التهاب الكبد C: العدوى والأعراض

الكاتب - 15 يناير 2023

التهاب الكبد C هو مرض معدٍ يصيب الكبد ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مختلفة؛ وعلى الرغم من أن التشخيص المبكر يمكن أن يمنع الكبد من الوصول إلى مرحلة التلف. إلا أن التهاب الكبد C يعتبر خطير وقاتل إذا ترك دون علاج.

ما هو التهاب الكبد C؟

يعد الكبد من أكبر الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان، ويقع في الجزء الأيمن العلوي من البطن، ويمكن أن يتعرض إلى أمراض مختلفة تسبب مشكلات صحية، منها التهاب الكبد الوبائي C هو مرض ينجم عن عدوى يسببها فيروس التهاب الكبد C (HCV).

ينتشر هذا الفيروس عن طريق ملامسة دم شخص مصاب؛ وفي يومنا الحالي يصاب معظم الأشخاص عن طريق مشاركة الإبر وغيرها من المعدات المستخدمة لتحضير المخدرات وحقنها.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن ينتقل الفيروس عبر:

  • إعادة استخدام أو عدم تعقيم المعدات الطبية بشكلٍ كافٍ
  • نقل الدم والصفائح بدون فحصه والتأكد من أن المتبرع غير مصاب
  • من الأم المصابة إلى طفلها (1)
  • من خلال الممارسات الجنسية التي يمكن أن من خلالها التعرض للدم (الأشخاص الذين لديهم عدة شركاء جنسيون والرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين)

ولا ينتشر التهاب الكبد C من خلال حليب الأم أو الطعام أو الماء أو التماس العرضي مثل العناق والتقبيل ومشاركة الطعام أو المشروبات مع شخص مصاب. (2)

وبالنسبة لبعض الأشخاص يعد التهاب الكبد C مرضاً قصيراً، ولكن بالنسبة لأكثر من نصف الأشخاص المصابين يمكن أن تكون الإصابة مزمنة وطويلة الأمد، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، بل ومهددة للحياة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.

وغالباً لا يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الكبد C المزمن من أعراض ولا يشعرون بأي مرض، ولكن عندما تظهر الأعراض، فإنها غالباً ما تكون علامة على حدوث مرض كبدي متقدم.

أعراض التهاب الكبد C

تظهر الأعراض عند بعض الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد C الحاد في غضون شهر إلى ثلاثة أشهر بعد تعرضهم للفيروس.

وقد تشمل هذه الأعراض:

  • البول الأصفر الغامق
  • الإعياء
  • الحمى
  • البراز الرمادي أو بلون الطين
  • ألم المفاصل
  • فقدان الشهية
  • الغثيان و / أو الإقياء
  • ألم في البطن
  • اليرقان (اصفرار العينين والجلد)

ومن المحتمل ألا تظهر أعراض حتى يتسبب المرض في حدوث مضاعفات، ويمكن أن يحدث ذلك بعد عقود من الإصابة، ولهذا السبب فإن فحص الحالة مهم، حتى لو لم تظهر أية أعراض.

الأعراض عند الأطفال

يتعرض حديثو الولادة لخطر الإصابة بالتهاب الكبد C أثناء وجودهم في الرحم إذا أصيبت الأم بالعدوى؛ علماً أن الولادة القيصرية لا تؤدي إلى زيادة مخاطر انتقال العدوى.

من الآمن أيضاً أن ترضع الأم المصابة بالفيروس رضيعها رضاعة طبيعية لأنه لا يوجد دليل يُظهر إمكانية حدوث انتقال للعدوى بهذه الطريقة.

ومع ذلك، إذا كان لدى الأم المرضعة حلمات متشققة ونازفة، فيجب عليها التوقف عن الإرضاع مؤقتاً حتى تلتئم الحلمتان.

يعتبر الأطباء أن الفيروس حالة مزمنة عند الأطفال الذين يعانون من استمرار العدوى مع بلوغهم العامين من العمر، ووفي الواقع لا تظهر أية أعراض على معظم الأطفال المصابين، لكن الفحوصات المخبرية تظهر دلائل تميز هذه الحالة وتؤكدها.

وقد يعاني الأطفال المصابون أيضاً من صعوبة في كسبهم للوزن، ويكون نموهم أبطأ، وقد تظهر لديهم ضخامة في الكبد أو الطحال.

تشخيص التهاب الكبد C

يمكن تشخيص الفيروس بإجراء اختبارات الدم؛ حيث يقوم الطبيب بإجراء فحص دم بسيط للبحث عن الأجسام المضادة لالتهاب الكبد C في الدم.

ويعني الاختبار الإيجابي أن الشخص قد تعرض للفيروس، لكنه لا يثبت بالضرورة استمرار العدوى.

فإذا كان اختبار الأجسام المضادة إيجابياً، فقد يخضع المريض لاختبار دم ثانٍ يسمى اختبار "RNA" لالتهاب الكبد C، والذي يسمح بالتحقق مما إذا كان الفيروس لا يزال موجوداً في الدم. كما يمكن أن يحدد اختبار النمط الجيني نوع فيروس التهاب الكبد C الموجود.

وإذا كان الشخص مصاباً لفترة طويلة، فقد يوصي الطبيب بإجراء مزيد من الاختبارات بحثاً عن وجود تلف في الكبد وقياس شدة أي ضرر حاصل، واستبعاد الأسباب الأخرى لهذا الضرر.

يتضمن ذلك عادةً اختبارات الدم الأخرى والتصوير بالموجات فوق الصوتية، وقد يلجأ الأطباء إلى أخذ خزعة من الكبد فقط عندما لا توفر الاختبارات الأخرى معلومات كافية.

المضاعفات

عند عدم قدرة الجسم على محاربة الفيروس يتطور التهاب الكبد C إلى المرحلة المزمنة؛ وهو ما يحدث عند 75% إلى 85% من المصابين بالتهاب الكبد.

أما في حال عدم علاج الحالة فقد تحدث مضاعفات مختلفة تتضمن تشمع الكبد وقصور الكبد وسرطان الكبد.

١- تشمع الكبد

يعتبر تشمع الكبد حالة ينهار فيها الكبد ببطء ويصبح غير قادر على العمل بشكل طبيعي.

ويحل النسيج الندبي محل أنسجة الكبد السليمة ويمنع جزئياً تدفق الدم عبر الكبد. وفي المراحل المبكرة، يستمر الكبد في أداء وظيفته ولكن ومع تفاقم الحالة يبدأ بالدخول في مرحلة القصور.

٢- قصور الكبد

ويعني فشل الكبد عن أداء وظائفه، وهو يتطور على مدار شهور أو سنوات أو حتى عقود.

وفي المراحل الأخيرة من قصور الكبد، لا يستطيع الكبد أداء وظائفه المهمة أو حتى استبدال خلاياه التالفة.

٣- سرطان الكبد

تزيد الإصابة بالتهاب الكبد C المزمن من فرص الإصابة بسرطان الكبد.

وإذا تسبب الفيروس المزمن في تلف شديد في الكبد أو تشمع الكبد قبل تلقي العلاج، فستستمر زيادة احتمالية الإصابة بسرطان الكبد حتى بعد العلاج.

قد يقترح الطبيب إجراء اختبارات الدم والتصوير بالموجات فوق الصوتية للتحقق من الإصابة بسرطان الكبد، الفيروس ويحسِّن اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة من فرصة الشفاء.

علاج التهاب الكبد C

يهدف العلاج إلى القضاء على الفيروس في الدم بشكل كامل، وحماية الكبد من الاختلاطات السابقة.

تتوفر العديد من الأدوية لعلاج التهاب الكبد C؛ وقد لا تكون بعض الأدوية مناسبة لجميع المرضى بسبب الآثار الجانبية أو الحالات الطبية الأخرى التي يعاني منها المريض.

ومن الأدوية المعتمدة في العلاج:

  • سوفوسبوفير Sofosbuvir
  • ليديباسفير Ledipasvir / سوفوسبوفير Sofosbuvir
  • سيميبريفيرSimeprevir
  • مزيج من باريتابريفير Paritaprevir / أومبيتاسفير Ombitasvir / ريتينوفير Ritonavir / داسابوفير Dasabuvir
  • داكلاتاسفير Daclatasvir

ويجب مراقبة المرضى من قبل أطبائهم المختصين عند استخدام هذه الأدوية.

الوقاية

تعتبر الطريقة الوحيدة للوقاية من العدوى هي تجنب ملامسة الدم المصاب، حيث لا يوجد لقاح للفيروس.

علماً أنه لا ينبغي إبعاد الناس عن المدرسة أو العمل أو الأماكن الاجتماعية الأخرى بسبب إصابتهم.

وفيما يلي بعض الاحتياطات التي قد تمنع انتشار الإصابة:

  • عدم مشاركة أدوات العناية الشخصية، مثل فرشاة الأسنان أو شفرات الحلاقة مع الآخرين
  • استخدام الواقي الذكري عند ممارسة الجنس
  • عدم مشاركة الإبر أو الحقن والحرص على تعقيم هذه المواد قبل استخدامها
  • ارتداء القفازات عند التعامل مع دم شخص آخر
  • استخدم معدات معقمة لثقب الجسم أو الوشم

كما يجب أن يخضع الأشخاص المعرضون لخطر أكبر للإصابة لفحص الدم.