الإكزيما: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 19 ديسمبر 2022

يتعرض الجلد للعديد من الاضطرابات والأمراض، وتعد الإكزيما من الحالات المزمنة التي تصيب الجلد وتحتاج لعلاج لتخفيف الأعراض.

فما هي أنواع الإكزيما وما هي أعراضها؟

ما هي الإكزيما؟

تعتبر الإكزيما "Eczema"من الأمراض المزمنة التي تصيب الجلد، وتتميز بحدوث نوبات متكررة من التهيج الجلدي ثم السكون.

كما أن الإكزيما منتشرة في كل العالم وتصل نسبة المصابين بها من العرق الأبيض لـ 11%.

ويستخدم الناس مصطلح الإكزيما عموماً للإشارة إلى حالة "التهاب الجلد التأتبي"، إلا أنه في الواقع هنالك أنماط مختلفة من الإكزيما.

وهي ليست من الأمراض المعدية بل ترتبط أسباب حدوثها بالعوامل الوراثية والبيئية.

أنواع الإكزيما

مصطلح الإكزيما عام ويصف مجموعة من الاضطرابات الجلدية المشتركة في العديد من الخصائص، وهي تشمل عدة أنواع:

١- الإكزيما التأتبية "البنيوية"

يعتبر نمط الإكزيما التأتبية "Atopic Eczema"هو الأكثر شيوعاً، وتتطور هذه الحالة على المدى الطويل وغالباً منذ الطفولة، ويصاب المريض بنوبات من ظهور الالتهاب أو اختفائه.

يمكن أن يعاني المرضى المصابين بهذا النوع بالربو والقلق والاكتئاب، بالإضافة لمشاكل النوم خلال الهجمات الحادة للمرض نتيجة الشعور بالحكة الشديدة.

في حين أن الذين يعانون من الإكزيما التأتبية الشديدة فهم معرضون للإصابة بداء السكري وارتفاع الضغط الشرياني وأمراض المناعة الذاتية والإنتانات التنفسية.

٢- إكزيما عسر التعرق

إكزيما عسر التعرق "Dyshidrotic Eczema" أو ما يعرف بخلل التعرق وغالباً ما تصيب البالغين بين عمر 20 و40 سنة أو الذين يعانون من أنماط أخرى من الإكزيما أو الذين يعانون من الحساسية الموسمية.

ويظهر هذا النوع غالباً على راحة اليد وجانب الأصابع وأخمص القدمين.

وتتميز إكزيما عسر التعرق بظهور فقاعات جلدية تحتوي سائلاً، وتبقى لمدة 2 إلى 3 أسابيع حتى تجف وتختفي.

٣- إكزيما التماس

تظهر أعراض إكزيما التماس "Contact Dermatitis" عند ملامسة الجلد بشكل مباشر مع المواد المسببة للطفح الجلدي. وتختلف عن الأنماط الأخرى بعدم ارتباطها بالحساسية الموسمية.

وتقسم بشكل أساسي إلى نمطين وهما:

  • إكزيما التماس التخريشية "Irritant Contact Dermatitis": تشكل 80% من حالات إكزيما التماس وتحدث نتيجة تخرب المنطقة الجلدية المتعرضة للمادة المخرّشة بشكل متكرر.
  • إكزيما التماس التحسّسية "Allergic Eczema": تنتج عن رد فعل الجلد نفسه تجاه المواد المحسسة، ويظهر رد الفعل هذا خلال عدة أيام من التعرض للمادة. ومن هذه المواد المحسِّسة:
    • بعض أنواع العطور
    • النيكل
    • المواد الحافظة الموجودة في بعض الأدوية الموضعية
    • بعض النباتات السامة مثل: اللبلاب والبلوط السام

٤- الإكزيما القرصية

تأخذ الإكزيما القرصية "Nummular Eczema" مظهراً مميزاً يشبه العملة المعدنية، وتظهر هذه الآفات على الأطراف وغالباً ما تصيب الرجال، كما تميل لأن تزداد سوءاً خلال أشهر الشتاء الباردة.

٥- التهاب الجلد العصبي

يرتبط التهاب الجلد العصبي "Neurodermatitis" بالحالة النفسية والعاطفية للشخص، لذلك تكون أكثر انتشاراً لدى الإناث بين عمري 30 و50 سنة، كما أنها نادراً ما تصيب الأطفال.

وتبدأ هذه الحالة بحكة مزمنة غالباً خلال المرور بفترة ضغط نفسي وعاطفي.

وعلى خلاف الأنواع الأخرى من الإكزيما فإن هذا النمط لا يغطي مناطق واسعةً من الجسم، بل يكون محدوداً بمنطقة معينة تتعرض للحكة والفرك المستمر كالرقبة وأسفل الساقين والمناطق التناسلية.

٦- الإكزيما الزهمية (الدهنية)

تصيب الإكزيما الدهنية "Seborrheic Dermatitis" المناطق الجلدية المفرزة للزَهم "المواد الدهنية" بشكل كبير كفروة الرأس والمنطقة العلوية من الظهر.

كما أن هذا النمط يصيب الأطفال بشكل رئيسي وتدعى باسم "قبعة المهد"، وتشفى خلال فترة قصيرة دون عودة الأعراض.

أما عندما تصيب الإكزيما الزهمية البالغين بين 30 و60 سنة فتتميز الأعراض بأنها تعود على شكل نوبات دون شفاء تام.

وتعتبر التغيرات الهرمونية التي من الممكن أن تحصل للمريض، بالإضافة للحالة النفسية عوامل تزيد من احتمال الإصابة بهذا النمط من الإكزيما.

٧- الإكزيما الركودية (التجاذبية)

تظهر الإكزيما الركودية "Stasis Dermatitis" لدى المرضى المتقدمين في العمر والذين عانوا سابقاً من القصور القلبي أو ضعف الدوران الوريدي، وتعني ضعف قدرة الأوردة على إعادة الدم إلى القلب، وبالتالي يبقى الدم في نقاط معينة بتأثير الجاذبية الأرضية، وتظهر هذه الحالة غالباً في أسفل الساقين.

أعراض الإكزيما

تتنوع أعراض الإكزيما بين المرضى بحسب الفئة العمرية ونوع الإكزيما، كما أنها تمر بمراحل تحسن وتهيج على مدى شهور.

وتعتبر الحكة هي أكثر الأعراض شيوعاً ويعاني منها معظم المرضى، ولكن الحك الشديد يؤثر على الحساسية الظاهرة وقد تؤدي لنزف في مكان التحسس أو التهاب في الجلد.

تتضمن الأعراض العامة للإكزيما:

  • جلد جاف فاقد اللون ومتقشر
  • ظهور طفح أحمر متورد
  • حكة خفيفة الشدة غالباً
  • تقرحات نازّة أو مفتوحة أو متوسعة ومتقشرة
  • مناطق متورمة من الجلد

وبالرغم من أن هذه الإكزيما قد تظهر على مناطق مختلفة من الجسم، إلا أن الحالات الخفيفة أكثر شيوعاً على الأيدي والوجه الداخلي للمرفق والوجه الخلفي للركبة، في حين أن بالحالات الشديدة قد يغطي الاحمرار مناطق واسعة من الجلد.

ويمكن أن تكون المنطقة المصابة من الجلد ذات لون أغمق أو أفتح من بقية المناطق السليمة وخصوصاً عندما تبدأ الإكزيما بالتعافي، ويلاحظ ذلك بشكل أكبر لدى ذوي البشرة الغامقة.

أسباب الإكزيما

يعتبر تماس الجلد مع مواد مهيجة ومسببة للحساسية هو السبب الأكثر شيوعاً للإكزيما، ومن العوامل التي تزيد من احتمال ظهورها:

  • الجلد الجاف: جفاف الجلد يجعله أكثر تأثراً وحساسيةً للمواد المحيطة، فوجود الحاجز الرطب يحمي الجلد من حدوث التهابات.
  • الكشط المتكرر للجلد: قد يؤدي الكشط "التسحًّج" المتكرر لمنطقة جلدية بواسطة سطح خشن أو نوعية لباس معين إلى إمكانية حدوث التهاب مزمن في الجلد وتطور الإكزيما.
  • التعرق: يختلف العرق عن المواد المرطبة الأخرى الطبيعية للجلد، وعلى الرغم من كون العرق المفرز من الغدد العرقية الجلدية يتبخر بسرعة، إلا أنه في حال الإفراز الشديد أو عندما يبقى العرق على سطح البشرة لفترة طويلة كما في منطقة الإبطين فمن الممكن أن يكون مهيجاً للجلد ويؤدي لحدوث الإكزيما.
  • الحرارة أو البرودة: تعتبر درجات الحرارة المتوسطة الارتفاع بيئة مثالية للمحافظة على سلامة الجلد، وأي ارتفاع شديد أو انخفاص شديد قد يشكل سبباً مهيجاً للجلد.
  • الضغوطات والإجهاد النفسي: الحالة النفسية للشخص لها دوراً مهماً في إفراز الهرمونات المنظمة لفعاليات الجسم وفي عمل الجهاز المناعي، لذلك فإن الضغط والإجهاد النفسي قد يؤثر على الحالة الالتهابية الذاتية في أي مكان من الجسم.
  • الوراثة: هنالك دور مهم للوراثة والعوامل الجينية والعائلية في ظهور الإكزيما لدى نسبة من المرضى.

المواد المهيجة للجلد

هنالك بعض المواد المهيجة التي قد تُطلِق الفعالية الالتهابية أو قد تزيد من شدة أعراض الإكزيما الموجودة سابقاً. ومنها:

  • المواد المعدنية كالموجودة ضمن بعض الحلي والملابس والأواني، والتي ينتج عنها احمرار الجلد وتهيجه، كحالة الحساسية من النيكل.
  • بعض أنواع الصابون والمستحضرات التجميلية والعطور.
  • تحتوي المنظفات على مواد شديدة الحموضة أو مواداً قلوية حسب تركيبها، ما يجعلها تزيد من شدة الإكزيما الموجودة سابقاً أو قد تسبب التهاباً مزمناً في الجلد من الممكن أن يتطور ليصبح إكزيما.
  • يمكن أن تسبب بعض أنواع الأقمشة المستخدمة في صناعة الملابس تهيجاً للجلد بحسب المواد المستخدمة في صناعتها.
  • بعض المواد الكيميائية تسبب التهابات في الجلد وحالات من الإكزيما وتظهر بوضوح على عمال المصانع الذين على اتصال دائم بهذه المواد دون اجراءات وقائية سليمة، وخاصة في معامل الطلاء ومواد البناء.

مضاعفات الإصابة بالإكزيما

يعد الأثر النفسي من المضاعفات الواضحة لتأثير الإكزيما على الأشخاص المصابين، حيث تقل قدرة المريض في الحالات الشديدة من الحساسية على الاندماج بالوسط الاجتماعي المحيط به تجنباً للمواد المهيجة التي يمكن أن يتعرض لها.

كما يلاحظ التأثير النفسي بوضوح أكثر في عمر الطفولة والمراهقة بسبب شعور المريض بالاحراج نتيجة مظهر الجلد أمام الآخرين.

ومن المضاعفات الأخرى نجد:

  • تطور مرض الربو وحمى القش وخاصةً لدى المصابين بالإكزيما التأتبية
  • الاكتئاب والقلق
  • تغير لون الجلد في منطقة الآفة
  • التعرض للالتهابات الجلدية
  • اضطراب النوم نتيجة الحكة المستمرة وخصوصاً أثناء الهجمات الحادة

تشخيص الإصابة

لا يوجد بشكل عام فحص محدد لتشخيص الإكزيما، فالفحص السريري الذي يجريه الطبيب للمريض كافٍ لتوضيح الحالة.

ويمكن أن تتضمن الأسئلة ضمن الفحص السريري:

  • عمر المريض والذي يرتبط بنوع الإكزيما التي يمكن أن تصيب هذا العمر
  • طبيعة العمل والتعرض للمواد المهيجة
  • بدء الحالة وارتباطها بأي نشاط قام به المريض في تلك الفترة

وفي حالات خاصة قد يحتاج الطبيب للمزيد من الفحوصات للوصول للتشخيص الأكيد للمرض، ومن هذه الفحوص:

  • فحص الدم: تشير الأعداد المرتفعة للخلايا الدموية -بشكل خاص الحمضات- في دم المريض إلى وجود حالة رد فعل مناعي تجاه مواد معينة.
  • خزعة الجلد: يأخذ الطبيب خزعة من الجلد من منطقة الآفة وما حولها، ويتم فحصها لوضع التشخيص المناسب.
  • فحص الحساسية الجلدية: يتم وخز الجلد وإدخال جزء صغير من المواد المحسِّسة المعروفة سابقاً بإمكانية إحداثها لرد الفعل مناعي لدى البعض، ومن ثم مراقبة المريض وردة فعل الجلد تجاه هذه المواد.
  • الرقعة الجلدية: يتم لصق رقعة جلدية تحتوي على مادة مسببة للحساسية على منطقة معينة وتركها لمدة 48 ساعة ومن ثم تتم إزالتها؛ ويتم تقييم رد فعل الجلد تجاهها بعد 24 إلى 48 ساعةً من إزالة الرقعة.
  • مسحة باطن الخد: يتم أخذ مسحة من باطن الخد باستخدام عود قطني، ليتم إجراء فحص للحمض النووي على الخلايا المأخوذة، لكشف أية طفرات محتملة مسببة للإكزيما.

علاج الإكزيما

تتضمن الإجراءات الممكن اتخاذها لتهدئة الأعراض أو لتجنب تكرارها:

  • المراهم المرطبة: تساعد المراهم المرطبة "Moisturizing Cream" على ترميم البشرة والمحافظة عليها، ومن المهم أن تكون تركيبة هذه المرطبات غنية بالزيوت ونسبة منخفضة من الماء، كما يفضل أن تكون خالية من العطور.
  • الستيروئيدات القشرية الموضعية: تعتبر الخط العلاجي الأول في علاج الإكزيما بشكل عام نظراً لدورها في إيقاف العملية الالتهابية الحاصلة، ويكون لهذه الأدوية دور أساسي في تهدئة الأعراض خاصة بحالة الحساسية الشديدة.
  • الأدوية الموضعية "مثبطات الكالسينيورين": تعتبر هذه الأدوية من المثبطات القوية للمناعة، ويمكن استخدامها موضعياً في حال لم تساعد الأدوية السابقة.
  • المضادات الحيوية: استخدام المضادات الحيوية في بعض الحالات قد يسرع من شفاء الأعراض، وأيضاً يساعد بالتخلص من الجراثيم التي يمكن أن تكون متواجدة على منطقة التحسس والتي يمكن أن تسبب انتانات جلدية.
  • الأدوية المضادة للهيستامين: لا تعتبر هذه الأدوية من العلاجات الأساسية للإكزيما، إلا أن لها دور في التخفيف من الحكة.
  • العلاج الضوئي بالأمواج فوق البنفسجية: يمكن استخدام هذا العلاج في الحالات الشديدة والمنتشرة التي يصعب السيطرة عليها بالعلاجات السابقة.

الوقاية

لا يمكن الوقاية من الإكزيما بشكل تام، ولكن تعتمد الوقاية على تجنب المواد المحسسة قدر الإمكان للسيطرة على الأعراض، وهي تشمل:

  • تجنب أي شيء معروف يتسبب بزيادة الأعراض.
  • تجنب التغيرات المفاجئة والشديدة في درجات الحرارة.
  • تجنب ارتداء الملابس التي قد تحتوي على صوف خشن أو على ألياف صناعية ومواد مسببة للحساسية.
  • تجنب استخدام الصابون المعطر وتجنب استخدام المنظفات الكيماوية دون استخدام قفازات خاصة للحماية.
  • المحافظة على الأظافر مقلمة قصيرة لحماية الآفة الجلدية من الخدش أثناء الحك.