الإمساك: الأسباب والعلاج

الكاتب - 23 يناير 2023

يحدث الإمساك عندما يقل عدد مرات التبرز ويصبح من الصعب إخراج البراز، وعادةً ما يكون ذلك نتيجة التغيرات في النظام الغذائي أو بسبب عدم تناول ما يكفي من الألياف.

فكيف يمكن علاجه؟ ومتى يصبح الإمساك خطيراً؟

تعريف الإمساك

يعتبر الإمساك حالة شائعة تصيب جميع الأعمار، وعند الإصابة به لا يتمكن الشخص من إخراج البراز بانتظام أو يكون غير قادر على تفريغ الأمعاء بشكلٍ تام.

ويمكن أن يتسبب الإمساك في جعل كتل البراز قاسية، وكذلك كبيرة أو صغيرة بشكل غير اعتيادي.

تختلف شدة الإمساك من شخص لآخر، ويعاني الكثيرون منه لفترة قصيرة، إلا أنه يمكن أن تتحول إلى حالة مزمنة طويلة الأمد تسبب انزعاجاً وألماً شديدين، مما يؤثر على نوعية الحياة.

أعراض الإمساك

قد تشمل الأعراض عند الإصابة بالإمساك ما يلي:

  • التبرز أقل من ثلاث مرات في الأسبوع
  • قساوة وجفاف البراز
  • صعوبة إخراج البراز أو الشعور بالألم أثناء ذلك
  • الشعور بعدم إخراج كل البراز
  • الشعور بالانتفاخ أو عدم الارتياح
  • الشعور بالكسل بشكل عام
  • ألم في البطن

وقد تتشابه أعراض الإمساك مع الحالات أو المشاكل الطبية الأخرى، ولذلك يفضل دوماً استشارة الطبيب لتشخيص الحالة.

أسباب الإمساك

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإمساك، من خيارات نمط الحياة إلى الأدوية أو الحالات الطبية أو الحمل.

١- نمط الحياة

ويمكن أن تشمل الأسباب الشائعة المسببة للإمساك والمتعلقة بنمط الحياة ما يلي:

  • تناول الأطعمة منخفضة الألياف
  • عدم شرب ما يكفي من الماء
  • عدم ممارسة ما يكفي من التمارين
  • تغيرات الروتين، مثل السفر أو الأكل أو النوم في أوقات مختلفة
  • تناول كميات كبيرة من الحليب أو الجبن
  • التوتر
  • مقاومة الرغبة في التبرز

٢- أنواع الأدوية

هنالك مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تسبب الإمساك ومنها ما يلي:

  • مسكنات الألم القوية مثل الحاوية على الكودائين "Codeine" والأوكسيكودون "Oxycodone" والهيدرومورفين "Hydromorphone"
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل إيبوبروفين "Ibuprofen" ونابروكسين "Naproxen"
  • مضادات الاكتئاب بما في ذلك مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة
  • مضادات الحموضة التي تحتوي على الكالسيوم أو الألومنيوم
  • حبوب الحديد
  • أدوية الحساسية مثل مضادات الهيستامين
  • بعض أدوية ضغط الدم بما في ذلك حاصرات قنوات الكالسيوم وحاصرات بيتا
  • الأدوية النفسية مثل كلوزابين "Clozapine"  وأولانزابين "Olanzapine"
  • مضادات الاختلاج مثل الفينيتوين "Phenytoin"  وغابابنتين "Gabapentin"
  • الأدوية المضادة للإقياء مثل أونداسيترون "Ondansetron"

٣- حالات صحية وطبية

هنالك مجموعة من الحالات الطبية والصحية التي يمكن أن تسبب الإمساك، نذكر منها:

  • مشاكل الغدد الصماء مثل قصور الغدة الدرقية ومرض السكري، واليوريميا "Uremia" وفرط كالسيوم الدم
  • سرطان القولون والمستقيم
  • متلازمة الأمعاء الهيوجة (IBS)
  • داء الرتوج "Diverticular disease"
  • الاضطرابات العصبية بما في ذلك إصابة النخاع الشوكي, والتصلب المتعدد، وداء باركنسون والسكتة الدماغية
  • متلازمة الأمعاء الكسولة "Lazy bowel syndrome" وفيها لا يتقلص القولون جيداً مما يؤدي إلى احتفاظه بالبراز
  • انسداد الأمعاء "Intestinal obstruction"
  • العيوب البنيوية في الجهاز الهضمي، كالنواسير والرتق القولوني والانفتال والانغلاف ورتق الشرج وسوء الدوران
  • الأمراض التي تصيب أعضاء عديدة، مثل الداء النشواني والذئبة وتصلب الجلد
  • الحمل

المضاعفات

الإمساك بحد ذاته غير مريح للشخص، ويمكن في حال استمراره أن يتسبب بالمزيد من الأضرار والمضاعفات.

كما أن المضاعفات يمكن أن تنشأ من مسبب الحالة مثل في الحلات الأكثر خطورة كسرطان القولون.

وتشمل الأضرار التي يمكن أن تنشأ نتيجةً للإمساك الشديد ما يلي:

  • نزيف المستقيم بعد الشد المستمر
  • الشق الشرجي، وهو تمزق صغير حول فتحة الشرج
  • البواسير العرضية، والتي هي عبارة عن أوعية دموية ملتهبة ومنتفخة في منطقة الشرج
  • انحشار البراز، وهو يحدث عندما يركد البراز الجاف ويتجمع في المستقيم والشرج، مما قد يؤدي إلى انسداد ميكانيكي

التشخيص

يجري الطبيب بعض الاختبارات اعتماداً على مدة وشدة الإمساك، ويأخذ في الاعتبار عمر المريض وما إذا كان هناك دم في البراز أو هناك فقدان في الوزن أو تغيرات حديثة في عادات التغوط.

ويشمل تشخيص الإمساك ما يلي:

  • أخذ القصة المرضية: حيث يطلب الطبيب من المريض توصيف الإمساك، بما في ذلك مدة الأعراض وعدد مرات التغوط وغيرها من المعلومات للوصول إلى معرفة سبب الإمساك.
  • الفحص البدني: والذي قد يتضمن فحص المستقيم بالإصبع، وفيه يرتدي الطبيب القفاز ويدخل إصبعه في المستقيم لتقييم مقوية العضلات التي تغلق فتحة الشرج.
    • كما يساعد هذا الفحص أيضاً في اكتشاف القساوة والانسداد ووجود الدم وكمية البراز ومقاسه وما إذا كان هناك توسع في المستقيم.

ويمكن أن يلجأ الطبيب للمزيد من الاختبارات التشخيصية التي قد تشمل:

  • صورة بطن بالأشعة السينية "X-ray"
  • سلسلة دراسة الجهاز الهضمي السفلي وتسمى أيضاً حقنة الباريوم الشرجية "barium enema" وهي إجراء يفحص المستقيم والأمعاء الغليظة والجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة.
    • حيث يتم إعطاء سائل يسمى الباريوم في المستقيم كحقنة شرجية، ومن ثم يتم التصوير بالأشعة السينية والتي تظهر المناطق الضيقة والانسدادات ومشاكل أخرى.
  • تنظير القولون "Colonoscopy" وهو إجراء يسمح للطبيب بعرض كامل طول الأمعاء الغليظة، ويمكن أن يساعد في كثير من الأحيان في كشف التنشؤات غير الطبيعي والأنسجة الملتهبة والقرحة والنزيف.
    • ويتم بإدخال منظار طويل ومرن ومضاء من خلال المستقيم إلى القولون، مما يتيح للطبيب رؤية بطانة القولون وأخذ عينات لفحصها، كما يمكن أن يعالج بعض المشكلات الحاصلة.
  • التنظير السيني "Sigmoidoscopy"
  • اختبارات الوظيفة الشرجية المستقيمية "Anorectal function tests" وهي تساعد في تشخيص الإمساك الناجم عن الوظيفة غير الطبيعية للشرج أو المستقيم.

علاج الإمساك

يحدد الطبيب علاج الإمساك بناءً على عوامل مثل:

  • عمر المريض وصحته العامة وتاريخه الطبي
  • شدة الحالة
  • موافقته على أدوية أو إجراءات أو علاجات معينة
  • توقعاته حول العلاج
  • رأيه أو تفضيله الخاص

في معظم الأحيان يمكن علاج الإمساك من خلال إجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة، مما يخفف من الأعراض ويساعد في الوقاية.

وقد يشمل العلاج ما يلي:

  • تغييرات النظام الغذائي: حيث يساعد النظام الغذائي الذي يتضمن من 20 إلى 35 غراماً من الألياف يومياً في تكوين كتل برازية ناعمة.
    • حيث تحتوي بعض الأغذية مثل الفاصولياء والحبوب الكاملة وحبوب الإفطار المصنوعة من النخالة والفواكه والخضروات الطازجة على كمية جيدة من الألياف.
  • الحد من الأطعمة التي تحتوي على كمية قليلة أو معدومة من الألياف يمكن أن يكون مفيداً أيضاً، مثل المثلجات والجبن واللحوم والأطعمة المصنعة.
  • تغييرات نمط الحياة مثل زيادة تناول المياه والعصير وممارسة التمارين بانتظام ومنح الوقت الكافي للتغوط كل يوم.
  • الملينات "Laxatives" وهي أدوية يمكن وصفها بعد فشل تغييرات النظام الغذائي ونمط الحياة، ويمكن أن تكون هذه الأدوية فعالة في مثل هذه الحالات.
  • التخلص من بعض الأدوية أو تغييرها.
  • الارتجاع البيولوجي "Biofeedback" وهو يستخدم لعلاج الإمساك المزمن الناجم عن خلل الوظيفي الشرجي، حيث أنه يعيد تعزيز العضلات التي تتحكم في إطلاق الحركات المعوية.

الوقاية

يمكن اتباع بعض الأساليب المنزلية للمساعدة في الوقاية من تطور الإمساك الحاصل إلى إمساك مزمن، بما في ذلك ما يلي:

  • تناول نظام غذائي متوازن غني بالألياف.
  • شرب ثمانية أكواب من الماء في اليوم، علماً أن السوائل التي تحتوي على الكافيين يمكن أن تجفف الجسم، كما أن البعض قد يصاب بالإمساك نتيجة شرب الحليب.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
  • علاج الإمساك المعتدل بمكملات غذائية مثل المغنيزيوم بعد استشارة الطبيب.
  • الدخول إلى الحمام بمجرد الشعور بحركات الأمعاء وعدم الانتظار.