كل ما تحتاج معرفته عن التبرع بالدم

الكاتب - أخر تحديث 21 يوليو 2022

دوماً ما نسمع بعض النداءات الإنسانية من أجل التبرع بالدم للمصابين أو بعض المرضى ونسمع عن فوائد التبرع بالدم.

ولكن هل تساءلت يوماً عن كيفية التبرع بالدم؟ أو إن كان هناك حالات معينة تحول من قدرة الشخص على التبرع؟

عند التفكير في فوائد التبرع بالدم فإنّ الكثيرين ينظرون للأمر على أنه مهم لمتلقي الدماء وحسب ولكن هذا غير صحيح.

التبرع بالدم يعود بالكثير من الفوائد المختلفة على من يتبرع بالدم أيضاً، وفي هذا المقال سنتعرف على أبرز الفوائد للتبرع بالدم.

ما هي أنماط التبرّع بالدم

يتألف الدم من عدة مكونات أساسية، وهي كريات الدم الحمر، وكريات الدم البيض، والصفيحات، والبلازما الدموية.

تتكون البلازما من سائل مزيج من عدة عناصر، أهمها:

  • الماء
  • المغذيات
  • مواد خاصة بالجهاز المناعي
  • مواد أخرى خاصة بعملية تخثر الدم والتي تدعى عوامل التخثر.

ومن هنا تختلف أنماط نقل الدم تبعاً للمكون المنقول، وأهم هذه الأنماط هي:

١- نقل الدم بكل مكوناته

وهو النمط الأكثر شيوعاً، وفيه يتم سحب حوالي نصف ليتر من دم المتبرع، وبعدها يتم فصل الدم بآلية معينة إلى مكوناته. ثم يتم الاستفادة من كل منها حسب الحاجة.

وبإمكان الشخص المتبرع أن يكرر هذا الأمر مرة كل شهرين إن كان يمتلك جسداً سليماً.

٢- نقل الصفيحات الدموية

تعتمد هذه العملية على سحب كمية معينة فقط من صُفَيحات دم المتبرِّع، باستخدام آلة مخصصة لهذا الأمر.

ويتم نقل هذه الصفيحات للمرضى الذين يعانون من اضطرابات في تخثر الدم، أو بعض مرضى السرطان، والأشخاص الذين فقدو كميات كبيرة من الدم نتيجة الحالات المسببة للنزف.

ويمكن للشخص إجراء حوالي ٢٤ عملية تبرع خلال السنة الواحدة.

٣- نقل البلازما الدموية

يتم فيها الحصول على البلازما فقط من دم المتبرع عبر جهاز خاص يفصلها عن باقي مكونات الدم.

وتعطى هذه البلازما في أغلب الحالات للمتضررين من الحوادث، والمصابين بحروق واسعة، حيث تنقل المغذيات، وبعض المواد المهمة إلى دم المُتَلقّي.

ويعتبر الأشخاص أصحاب الزمرة الدموية "AB" الأكثر قدرةً على منح البلازما، إذ يستطيع صاحب هذه الزمرة منح الدم لجميع الأشخاص باختلاف زمرهم الدمويّة.

ويمكن للشخص التبرع مرّة كل شهرٍ تقريباَ. (١)

٤- نقل الدم الذاتي

وهو إجراء الهدف منه سحب كمية محددة من الدم مرة كل أسبوع لمدة ٥ أسابيع، ويتمّ حفظ الكمية للشخص نفسه، والذي غالباً ما يكون مقبلاً على إجراء عملية جراحية قد تتطلب نقل الدم خلالها.

وهذا النمط من نقل الدم يجَنِّب صاحبه من الإصابة ببعض الأمراض التي قد تنتقل عبر نقل الدم من شخص آخر إليه.

بالإضافة للأنواع الرئيسية السابقة يوجد أنواع أخرى كنقل عوامل التخثر، وبعض المواد الخاصة بالجهاز المناعي وغيرها.

وكلّ نمط يستخدم لأغراض خاصة به حسب الحالة التي يتم علاجها. (٢)

حالات تتطلب نقل الدم

يتم نقل الدم في العديد من الحالات لمعالجة مرض ما أو لتخفيف أعراض مرض أو إنقاذاً لحياة شخص ما. لذلك فإنه منذ لحظة بدء هذه الممارسة الطبية وهي في ازدياد بالأهمية لِما توفره من حلول.

ومن هذه الحالات التي يتم فيها نقل دم للمتلقي:

١- فقر الدم:

ويمكن وصف فقر الدم أنه نقص في عدد الكريات الحمراء وبالتالي في قدرتها على حمل الأوكسجين إلى الخلايا.

ويحدث فقر الدم نتيجة أسباب كثيرة، كنقص عنصر الحديد الذي يدخل في تكوينها، أو بسبب نقص أحد الفيتامينات الضرورية لهذه العملية، كفيتامين حمض الفوليك وفيتامين B12، وقد تصل الحالة المرضية لدى المريض إلى حد الحاجة لنقل الدم.

٢- مرض الناعور:

هو مرض وراثي يحدث نتيجته نقص في العوامل المسؤولة عن تخثر الدم، وبالتالي قد يحدث لدى بعض المرضى حالات نزف شديدة نتيجة اضطراب الآلية المسؤولة عن التخثر.

٣- السرطان:

قد يحتاج المريض في بعض السرطانات الدموية أو غير الدموية إلى إجراء نقل للدم، وخاصةً عندما يكون السرطان خبيث ومنتشر في جميع أرجاء الجسم.

٤- الداء المنجلي:

فقر الدم المنجلي هو مرض وراثي يغير من شكل الكريات الحمراء ويجعلها شبيهة بشكل "المِنْجَل".

وحتى اليوم لا يوجد لهذه الحالة علاج شافٍ، وإنما العلاج هنا يخَفّف من الأعراض فقط. ويأتي في مقدمة الخطط العلاجية نقل الدم لهؤلاء المرضى.

٥- الأمراض الكلوية:

للكلية دور مهم في تكوين الدم نظراً لإفرازها هرمون الإرثروبيوتين المسؤول عن بدء تكوين الدم.

فعندما يضطرب عمل الكلية بشكل شديد فإنها تفقد قدرتها على إفراز هذا الهرمون.

٦- أمراض الكبد:

يعد الكبد أهم مصنع في الجسم، لذلك فإنه عندما يفقد قدرته على أداء وظائفه، فقد يضطر لتعويض هذه الوظائف المفقودة، كتعويض عوامل التخثر وغيرها.

٧- الحمل والولادة:

قد تحتاج المرأة الحامل أثناء الولادة أو بعدها لنقل الدم، بسبب خسارة كمية كبيرة منه.

٨- العمليات الجراحية:

قد تترافق بعض العمليات الجراحية مع خسارة كميات من الدم، ويكون هنالك حاجة لنقل الدم لتعويض هذه الخسارة.

آلية التبرع بالدم

عندما يأتي شخص ما للتبرع بالدم للمرة الأولى، فعلى الطبيب أن يشرح للمريض طريقة الإجراء بشكل واضح والتأكيد على سلامة هذا الإجراء لدى المرضى السليمين صحياً.

بعد ذلك قد يطلب الطبيب من المتبرع أن يوقّع على ورقة تؤكد رغبته الذاتية بالتبرع بالدم.

يلي ذلك أخذ عينة من دم المريض لإجراء بعض الفحوصات الهامة والرئيسية لتأكيد سلامة دم المتبرِّع من بعض الأمراض الخطيرة.

وهذه الإجراءات تتم لحماية المريض الذي سيأخذ هذه العبوة من الدم.

وبعد القيام بما سبق تبدأ عملية التبرع بالدم وتتضمن الخطوات التالية:

  • يجلس المريض أو يستلقي على سرير خاص مزود بالمعدات اللازمة.
  • يبدأ ممرض أو طبيب بإدخال أداة إلى داخل وريد المتبرِّع، ويكون غالباً في اليد أو الساعد.
  • تكون هذه الأداة الموضوعة في وريد المتبرّع موصولةً مع أنبوب إلى حقيبة مخصصةً ومحضرةً بشكل خاص للمحافظة على الدم داخلها دون أن يفسد.
  • هنا يبدأ عمل المضخة المسؤولة عن سحب الدم إلى الحقيبة الدموية.

ولا تستغرق هذه العملية عادةً وقتاً طويلاً، لكنها قد تستمر في بعض الأحوال الخاصة جداً إلى أربع ساعات.

وبعد الانتهاء من الاجراءات يمكن للشخص الذهاب مباشرةً إلى المنزل دون أيّة مشاكل غالباً، إلا في بعض الحالات والتي قد يحتاج فيها المريض إلى الجلوس قليلاً بسبب حالة دوار مؤقتة أو قد يحتاج لمساعدة الكادر المتواجد إلى حين تحسّنه.

آلية التبرع بالدم
آلية التبرع بالدم

شروط التبرع بالدم

هناك مجموعة من المتطلّبات التي يجب أن تكون موجودةً لدى الشخص المُتَبرِّع بالدم أهمّها:

  • ألا يقل عمر الشخص عن ١٦ سنة، مع الإشارة إلى أنّ الأشخاص دون عمر ١٨ سنة لا يمكنهم التبرّع دون وجود موافقة من الأهل أو الجهة المسؤولة عنهم.
  • ألّا يقلّ وزن المتبرّع عن ٥٠ كيلوغراماً، علماً أنّ هذا المعيار يختلف قليلاً بين بلد وآخر
  • ينبغي أن يكون الشخص بحالة صحيّة جيدة بشكل عام
  • يمنَع الشخص من التبرع بالدم في حال كان تحت تأثير الكحول أو تعاطي المخدّرات
  • مرور ٨ أسابيع كحدّ أدنىً منذ آخر تبرع قام به الشخص

ما هي فوائد التبرع بالدم على المتبرع؟

فوائد التبرع بالدم تعود على الشخص المتلقي والشخص المتبرع بالدم أيضاً، من خلال تأثير هذا الإجراء إيجابياً على بعض الحالات الصحية. ومنها:

١- فرط ضغط الدم

لقد وجد العلماء أنّ التبرع بالدم بشكل دوريّ يمكن أن يخفض مستويات ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بفرط ضغط الدم. (٣)

فكلما كان عدد مرات التبرع أكبراً كلما كان أثرها المفيد أكثر وضوحاً وأهميةً.

ومن ناحية أخرى فإنّ القيام بذلك يدفع المريض للاهتمام أكثر بقياس ضغط الدم لديه بشكل دوري، وتَعلُّم الإجراءات التي تبقي ضغطه ضمن الحدود السوية.

٢- النوبات القلبية

من الفوائد المثيرة للاهتمام أيضاً، أنّ التبرع بالدم مرة كلّ سنة يقَلّل بنسبة كبيرة من خطر إصابة الشخص بالنوبات القلبية.

وتفسير ذلك قد يكون متعلقاً بتركيز عنصر "الحديد" في الدم أيضاً، لأن التراكيز العالية لهذا العنصر حتى لو كان ارتفاعها طفيفاً فإنّها قد تؤدّي إلى انقباض الأوعية الدموية، وبالتالي تزيد من خطر حدوث النوبة القلبية.

فالتخلّص من هذا الفائض من الحديد يمكن أن يَحدث عندما يتبرع الشخص بالدم، وبالتالي تلافي المخاطر التي ذكرناها.

٣- التبرع وأثره على الصحة النفسية

لا تقتصر فوائد التبرع بالدم على الصحة الجسديّة فقط، وإنّما له فوائد قيّمة على الحالة النفسية للشخص المتبرّع كذلك.

فالتبرع الدوريّ بالدم يرسخ لدى الشخص قيم العمل التطوّعيّ ومساعدة الآخرين. حتّى لو لم يكن الشخص على علاقة مباشرة معهم.

وهذا العمل التطوعيّ يمكنه أن يكون منقذاً لحياة الكثيرين، وبالتالي سيزيد شعور السعادة للمتبرع وينعكس إيجابياً على حالته النفسية عندما يعلم أن ما يقوم به مؤثر بشكل كبير.

أضف إلى ذلك، أنّ التبرّع الدوريّ بالدم ينقِص من خطر حدوث مرض الاكتئاب والشعور بالوحدة عند هؤلاء الأشخاص بعد عمر معيّن.

٤- فوائد التبرع بالدم بالوقاية من السرطان

يحتاج جسم الإنسان إلى عنصر "الحديد" الذي يعتبر أساسياً لإنتاج كريات الدم الحمر، لكن قد يحدث في بعض الحالات المرضيّة تراكم لكميات كبيرة من هذا العنصر في الجسم، الأمر الذي قد يسبب أضراراَ كبيرةً لمختلف أعضاء الجسم كالكبد والقلب وغيرهما من الأعضاء المهمّة.

وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص فالتبرع شبيه بآلية العلاج المعروفة باسم الفصادة وبالتالي يخفف التبرع من أعراض المشكلة لديهم.

وقد لا تقبل بعض المؤسسات الطبية تبرع الدم من الأفراد المصابين بهذه الحالة المرضيّة لأسباب معينة. إلّا أنّ الغالبية العظمى من المؤسسات تسمح بذلك الأمر.

إضافة لذلك فقد يقي التبرع بالدم من الإصابة بالسرطان فوفقاً لدراسة في عام ٢٠٠٨ تم الربط بين خفض مستويات الحديد لدى مصابين بمرض الشريان المحيطي وانخفاض خطر الإصابة بمرض السرطان.

موانع التبرع بالدم

تعتبر الحالات التي لا يستطيع فيها الشخص التبرع بالدم قليلة نسبياً وقد تكون أبرز الحالات التي تمنع صاحبها من التبرع هي:

١- إصابة المريض بنزلة برد أو رشح، أو أي مرض يسبب ارتفاعاً في الحرارة

عادةً ما يطلب من المريض أن يحدد موعداً جديداً للتبرع بعد ظهور أعراض الرشح أو نزلة برد عليه.

ويتم تأجيل موعد التبرع لفترة لا تقل عن ٧ أيام من اختفاء الأعراض عليه.

ويكون الهدف من ذلك حماية المتبرعين من نشر المرض أثناء تواجدهم في مركز التبرع. بالإضافة إلى إمكانية هبوط في بعض مكونات الدم أثناء المرض المترافق بالحرارة.

٢- انخفاض نسبة مادة الهيموغلوبين أو انخفاض مستوى عنصر الحديد

يدخل الحديد في تركيب الهيموغلوبين المسؤول عن نقل الأوكسجين، وعند وجود نقص في مستوى الهيموغلوبين لسبب ما.

ويكون المريض غير قادر على التبرع ، ويُطلب منه معالجة هذه الحالة بعد معرفة سببها، قبل أن يسمح له الطبيب بالتبرع.

٣- تناول المريض لبعض الأدوية والمضادات الحيوية

من الصعب تعداد جميع الأدوية التي تمنعك في حال كنت تأخذها من التبرع بالدم. ولكن كقاعدة عامة لا تمنع الأدوية التي يأخذها المريض دون وصفة التبرع بالدم.

أما أهم الأدوية التي تحول دون إمكانية التبرع، فيمكننا أن نذكر منها:

  • الأسبرين: يمكن للمريض الذي يأخذ دواء الأسبرين أن يتبرع بالدم الكامل، أما من يريد التبرع بالصفيحات الدموية فقط فعليه الانتظار مدة لا تقل عن يومين من آخر مرة أخذ فيها الدواء.
  • الأدوية المميعة للدم: تقوم هذه الأدوية بتقليل قدرة الدم على التخثر لدى المرضى الذين يملكون خطورةً عاليةً لحدوث التخثر.
    وبالتالي من الواضح أن هذه الأدوية ستمنع المتبرع من القيام بالتبرع؛ خوفاً من حدوث نزيف شديد لديه أثناء التبرع.
  • حبوب منع الحمل: يَمنع أخْذُ المتبرّعة هذه الحبوب من إمكانيتها للقيام بعملية التبرع بالدم.
  • الأنسولين: لا يسمح لمرضى السكري الذين يأخذون الأنسولين من التبرّع بالدم.
  • بالنسبة للمرضى الذين يأخذون مضادات حيوية فعليهم الانتظار حتى انتهاء فترة أخذ الدواء كاملةً.
  • يتوجب على من يأخذ الدواء عن طريق الحقن الانتظار مدة لا تقل عن عشرة أيام بعد إجراء الحقنة.
٤- تلقي لقاح منذ فترة قريبة

ينصح الأطباء عادةً بالانتظار عدة أسابيع قبل التبرع بالدم في حال أخذ المتبرع لقاحاً من فترة قريبة.

ويكون هذا الأمر شديد الأهمية لدى الأشخاص الذين يعيشون بجوار مصاب بجدري الماء أو الذين أخذوا لقاحه حديثاً، حيث يطلب منهم الانتظار فترة ٨ أسابيع على أقل تقدير.

أما بخصوص المرضى الذين أخذو لقاح COVID-19(2)، فلا زالت الشروط في طور الدراسة، ولكن من المفترض أن اللقاحات المحضَّرة من فيروس غير فعال أو من RNA الفيروس هي آمنة للتبرع، كالذين أخذوا لقاح Moderna أو Pfizer.

٥- الإصابة بالأمراض المتعلقة بالدم والنزف

لقد أصبح من الواضح أن جميع الأمراض المتعلقة بزيادة إمكانية النزف مثل بعض الأمراض الوراثية، ستجعل من غير الممكن إجراء التبرع.

وليس لارتفاع الضغط أو انخفاضه بشكل بسيط أهمية في إمكانية التبرع بالدم، إلا أنه يجب أن تكون قيمة الضغط بين ١٨٠/١٠٠ كحد أعلى و ٩٠/٥٠ كحد أدنى أثناء التبرع بالدم.

٦- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً

مثل أمراض التهاب الكبد من النمط B أو C أو مرض الإيدز. فهذه الأمراض تحمل نسبةً عاليةً جداً للانتقال إلى المتلقي أثناء نقل الدم إليه، لذلك يجب منع أي مريض يحمل أحد هذه الأمراض من التبرع بالدم.

٧- كل من يضع وشماً أو يثقب جلده بأحد أشكال الحلي

تعتبر هذه الممارسات أحد طرق انتقال العدوى بالأمراض الخطيرة والتي من الممكن أن تنتقل عبر الدم، وخاصةً عندما تكون غير خاضعة للقوانين والتنظيم.

٨- المرأة الحامل

يجب على المرأة الحامل ألا تتبرع بالدم قبل مضي ما لا يقل عن ستة أسابيع على ولادتها، تجنباً للمخاطر التي قد تلحق بجنينها أثناء الحمل في حال انخفاض الهيموغلوبين المسؤول عن حمل الأوكسجين.

٩- التبرع بالدم من فترة قريبة

لا ينصح بالتبرع بالدم قبل مضي ما لا يقل عن ثمانية أسابيع، لكي يعوض جسم الإنسان الحجم الذي فقده في المرة السابقة.

وبذلك نجد أن عملية التبرع بالدم يجب أن تخضع للشروط والضوابط اللازمة لتأمين سير العملية بشكل فعّال وآمن للمتبرع والمتلقي على حد سواء.

هل يستطيع الشخص المدخن التبرع بالدم؟

حتّى وقتنا الحاليّ، لا يوجد ما يمنع المدخّن من التبرّع بالدم في حال استوفى شروط التبرّع التي ذكرناها سابقاَ.

لكن يجب الإشارة إلى أنّ تدخين السجائر ينتج عنه ارتفاع في ضغط الدم لدى المدخّن، لذلك تشير المؤسسات الصحيّة إلى أنّ المدخّن بإمكانه التبرّع فقط في حال كان ضغط الدم لديه ضمن حدود معيّنة.

إضافة إلى ذلك، على الشخص الانقطاع عن التدخين لمدة ١٢ ساعة على الأقل قبل قيامه بعملية التبرّع للحدّ من تأثير المواد الضارّة الخاصّة بالسجائر، والتي قد تنتقل من دم المدخّن إلى جسم الشخص المتلقّي.

إن تبرّع الإنسان بالدم هو أحد أكثر الأعمال الإنسانيّة نبلاً، فقد يكون مُنقذاً لحياة إنسانٍ آخر بحاجة ماسّة إليه، لذلك يجب تفعيل وسائل التوعية المجتمعيّة للتشجيع على القيام به، ونشر الوعي الصحّي حول فوائده.

الملخص

التبرع بالدم هو أحد أهم الأعمال الإنسانية والتي يجب أن يتم تشجيع أفراد المجتمع على ممارستها بشكل دائم، فهي تعود بالفائدة على المتبرع والمتلقي بآن واحد.

ولكن هناك بعض الحالات المحددة التي يكون من غير المقبول فيها التبرع بالدم، لذلك يجب استشارة الطبيب المختص قبل التبرع.