التهاب الزائدة الدودية: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 10 أكتوبر 2022

التهاب الزائدة الدودية هو حالة طبية شائعة، حيث تتورم الزائدة الدودية وهي عبارة عن كيس صغير يبلغ طوله حوالي 5 إلى 10 سم، ومتصل بالأمعاء الغليظة.

فما أسباب التهابها؟ وما هي الأعراض المميزة لهذه الحالة؟

ما هي حالة التهاب الزائدة الدودية؟

تقع الزائدة الدودية في الجزء السفلي الأيمن من البطن حيث تكون متصلة بالأمعاء الغليظة، ولها دور مناعي في مرحلة الطفولة الباكرة مما يساعد الجسم على محاربة الأمراض، ولكن وظيفتها الأساسية غير معروفة، حيث تتوقف عندما يكبر الطفل عن مهمتها وتتولى أجزاء الجسم الأخرى مكافحة العدوى.

يعتبر التهاب الزائدة الدودية حالة طبية طارئة تستدعي التدخل السريع، فإن لم يتم علاجها خلال 48 إلى 72 ساعة من ظهور الأعراض من المحتمل أن تتمزق وتشكل تهديداً على حياة المريض.

أعراض التهاب الزائدة الدودية

تختلف أعراض التهاب الزائدة الدودية الحاد بين شخص وآخر؛ وغالباً ما يكون العرض الأول هو الألم حول السرة أو منتصف الجزء العلوي من البطن؛ وقد يكون الألم طفيفاً في البداية، ولكنه يصبح أكثر شدة مع الوقت.

ومن ثم يميل الألم إلى الانتقال إلى الجزء السفلي الأيمن من البطن؛ ويكون مركزاً أكثر فوق الزائدة الدودية والتي تسمى نقطة ماكبورني؛ ويحدث هذا غالباً بعد 12 إلى 24 ساعة من بدء المرض.

كما يمكن أن يتفاقم الألم عند المشي أو السعال أو القيام بحركات مفاجئة؛ وتشمل الأعراض اللاحقة:

  • القشعريرة والرجفان
  • براز صلب أو الإسهال
  • الحمى
  • الغثيان والإقياء

وقد يكون من الأصعب اكتشاف الالتهاب عند الأطفال الصغار وكبار السن والنساء في سن الإنجاب.

الأعراض عند الأطفال

يعاني الأطفال الصغار من أعراض أقل، وقد يكون التهيج هو العرض الوحيد، وتتمثل الأعراض الثابتة بالألم حول السرة والذي ينتقل إلى الجزء السفلي الأيمن من البطن بعد فترة، ويرافقه الغثيان والإقياء.

يمكن أن تظهر حمى منخفضة الدرجة في أقل من 60% من الحالات.

أسباب التهاب الزائدة الدودية

ليس من الواضح ما الذي يسبب التهاب الزائدة الدودية الحاد إلى الآن؛ ولكن يمكن أن تشمل الأسباب ما يلي:

  • إصابة أو رض على البطن
  • انسداد في الفتحة التي تصل الزائدة بالأمعاء
  • عدوى الجهاز الهضمي
  • داء الأمعاء الالتهابي
  • تنشؤات داخل الزائدة

التشخيص

يفحص الطبيب المريض ويطرح بعض الأسئلة حول الأعراض ومتى بدأت، كما ويضغط على منطقة أسفل البطن لمعرفة ما إذا كان الضغط يزيد الألم سوءاً.

يمكن للطبيب أن يشخص الحالة مباشرة عند اكتشاف العلامات والأعراض النموذجية لالتهاب الزائدة الدودية الحاد، ومن الممكن أن يطلب المزيد من الاختبارات التي تشمل:

  • تحاليل الدم، حيث قد يرتفع تعداد خلايا الدم البيضاء في حال وجود التهاب
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب أو الموجات فوق الصوتية لرؤية الزائدة الدودية وتشخيص حالة الالتهاب
  • اختبارات البول لتحديد وجود عدوى في الكلية أو المثانة

التشخيص خلال فترة الحمل

يمكن أن يكون تشخيص التهاب الزائدة الدودية صعباً أثناء الحمل لأن الأعراض الشائعة ليست موجودة دائماً، بالإضافة لتشابه الأعراض مع التي تحدث خلال الحمل نفسه، مثل:

  • الألم
  • الغثيان والإقياء
  • فقدان الشهية
  • الحمى

وقد تظهر أعراض غير نمطية قد تشمل ما يلي:

  • الحرقة في المعدة
  • الغازات
  • الإمساك
  • الإسهال

كما ويكون الفحص البدني صعباً في الحمل؛ كما تكون الاختبارات المخبرية لالتهاب الزائدة الدودية غير موثوقة في فترة الحمل أيضاً، لذلك يمكن اللجوء لاستخدام التصوير لتأكيد التشخيص؛ وفي حال الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية تكون الجراحة هي الخيار العلاجي الموصى به.

ولا يشكل التهاب الزائدة الدودية في الحمل خطراً في حال تم إجراء الجراحة في أقرب وقت ممكن، كما وتعتبر الجراحة خياراً آمناً للأم والجنين.

كما أن الإحصائيات تشير إلى أن احتمال موت الجنين عند استئصال الزائدة الدودية لا يتجاوز 2%؛ بينما قد تزداد هذه النسبة إلى 6% في حال حدوث التهاب معمم في الصفاق أو الخراج الصفاقي. كما وتزداد النسبة أكثر في حال انثقاب الزائدة؛ وفي حالات نادرة قد يولد الجنين قبل أوانه (الخداج).

علاج التهاب الزائدة الدودية

يتم وصف الصادات الحيوية للمريض، وفي بعض الحالات يكون ذلك كافياً لعلاج التهاب الزائدة الدودية ولا تكون الجراحة ضرورية.

إلا أنه وفي معظم الحالات، يجب أن تتم إزالة الزائدة الدودية جراحياً، وتشمل الخيارات الجراحية:

١- جراحة تنظير البطن

تنظير البطن هو إجراء دقيق ويتطلب شق صغير فقط بالتالي فإن خسارة الدم تكون قليلة. ونتيجة لذلك، يكون وقت الشفاء أسرع مما هو عليه في الجراحة المفتوحة، ويكون التندب أقل. ويمكن للشخص عادةً العودة إلى المنزل بعد 24 ساعة.

وفي الأيام القليلة الأولى، قد يعاني من بعض الإمساك والألم والكدمات، وقد يكون هناك أيضا ألم في طرف الكتف؛ ويمكن للمسكنات أن تساعد في تخفيف الألم.

أما بالنسبة للنشاط البدني، فيجب على المريض أن ينتظر حوالي 3-5 أيام بعد الجراحة التنظيرية قبل العودة إلى نشاطه.

٢- الجراحة المفتوحة

الجراحة المفتوحة تحتاج إلى شق أكبر من التنظير، وذلك ليتمكن الجراح من تنظيف المنطقة الموجودة داخل تجويف البطن.

ويتم اللجوء للجراحة المفتوحة في حال:

  • تمزقت الزائدة الدودية وانتشرت العدوى
  • تسببت الزائدة في حدوث خراج
  • كان المريض يعاني من أورام في الجهاز الهضمي
  • كانت المريضة الأنثى في الثلث الثالث من الحمل
  • قد خضع المريض للعديد من جراحات على البطن سابقاً

وبعد الجراحة المفتوحة يعطي الطبيب المريض الصادات الحيوية عن طريق الوريد. ويضطر المريض عادةً بعد هذه الجراحة للبقاء في المشفى لمدة تصل إلى أسبوع.

أما بالنسبة للنشاط البدني، فيجب على المريض أن ينتظر حوالي 10-14 يوماً بعد الجراحة المفتوحة قبل العودة إلى نشاطه.

علامات العدوى بعد الجراحة

وإذا ظهرت علامات لحدوث عدوى فمن المهم مراجعة الطبيب المختص بسرعة، ويمكن أن تشمل العلامات ما يلي:

  • تفاقم الألم والتورم
  • الإقياء المتكرر
  • ارتفاع درجة الحرارة
  • يصبح موقع العمل الجراحي ساخناً باللمس
  • وجود القيح أو إفرازات أخرى على مكان العمل الجراحي

المضاعفات

قد تنجم بعض المضاعفات المحتملة عند الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية الحاد:

١- التهاب الصفاق

إذا تمزقت الزائدة الدودية وأطلقت العدوى في البطن، فقد يصاب المريض بالتهاب الصفاق؛ وهو الغشاء الذي يبطن تجويف البطن ويغطي معظم أعضائه.

وقد يتسبب التهاب الصفاق في توقف حركة الأمعاء وانسدادها، والإصابة بالحمى والصدمة في بعض الأحيان؛ ويعتبر هذا الاختلاط حالة طارئة تتطلب علاجاً عاجلاً.

٢- الخراج

إذا تسربت العدوى من الزائدة الدودية واختلطت مع محتويات الأمعاء، فقد تشكل خراجاً، وفي حال تجاهل العلاج، يمكن أن يسبب التهاباً في الصفاق.

ويمكن أن تعالج الصادات الحيوية هذا الخراج أحياناً، ولكن غالباً ما يقوم الطبيب بنزح الخراج جراحياً بمساعدة أنبوب يتم وضعه في البطن.

المضاعفات الأخرى

قد تشمل المضاعفات الأخرى التي قد تحدث:

  • العلوص وهو حالة لا تعمل الأمعاء فيها بشكل صحيح.
  • الناسور وهو اتصال غير طبيعي بين المعدة والأمعاء.
  • انسداد الأمعاء الصغيرة
  • عدوى في موقع الجراحة

يمكن أن تكون مضاعفات الإصابة مهددة للحياة؛ ولذلك يجب طلب المساعدة الطبية على الفور في حال تفاقم الأعراض وعدم تجاهل العلاج.

التهاب الزائدة الدودية المزمن

يعتبر التهاب الزائدة الدودية المزمن شكلاً أقل شيوعاً من التهاب الزائدة الدودية الحاد، ويكون الألم أقل حدةً ويستمر لفترة أطول، حيث قد يصل إلى أسابيع أو شهور أو سنوات.

وعلى عكس التهاب الزائدة الدودية الحاد، لا يعتبر التهاب الزائدة الدودية المزمن حالة طبية طارئة.

ويمكن أن يساعد التصوير المقطعي المحوسب في تشخيص الإصابة بالنمط المزمن، ويشمل العلاج أيضاً إزالة الزائدة الدودية جراحياً.