مرحلة التسنين لدى الأطفال

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

مرحلة ظهور الأسنان أو التسنين عند الأطفال تعد من المراحل الهامة في حياتهم، وذلك من حيث توقيت الظهور وتأخيره وكيفية الاعتناء بأسنان ولثة الطفل وكيف يمكن أن نساعد الطفل في تجاوز مرحلة الآلام المصاحبة لظهور الأسنان وتخفيفها.

ما هي مرحلة التسنين؟

تُعرف مرحلة التسنين أو ظهور الأسنان أنها بداية خروج أسنان الطفل من خلال خط اللثة، ويعرف أيضاً بداء الأسنان.

ويظهر أول سن للطفل ما بين ٤ أشهر و٧ أشهر ولكن قد تتأخر أكثر من هذا عند بعض الأطفال، لذلك لا داعي للقلق إن تأخرت أسنان الطفل بالظهور فالتوقيت الزمني يختلف بين طفل وآخر.

عادةً ما تكون الأسنان الأولى التي تظهر هي الأسنان الأمامية السفلية، وتليها الأسنان الأمامية العلويّة، ويصل الطفل لعمر ٣ سنوات وقد ظهرت جميع أسنانه اللبنية.

بداية التسنين لدى الأطفال

١- صحة الفم:

يبدأ الأطفال في استكشاف أفواههم بوضع أيديهم داخل الفم، وتعتبر هذه الحالة إحدى وسائل الطفل في استكشاف العالم حوله فهو يحاول عض وتذوق كل ما يستطيع إمساكه.

وقد تتسبب هذه العادة دخول الجراثيم لجسم الطفل أو إيذاء اللثة في حال محاولة وضع جسم حاد و قاسٍ داخل الفم.

لذلك يعد من المهم تعقيم وتنظيف الألعاب والأشياء التي يستطيع الطفل الوصول إليها والحرص على أن تكون آمنة ولا تسبب أي نوع من الأذى له.

٢- عنصر الفلورايد:

يعتبر عنصر الفلورايد هام جداً للطفل فهو يساعد على منع حدوث تسوس الأسنان، لذا يجب على الأهل إدخاله في النظام الغذائي منذ عمر ٦ أشهر.

يتواجد الفلورايد غالباً في زجاجات المياه المعبأة ويذكر ذلك على الملصق، كما يضاف أيضاً لبعض أنواع الحليب الصناعي (بديل حليب الأم).

كما وينصح عند بدء ظهور الأسنان بتنظيفها مرتين باستخدام معجون أسنان يحوي الفلورايد، ويمكن سؤال طبيب الأسنان الخاص بالطفل عن الأنواع المناسبة لعمر الطفل.

٣- العناية باللثة خلال التسنين:

توصي جمعية طب الأسنان الأميركية بتنظيف لثة الطفل بشكل يومي منذ الولادة، ويتم ذلك بمسح اللثة باستخدام قطعة قماش معقمة.

ويساعد تنظيف اللثة على إزالة البكتيريا المسببة للتسوس أو الالتهابات، وبالتالي حماية الأسنان حتى قبل ظهورها.

علاوة على ذلك فإن اعتياد الطفل منذ الولادة على عملية تنظيف اللثة بشكل روتيني يساعد في وقت لاحق بتدريبه على تنظيف الأسنان.

والأهم من هذا فإن عملية تمسيد اللثة بواسطة اصبع اليد (نظيف ومعقم) أو قطعة القماش يساعد في تنشيط الدورة الدموية داخلها وهذا يخفف من الألم والتورم الحاصل نتيجة التسنين.

أعراض التسنين لدى الأطفال

تختلف الأعراض بمرحلة التسنين من طفل لآخر حتى أن بعضهم لا تظهر عليهم أية أعراض.

ومن الأعراض الشائعة بين الأطفال نذكر:

١- التهيج والتوتر

ألم اللثة المصاحب لهذه الفترة قد يسبب الإزعاج والتوتر للطفل وكثرة البكاء.

ويمكن مساعدة الطفل بقضاء وقت مسلي معه فينشغل عن الألم من خلال الشعور بالطمأنينة برفقة الأهل.

٢- سيلان اللعاب والطفح الجلدي

يمكن أن يؤدي التسنين إلى زيادة الافرازات اللعابية (سيلان اللعاب).

ويرتبط سيلان اللعاب المفرط بحدوث طفح جلدي حول الفم والخدين والذقن ومنطقة العنق بسبب البكتيريا المتوضعة على الجلد من اللعاب.

لذا ينصح بمسح المنطقة بشكل دوري والحفاظ عليها نظيفة وجافة قدر الإمكان.

وفي حال زيادة الطفح الجلدي ينصح باستشارة الطبيب المختص، فقد يوصي بنوع معين من كريمات البشرة الخاصة بالأطفال والتي تساعد على تخفيف الطفح والاحمرار.

٣- السعال أو التقيؤ

يمكن أن يتسبب اللعاب الزائد أثناء التسنين في حدوث سعال عرضي أو قيء.

ولكن في حال استمرار سعال الطفل أو ترافق السعال مع ارتفاع في حرارة الطفل وأعراض البرد أو الإنفلونزا، فيجب استشارة طبيب الأطفال حيث أن هذه الأعراض تشير إلى مرض الطفل وليست مرتبطة بمرحلة التسنين.

٤- العض والقضم

يمكن للضغط المضاد الناتج عن العض على أي شيء تقريباً أن يخفف الضغط تحت اللثة.

لذلك وفي مرحلة التسنين تزيد رغبة الطفل في عض وقضم الأشياء من حوله.

وينصح الأطباء بتقديم ألعاب وأشياء معقمة وطرية للطفل لمساعدته على تخفيف الضغط في اللثة، كما ينصح أيضاً بفرك اللثة بقطعة قماش باردة للتخفيف من تورم اللثة.

٥- ارتفاع الحرارة

يمكن أن تؤدي مرحلة التسنين إلى ارتفاع طفيف في حرارة الطفل.

ولكن في حال وصلت الحمى لدرجات عالية واستمرت لوقت طويل يجب استشارة طبيب الأطفال بسرعة لأن ذلك يدل على المرض.

٦- فرك الخد وسحب الأذن

يحدث هذا بسبب ألم اللثة والذي يمكن أن ينتقل إلى الخد والأذن، خاصةً عند خروج الأضراس.

ويمكن مساعدة الطفل في تخفيف هذه الأعراض من خلال تدليك اللثة بإصبع نظيف للمساعدة.

وسائل لتخفيف آلام التسنين لدى الأطفال

قد تكون مرحلة التسنين مزعجة لبعض الأطفال، ويمكن استخدام وسائل لتخفيف الإزعاج والألم، نذكر منها:

١- حلقات التسنين

يمكن للطفل مضغ حلقات التسنين بأمان لتخفيف انزعاجه وصرفه عن الألم.

كما وأن تبريد حلقات التسنين أولاً في الثلاجة يساعد في تهدئة اللثة، ولكن يجب عدم تجميد حلقات التسنين أبداً فهذا قد يتسبب بجروح في لثة الطفل عند عض الحلقة.

بالإضافة لذلك ينصح بعدم ربط حلقة التسنين حول رقبة الطفل فقد تؤدي إلى الاختناق.

٢- جل التسنين

لا يوجد أدلة واضحة على أن جل التسنين مفيد وفعال، كما لا يحبذ معظم الأطباء استخدامه كونه يحتوي على مخدر موضعي خفيف.

٣- مسكنات الألم

إذا كان الطفل يعاني من الألم أو الحرارة فيمكن التوجه للمسكنات الدوائية الخالية من السكر.

ويمكن إعطاء الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الأعراض عند الرضع والأطفال الصغار، ولكن ينصح باستشارة الطبيب للتأكد من الدواء والكمية المناسبة للطفل حسب العمر والوزن.

ويحذر الأطباء من إعطاء الأسبرين للأطفال فهو خطر على صحتهم وعلى عمل أعضاء الجسم.

العناية بأسنان الأطفال

يقع على عاتق الأهل تعليم العادات السليمة والصحية للأطفال في عمر مبكر، فهي تعد أساسية وتستمر معهم مدى الحياة.

نذكر منها:

١- عدم السماح للطفل أو الرضيع النوم مع زجاجة تحوي عصير الفواكه أو أي سائل محلى، فهي ضارة وقد تسبب تسوس الأسنان.

٢- ينصح بتشجيع الطفل على الشرب من الكوب العادي في عمر السنة وتجنب استخدام رضاعة الأطفال بكثرة.

٣- إعطاء الطفل أغذية صحية ليبدأ بمضغها من عمر ٦ أشهر مثل التفاح والجزر وغيرها.

٤- تجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي السكر وشرح أضرارها للأطفال.

٥- تعليم الأطفال الاعتناء بالأسنان اللبنية كما لو كانت دائمة، فهذا يساعد على حماية اللثة على المدى الطويل.

٦- زيارة طبيب الأطفال بشكل دوري كل ستة أشهر.

الملخص

يتعلم الأطفال العادات الصحية من العائلة أولاً لذلك يمكن باتباع نصائح حماية الأسنان واللثة وضع الطفل على أول طريق الابتسامة الصحية.

كما أن مراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري واتباع التعليمات اللازمة لحماية أسنان الطفل في كل مرحلة من مراحل عمره تعد أساسية للمحافظة على صحة الفم وبالتالي صحة الجسم العامة.