التهاب الكبد E: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 15 يناير 2023

يعد التهاب الكبد E أحد الأمراض التي قد تصيب الإنسان، وتسبب مشكلات صحية له، فما هو هذا المرض وما هي أعراضه وكيف يمكن العلاج والوقاية منه؟

التهاب الكبد E

ينجم التهاب الكبد E عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد (HEV) وهو أكثر الأسباب شيوعاً لالتهاب الكبد الفيروسي الحاد، ولهذا الفيروس 4 أنواع مختلفة على الأقل.

ينتقل الفيروس بشكل رئيسي من خلال مياه الشرب الملوثة، حيث يتم طرح الفيروس في براز الأشخاص المصابين ويدخل جسم الإنسان عبر الأمعاء.

عادةً يشفى المريض في غضون 2-6 أسابيع؛ ولكن في بعض الأحيان تتطور الحالة إلى مرض خطير يعرف بالتهاب الكبد الصاعق.

تحدث عدوى التهاب الكبد E في جميع أنحاء العالم وهي شائعة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط والتي تعاني من محدودية المياه والصرف الصحي والنظافة والخدمات الصحية.

وعادةً ما تنتشر العدوى بعد تلوث إمدادات مياه الشرب بالبراز، مما قد يؤثر على عدة مئات إلى عدة آلاف من الأشخاص، وقد حدثت بعض هذه الحالات في مناطق الحروب ومخيمات اللاجئين.

قد ينتقل الفيروس أيضاً عن طريق الحيوانات، وعادةً ما يكون ذلك عبر ابتلاع اللحوم غير المطهية بما في ذلك الكبد الحيواني، وخاصةً الخنزير.

١- التهاب الكبد E الحاد

وهو عدوى قصيرة الأمد؛ ويكون جسم المريض قادراً غالباً على محاربة الفيروس والقضاء عليه والتعافي من العدوى؛ وعادةً ما يتحسن المريض دون علاج بعد عدة أسابيع.

٢- التهاب الكبد E المزمن

وهو عدوى طويلة الأمد تحدث عندما لا يكون الجسم قادراً على القضاء على الفيروس.

ويعد الاتهاب المزمن نادراً ولا يحدث إلا في الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي مثل أولئك الذين يتناولون الأدوية التي تضعف جهاز المناعة بعد زرع الأعضاء أو المصابين بفيروس HIV المسبب لمرض الإيدز.

أعراض التهاب الكبد E

يمكن أن تختلف أعراض التهاب الكبد E بين مريض وآخر، وبعض الناس لا يعانون من أية أعراض على الإطلاق أو قد يعانون من أعراض خفيفة.

بينما يمكن أن يكون عند البعض أعراض مختلفة، والتي عادةً تظهر بعد 15-60 يوم من التعرض للفيروس.

وتشمل الأعراض المحتملة التي تميل إلى الاختفاء مع الشفاء من العدوى ما يلي:

  • التعب العام
  • فقدان الشهية
  • الحمى
  • الغثيان
  • الإقياء
  • اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)
  • ألم في الجزء العلوي من البطن، وتحديداً في منطقة الكبد
  • براز بلون الطين
  • البول الداكن

تشخيص التهاب الكبد E

تكون الأعراض النموذجية كاليرقان هي ما ما يوجه الطبيب لتشخيص حالة التهاب الكبد E.

يبدأ الطبيب عادةً باختبارات الدم لتحديد مدى جودة عمل الكبد وما إذا كان تالفاً، وتتضمن اختبارات الكبد قياس مستويات إنزيمات الكبد والمواد الأخرى التي ينتجها.

إذا كانت الاختبارات تشير إلى التهاب الكبد، يجري الأطباء اختبارات دم أخرى للتحقق من الإصابة بفيروسات التهاب الكبد، حيث لا يكون التوجه المباشر لفيروس E بل يتم ذلك في حال:

  • عدم كشف الاختبارات لوجود التهاب الكبد A أو B أو C، ولكن المريض لديه مظاهر نموذجية لالتهاب الكبد الفيروسي
  • سفر المريض مؤخراً إلى منطقة ينتشر فيها التهاب الكبد E

المضاعفات

معظم الناس يتعافون من التهاب الكبد E الحاد دون مضاعفات؛ ولكن في بعض الحالات، قد يسبب التهاب الكبد قصوراً حاداً في الكبد، وهي حالة تسبب فشل الكبد بشكل مفاجئ، ويكون ذلك أكثر شيوعاً عند:

  • النساء الحوامل
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد الأخرى

يمكن أن يسبب التهاب الكبد E عند الحوامل مضاعفات أخرى للأم والطفل، مثل الإملاص (موت الجنين بين الأسبوعين 20 و28 من الحمل) أو الولادة المبكرة أو الوزن المنخفض عند الولادة (انخفاض وزن الوليد)

مضاعفات التهاب الكبد E المزمن

تعتبر نادرة الحدوث وتحدث عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، وقد تشمل المضاعفات ما يلي:

  • تشمع الكبد: وهو حالة ينهار فيها الكبد ببطء ولا يستطيع العمل بشكل طبيعي
  • قصور الكبد: والذي يتطور على مدى أشهر أو سنوات؛ وفيه لا يستطيع الكبد أداء وظائف مهمة واستبدال خلاياه التالفة

علاج التهاب الكبد E

لا يتطلب التهاب الكبد من النوع E أي علاج دوائي، حيث يتم التعافي من الفيروس بشكل عفوي.

وقد يوصي الأطباء ببعض النصائح لدعم الجسم أثناء عملية الشفاء، وتشمل هذه النصائح:

  • تناول نظام غذائي متنوع ومتوازن
  • شرب الكثير من السوائل، وخاصة الماء
  • الراحة
  • تجنب الأشياء التي يمكن أن تسبب تهيج الكبد مثل شرب الكحول
  • يمكن أن يطلب الطبيب التوقف عن تناول أي أدوية قد تسبب تلف الكبد
  • زيارة الطبيب بانتظام إلى أن يتعافى الجسم بشكل كامل

وفي بعض الحالات، قد يصف الأطباء أدوية معينة بحالة الأشخاص الذين يعانون من عدوى شديدة، وفي حالات نادرة، قد يحتاج المريض إلى البقاء في المستشفى إن كان الأمر يستدعي ذلك.

الوقاية

تعتمد الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد E على بعض النصائح الخاصة بالنظافة والعادات المتبعة لدى تناول الطعام وهي تشمل:

  • الحرص على شرب الماء النقي والنظيف (المعبأة بزجاجات) عند السفر إلى البلدان النامية أو المناطق المكتظة
  • استخدام الماء النظيف عند تنظيف الأسنان وغسل الفواكه والخضروات وإعداد الطعام وغيرها
  • في حال عدم توافر الماء النقي يعتبر غلي أو إضافة مركبات الكلور إلى الماء حل فعال يؤدي إلى تعطيل الفيروس
  • يفضل تجنب تناول اللحوم النيئة وبشكل خاص لحم الخنزير واللحوم البرية كلحوم الغزلان
  • وقد تم تطوير لقاح لمنع العدوى وهو مرخص في الصين فقط، ولم يتوفر بعد في أماكن أخرى.

في حال كان الشخص مصاب بالفيروس فيجب أن يحرص على عدم نقل العدوى لمن حوله وذلك من خلال اتباع نصائح النظافة العامة كغسل ​​اليدين بالماء الدافئ بعد الدخول إلى الحمام وقبل صنع الطعام.