التهاب البلعوم واللوزتين: الأسباب والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 9 أغسطس 2023

إن التهاب البلعوم واللوزتين "Pharyngitis and Tonsillitis" يعتبر من الأمراض الشائعة التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص في أي عمر. وقد يترافق هذا المرض مع الكثير من الأعراض المزعجة، بما في ذلك صعوبة البلع، وألم الحلق، والحمى، والسعال.

في هذا المقال، سنتناول أسباب التهاب البلعوم واللوزتين، وخيارات العلاج المختلفة المتاحة للتخفيف من الأعراض ومكافحة العدوى. كما سنتحدث عن التوصيات الخاصة للوقاية والتقليل من خطر الإصابة.

التعريف

يعد التهاب البلعوم واللوزتين حالة شائعة جداً تتميز بالتهاب البلعوم (الجزء الخلفي من الحلق) واللوزتين (عبارة عن عقد لمفاوية تقع في الجزء الخلفي من الحلق). يحدث هذا الالتهاب بشكل أساسي نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، وقد يؤدي إلى الألم والانزعاج عند البلع والحمى والتهاب الحلق وغيرها من الأعراض.

تنتشر العدوى الجرثومية غالباً في الشتاء والأشهر الباردة، بينما تحدث العدوى الفيروسية في الصيف والخريف، ولا سيما عند الأطفال الذين هم على اتصال وثيق بأشخاص آخرين مصابين.

أعراض التهاب البلعوم واللوزتين

تختلف أعراض التهاب البلعوم واللوزتين باختلاف المسبب سواء كان فيروسياً أو بكتيرياً. حيث تكون العدوى البكتيرية عادةً أكثر حدةً من العدوى الفيروسية.

ويجب ملاحظة أن الأعراض قد تختلف بين الأفراد فقد تبدأ بسرعة عند البعض، بينما تكون بطيئة عند البعض الآخر. ولذلك ينصح باستشارة الطبيب عند حدوث أي تقلبات في الحالة الصحية أو تغير في شدة الأعراض.

وتشمل الأعراض الأكثر شيوعاً لحالة التهاب البلعوم واللوزتين ما يلي:

  • ألم في الحلق والأذنين
  • أعراض نزلات البرد مثل سيلان الأنف والحمى
  • الصداع
  • فقدان الشهية
  • الشعور بالإعياء والتعب والإرهاق
  • الغثيان والإقياء
  • آلام في المعدة
  • صعوبة في البلع والكلام
  • احمرار أو نزيف في الحلق
  • ظهور بقع بيضاء على اللوزتين

الأسباب وعوامل الخطورة

هنالك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب البلعوم واللوزتين وهي:

  • العمر حيث يتأثر الأطفال والمراهقون بالتهاب اللوزتين بشكل أكبر من البالغين.
  • وجود إصابة لدى أحد أفراد العائلة مما يزيد فرص العدوى
  • يمكن لنقص المناعة أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب اللوزتين
  • ترتفع نسبة الإصابة بالتهاب اللوزتين في الفصول الباردة والجافة أو في فصل الصيف نتيجة استخدام المكيفات
  • التدخين ودخان السجائر حيث تسبب التهاب اللوزتين أيضا

كما يمكن أن ينتج التهاب البلعوم واللوزتين نتيجة:

  • العدوى الفيروسية: كالفيروسات الغدية "Adenovirus"، وفيروس الإنفلونزا "Influenza virus"، وفيروس ابشتاين بار "Epstein-Barr virus"، وفيروس الهربس البسيط "Herpes simplex virus".
  • العدوى الجرثومية: مثل الجراثيم العقدية الحالة للدم بيتا من المجموعة "Group A ß-hemolytic streptococci"، والنيسيريا البنية "Neisseria gonorrhea"، والمستدمية النزلية من النوع "Haemophilus influenzae type B"، والميكوبلازما "Mycoplasma".
  • العدوى الفطرية مثل الإصابة بالقلاع
  • العدوى الطفيلية مثل العدوى بفطريات الكانديدا "Candida"
  • وجود حساسية مثل الحساسية الغذائية وحساسية الصدر

مضاعفات التهاب البلعوم واللوزتين

عادةً ما يكون التهاب البلعوم اللوزتين غير خطير ولكن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات في حال إهمال العلاج السريع والمناسب.

  • العدوى الجرثومية: قد تؤدي العدوى البكتيرية المسببة للتهاب البلعوم واللوزتين إلى الإصابة بعدوى أخرى مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن.
  • الانسداد التنفسي: في بعض الحالات الشديدة من التهاب اللوزتين، قد يتسبب الورم في الحنجرة في انسداد مسار الهواء مما يؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم.
  • كما قد تنتشر العدوى إلى الأنسجة المحيطة وتؤدي إلى تجمع القيح بين اللوزتين والأنسجة المحيطة بهما.
  • السيلان الخلفي: قد يحدث انسداد في الجهاز التنفسي العلوي الذي يؤدي إلى تجمع السوائل خلف الحلق، مما يسبب سيلاناً خلفياً وصعوبة في البلع، وسيلان للعاب وتيبس الرقبة وصعوبة في التنفس.
  • كما هنالك مجموعة من المضاعفات النادرة التي قد تنتج عن التهاب البلعوم واللوزتين مثل:
    • الحمى الرثوية
    • أمراض الكلى
    • أمراض روماتيزمية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض القلب الروماتيزمية

تشخيص التهاب البلعوم واللوزتين

يمكن تشخيص التهاب البلعوم واللوزتين بواسطة الطبيب من خلال الفحص السريري وسؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها، وتحسس الطبيب للغدد الليمفاوية في الرقبة.

في معظم الحالات يصعب التمييز بين الالتهاب الفيروسي والالتهاب الجرثومي لذلك يلجأ الطبيب لبعض الفحوص الإضافية:

  • فحص المختبر: يمكن أخذ عينة من السوائل في الحلق لاختبارها وتحديد ما إذا كان السبب بكتيري أو فيروسي.
  • تصوير الأشعة: يمكن أن يتم إجراء أشعة X على الحلق والرئتين لتحديد ما إذا كان الالتهاب قد امتد إلى الجهاز التنفسي.
  • الفحص بواسطة المنظار: يمكن أن يستخدم الطبيب منظاراً صغيراً معلقاً بكاميرا لفحص الحلق واللوزتين بشكل أفضل.
  • اختبار الحساسية: قد يتم إجراء اختبار الحساسية لتحديد ما إذا كانت الحالة ناتجة عن تفاعل تحسسي.

كما وتستخدم مجموعة من الاختبارات المسماة الاختبارات الجرثومية السريعة وهي عبارة عن اختبارات تستخدم لتشخيص التهاب الحلق البكتيري بسرعة ودقة.

يتم جمع عينة من المخاط الموجود في الحلق باستخدام عود قطني، ويتم وضع العينة على لوحة اختبار تحتوي على مواد كيميائية تستجيب لحمض الدي إن إيه (DNA) الخاص ببكتيريا الإصابة الأكثر شيوعاً وبعد ذلك يتم قياس التفاعل الناتج عند ملامسة العينة للمواد الكيميائية. إذا كان هناك تفاعل إيجابي، فإنه يشير إلى وجود بكتيريا التهاب الحلق البكتيري، وفي هذه الحالة يحتاج المريض إلى علاج مضاد للبكتيريا.

أما إذا كانت الاختبارات سلبية يتم الاحتفاظ بجزء من العينة المأخوذة، لتحديد وجود الجراثيم العقدية في غضون يومين إلى ثلاثة أيام، ومن ثم يناقش الطبيب خطة العلاج بناءً على النتائج. وذلك لأن ذلك يستدعي استخدام المضادات الحيوية للمساعدة في منع المضاعفات التي يمكن أن تحدث.

علاج التهاب البلعوم واللوزتين

هنالك مجموعة من العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار عند علاج التهاب البلعوم واللوزتين وهي:

  • عمر المريض
  • التاريخ الصحي
  • شدة المرض
  • إلى أي مدى يمكنه التعامل مع أدوية أو إجراءات أو علاجات معينة
  • إلى متى من المتوقع أن تستمر الحالة
  • رأي المريض أو تفضيلاته

ويتم اختيار العلاج المناسب للحالة بعد تحديد السبب إن كان فيروسياً أم بكتيرياً، بحسب التالي:

١- السبب فيروسي

إن تبين أن سبب التهاب البلعوم واللوزتين بعد الفحوص التشخيصية فيروسياً، فإن المضادات الحيوية لا تساعد في هذه الحالة. ويكون الخيار الأفضل هو تخفيف الأعراض والراحة. حيث ينصح المريض بالتالي:

  • تناول المسكنات البسيطة لتخفيف الألم والحمى مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. ومن الضروري التحدث إلى الطبيب قبل تناول هذه الأدوية في حال كان المريض يعاني من مرض مزمن في الكبد أو الكلية أو كان يعاني من قرحة في المعدة أو نزيف في الجهاز الهضمي.
  • استخدام أقراص المص لتخفيف ألم الحلق وصعوبة البلع
  • الغرغرة بمياه مالحة دافئة
  • تجنب من تناول الأطعمة الحارة أو الحامضية التي يمكن أن تزيد من الألم
٢- السبب بكتيري (جرثومي)

إذا كان سبب الالتهاب جرثومياً يتم وصف مضادات حيوية للقضاء على العدوى. ومن المهم تجنب استخدام المضادات الحيوية بشكل مفرط أو غير محدد لأن ذلك يزيد من خطر تطوير مقاومة الجراثيم للعلاج. وبالإضافة للدواء ينصح المريض بالراحة وشرب السوائل الدافئة، وتجنب الأطعمة الحارة والحامضية.

علاج الأطفال

قد يشمل علاج التهاب البلعوم واللوزتين عند الأطفال ما يلي:

  • تناول دواء باراسيتامول أو إيبوبروفين على شكل سائل أو حبوب لتسكين الألم، كما قد يوصي الطبيب بأدوية أو علاجات أخرى في حال الألم الشديد.
  • زيادة كمية السوائل التي يشربها الطفل، حيث تحتوي بعض أنواع الشاي على مكونات تعمل على تهدئة الحلق.
  • استخدام أقراص المص للأطفال الأكبر سناً.

كما قد يتطلب الأمر أيضاً الإقامة في المستشفى إذا كان تضخم اللوزتين يسد الممرات الهوائية، وقد يوصي الطبيب عند بعض الأطفال المصابين بالتهاب اللوزتين المزمن باستئصال اللوزتين جراحياً. ومن المحتمل أن ينصح الطبيب برؤية أخصائي الأذن والأنف والحنجرة لمتابعة الحالة بشكل أفضل.

الوقاية

هنالك مجموعة من الاجراءات الوقائية التي تساعد بالحماية من عدوى التهاب البلعوم واللوزتين سواء كانت جرثومية أو فيروسية وتشمل:

  • غسل اليدين بانتظام والاعتناء بالنظافة الشخصية: حيث يجب غسل اليدين بالصابون والماء الدافئ لمدة لا تقل عن 20 ثانية، وخاصة بعد العطس أو السعال أو استخدام الحمام.
  • تغطية الأنف والفم: ينبغي تغطية الأنف والفم عند السعال أو العطس باستخدام الكوع أو المناديل أو استخدام الأقنعة الطبية المصممة للوجه لتجنب نقل العدوى للآخرين.
  • تجنب مشاركة الأشياء الشخصية: ينبغي تجنب مشاركة الأشياء الشخصية مثل المناشف أو الأكواب مع الآخرين.
  • التهوية الجيدة: ينبغي الحرص على التهوية الجيدة للغرف والمنازل وتجنب التجمعات الكثيفة في الأماكن المغلقة.
  • الابتعاد عن المدخنين: يجب الابتعاد عن التدخين النشط والتدخين السلبي، حيث يزيدان من خطر الإصابة بالتهاب البلعوم واللوزتين والأمراض الأخرى.
  • تناول الأغذية الصحية: ينبغي تناول الأغذية الصحية المغذية والغنية بالفيتامينات والمعادن لتقوية جهاز المناعة والحفاظ على الصحة العامة.
  • كما ينصح الآباء بإبقاء الأطفال المرضى في المنزل لمنع انتشار العدوى في صفوف الطلاب، بالإضافة إلى أهمية إعطاء الطفل جميع اللقاحات في وقتها المناسب.