التهاب الكبد D: الأعراض والعلاج

الكاتب - 18 يناير 2023

التهاب الكبد D هو عدوى فيروسية تسبب أضراراً مختلفةً في الكبد؛ مما يؤدي إلى ظهور أعراض ومشاكل مختلفة.

فما هو هذا الفيروس وما هي أعراضه وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟

ما هو التهاب الكبد D؟

يعتبر الكبد من أكبر الأعضاء الداخلية في جسم الإنسان، ويقوم بوظائف هامة ومتعددة، وفي كثير من الأحيان يكون التهابه ناجماً عن عدوى فيروسية.

ينجم التهاب الكبد D عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد HDV، إلا أن هذا الفيروس لا يمكن أن يصيب الإنسان إلا إذا كان مصاباً أيضاً بفيروس التهاب الكبد (HBV) أي التهاب الكبد B.

لذلك يمكن اعتبار التهاب الكبد D عدوى مزدوجة، بالتالي يمكن الوقاية من التهاب الكبد D عن طريق الوقاية من التهاب الكبد B بالحصول على اللقاح.

وفي الواقع ينتشر الفيروس بنفس الطريقة التي ينتشر بها التهاب الكبد B، أي من خلال:

  • ملامسة دم الشخص المصاب أو غيرها من سوائل الجسم، بما في ذلك مشاركة الإبر أثناء تعاطي المخدرات أو الابر المستخدمة للوشوم
  • ممارسة الجنس غير المحمي
  • من الأم إلى الابن أثناء الولادة
  • استخدام المعدات الطبية غير المعقمة

علماً أنه لا يمكن للأشخاص نقل الفيروس من خلال الأنشطة البسيطة كالسعال أو العطاس أو الجلوس بقرب الآخرين أو المعانقة أو المصافحة بالأيدي أو مشاركة أواني الطعام. كما أنه ليس من الممكن انتقال الفيروس من خلال الأكل أو الشرب.

أنواع التهاب الكبد D

يمكن للفيروس المسبب لهذا التهاب أن يسبب عدوى حادة أو مزمنة أو كليهما.

١- التهاب الكبد D الحاد

وهو عدوى قصيرة الأمد، وأعراضها هي نفس أعراض أي نوع من التهاب الكبد ولكنها غالباً ما تكون أكثر حدة. وفي بعض الأحيان يكون الجسم قادراً على محاربة العدوى بنفسه. (1)

٢- التهاب الكبد D المزمن

وهو عدوى طويلة الأمد؛ وتحدث عندما لا يتمكن الجسم من محاربة الفيروس والقضاء عليه.

علماً أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد B وD المزمن يتطور لديهم مضاعفات في كثير من الأحيان وبسرعة أكبر من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد B وحده. (2)

الأعراض

لا يمكن تمييز علامات وأعراض عدوى التهاب الكبد D الحاد عن تلك التي نجدها في الأنواع الأخرى من التهاب الكبد الفيروسي الحاد؛ وتشمل:

  • الحمى
  • الإعياء
  • فقدان الشهية
  • الغثيان
  • الإقياء
  • ألم بطن
  • البول الداكن
  • البراز بلون الطين
  • ألم المفاصل
  • تلون الجلد والعينين بالأصفر (اليرقان)

وتظهر هذه العلامات والأعراض عادة بعد 3-7 أسابيع من الإصابة الأولية.

وفي المقابل، فإن معظم الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالنوع المزمن يعانون من أعراض قليلة حتى تتطور الحالة وتظهر المضاعفات. والتي قد تكون بعد عدة سنوات من إصابتهم.

المضاعفات

في حالات نادرة، يمكن أن تؤدي الإصابة بالتهاب الكبد D الحاد إلى قصور الكبد الحاد. وهو حالة يفشل فيها الكبد فجأة عن أداء وظائفه.

وعلى الرغم من أن فشل الكبد الحاد أمر غير شائع، إلا أنه يكون أكثر شيوعاً عند المصابين بالتهاب الكبد D وB من أولئك المصابين بالتهاب الكبد B وحده.

أما التهاب الكبد D المزمن فقد يؤدي إلى تشمع الكبد وقصور الكبد وسرطان الكبد.

وكما هو الحال في قصور الكبد الحاد فإن الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد B وD المزمن يكونون أكثر عرضةً لتطوير هذه المضاعفات من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد B المزمن وحده.

  • تشمع الكبد: وهو حالة ينهار فيها الكبد ببطء ولا يستطيع العمل بشكل طبيعي؛ ومع تزايد تشمع الكبد يبدأ الكبد في الوصول إلى مرحلة القصور.
  • قصور الكبد: والذي يسمى أيضاً الداء الكبدي في مرحلته النهائية، وهو يتطور على مدى أشهر أو سنوات وفيه لا يستطيع الكبد أداء وظائفه المهمة أو استبدال خلاياه التالفة.
  • سرطان الكبد: إن وجود التهاب الكبد B وD المزمن يزيد من فرصة تطوير سرطان الكبد، والعثور على السرطان في مرحلة مبكرة يحسن فرصة علاجه.

تشخيص التهاب الكبد D

لتشخيص الالتهاب الحاصل يأخذ الطبيب القصة المرضية من المريض، مثل الأعراض الي يعاني منها وزمن بدئها بالإضافة لأي أمراض وعوامل خطر لديه.

ثم يجري الطبيب الفحص البدني ويقيس العلامات الحيوية، بالإضافة للبحث عن علامات علامات تشمع الكبد، مثل التورم في البطن أو أجزاء أخرى من الجسم.

كما يلجأ الطبيب للفحوص التالية:

  • يطلب الطبيب فحص دم للمريض للتأكد إن كان يعاني من التهاب الكبد
  • يمكن أن يجري تصوير بالموجات فوق الصوتية أو يأخذ خزعة ممن الكبد أو كليهما كإجراء للتحقق من صحة الكبد.

علاج التهاب الكبد D

لا يوجد حالياً أي علاج للفيروس المسبب لالتهاب الكبد D، ولكن يمكن لبعض الإجراءات أن تساعد المريض على التعامل مع الحالة المرضية.

  • يصف الطبيب عادةً للأشخاص الذين يعانون من النوع المزمن دواء بيغ إنترفيرون-ألفا "Pegylated Interferon-Alpha"
    • يساعد هذا الدواء بتقليل خطر تفاقم الحالة؛ وعادةً ما يأخذه المريض لمدة لا تقل عن 48 أسبوعاً.
  • كما أن الأشخاص المصابين بالفيروس يتلقون علاجاً لالتهاب الكبد B
    • وتشمل الأدوية المضادة للفيروسات والعقاقير المعدلة للمناعة، والتي تساعد الجهاز المناعي على محاربة الفيروس.
  • إذا كان لدى المريض المصاب بالفيروس المزمن الذي يؤدي إلى مضاعفات، فقد يحتاج إلى تلقي علاج يحد من تلف الكبد.
  • أما في الحالات الشديدة من تلف الكبد أو قصوره، قد يكون من الضروري إجراء عملية زرع كبد جديد.

الوقاية

على الرغم من عدم وجود لقاحات متاحة للفيروس فإن الحصول على تلقيح ضد التهاب الكبد B يحمي من الإصابة بالتهاب الكبد D.

كما يمكن تقليل خطر الإصابة أيضاً عن طريق اتباع النصائح التالية:

  • تجنب مشاركة معدات المخدرات
  • استخدم الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس
  • تجنب التعرض للمعدات الطبية أو التجميلية أو معدات طبيب الأسنان غير المعقمة بالإضافة إلى معدات الوشم وثقب الجسم غير المعقمة
  • ارتداء قفازات اللاتكس عند التماس مع دم شخص آخر أو سوائله الجسدية الأخرى
  • تجنب مشاركة الأشياء الشخصية مع الأشخاص المصابين كشفرات الحلاقة والمقص وفرشاة الأسنان وغيرها
  • الحرص بشكل خاص على اتباع هذه الاحتياطات عند السفر إلى الخارج في البلدان التي يكون فيها التهاب الكبد B واسع الانتشار