التهاب القصبات الهوائية: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 16 نوفمبر 2022

ما هو التهاب القصبات الهوائية؟

التهاب القصبات الهوائية هو عدوى تصيب الشعب الهوائية الرئيسية في الرئتين (القصبات)، مما يؤدي إلى تهيّجها والتهابها.

مما يؤدي إلى إنتاج كميات من المخاط القصبي (القشع أو البلغم) بشكل أكثر من المعتاد، ويحاول الجسم التخلص منها عن طريق السعال.

يعاني حوالي 5% من الناس سنوياً من هجمة التهاب في القصبات الهوائية.

أنواع التهاب القصبات الهوائية

يوجد نوعين من التهاب القصبات الهوائية هما:

١- التهاب القصبات الحاد (قصير الأمد)

التهاب القصبات الحاد هو التهاب مؤقت في الشعب الهوائية يسبب السعال والقشع، ويستمر لمدة تصل إلى 3 أسابيع على الرغم من أن السعال المرتبط به قد يستمر لمدة تصل إلى شهرين. كما أن هذا النوع أكثر شيوعاً في الشتاء وغالباً ما يحدث بعد نزلات البرد أو التهاب الحلق أو الأنفلونزا.

٢- التهاب القصبات المزمن (طويل الأمد)

له أعراض مشابهة لالتهاب القصبات الحاد لكنه مرض مستمر، ويعاني به المريض من يومي يستمر لمدة 3 أشهر سنوياً. ويصيب في الغالب الأشخاص الأكبر من 40 عاماً. (1)

عادةً ما يرتبط التهاب الشعب الهوائية المزمن بالتدخين، حيث يهيج التدخين جدران المجاري الهوائية الرئيسية فتنتج المخاط القصبي بشكل مستمر في محاولة لحبس الغبار والجزيئات الأخرى التي تسبب لها التهيج. ويعد سبب السعال المستمر عند معظم المدخنين.

أعراض التهاب القصبات الهوائية

يتمثل العرض الرئيسي لالتهاب القصبات الهوائية في السعال المتقطع، والذي قد يؤدي إلى ظهور قشع نقي أو أصفر مائل إلى الرمادي أو مخضر (البلغم).

تتشابه الأعراض الأخرى مع أعراض نزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية، وقد تشمل:

  • التهاب الحلق
  • الصداع والتعب
  • سيلان أو انسداد في الأنف
  • الحمى والقشعريرة
  • ضيق في التنفس مع أو بدون صفير (أزيز)
  • ألم في الصدر بسبب السعال المتكرر بالإضافة إلى آلام خفيفة في الجسم

أسباب وعوامل خطر التهاب القصبات الهوائية

  • تعتبر العدوى الفيروسية السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالتهاب القصبات الهوائية ويمكن أن تنتشر العدوى عن طريق الهواء عندما يسعل الشخص المصاب.
  • قد تتسبب عدوى جرثومية أيضاً بحالة التهاب الشعب الهوائية.
  • يمكن لاستنشاق مواد مهيجة مثل الضباب الدخاني أو المواد الكيميائية الموجودة في المنتجات المنزلية أو دخان التبغ.
  • بعض العوامل الوراثية، وأهمها نقص إنزيم يدعى alpha-1 antitrypsin حيث يسبب التهاب القصبات الهوائية المزمن.
  • التعرض للمبيدات الحشرية
  • التدخين وهو السبب الرئيسي وعامل الخطر الأساسي لالتهاب القصبات الهوائية المزمن (2)
    • حتى التدخين سلبي يعتبر عامل خطر هام جداً، وتزداد خطورة حدوث التهاب القصبات الهوائية عند الأطفال في عامهم الأول بسبب التعرض لدخان السجائر
  • التعرض المهني أو بالصدفة لمواد يمكن أن تلحق الضرر بالرئتين مثل:
    • غبار الحبوب
    • المنسوجات (ألياف النسيج)
    • غاز الأمونيا
    • أحماض قوية
    • الكلور

مضاعفات الاصابة

الالتهاب الرئوي هو أكثر مضاعفات التهاب القصبات الهوائية شيوعاً، ويحدث عندما تنتشر العدوى في الرئتين، مما يتسبب في امتلاء الأكياس الهوائية الصغيرة داخل الرئتين بالسوائل.

وغالباً يكون الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي هم:

  • كبار السن
  • الأطفال الصغار
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي مثل الربو
  • المدخنين
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة
  • من لديهم تاريخ من مرض الارتجاع الحمضي المعدي المريئي

متى يجب زيارة الطبيب؟

يحتاج الشخص لزيارة الطبيب في حالة كانت لديه أعراض شديدة، على سبيل المثال:

  • سعال شديد استمر لأكثر من 3 أسابيع
  • السعال المستمر الذي يبقي المريض مستيقظ
  • ارتفاع في درجة الحرارة لأكثر من 3 أيام، قد تكون هذه علامة على الإنفلونزا أو حالة أكثر خطورة مثل الالتهاب الرئوي.
  • السعال المصحوب بقشع دموي
  • من لديه حالة قلبية أو رئوية كامنة، مثل الربو أو قصور القلب أو انتفاخ الرئة
  • نوبات متكررة من التهاب القصبات
  • ضيق في التنفس

تشخيص التهاب القصبات الهوائية

  • يتم التشخيص عن طريق الفحص السريري، واستماع الطبيب إلى صدر المريض وأصوات التنفس لديه بواسطة السماعة الطبية.
  • قد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات مثل مسحة الأنف والحلق لمعرفة سبب الإصابة.
  • كما يمكن أن يطلب الطبيب إجراء صورة أشعة سينية على الصدر إذا كان المريض يعاني من الحمى لاستبعاد الالتهاب الرئوي، لكن عادة لا تكون الأشعة السينية للصدر ضرورية.
  • لا تُستخدم اختبارات الدم لتشخيص التهاب القصبات الهوائية، ولكن قد يطلب الأطباء إجراءها إذا اعتقدوا أن المريض مصاب بعدوى أخرى.
  • قد يحتاج تشخيص التهاب القصبات المزمن إلى اختبار وظائف الرئة.
  • وفي حالات خاصة جداً قد يطلب الطبيب إجراء التنظير القصبي وهو عبارة عن إدخال منظار خاص إلى القصبات لمعاينتها مباشرة.

علاج التهاب القصبات الهوائية

في معظم الحالات يختفي التهاب القصبات الحاد من تلقاء نفسه في غضون أسابيع قليلة دون الحاجة إلى العلاج.

وخلال هذه الفترة يمكن القيام ببعض الأمور التي قد تخفف الأعراض وتجعل المريض يشعر بالتحسن مثل:

  • شرب الكثير من السوائل مما يساعد على منع الجفاف ويخفف القشع في الرئتين
  • الحصول على قسط وافر من الراحة
  • استخدام بخاخ الأنف أو القطرات الملحية لتخفيف احتقان الأنف
  • استنشاق البخار من وعاء يحوي ماء ساخن
  • تناول ملعقة صغيرة من العسل ليلاً إما بمفردها أو في ماء دافئ يمكن أن يساعد في تخفيف السعال ولكن مع الانتباه إلى أنه لا يعطى للرضع.

العلاج الدوائي

يمكن أحياناً اللجوء لاستخدام بعض العلاجات الدوائية لتسريع عملية الشفاء، مثل:

  • موسعات الشعب الهوائية التي تعمل على إرخاء العضلات حول الممرات الهوائية مما يساعد على فتح مجرى الهواء وجعل التنفس أسهل، وتأتي بشكل الحبوب الدوائية أو بخاخات الاستنشاق.
  • في الحالات الأكثر شدة، قد تحتوي أدوية موسعات الشعب الهوائية على الستيرويدات (مشابهات الكورتيزول) لتقليل الالتهاب.
  • العلاج بالأكسجين في حال انخفاض مستويات الأكسجين في الدم أي في أوقات معينة فقط، وخاصة بوجود أسباب شديدة لالتهاب القصبات الهوائية مثل الربو أو أمراض الرئتين الشديدة الأخرى.
  • هناك العديد من أدوية البلغم التي تخفف إنتاج القشع، مما يجعل من السهل إخراج البلغم.
  • يعالج الصداع وارتفاع درجة الحرارة والأوجاع والآلام باستخدام الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لكن لا ينصح باستخدام الإيبوبروفين عند مرضى الربو.
  • أما المضادات الحيوية فلا توصف في جميع حالات التهاب القصبات الهوائية خاصةً إذا كان السبب عدوى فيروسية، لكن يتم وصف المضادات الحيوية فقط إذا كان هناك خطر متزايد للإصابة بمضاعفات، مثل الالتهاب الرئوي، في حالات معينة تشمل:
    • الأطفال الخدج
    • كبار السن فوق سن 80
    • الأشخاص الذين لديهم سوابق إصابة بأمراض القلب أو الرئة أو الكلى أو الكبد
    • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة
    • الأشخاص المصابون بالتليف الكيسي

في حال استمرار الأعراض

إذا استمرت الأعراض لمدة 3 أشهر على الأقل، فهذا يعرف باسم التهاب الشعب الهوائية المزمن، حيث لا يوجد علاج محدد شاف لمعظم أسباب الاتهاب المزمن.

ولكن بعض التغييرات في نمط الحياة يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، مثل:

  • تناول نظام غذائي متوازن
  • ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة لتقوية عضلات الصدر من أجل المساعدة على التنفس
  • الإقلاع عن التدخين كونه السبب الرئيسي، ويكون ذلك كفيل بتحسين صحة الرئتين على المدى الطويل (3)
  • يمكن أيضاً الخضوع لبرامج إعادة التأهيل الرئوي والتنفسي في حالات الالتهاب الشديد. وهي برامج تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية مزمنة خاصة على تحسين وظيفة الرئتين والشعب الهوائية، من خلال تمرين تنفسية معينة.

الوقاية

يمكن الوقاية من التهاب القصبات الهوائية عن طريق اتباع العديد من التوصيات مثل:

  • الحفاظ على النظافة العامة والشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار
  • الحصول على اللقاحات مثل لقاح الإنفلونزا
  • تجنب الأدخنة أو تلوث الهواء
  • الإقلاع عن التدخين وتجنب التدخين السلبي
  • بقاء المريض في المنزل حتى يشفى بالإضافة لتغطية الفم عند السعال أو العطس للحفاظ على صحة باقي الأفراد.