التسمم الكحولي: الأعراض والعلاج

الكاتب - 21 ديسمبر 2022

يؤدي استهلاك الكحول بكميات كبيرة إلى العديد من الاضطرابات في الجسم، ومن بينها حالة التسمم الكحولي.

فما هي هذه الحالة والأسباب المؤدية لظهورها؟

ما هو التسمم الكحولي؟

إن شرب كميات كبيرة من الكحول مرتبط بشكل مباشر وغير مباشر ببعض الأذيات التي تطال أعضاء الجسم، وهذه الأذية قد تحدث خلال فترة طويلة من الاستهلاك الكحولي الدائم أو تكون بشكل حاد إسعافي كما في حالة التسمم الكحولي.

بالتالي يمكن تعريف هذه الحالة بأنها شرب كمية من الكحول تفوق قدرة الجسم على تصريفها وذلك خلال فترة قصيرة، بالتالي تؤدي هذه الكميات الزائدة من الكحول في الدم أن تمارس لتأثير سام في الجسم.

بكلمات أدق هو نمط الشرب الذي يؤدي إلى زيادة تركيز الكحول في الدم (BAC) إلى 0.3 % أو أعلى.

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) فإن هناك 6 وفيات يومياً في الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة بتسمم الكحول.

ولاحظ المركز أن حوالي 76% من الوفيات تتراوح أعمارهم بين 35 و 64 عاماً، كما أن الذكور كان لهم الحصة الأكبر من الأرقام بنسبة وصلت ل 76% من الوفيات.

ووجدت دراسة بعام 2018 أن حوالي 3.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بتعاطي الكحول بشكلٍ عام، منه فإن الكحول يحتل المرتبة الرابعة من قائمة أسباب الوفيات التي يمكن الوقاية منها.

أعراض التسمم الكحولي

يمكن أن تساعد معرفة الأعراض والعلامات الخاصة بالتسمم الكحولي بإنقاذ الشخص المصاب، وهي كالتالي:

  • التشوش الذهني، مثل الكلام العشوائي وعدم الاستجابة
  • فقدان التوازن
  • الإقياء المستمر
  • يصبح التنفس غير متنظم وبطيء
  • قد يصبح الجلد شاحباً أو مزرَّق بسبب انخفاض حرارة الجسم
  • فقدان منعكس التهوع
  • السلس البولي والبرازي
  • قد يصل الشخص لفقدان الوعي

أسباب التسمم الكحولي

لابد أن معظمنا يعلم أن الكحول مادة سامة لذلك يتعين على الجسم أن يعمل جاهداً للتخلُّص منها في كل مرة تدخل للجسم، وهذه وظيفة الكبد، الذي يحمي الجسم من خطر تأثيرات الكحول.

يحتاج الجسم وسطياً حوالي ساعة للتخلص من وحدة واحدة من الكحول، أي حوالي 10 مل أو 8 غ من الكحول الصافي، وتختلف هذه المدة من شخص لآخر، وتتأثر بعدة عوامل.

إن الإكثار من شرب الكحول في فترة زمنية قصيرة سيزيد من نسب الكحول بالدم، ويحدث التسمم عند وصول هذه النسب لأرقام يعجز الكبد عن تدبيرها.

هنا تبدأ كميات الكحول المتزايدة بممارسة تأثيرها الضار، الذي يشمل:

  • التأثير على وظائف الدماغ، وتعطيل مركز التوازن في المخيخ
  • تهييج المعدة
  • قد يتضرر مركز التنفس، والذي يترتب عنه مشاكل خطيرة
  • تنخفض درجة حرارة الجسم
  • تنخفض أيضاً مستويات سكر الدم، والذي قد يعود بنتائج ضارة على الدماغ

عوامل خطورة التسمم الكحولي

بعد أن تحدثنا عن سبب ظهور التسمم الكحولي، لابدّ من ذكر أهم عوامل الخطورة التي تزيد من احتمالية حدوث هذه الحالة، وهي كالتالي:

  • العِرق: حوالي 68% من المتضررين هم من العِرق الأبيض، ويليه بالترتيب من أصل إسباني بنسبة 15% والسود بنسبة 9%
  • الجنس: لاحظنا سابقاً ميلان التسمم الكبير لإصابة الذكور مقارنةً بالإناث
  • العمر: إن مرحلة الشباب هي أكثر فئة عمرية معرضة، وذلك لأنهم يميلون لشرب كميات كبيرة من الكحول
  • الغذاء: إن تناول وجبة طعامية قبل شرب الكحول سيُقلل من احتمالية التسمم وخاصة إذا كانت غنية بالبروتين، وذلك لكون الطعام يقلل من معدل امتصاص الكحول في المعدة
  • الوزن والحجم: كلما كان وزن أقل كلما زادت احتمالية التعرض للتسمم
  • الحالة المزاجية: قد يؤثر مزاج الشخص أيضاً في احتمالية حدوث التسمم، حيث إن القلق والاكتئاب من عوامل الخطورة المُتهمة في زيادة نسب الإصابة.
  • الإدمان: إن الإدمان يصل بالشخص لحالة تعرف بالتحمُّل الوظيفي، وفيه يصبح الشخص أقل استجابة لتأثيرات الكحول. ومنه قد يصل للتسمم بشربه كميات أكبر من غيره ودون أن يدرك
  • الأدوية: يمكن أن تنضم بعض الأدوية أيضاً لهذه القائمة مثل الأدوية المضادة للاكتئاب
  • الأمراض: إن وجود حالة مرضية في الجسم، سيزيد بالطبع من نسب الإصابة، مثل التجفاف والأمراض التي تطال الكبد

التشخيص

يصل الطبيب للتشخيص غالباً من خلال الأعراض والعلامات بالإضافة للحالة العامة التي يأتي بها المريض، دوناً عن الفحص السريري الذي يشمل تقييم الاستجابة وفحص المنعكسات.

بالإضافة إلى تقييم العلامات الحيوية الذي يشمل:

  • ضغط الدم
  • معدل النبض
  • درجة الحرارة الجسم
  • معدل التنفس

لتأكيد وجود التسمم، يلجأ الطبيب لفحص مستوى الكحول في الدم (BAC) بالإضافة لتحليل البول، وأي رقم يزيد عن 0.30٪ مشخص لحالة التسمم الكحولي، مع أخذ العمر الوزن والحالة الصحية بعين الاعتبار.

علاج التسمم الكحولي

إن حسن التدبير وبالوقت المناسب أمر بالغ الأهمية لمرضى التسمم الكحولي، وذلك لمحاولة تجنب أي من المضاعفات الخطيرة.

كما يوجد العديد من الإجراءات التي يجب تقديمها قبل الوصول للمستشفى، سواءً من قبل مقدم الرعاية الصحية أو من المرافق. وهي كالتالي:

  • المحاولة على إبقاء المريض متسيقظاً
  • الانتباه لوضعية الجسم، فمن المهم أن يبقى الشخص جالساً أو إدارة رأسه لأحد الجانبين إذا كان مستلقي
  • إذا كان الشخص فاقد الوعي، لابد من التحقق من التنفس ودقات القلب
  • تجنُّب تقديم أي مشروب يحوي كافيين، كونه يفاقم التجاف، والاعتماد فقط على الماء
  • إبعاد أي مشروب كحولي من يديه
  • محاولة إبقاء المريض ثابت

عند الوصول للمستشفى اعتماداً على حالة المريض ومستوى ال BAC يكون التدبير، الذي يشمل:

  • عادةً ما يكون أول إجراء هو التنبيب الرغامي، الذي يتمثل بإدخال أنبوب من الفم باتجاه القصبات، من أجل تأمين التنفس.
  • فتح وريد، من أجل تسريب سوائل والتحكم بمستوى سكر الدم والفيتامينات.
  • قد يلجأ الطبيب لتركيب قثطرة بولية، في حال كان هناك سلساً بولياً.
  • يمكن أن يُجرى ما يُعرف بغسيل المعدة، والذي يتم عبر إدخال أنبوب أنفي معدي، وسحب السوائل الموجودة في المعدة.
  • إذا كانت حالة التسمم ناتجة عن شرب الميثانول أو كحول الأيزوبروبيل، قد يتطلب الأمر غسيلاً للكلى.

الوقاية

إن الوقاية من التسمم الكحولي أمر بالمتناول، وذلك بتخفيف كمية الكحول بالإضافة لعدد مرات الشرب، ويوجد عدة نصائح أخرى قد تساعد في ذلك، مثل:

  • تجنُّب شرب الكحول على معدة فارغة، أو في حال كان هناك حالة طبية معينة
  • شرب الماء مع وبعد شرب الكحول
  • أخذ مشورة الطبيب في حال كان الشخص ملتزم بأدوية
  • مراجعة طبيب نفسية أو التحدث مع المقربين في حال كان هناك حالة قلق أو حزن أو اكتئاب

في الختام، لابد من التأكيد على أن الإفراط في أي شيء مضر بالصحة، لذلك فإن من الواجب علينا الاعتدال في كل شيء.