التهاب اللثة: الأسباب والعلاج

الكاتب - 31 ديسمبر 2022

يعد التهاب اللثة أحد أمراض الأسنان التي تقبل العلاج سريعاً، لكنه قد يسبب أمراضاً أخرى مزعجة نتيجة عدم اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة. فما هو التهاب اللثة، وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟

ما هي اللثة؟

تُعد اللثة غشاءً مخاطياً وردي اللون ونسيج رخو محيط بالأسنان يعمل على حمايتها ودعمها؛ بالتالي فإن أي التهاب يصيبها سيؤثر في الأسنان.

ما هو التهاب اللثة؟

يُعتبر التهاب اللثة (Gingivitis) أكثر أمراض الفم والأسنان انتشاراً، حيث تحدث الإصابة به نتيجة التصاق الأطعمة والمشروبات باللثة؛ مما يجعلها عرضةً للعدوى. (1)

من ناحية أخرى أظهرت البيانات الإحصائية زيادة نسب الإصابة لدى الذكور مقارنة بالإناث. (2)

لكن ما تجدر الإشارة إليه إمكانية علاج هذا الالتهاب بسهولة إذا لم يتأخر المريض في استشارة الطبيب، واتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة.

أعراض التهاب اللثة

توجد أعراض عدّة لدى المريض بالتهاب اللثة، تستدعي استشارة طبيب الأسنان، وهي كالتالي:

  • حدوث نزيف من اللثة عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط
  • احمرار اللثة
  • يميل لون اللثة أحياناً إلى الأرجواني
  • تورُّم اللثة وانتفاخها
  • رائحة الفم كريهة
  • ظهور تقرحات فموية

أسباب التهاب اللثة

يحدث الالتهاب نتيجة نمو متزايد للبكتيريا والعدوى في اللثة، حيث توجد أنواع من الجراثيم تسبب هذه الحالة، أبرزها:

  • المكورات العقدية (Streptococcus)
  • المغزلية (Fusobacterium)
  • الشعيّات (Actinomycetales)
  • فييلونيلا (Veillonella)
  • اللولبية (Treponema)‏

كما توجد أسباب أخرى تؤدي إلى حدوث هذا الالتهاب، مثل:

1- اللويحة السنية (البلاك الجرثومي)

وهي رواسب من الجراثيم تشكِّل غشاءً رقيقاً على سطح الأسنان نتيجة قلة العناية بنظافة الفم، مما تؤدي إلى التهاب اللثة. (3)

كما توجد عوامل تسهم في نمو هذه اللويحات الجرثومية مثل ما يلي:

  • تراكب الأسنان التي تحتاج إلى تقويم
  • صعوبة تنظيف الأسنان المتراكبة مما تزيد من وجود البلاك الجرثومي

بالإضافة إلى ذلك يعاني الأطفال الصغار التهاب اللثة، في بدايات ظهور الأسنان لديهم، نتيجة تراكم البلاك.

2- الأسباب الغذائية

يمكن أن يحدث التهاب اللثة نتيجة نقص بعض المواد الغذائية في الجسم أو زيادتها، مثل نقص فيتامين سي (C)، كما أن تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات المكررة في النظام الغذائي يُعزز من حدوث الالتهاب. (4)

3- التغيرات الهرمونية

كشفت الدراسات أن التغيُّرات الهرمونية تؤثر في أنسجة اللثة، حيث بيّنت أن تقلب هرموني الأستروجين والتستوستيرون يؤثر في اللثة خلال فترة البلوغ. (5)

كما لاحظت زيادة فرص الإصابة بالتهاب اللثة عند الإناث اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 11 إلى 13 عاماً، وكذلك الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 14 عاماً.

بالإضافة إلى ذلك أظهرت دراسة أخرى عام 2018 زيادة فرص الإصابة لدى النساء خلال فترة الحمل، ومعاناتهن أعراضاً أكثر حدة، نتيجة التقلبات الهرمونية. (6)

4- الأسباب الدوائية

قد تسبب بعض الأدوية الطبية حدوث التهاب في اللثة، مثل ما يلي:

  • الأدوية المضادة للصرع مثل الفينيتوين (Phenytoin)
  • حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blocker): تُستخدم لعلاج الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم
  • مضادات التجلط
  • أدوية منع الحمل الفموية
  • فيتامين أ (A)

عوامل الخطورة

توجد مجموعة من عوامل الخطورة التي تزيد من نسب الإصابة، مثل:

  • التدخين
  • مضغ التبغ
  • الحالات التي تسبب انخفاض مناعة الجسم
  • بعض الأمراض الوراثية مثل الورم الليفي اللثوي الوراثي (HGF)
  • جفاف الفم

المضاعفات

يتسبب عدم علاج التهاب اللثة في حدوث عدد من المضاعفات، هي كالتالي:

  • التهاب دواعم السن: وهو انتشار العدوى للعظام والأنسجة الرخوة المحيطة باللثة؛ مما يؤدي إلى تسوس الأسنان أو فقدانها
  • انتشار العدوى الجهازية: وهي انتقال الجراثيم من خلال أنسجة اللثة إلى مجرى الدم، والقلب، والرئتين، أو أي أجزاء أخرى من الجسم
  • التهاب اللثة المزمن: قد يؤدي عدم علاج الحالة إلى الالتهاب المزمن الذي يسبب داء السكري، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وأمراض الشرايين التاجية
  • التهاب اللثة التقرحي: تصبح اللثة مليئة بالتقرحات المؤلمة حيث يُعرف هذا الالتهاب بالناخر أو الفم المُخندَق (Trench mouth)

التشخيص

يعتمد طبيب الأسنان خلال تشخيص الحالة على خطوات عدَّة، هي كالتالي:

  • التاريخ المرضي: حيث يستمع الطبيب إلى تفاصيل إصابة المريض بالتهاب اللثة والأعراض التي ظهرت عليه
  • الفحص السريري: حيث يستطيع الطبيب التأكد من إصابة المريض عن طريق:
    • معاينة المظهر الخارجي للثة والأسنان
    • فحص البلاك الجرثومي في الأسنان واللثة
    • فحص اللثة بشكل مباشر عبر مسبار الأسنان
  • الفحوصات الإضافية: قد يلجأ الطبيب إلى إجراء أشعة سينية؛ من أجل التأكد من انتشار العدوى إلى البنى العظمية الداعمة للأسنان

علاج التهاب اللثة

يعتمد علاج التهاب اللثة على إزالة اللويحات الجرثومية (البلاك) من أجل تخفيف الالتهاب قدر الإمكان، عن طريق التالي:

  • تنظيف المريض لأسنانه من خلال الفرشاة أو الخيط
  • تنظيف الطبيب لأسنان المريض عبر أدوات خاصة

لكن إذا كان الالتهاب مؤلماً، فقد يحتاج المريض إلى:

  • تنظيف اللثة العميق
  • مضادات حيوية
  • إزالة بعض الأسنان
  • جراحة اللثة

الوقاية

تعد الوقاية من التهاب اللثة أمراً هاماً يوصي به أطباء الأسنان، عن طريق تطبيق مجموعة من الخطوات، هي ما يلي:

  • العناية بنظافة الأسنان والفم: الاستمرار في تنظيف الأسنان بالفرشاة يومياً
  • الاعتماد على الطعام الصحي والمتوازن
  • تجنب الأطعمة السكرية والدهنية قدر الإمكان
  • شرب المياه التي تحتوي على الفلورايد
  • التوقف عن التدخين أو تجنُّبه قدر المستطاع

نصائح يومية لمرضى التهاب اللثة

توجد نصائح عدة وإرشادات تُساعد مرضى التهاب اللثة في تخفيف الحالة، ومنع تكرارها، وهي:

  • اختيار معجون الأسنان الذي يحتوي على مضادات حيوية تساعد في منع ظهور اللويحات الجرثومية
  • تنظيف الأسنان جيداً من خلال اتِّباع الخطوات الموصى بها من قبل الطبيب
  • استخدام غسول الفم المضاد للبكتيريا يومياً
  • تنظيف الأسنان بالخيط بشكل مستمر

في النهاية ينبغي التأكيد على ضرورة العناية بنظافة الفم من أجل الحفاظ على أسنان قوية.

كما يفضل زيارة الطبيب المختص لوصف العلاج المناسب إذا زادت حدة الالتهابات وآلامها.