الارتجاع الحمضي أثناء النوم: الأسباب والوقاية

الكاتب - أخر تحديث 9 نوفمبر 2022

يعاني مريض الارتجاع الحمضي من صعوبات في النوم ناتجةً عن زيادة الأعراض خلال فترة النوم، ليترتب على ذلك صعوبات في أداء النشاطات اليومية.

وهو ما قد يؤدي اخيراً لتدهور الحالة النفسية للمريض، والتي تتأثر عادةً بقلة النوم، فما هو الارتجاع الحمضي وطرق علاجه والوقاية منه؟

ما هو الارتجاع الحمضي؟

يمكن تعريف الارتجاع الحمضي "Gastroesophageal reflux " بأنه عودة الأحماض التي تفرزها المعدة خلال عملية الهضم إلى المريء (1).

وتنتج هذه الحالة المرضية عن أسباب كثيرة لعلّ أهمها حدوث ضعف في عضلة المريء السفلية (صمام المريء) المسؤولة عن منع عودة الأحماض من المعدة إلى المريء.

وتعاني نسبة كبيرة من البشر من الارتجاع الحمضي حيث تشير التقديرات إلى أن معدل الارتجاع الحمضي قد يصل إلى 33% في بعض المجتمعات. على الرغم من ذلك قد لا يشتكي المرضى من أيّة أعراض.

في حين يشتكي البعض الآخر من أعراض كالحرقة في منطقة الصدر وعودة بقايا الطعام الغير مهضومة جيداً إلى الفم. إضافة أيضاً إلى التقيؤ والغثيان وبحة الصوت في أحيان أخرى (2).

كل ذلك قد يدفع المريض لزيارة الطبيب المتخصص، والذي قد يجري بعض الفحوصات والتحاليل للوصول إلى التشخيص ووضع الخطة العلاجية اللازمة. إضافة لإرشاد المريض للطرق الحياتية والطبيعية التي من شأنها أن تقلل من أعراض المرض وتمنع حدوث المضاعفات.

أسباب زيادة أعراض الارتجاع الحمضي خلال الليل

تتميز أعراض الارتجاع بأنها تسوء لدى أغلب المرضى أثناء النوم، ويمكن وضع عدة تفسيرات لذلك، ومنها:

  • ينقص عند الاستلقاء دور الجاذبية في منع عودة أحماض المعدة إلى المريء، وبالتالي تستطيع هذه الأحماض أن تعود بسهولة خلال الاستلقاء، وبالتالي تظهر الأعراض.
  • تقل أثناء النوم حركات البلع التي يقوم بها الإنسان بشكل طبيعي أثناء النهار، ولهذا دور في إنقاص القوة التي تدفع الأحماض للأسفل.
  • نقصان إفراز اللعاب خلال فترة النوم، حيث يقوم اللعاب في الحالة الطبيعية بإنقاص شدة حموضة إفرازات المعدة. وبالتالي فإنّ هذا النقصان في كمية اللعاب المُفرَز سوف يزيد من حموضة المعدة.

تجتمع هذه الأسباب عادةً لدى مريض الارتجاع الحمضي ما يزيد من أعراض المرض. وتسوء حالة المريض أكثر بكثير في حال التوجه للفراش بعد فترة قصيرة من تناول وجبةً دسمةً. وقد يصل به الحال إلى عدم القدرة على النوم (3).

الوضعيات التي قد تقلل من الارتجاع أثناء النوم

يمكن لتغيير وضعيات النوم أن يلعب دوراً هاماُ في تقليل تكرار أعراض الارتجاع خلال الليل (4). حيث أنه ليس من الضروري أن ينام الشخص وهو جالس بشكل مستقيم حتى يخفف من الأعراض. تشير الدراسات إلى ان هناك وضعيات تقلل وأخرى تزيد من الارتجاع الحمضي إلى المريء، ومن هذه الوضعيات:

1- النوم على الجانب الأيسر

في هذه الوضعية يكون تأثير الجاذبية على منع الارتجاع أقوى، كما تبقى المعدة أسفل من المريء مما يقلل من الارتجاع..

لذلك فإنه في حال تسرب بعضاً من أحماض المعدة للأعلى، فستقوم الجاذبية بإعادته للأسفل بشكل أسرع مما لو كان المريض مستلقياً على جانبه الأيمن أو على ظهره.

تشير الدراسات الحالية إلى أن الأعراض التي يعاني منها المريض تكون أقل على هذا الجانب مما يجعل النوم بهذه الطريقة امراً مرغوباً.

2- النوم بشكل مائل

يمكن للنوم بشكل مائل عن طريق رفع الرأس بمقدار 6 إلى 8 بوصات أن يقلل من الارتجاع، وذلك باستخدام أكثر من وسادة تحت الرأس أو أعلى الظهر.

فلذلك دور في إنقاص عدد مرات تسرب الأحماض إلى المريء، وفي زيادة قوة تأثير الجاذبية على هذه الأحماض. وبشكل خاص عندما يكون الجذع كله مرتفعاً بشكل مائل وليس الرقبة أو الرأس فقط.

3- النوم بشكل مائل وعلى الجانب الأيسر سوية

تعتبر هذه الوضعية هي الأفضل على الإطلاق في منع حدوث الارتجاع، لأن المريء يكون أعلى بكثير من المعدة.

كما يكون تأثير الجاذبية قوياً، فتكون قادرةً على إعادة أي أحماض قد تتسرب إلى المريء.

وضعيات النوم التي تزيد من الأعراض

1- النوم على الظهر

تتسرب الأحماض أثناء النوم على الظهر بكل حريةٍ إلى المريء فتزداد الأعراض، وتزداد سوءًا لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، بسبب ضغط الدهون على المعدة أثناء الاستلقاء على الظهر.

لذلك يجب على جميع المرضى تجنب هذه الوضعية في مرضى الارتجاع الحمضي.

2- النوم على الجانب الأيمن

تكون المعدة في هذه الوضعية فوق المريء عملياً، كما يقل دور الجاذبية في منع عودة الأحماض إلى المريء. كل ذلك يدفع لنصح المرضى الذين يعانون من الارتجاع الحمضي إلى تجنّب هذه الوضعية أثناء النوم.

ارشادات لتقليل الحالة

يوجد عدة توصيات حالياً ببعض الأطعمة والمشروبات التي يستطيع المريض تناولها قبل النوم لتخفيف من أعراض الارتجاع الحمضي (5). ومن هذه الأغذية:

  • الموز: يعد الموز مفيداً جداً لاحتوائه على كميات كبيرة من الألياف، والتي تزيد من نشاط الجهاز الهضمي، وتساعده على التخلص من بقايا الطعام. كما يزيد الموز من إفراز المادة التي تعمل على تعديل شدة حموض المعدة.
  • الحليب البارد: يحتوي الحليب على كميات كبيرة من الكالسيوم والذي يحافظ على درجة شدة حموض المعدة بشكل جيد، عن طريق إنقاص الأحماض بامتصاص الزائد منها.
  • بذور الشُمْرة: تحتوي هذه البذور على مادة تفيدة في تهدئة المعدة وإنقاص التشنج البطني والانتفاخ. بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات والعناصر التي تحسن من عملية الهضم.
  • شرب العصائر: هنالك دلائل تُشير إلى دور شرب العصائر الخالية من البذور في تحسين عملية الهضم.
  • تناول وجبات تحتوي على الزنجبيل.

نصائح تحسن أعراض الارتجاع أثناء النوم

هنالك مجموعة من النصائح التي يمكن زن تساعد بتخفيف أعراض الارتجاع الحمضي أثناء النوم، وذلك بالإضافة لتحسين النظام الغذائي، مثل:

  • الذهاب للفراش في مواعيد منتظمة.
  • تجنب شرب المواد الحاوية على الكافيين قبل التوجه للفراش بحوالي ثماني ساعات.
  • تجنب شرب الكحول قبل النوم.
  • عدم تناول وجبات كبيرة من الطعام قبل النوم لمنع حدوث الارتجاع الليلي.
  • عدم الاستلقاء بعد تناول الطعام لفترة لا تقل عن ثلاث ساعات.
  • تناول وجبة كبيرة من الطعام على الغداء، ووجبة صغيرة على العشاء.
  • ارتداء ملابس مريحة فضفاضة أثناء النوم لتجنب الضغط على المعدة.

يمكن باتباع هذه النصائح أن يتمكن المريض من التقليل من أعراض الارتجاع التي تزداد بشدة أثناء النوم ليلاً (6).

علماً أنه يجب طلب استشارة الطبيب دوماً عندما تسوء الأعراض ويصبح المريض غير قادر على تحملها.