التمزق الرئوي: الأعراض والأسباب والعلاجات المتاحة

الكاتب - أخر تحديث 5 سبتمبر 2023

سنتطرق اليوم لأحد إصابات الرئة الرضية، ألا وهي التمزق الرئوي "Pulmonary laceration" وهو عبارة عن إصابة حادة تطال الرئة وتؤدي إلى تمزق أو تقطع في جزء من النسيج الرئوي.

وهي تعد من إصابات الصدر النادرة نسبياً، حيث يقدر نسبة حدوثها من ضمن الإصابات بـ 3.7%، كما وتعد الحالات الشديدة للتمزق الرئوي سبباً رئيسياً للوفاة خاصةً عند المرضى الذين يعانون من إصابة حادة في الصدر.

أعراض التمزق الرئوي

تتشابه أعراض حالة التمزق الرئوي "Pulmonary laceration" مع الكدمة الرئوية بآلية الإصابة والمظاهر السريرية، إلا أن التمزُّق الرئوي يكون أشد.

ويعتبر التمزق الرئوي من الحالات الطبية التي تتطلب العناية الإسعافية والتشخيص الدقيق، وذلك نتيجة حدوث تمزق في الأنسجة الرئوية واحتمال التسبب بنزيف داخل الصدر. ويشتكي عادةً المصاب بهذه الحالة من الأعراض التالية:

  • صعوبة في التنفس، والتي قد تُشاهد عند المشي لمسافات طويلة أو حتى عند الكلام
  • سعال مترافق مع قشع دموي، وقد يكون على شكل نزف واضح (نفث دم)
  • تعب عام
  • تخليط ذهني واضطرابات في الوعي، نتيجة هبوط الضغط الشرياني
  • ألم صدري

أسباب التمزق الرئوي

يحدث التمزُّق عادة نتيجة وجود إصابة نافذة للرئة، ولكن قد يكون للرضوض دور غير المباشر أيضاً في الإصابة.

ولكن السبب الأكثر شيوعاً لحدوث تمزق رئوي هو وجود جرح نافذ يطال البرانشيم الرئوي، مثل:

  • كسور الأضلاع
  • الاعتداء المباشر عبر الطعن
  • حوادث السير
  • السقوط من ارتفاع

 بالإضافة أيضا إلى وجود بعض الآليات الأخرى التي قد تسبب الإصابة وتضم:

  • الانعاش القلبي الرئوي (CPR)
  • تباطؤ مفاجئ لجسم متحرك بسرعة
  • زيادة مفاجئة للضغط داخل القصبات مع انغلاق الحنجرة، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل الأسناخ

المضاعفات

يعاني مرضى التمزق الرئوي من مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التشخيص والعلاج بشكل صحيح، خاصةً إن كانت حالة التمزق شديدة وعميقة.

وتتمثل المضاعفات الناتجة عن التمزق الرئوي بالتالي:

  • صدمة نزفية: حيث قد يتسبب التمزق بحصول نزيف شديد وفقدان كميات كبيرة من الدم، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في ضغط الدم إلى مستويات خطرة.
  • القصور التنفسي: يُمكن أن يتسبب التمزق في إحداث ضرر وإصابة لجزء كبير من أنسجة الرئة، ويؤدي ذلك إلى حدوث اضطرابات تنفسية تنتهي بالإصابة بقصور التنفس.

التشخيص

يتم التشخيص الدقيق لحالة التمزق الرئوي من خلال الفحص السريري والتحاليل الطبية التي يرى الفريق الطبي حاجة إليها.

  • في البداية يتم جمع معلومات حول تاريخ المريض الطبي والأعراض التي يشعر بها
  • ثم يبدأ الفريق الطبي بالفحص السريري الذي يتضمن ما يلي:
    • بالتأكد من حالة المريض العامة (الضغط - النبض - الحرارة)
    • فحص الصدر والاستماع إلى الرئتين باستخدام السماعة الطبية
    • البحث عن أذيات أخرى بجسم المريض وخاصةً إن كان قد تعرض لحادث

قبل اللجوء للفحوص التصويرية لا بدّ من تقدير أكسجة المريض عبر مقياس الأكسجة (Pulse oximetry)، من ثم اجراء الفحوص التالية:

  • صورة صدر بسيطة (CXR): تعد صورة الأشعة السينية مهمة لتشخيص حالة المريض وتحديد موقع وحجم التمزق الرئوي، حيث يُشاهد عادةً كثافة ضبابية ضمن منطقة محددة من الرئة، بالإضافة لكتلة غازية في منطقة التمزُّق أو بجانبها. 
    • كما وتكشف صورة الأشعة السينية وجود أي أذيات إضافية في منطقة الصدر على سبيل المثال كسر ضلعي أو استرواح صدري مرافق.
  • التصوير الطبقي المحوري (CT): يعطي تفاصيل أكثر بخصوص التمزق الرئوي الحاصل بالإضافة إلى أبعادع ومدى تأثيره على الرئة المحيطة.
    • وتكون عادةً على شكل دائري أو بيضاوي، نتيجة الارتداد الطبيعي لأنسجة الرئة المجاورة.
  • تحليل الغازات الدموية: ويستخدم هذا الاختبار لتحديد مستويات الأوكسجين والكربون في الدم لتققيم وظائف الرئة ومدى تأثرها بالإصابة.

تعد هذه التحاليل خطوة مهمة لتحديد حدة التمزق الحاص ومدى تأثيره على الرئة، واختيار الخيار العلاجي الأفضل للمريض.

علاج التمزق الرئوي

يعتمد علاج حالة التمزق الرئوي على حالة الصحة العامة للمريض، بما في ذلك ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ونسبة الأوكسجين في الدم (SpO2).

إذا كانت حالة المريض مقبولة، يوصى بمراقبته وتخفيف ألم الصدر الذي يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في التنفس، باستخدام الأدوية المسكنة عن طريق الوريد.

دوناً عن ذلك، يمكن أن تساعد بعض التمارين التي تساعد في التخلص من المفرزات المتواجدة في القصبات والأسناخ الرئوية، وذلك من خلال:

  • التنفس العميق: يستطيع المريض أن يقوم بـ 10 دورات في كل ساعة، وإليك الخطوات:
    • اختيار وضعية جلوس مريحة
    • محاولة أخذ نفس عميق عبر الأنف
    • حبس الأنفاس لمدة 5 ثوانٍ
    • إجراء زفير بطيء
    • الاستراحة للدورة التالية
  • السعال: 
    • اختيار وضعية جلوس مريحة
    • محاولة أخذ نفس عميق عبر الأنف
    • السعال بعمق
    • وضع منديل من أجل القشع المُنتَج
    • تكرار الدورة إلى أن يتوقف خروج القشع

خيارات علاجية إضافية

بعض الحالات من التمزق الرئوي قد تتطلب المزيد من الإجراءات العلاجية، والتي تشمل:

  • الأوكسجين: قد يكون من المهم تزويد المريض بالأوكسجين سواءً أكان عبر القناع أو القنية الأنفية، وذلك لرفع نسبة الأوكسجين في الدم، وتحسين حالة المريض.
  • رشف المفرزات: قد يتجمَّع نتيجة الرض الحاصل، كمية من الدم والسوائل ضمن الأسناخ والقصبات، لذلك لابد من رشف (سحب) هذه المفرزات عبر جهاز خاص لتحسين الوظيفة التنفسية.
  • وضع أنبوب صدري: إن الآلية التي يحدث بها التمزق الرئوي، ترفع من احتمالية حدوث انصباب جنب أو استرواح صدر. ولذلك قد يكون من المفيد وضع أنبوب صدري، للتخلص من كميات السائل الهواء التي قد تكون متجمَّعة.
  • التهوية الآلية: قد تحتاج بعض الحالات المتقدمة، إلى تطبيق تهوية اصطناعية، حيث يستخدم جهاز يقوم بعملية إدخال وإخراج الهواء لرئتي المريض.
  • بضع الرئة: وهو خيار جراحي، حيث يتم إجراء شق عبر الصدر، من ثم الوصول للنسيج الرئوي المتمزق وإغلاقه.

الوقاية من التمزق الرئوي

يمكن الوقاية من التمزق الرئوي من خلال اتباع نصائح وخطوات السلامة لأي عمل أو نشاط، مثل:

  • قيادة السيارة بحذر وتجنب زيادة السرعة أو التهور لتجنب حوادث الاصطدام
  • تجنُّب القيام بأي نشاطات خطرة وخاصة دون التدرُب بشكل جيد أو وجود مدرب خاص
  • الابتعاد عن النزاعات وأعمال العنف