التصلب اللويحي المتعدد: الأعراض والعلاج

الكاتب - 16 يناير 2023

التصلب اللويحي المتعدد هو مرض يسبب تلف الألياف العصبية الموجودة في الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى مشاكل كثيرة تؤثر على الرؤية والعضلات والتوازن وغيرها.

ما هو هذا المرض؟ وما هي طرق العلاج المتبعة له؟

ما هو التصلب اللويحي المتعدد؟

يعتبر التصلب اللويحي المتعدد "Multiple sclerosis" مرضاً مزمناً يصيب الجهاز العصبي المركزي، ويسبب ضرراً والتهاباً في الغمد الواقي الذي يحيط بالألياف العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي، والمسمى بغمد النخاعين (غمد الميالين). وكذلك في الألياف العصبية نفسها بالإضافة إلى الخلايا المتخصصة التي تصنع مادة النخاعين.

يؤدي ذلك إلى أضرار وأذيات في الجهاز العصبي، وبالتالي لا تتمكن الأعصاب من إرسال إشاراتها إلى أنحاء الجسم بشكل صحيح أو قد تتوقف عن ذلك تماماً.

قد تنتج عن الأضرار التي لحقت بمناطق الجهاز العصبي المركزي مجموعة متنوعة من الأعراض التي تختلف بين الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد من حيث النوع والشدة.

تتطور المناطق المتضررة إلى نسيج ندبي يعطي المرض اسمه، حيث يشير اسم التصلب اللويحي المتعدد إلى المناطق المتعددة من الندبات.

أنواع التصلب اللويحي المتعدد

  • التصلب اللويحي الناكس المعاود (RRMS): وهو الشكل الأكثر شيوعاً للتصلب اللويحي المتعدد، ويتميز بحدوث هجمات ما بين الحين والآخر وشفاء تام أو شبه تام فيما بين الهجمات.
  • التصلب اللويحي المترقي منذ البدء (PPMS): عادةً ما يجد المصابين بهذا النوع أن أعراضهم تزداد سوءاً تدريجياً، مع عدم وجود هجمات منفصلة.
  • التصلب المتعدد المعاود المترقي بشكل ثانوي (SPMS): حيث يبدأ المرض على شكل ناكس معاود، ثم تتقارب الهجمات تدريجياً حتى تصل إلى مرحلة مستمرة دون هوادة، وتسوء الإعاقة تدريجياً.

الأعراض والمضاعفات

يمكن أن تؤثر الأعراض على أي جزء من الجسم، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً للتصلب اللويحي المتعدد ما يلي:

  • ضعف العضلات: بسبب قلة الاستخدام أو التحفيز الناتج عن تلف الأعصاب.
  • التنميل والوخز: والذي يمكن أن يؤثر على الوجه أو الجسم أو الذراعين والساقين.
  • علامة ليرميت: وهي إحساس يشبه الصدمة الكهربائية عندما يحرك المريض عنقه.
  • مشاكل المثانة: قد تحدث صعوبة في إفراغ المثانة أو حاجة للتبول بشكل متكرر أو مفاجئ.
  • مشاكل في الأمعاء
  • التعب
  • الدوخة والدوار
  • مشاكل في التوازن والتنسيق الحركي
  • العجز الجنسي
  • التشنجات العضلية المؤلمة
  • الرعاش: قد يعاني بعض المصابين من حركات رجفية لا إرادية
  • التهاب العصب البصري: حيث يحدث ضعف أو عدم وضوح في الرؤية أو فقدان جزئي أو كلي للرؤية، ويصيب عادةً عين واحدة، وقد تصبح الإصابة ثنائية الجانب، وقد يشعر المريض بالألم عند تحريك العين.
  • تغيرات في المشي والحركة
  • التغيرات العاطفية والاكتئاب
  • مشاكل التعلم والذاكرة
  • الألم
الأعراض الأقل شيوعاً

بينما قد تشمل الأعراض الأقل شيوعاً لمرض التصلب اللويحي المتعدد ما يلي:

  • الصداع
  • فقدان السمع
  • الحكة
  • مشاكل تنفسية
  • الاختلاجات
  • اضطرابات الكلام
  • مشاكل في البلع

كما يزداد خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية، وانخفاض النشاط، وفقدان الحركة، مما يؤثر على عمل الشخص وحياته الاجتماعية.

وفي المراحل المتأخرة قد يعاني البعض من تغيرات في الإدراك والتفكير، فضلاً عن الحساسية تجاه الحرارة كذلك.

الأسباب وعوامل الخطورة

لا يزال الخبراء لا يعرفون تماماً أسباب التصلب اللويحي المتعدد؛ وما زال البحث مستمراً حول تحديد أسباب المرض؛ وتشمل العوامل التي قد تؤدي إلى حدوثه ما يلي:

  • دور الجهاز المناعي: يعتبر التصلب اللويحي المتعدد أحد أمراض المناعة الذاتية، مما يعني أن الجهاز المناعي يهاجم عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة في الجسم.
  • التعرض لبعض الفيروسات أو البكتيريا: تشير بعض الأبحاث إلى أن التعرض لعدوى معينة مثل فيروس إبشتاين بار (EBV) يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالتصلب اللويحي المتعدد في وقت لاحق من الحياة. (1)
  • الطفرات الجينية: حيث أن إصابة أحد أفراد الأسرة يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
  • نقص التعرض لضوء الشمس وفيتامين D: ينتشر المرض أكثر في البلدان البعيدة عن خط الاستواء، وذلك بسبب قلة التعرض لضوء الشمس وانخفاض مستويات فيتامين D. على الرغم من أنه ما زال ليس واضحاً فيما إذا كانت مكملات فيتامين D يمكن أن تساعد في الوقاية.
  • التدخين: ينتشر المرض عند المدخنين بنسبة أكبر مقارنةً بغير المدخنين.
  • السمنة لدى المراهقين: تزداد مخاطر الإصابة عند الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة خلال سنوات المراهقة.
  • الجنس: فالنساء أكثر عرضةً للإصابة بالتصلب اللويحي من الرجال، والسبب غير واضح.

التشخيص

ليس من السهل دائماً إجراء تشخيص مؤكد لمرض التصلب اللويحي المتعدد، لأن الأعراض المبكرة قد تكون خفيفة ومتفرقة؛ ويتم التشخيص بناءً على الفحص العصبي وتاريخ الأعراض والاختبارات.

علماً أنه لا يوجد اختبار واحد يمكنه تأكيد التشخيص، لذلك يلجاً الطبيب إلى العديد من الاستراتيجيات لتحديد ما إذا كان الشخص يستوفي معايير التشخيص أم لا.

تتضمن بعض الاختبارات المستخدمة عادةً ما يلي:

  • التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ و / أو الحبل الشوكي: والذي غالباً ما يُظهر لويحات أو ندوباً نموذجية لمرض التصلب اللويحي المتعدد.
  • تقييم السائل الدماغي النخاعي (CSF) باستخدام البزل القطني: قد يُظهر شذوذات مناعية تساعد في التشخيص.
  • اختبار الجهد البصري المحرض: يعتمد على قياس توصيل النبضات الكهربائية على طول العصب البصري (في المرضى المشتبه في إصابتهم بالتهاب العصب البصري) وعلى طول مسارات الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي.

تشابه أعراض التصلب اللويحي المتعدد أعراض حالات أخرى، لذلك قد يقترح الطبيب اختبارات أخرى لتقييم الأسباب المحتملة الأخرى لأعراض المريض.

علاج التصلب اللويحي المتعدد

لا يوجد حالياً علاج لمرض التصلب اللويحي المتعدد، ويركز العلاج على السيطرة على الأعراض وتقليل الانتكاسات وإبطاء تقدم المرض.

وتتضمن خطة العلاج الشاملة ما يلي:

  • العلاجات المعدلة للمرض (DMTs): تساعد في تقليل الانتكاسات، وتبطئ من تطور المرض، ويمكنها منع ظهور آفات جديدة في الدماغ والنخاع الشوكي.
  • أدوية تدبير الانتكاس: في حال الإصابة بنوبة شديدة، فقد يوصي الطبيب بجرعة عالية من القشرانيات السكرية، والذي يمكن أن تقلل الالتهاب بسرعة، وتبطئ تلف غمد النخاعين.
  • إعادة التأهيل البدني: يساعد الحفاظ على اللياقة والقوة البدنية على الحفاظ على قدرة المريض على الحركة.
  • استشارات الصحة العقلية: يمكن أن يكون التعامل مع حالة مزمنة كهذه تحدياً عاطفياً؛ ولذلك يعد العمل مع أخصائي علم النفس العصبي أو الحصول على دعم عاطفي جزءاً أساسياً من التعامل مع المرض.

الوقاية

تعتبر العلاجات المعدلة للمرض الطريقة الأكثر فعالية لتقليل عدد النوبات، ومن المهم أيضاً اتباع أسلوب حياة صحي.

ويمكن للرعاية الجيدة أيضاً أن تقلل من الأعراض وتحسن نوعية حياة المريض.

وتشمل التغييرات في نمط الحياة التي يمكن أن تحسن الحالة ما يلي:

  • اتباع نظام غذائي صحي: يوصي الخبراء باتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الكثير من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون، ويجب أيضاً الحد من تناول السكريات المضافة والدهون غير الصحية والأطعمة المصنعة.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تعتبر التمارين الهوائية وتمارين القوة ضرورية للمساعدة في الحفاظ على قوة العضلات وعلى الوظيفة البدنية.
  • السيطرة على التوتر
  • الامتناع عن التدخين

يمكن لمعظم المصابين بمرض التصلب اللويحي المتعدد الاستمرار في عيش حياة كاملة ونشطة ومنتجة.

ويمكن أن يساعد اتخاذ خطوات لإدارة الصحة وأسلوب الحياة في تحسين النتائج على الأمد الطويل.