البنكرياس الصناعي: حل جديد لمرض السكري من النمط الثاني

الكاتب - أخر تحديث 21 أغسطس 2023

يعتبر مرض السكري مرضاً يسبب ارتفاعاً شديداً في مستويات السكر في الدم، مما يسبب أعراضاً ومشاكل مختلفة عند المريض. وقد وجدت دراسة جديدة أن البنكرياس الصناعي قد يساعد المرضى المصابين بالسكري من النمط الثاني.

ما هو مرض السكري من النمط الثاني؟

في الحالة الطبيعية تفرز غدة البنكرياس هرمون الأنسولين، الذي يساعد على نقل سكر الغلوكوز من الدم إلى خلايا الجسم لتستخدمه كمصدر للطاقة.

ولكن عند الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني تصبح خلايا الجسم غير قادرة على الاستجابة للأنسولين كما ينبغي، ويعمل البنكرياس بجهد وينتج المزيد من الأنسولين ليعوض عن الخلل الحاصل. ولكن في المراحل اللاحقة قد يضطرب عمل البنكرياس أيضا ولا يتمكن من إنتاج ما يكفي من الأنسولين.

إذ يتطلب الأمر اللجوء إلى حقن الأنسولين عند حوالي 20 إلى 30% من المرضى في نهاية المطاف.

ويمكن أن يؤدي مرض السكري من النمط الثاني إلى أعراضٍ مختلفة قد تتطور ببطء عند البعض، كما يمكن أن يتسبب في حدوث مضاعفاتٍ خطيرة. وقد تتضمن الأعراض:

  • الجوع المستمر
  • التعب
  • العطش الشديد
  • كثرة التبول
  • الرؤية الضبابية

مع تقدم المرض تصبح الأعراض أكثر شدة، ويمكن أن تسبب بعض المضاعفات الخطيرة المحتملة، حيث في حال ارتفاع مستويات الغلوكوز لفترةٍ طويلة يمكن أن تحدث مضاعفات مثل:

  • اعتلال الشبكية السكري
  • اعتلال الأعصاب
  • اعتلال الكلية
  • النوبة القلبية أو السكتة الدماغية

دراسة عن البنكرياس الصناعي

إن هذه الدراسة الحديثة هي تتمة لدراسة سابقة أجراها باحثون في جامعة كامبريدج، والتي اختبرت البنكرياس الصناعي عند مرضى السكري من النمط الثاني الذين كانوا موضوعين على غسيل الكلى.

إن البنكرياس الصناعي ليس عضواً صناعياً يتطلب عملية جراحية لزرعه داخل الجسم كما يوحي اسمه. إنما هو جهاز يرتديه المستخدم على جسمه ويحاكي كيفية عمل البنكرياس.

يجمع البنكرياس الصناعي بين مضخة الأنسولين وشاشة عرضٍ لمستوى الغلوكوز. والتي ترتبط بتطبيق يستخدم خوارزميةً لتحليل مستويات الغلوكوز في الدم وتقديم الأنسولين حسب الحاجة للحفاظ على استقرار مستوياته في الجسم.

وبعد أن رأى الباحثون نتائج جيدةً عند المرضى الموضوعين على غسيل الكلى أرادوا رؤية ما إذا كان البنكرياس الصناعي سينجح عند مرضى السكري من النمط الثاني فقط (غير الموضوعين على غسيل الكلى).

إذ تمت دراسة مجموعة مؤلفة من 26 شخصاً يعانون من النمط الثاني من السكري، وتم تقسيم المجموعة الكبيرة إلى مجموعتين.

  • استخدمت المجموعة الأولى البنكرياس الصناعي لمدة 8 أسابيع، ثم أخذت العلاج التقليدي لمدة 8 أسابيع.
  • بينما بدأت المجموعة الثانية بتلقي العلاج التقليدي لمدة 8 أسابيع، ثم انتقلت إلى البنكرياس الصناعي.

وقد كان الهدف من ذلك معرفة مقدار الوقت الذي تكون فيه مستويات الغلوكوز بين 3.9 و10 ملليمول في اللتر عند كل مجموعة، حيث يعتبر هذا النطاق مقبولاً عند الأشخاص المصابين بمرض السكري.

البنكرياس الصناعي أم العلاج القياسي؟

قدم البنكرياس الصناعي نتائج أفضل فيما يخص النطاق المستهدف لمستويات الغلوكوز.

إذ بقيت مستويات الغلوكوز ضمن النطاق المذكور لـ 66% من الوقت عند مستخدمي البنكرياس الصناعي، وذلك مقارنةً بـ 32% فقط عند مستخدمي العلاج القياسي بحقن الأنسولين.

حيث أن المرضى الذين استخدموا البنكرياس الصناعي أمضوا 8 ساعات إضافية في اليوم ضمن نطاق مستوى الغلوكوز المستهدف.

ويقول الباحثون أن الدراسة الحالية تُظهر أن توصيل الأنسولين عبر البنكرياس الصناعي يعتبر نهجاً آمناً وفعالاً لتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من النمط الثاني من السكري خلال 8 أسابيع.

ومن الجدير بالذكر أنه قد كان هناك تخوف أن استخدام البنكرياس الصناعي يمكن أن يسبب نقص مستويات السكر في الدم، إلا أن ذلك لم يحدث.

الخلاصة

يمكن للبنكرياس الصناعي أن يكون طريقة آمنة لمساعدة مرضى السكري من النمط الثاني، والتقنية في الجهاز سهلة الاستخدام ويمكن تطبيقها بأمان في المنزل.

كما شرحت الدكتورة شارلوت باوتون "Dr. Charlotte Boughton" وهي من الأطباء المشاركين في الدراسة قائلةً:

"رسالتنا الرئيسية من هذه الدراسة هي تأكيد أن هذا الجهاز وسيلةٌ آمنةٌ وأكثر فعالية للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النمط الثاني للسيطرة على مستويات الغلوكوز مقارنةً بالعلاج القياسي الحالي بحقن الأنسولين؛ ومن المتوقع أن يكون متاحاً تجارياً في المملكة المتحدة للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النمط الثاني في الأشهر المقبلة".