التهاب الحوض عند النساء: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - OB/GYN
الكاتب - أخر تحديث 27 ديسمبر 2022

ما هو التهاب الحوض عند النساء؟

التهاب الحوض "Pelvic Inflammatory Disease" هو التهاب يصيب عنق الرحم ثم بطانة الرحم وأنابيب الرحم ثم يصل للمبيضين، وقد إلى الغشاء البريتوني بالحوض.

وتنتج هذه الحالة عن عدوى جرثومية أو فيروسية ومن الممكن فطرية، حيث تصل للرحم وتسبب الالتهاب.

كما وتختلف شدة المرض من حالة إلى أخرى، فمن الممكن أن تعاني المريضة من انزعاج بسيط فقط، وقد يتطور عند البعض إلى أعراض أشد ومضاعفات.

أعراض التهاب الحوض عند النساء

يترافق التهاب الحوض مع مجموعة من الأعراض الجهازية والموضعية، ومن أهم هذه الأعراض:

  • ارتفاع حرارة الجسم (حُمَّى)
  • الشعور بألم أسفل البطن
  • خروج إفرازات ذات رائحة كريهة من المهبل
  • إمساك نتيجة خلل في حركة الأمعاء
  • ألم عند ممارسة الجنس
  • ألم عند التبول
  • تورم البطن
  • تعب عام

بالنسبة للنساء الحوامل فقد يعانين أيضاً من زيادة في كمية النزف المهبلي الذي يحدث بشكل طبيعي لمدة تصل إلى ستة أسابيع بعد الولادة مع ظهور خثرات دموية، ولكنه بعد هذه المدة ينخفض تدريجياً.

يمكن أن يكون التهاب الحوض عند النساء حاد ويرافقه ارتفاع شديد بدرجة الحرارة مع آلام حادة، في هذه الحالة يجب نقل المريضة إلى المشفى للحصول على المضادات الحيوية المناسبة عن طريق الابر ومن ثم اكمال العلاج الدوائي عبر الفم.

أسباب التهاب الحوض عند النساء

يحدث التهاب الحوض عند النساء بسبب وصول العدوى (عدوى تصاعدية) عادةً من الجهاز التناسلي السفلي والذي يضم عنق الرحم والمهبل، ولذلك يسمى أيضاً بالتهاب الجهاز التناسلي العلوي.

تعتبر العدوى في الرحم متعددة الجراثيم، حيث يلاحظ وجود أكثر من جرثومة مسببة، ومجموعة شائعة من العوامل المُمرضة، والتي تضم:

  • ميورة حالة لليوريا ( Ureaplasma Urealyticum)
  • العقديات الهضمية (Peptostreptococcus)
  • الغاردنريلة المهبلية (Gardnerella Vaginalis)
  • العَصَوانية البيضيّة (Bacteroides Bivius)
  • المكورات العقدية المجموعة باء (Group B Streptococcus)
  • كما وترتبط جرثومة الكلاميديا أو المتدثرة بشكل خاص بما يعرف "​​التهاب بطانة الرحم المتأخر التالي للوضع" والذي يحدث عادةً بعد 7 أيام أو أكثر من الولادة.
  • وقد اكتشف وجود المكورات المعوية (Enterococcaceae) بما يقارب 25٪ من النساء اللواتي تلقين العلاج الوقائي من السيفالوسبورين.
  • قد تكون الجراثيم المنتقلة جنسياً سبباً لحدوث التهاب الرحم، والتي تتضمن بالإضافة للكلاميديا، النيسريات البنية وفيروس الورم الحليمي البشري.
  • كما يوجد بعض الأسباب النادرة، والتي يمكن أن تشاهد في بعض البلدان، وتضم الهربس والسل وأسباب أخرى. (1) (2)

وتعد الكلاميدا والسيلان أخطر الميكروبات المسببة للالتهاب الحاد والذي قد يؤدي إلى تسمم الدم أو حدوث التصاقات شديدة بالحوض يمكن أن تؤدي الى عقم.

عوامل الخطورة

بالإضافة للعوامل المسببة لحدوث التهاب الحوض عند النساء، يوجد مجموعة من عوامل الخطورة التي قد تزيد من نسب الإصابة، وتضم:

  • إصابة المهبل أو عنق الرحم بالعدوى
  • عدم الاهتمام بنظافة المنطقة التناسلية أو النظافة الزائدة، حيث إن الاستخدام المفرط للصابون قد يغيّر من درجة الحموضة في المهبل، وهذا الأمر قد يخل من توزان النبيت الجرثومي.
  • ممارسة الجنس بشكل غير آمن
  • كما يعد الحمل من أشيع عوامل الخطورة المرتبطة بالتهاب الرحم، والذي يعرف بالتهاب الرجم النفاسي
  • الولادة القيصرية
  • التهاب المشيمة والسلى
  • عملية الولادة الطويلة
  • تمزق أغشية الجنين
  • فحص عنق الرحم المتكرر
  • البدانة
  • صغر عمر الأم

مضاعفات الاصابة

قد تتعرض النساء خلال بعض حالات التهاب الرحم إلى مضاعفات يمكن لبعضها أن يسبب آثاراً خطيرة. وتتضمن هذه المضاعفات:

  • التهاب الصِّفاق (التهاب البريتون)
  • عدوى الملحقات التي تتضمن أقنية فالوب والمبيضين
  • التهاب النسيج الرخو والذي يحدث نتيجة انتقال العدوى من الرحم
  • التهاب الوريد الخثري في الحوض
  • ظهور خراج أو ورم دموي في الحوض
  • العقم
  • زيادة نسب حدوث الحمل خارج الرحم
  • آلام حوضية مزمنة

تشخيص التهاب الحوض عند النساء

قد يكون تشخيص التهاب الحوض من المهام الصعبة وذلك لتشابه الأعراض في هذا الاضطراب مع أمراض أخرى تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي.

ولكن تفيد القصة المرضية بالإضافة للفحص السريري المُتَّبع، كما ويلجأ الطبيب لمجموعة من الفحوص الإضافية التي تتضمن:

  • أخذ عينة من الإفرازات المهبلية لدراستها تحت المجهر بشكل أولي، من ثم القيام باختبار الزرع لمعرفة الأنواع الجرثومية الموجودة بالعينة
  • يمكن لتحليل البول أو حتى زرع عينة من البول أن يكون له دور في التشخيص
  • في الحالات المزمنة ينصح بإجراء تنظير الرحم بالإضافة لأخذ عينة من النسيج الرحمي لدراستها تحت المجهر

علاج التهاب الحوض عند النساء

إن التهاب الحوض مرض مزمن ويستدعي علاج عبر الأدوية المضادة للجراثيم، بالإضافة لإجراءات أخرى إضافية حسب كل حالة.

١- المضادات الحيوية

توصف المضادات الحيوية عادةً بعد تشخيص التهاب الحوض، ويتم اختيار أنواع المضادات المناسبة بعد ظهور نتائج الزرع بالمختبر.

تكون الجرعات عادةً فموية إلا أنه في الحالات الأشد قد تؤخذ عبر الوريد.

٢- علاج الخراجات

قد تؤدي حالة العدوى الموجودة في الرحم إلى حدوث خراجات في البطن، والتي تتطلب جراحة لكي تستأصل أو من الممكن أن يكفي إزالة القيح أو السائل المتجمع عبر الابرة.

٣- التخلُّص من النسيج المتبقي

إذا كان الالتهاب ناتج بعد الولادة فلا بدّ من التأكد من وجود أي أنسجة متبقية من عملية الولادة والتخلُّص منها.

بالإضافة لخطوات العلاج المذكورة، يجب علاج الشريك الجنسي، وخاصة إذا كان التهاب الرحم ناتج عن عدوى جنسية، فيكون علاج الشريك ضرورياً، حتى إذا لم يكن هناك أية أعراض.

لابدّ من القيام بالمزيد من الاختبارات بعد انتهاء فترة العلاج مثل زراعة العينات مجدداً أو خزعة من باطن الرحم، ومن خلال النتائج تظهر مدى فعالية العلاج المتبع وإذا هنالك حاجة لعلاجات إضافية.

الوقاية من الاصابة

قد تساعد العديد من الإجراءات الوقائية في التقليل من فرص حدوث التهاب الحوض، وتتضمن هذه الخطوات:

  • التأكّد من سلامة وأمان الإجراءات التوليدية
  • ممارسة الجنس بشكل آمن واستخدام الواقي الذكري
  • التشخيص والعلاج المبكر للأمراض المنقولة جنسياً
  • يمكن أن يصف الطبيب مضادات حيوية وقائية قبل عملية الولادة

لابدّ أمن التشديد على أهمية استشارة طبيب النسائية بشكل باكر وذلك تجنُّباً لأي مضاعفات في حال اهمال الالتهاب.