة توازن الكهرليتات والتغذية اللازمة للجسم. مثل عصائر الفاكهة المخففة منزوعة اللب والمشروبات الغازية الخالية من الكافيين.
  • في حال عدم وجود أعراض كالحمى أو الدم في البراز يمكن أخذ دواء لا يحتاج إلى وصفة طبية مثل سبساليسيلات البزموت، والذي يساعد عادةً على التحسن بسرعة كبيرة

أما في حالات الإسهال المزمن والشديد فيجب استشارة الطبيب ليصف العلاج المناسب حسب السبب الذي تم تشخيصه وتتضمن الخيارات العلاجية:

  • المضادات الحيوية
  • البروبيوتيك وهي مجموعات من الجراثيم الجيدة التي تستخدم أحياناً في حال وجود الإسهال،ويمكن أن تكون علاجاً مفيداً في بعض الحالات.
  • الدواء المناسب للحالة التي تم تشخيصها على سبيل المثال أدوية متلازمة الأمعاء الهيوجة والداء المعوي الالتهابي.

هنالك بعض النصائح التي ينبغي للمريض اتباعها عند إصابته بالإسهال وتشمل:

  • تغيير النظام الغذائي، ويتم بتجنب الأطعمة الدهنية أو المقلية، وتناول الموز والأرز الأبيض وعصير التفاح والخبز الأبيض.
  • التقليل من الكافيين: يفضل تجنب القهوة والمشروبات الغازية المخصصة للحمية والشاي الأخضر والشوكولاتة.
  • تجنب الأطعمة والمشروبات التي تسبب الغازات بما في ذلك الفاصولياء والملفوف.
  • الحرص على ترطيب الجسم وشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل الحاوية على الشوارد والتي تعوض من اضطرابات الكهرليات في الجسم.

الوقاية

توجد العديد من الوسائل والطرق التي يمكن أن تقلل من فرص الإصابة بالإسهال وتعزز الوقاية منه. تشمل هذه الوسائل مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها:

  • اتباع عادات النظافة الجيدة: ينبغي غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد استخدام الحمام، وقبل التحضير وتناول الطعام. يجب أن تكون عملية غسل اليدين دقيقة وتستغرق حوالي 20 ثانية. كما يُنصَح بتجنب لمس الوجه أو الفم قبل غسل اليدين للحد من انتقال الجراثيم.
  • الحصول على اللقاحات: بعض الأمراض الفيروسية والبكتيرية يمكن أن تسبب الإسهال. لذا، الحصول على اللقاحات المناسبة يمكن أن يحميك من بعض هذه الأمراض.
  • تخزين الطعام بشكل صحيح: ينبغي تخزين الطعام في درجات حرارة مناسبة والانتباه لتاريخ انتهاء الصلاحية. يجب تجنب تناول الأطعمة الفاسدة أو التي تغيرت رائحتها وشكلها. كما ينبغي طهي الطعام لدرجة حرارة موصى بها لضمان قتل الجراثيم المحتملة.
  • الانتباه أثناء السفر: عند السفر إلى المناطق التي تفتقر إلى النظافة، يجب أن يتم الانتباه إلى مصدر مياه الشرب ومصادر المياه المستخدمة في الطهي. يُنصَح بتجنب شرب ماء الصنبور أو غسل الأسنان به أو استخدام مكعبات الثلج.