التسمم بأول أكسيد الكربون: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 4 مايو 2023

نسمع كثيراً عن حالات التسمم بأول أكسيد الكربون "Carbon Monoxide Poisoning" وخاصةً في حالات الحرائق، حيث يعتبر غاز أول أكسيد الكربون غازاً ساماً يمكن أن يسبب استنشاقه مشاكل صحية خطيرة وفي الحالات الشديدة قد يسبب الوفاة.

فما هي أعراض التسمم بهذا الغاز؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه الحالة؟

تعريف التسمم بغاز أول أكسيد الكربون

إنَّ أول أكسيد الكربون Carbon monoxide (CO) غاز غير مرئي وعديم اللون ولا يمكن شمه أو تذوقه، وينتج عند احتراق البنزين وأنواع الوقود الأخرى.

يحدث التسمم بأول أكسيد الكربون عند تنفس الأبخرة الحاوية عليه، وقد يؤدي إلى الموت عند استنشاق مستويات عالية منه حتى لو لمدة قصيرة.

يتواجد أول أكسيد الكربون في أبخرة كل مما يلي:

  • محركات السيارات والشاحنات
  • محركات البنزين الصغيرة
  • المدافئ التي تعتمد على حرق الوقود (غير الكهربائية)
  • مواقد الغاز
  • الفوانيس
  • أنظمة التدفئة
  • حرق الفحم أو الكيروسين أو البروبان أو الخشب
  • النرجيلة
  • كما قد يتم استقلاب كلوريد الميثيلين -مذيب صناعي ومكون لمزيل الطلاء- في الكبد وذلك بعد استنشاقه أو ابتلاعه، مما ينتج أول أكسيد الكربون.

وتكمن المشكلة عند التسمم بأول أكسيد الكربون في ارتفاع مستويات الكربوكسي هيموغلوبين "carboxyhemoglobin" وهو نوع من هيموغلوبين (خضاب الدم) الذي يرتبط مع أول أكسيد الكربون بدلاً من الأوكسجين.

ووفقًا لإحدى الدراسات يرتبط أول أكسيد الكربون بالهيموغلوبين بسهولة أكبر بنسبة تزيد عن 220% من ارتباط الأوكسجين بالهيموغلوبين.

ونظراً لأن أول أكسيد الكربون يحتل المكان الذي يرتبط به الأوكسجين، فإن وجوده يعني انخفاض كمية الهيموغلوبين الحاوي على الأوكسجين -الأوكسي هيموغلوبين-"oxyhemoglobin".

ونتيجةً لذلك تعاني أعضاء الجسم من نقص في الأوكسجين، مما قد يؤدي إلى تموت الأجزاء المصابة.

أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون

قد تحدث العديد من الأعراض عند التسمم بأول أكسيد الكربون، ومن الأعراض الشائعة:

  • صداع
  • دوخة
  • ضعف عام
  • غثيان وإقياء
  • تسرع ضربات قلب
  • صعوبة في التنفس
  • اختلاجات
  • ألم في الصدر
  • فقدان السمع
  • رؤية ضبابية
  • تخليط ذهني
  • فقدان الوعي أو الدخول في سبات
  • توقف التنفس
  • توقف القلب

وقد تبدو أحياناً أعراض التسمم بأول أكسيد الكربون مشابهةً لأعراض الحالات أو المشاكل الطبية الأخرى، بما في ذلك الإنفلونزا أو التسمم الغذائي، ولذلك تجب دوماً مراجعة الطبيب للوصول إلى التشخيص الصحيح.

المضاعفات

يمكن أن يتسبب التسمم بأول أكسيد الكربون في حدوث تلف شديد في الدماغ، وقد يتسبب في تدهور تدريجي في الذاكرة والتركيز. وقد تحدث أضرار في القلب بسبب التعرض للغاز لفترات طويلة.

وفي الحالات الشديدة قد يعاني الشخص أيضاً من سلس البول أو البراز (فقدان السيطرة الإرادية على التبول أو التبرز).

نادراً ما يتسبب التسمم بأول أكسيد الكربون في الإصابة بالباركنسونية "parkinsonism" وهي حالة تؤدي إلى تصلب جسدي وحركات بطيئة ورجفة، وهي ليست داء باركنسون "Parkinson’s disease" ولكنها تحمل اسم مشابه.

وفي الحالات الشديدة عند التعرض للغاز واستنشاقه لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

التشخيص

يقيم الطبيب المختص أعراض المريض، وقد يطلب بعد ذلك إجراء فحص دم للكشف عن ارتفاع مستويات الكربوكسي هيموغلوبين.

وتختلف نتائج هذا الفحص بحسب التالي:

  • بالنسبة لغير المدخنين فإن نسبة كربوكسي هيموغلوبين التي تكون حوالي 3-4% تعتبر خارج النطاق الطبيعي
  • تكون النسبة خارج النطاق الطبيعي هي 10% عند المدخنين
  • يشير تجاوز النسبة 20% عند البالغين و15% عند الأطفال إلى التعرض الشديد لأول أكسيد الكربون.

قد يطلب الطبيب إجراء تخطيط القلب الكهربائي (ECG) للتحقق من حدوث الإقفار (نقص في إمداد القلب بالدم) وعدم انتظام ضربات القلب وتقييم وظائف القلب بشكل عام.

العلاح من التسمم بأول أكسيد الكربون

تتمثل الخطوة الأولى في العلاج من التسمم بأول أكسيد الكربون هو في الابتعاد عن المصدر المحتمل للغاز والاتصال بالطوارئ، وهناك يتمكن الطبيب من تقييم الأعراض بدقة.

وفي حال كانت الأعراض شديدة فقد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى؛ وامداده بالأوكسجين بنسبة 100% عبر قناع خاص.

حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع إنتاج الأوكسي هيموغلوبين (الهيموغلوبين الحامل للأوكسيجين)، مما يساعد على استبدال الكربوكسي هيموغلوبين (الحامل لأول أكسيد الكربون)

في حال الشك في حدوث أذية في الأعصاب أو إذا كان التعرض لأول أكسيد الكربون شديداً من الممكن أن يوصي الطبيب بالعلاج بالأوكسجين عالي الضغط "Hyperbaric Oxygen Therapy"

والذي يغمر الدم بالأوكسجين النقي للتعويض عن نقص الأوكسجين نتيجة التسمم بغاز أول أكسيد الكربون.

وقد يكون هذا العلاج ضرورياً في حال:

  • فقدان أو نقص إمداد الأوكسجين
  • السبات
  • عند الأشخاص الذين لديهم سوابق لفقدان الوعي
  • وجود قراءات غير عادية في تخطيط القلب
  • قلة نشاط الدماغ
  • عند الحوامل

الوقاية من التسمم بأول أكسيد الكربون

يمكن الوقاية من التسمم بأول أكسيد الكربون باتباع التعليمات التالية:

  • تثبيت كاشف أول أكسيد الكربون في المنزل، مع فحص بطارية الكاشف كل فترة، واستبدال الكاشف كل خمس سنوات.
  • فحص نظام التدفئة وسخان المياه وأي أجهزة أخرى تعمل بالغاز أو الزيت أو الفحم من قِبل فني مؤهل في كل عام.
  • الاتصال بفريق الصيانة عند شم رائحة صادرة من البراد الغازي.
  • التأكد من التهوية بالقرب من الأجهزة التي تعمل على الغاز.
  • فحص المدخنة أو تنظيفها كل عام.
  • تجنب إغلاق أنبوب التهوية بشريط لاصق أو علكة أو أي شيء آخر، مما قد يسبب تراكم أول أكسيد الكربون في المنزل أو العربة.
  • عدم استخدام موقد الغاز أو الفرن للتدفئة.
  • تجنب حرق الفحم في داخل المنزل أو في مكان مغلق في حال عم وجود تهوية كافية.
  • تجنب استخدام موقد الغاز المحمول في الداخل.
  • عدم استخدام مولد الكهرباء أو أي جهاز يعمل بالبنزين داخل المنزل أو القبو أو المرآب، والحرص على وضعه على مسافة 6 أمتار على الأقل من نافذة أو باب أو فتحة تهوية.
  • فحص العادم في السيارة أو الشاحنة كل عام.
  • عدم تشغيل السيارة أو الشاحنة داخل مرآب متصل بالمنزل.
  • في حال قيادة سيارة بباب خلفي، يجب فتح النوافذ عند فتح الباب الخلفي كي يمر الهواء عبرها؛ حيث يتم سحب أول أكسيد الكربون من العادم إلى داخل السيارة إذا كان الباب الخلفي فقط مفتوحاً.