التهاب المعدة: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 24 أغسطس 2022

تعد حالة التهاب المعدة (Gastritis) من الحالات الشائعة بين الناس، حيث تتأثر المعدة بالطعام الداخل لها بالإضافة لآلية عملها المتمثلة بالانقباض والاسترخاء وإفراز الإنزيمات الهضمية.

فما هي أسباب هذه الحالة؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟

تعريف التهاب المعدة

المعدة عضو عضلي له شكل حرف "J"، وهي جزء من الجهاز الهضمي؛ تتمثل وظيفتها في تخزين الطعام الذي يصلها مؤقتاً وتنقبض وتسترخي وتنتج الإنزيمات والأحماض لتحطيم هذا الطعام إلى وحدات أصغر ومن ثم نقله وتمريره إلى الأمعاء الدقيقة.

وتتوضع المعدة في الجزء العلوي من البطن على الجانب الأيسر؛ ويتصل الجزء العلوي منها بصمام يتمثل في العضلة المعصرة السفلية للمريء (في نهاية المريء)؛ بينما يتصل الجزء السفلي بالأمعاء الدقيقة.

وفي بعض الأحيان تتعرض بطانة المعدة للتلف وتلتهب نتيجةً لذلك، مما يضعنا أمام حالةٍ شائعةٍ تسمى التهاب المعدة، ولها مجموعة واسعة من الأسباب.

بالنسبة لمعظم الناس فإنَّ التهاب المعدة ليس حالةً خطيرةً وقابلةً للتحسن عند العلاج، ولكن وفي حالاتٍ أخرى يمكن أن يستمر الالتهاب لسنوات.

أنواع التهابات المعدة

١- التهاب المعدة الحاد (Acute Gastritis)

يشير إلى التهاب بطانة المعدة بشكلٍ مفاجئ؛ وعند إجراء تنظير هضمي علوي تظهر البطانة مُحمرّة.

وتظهر في العينات الكثير من الخلايا الالتهابية الحادة (خلايا الدم البيضاء بشكل رئيسي).

وقد تكون هناك فواصل صغيرة سطحية في البطانة السطحية، وتسمى هنا التهاب المعدة التآكلي (Erosive gastritis)، بالإضافة إلى إمكانية وجود مناطق صغيرة من النزيف.

٢- التهاب المعدة المزمن (Chronic Gastritis)

يشير إلى التهاب دائم ولكن منخفض الدرجة مع حدوث تلف في بطانة المعدة؛ ويصبح الغشاء المخاطي في المعدة أرق حيث يتم تدمير الخلايا الطبيعية فيه.

وتشمل الخلايا الالتهابية هنا الخلايا اللمفاوية التي تشير إلى حدوث استجابة مناعية؛ وهي حالة شائعة جداُ وخاصةً في البلدان الأقل تقدماً.

وعند استمرارها لسنوات عديدة قد تتطور التغيرات في المخاطية لتصل إلى مرحلة التحول النسيجي، مع زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة.

أعراض التهاب المعدة

كثير من الأشخاص المصابون بسبب عدوى جرثومية لا تظهر عليهم أي أعراض.

وفي حالات أخرى يمكن أن تسبب الإصابة ما يلي:

  • عسر هضم أو غثيان
  • إقياء (وقد يوجد دم في القيء)
  • فقدان الشهية
  • ألم معدة حارق أو قاضم في الجزء العلوي من البطن تحت الأضلاع مباشرةً
  • الشعور بالإعياء
  • الشعور بالشبع بعد الأكل
  • الفواق
  • النفخة والغازات
  • فقدان الوزن

أما إذا تآكلت بطانة المعدة (التهاب المعدة التآكلي) وأصبحت مكشوفةً لحمض المعدة فقد تشمل الأعراض:

  • الألم
  • النزيف (تحول لون البراز إلى اللون الأسود نتيجة وجود الدم في الأمعاء)
  • حدوث قرحة في المعدة

كما يمكن للنوع المزمن أن يسبب أيضاً فقدان القدرة على إفراز العامل الداخلي، وهو مادة ضرورية لامتصاص فيتامين B12 المهم للجسم.

كما يؤدي نقص امتصاصه في النهاية إلى حالة تسمى "فقر الدم الخبيث"؛ ويمكن هنا أن يظهر على المريض التعب ونادراً التنميل أو الوخز في الأطراف.

أسباب التهاب المعدة

١- التهاب المعدة الحاد

يحدث بسبب المهيجات الحادة التي تطغى على البطانة المخاطية التي تحمي عادةً الغشاء المخاطي في المعدة، وتشمل هذه المهيجات:

  • تناول أسبرين أو مضادات الالتهاب غير ستيروئيدية الأخرى
  • تناول الكحول وغيرها من السموم
  • عدوى بكائناتٍ ممرضةٍ معينة بما في ذلك المراحل المبكرة من الإصابة بجراثيم الملوية البوابية.

ويستقر الالتهاب عادةً بسرعة عند إزالة المُهيّج.

٢- التهاب المعدة المزمن

عادةً ما ينتج النوع المزمن عن الإصابة بجراثيم الملوية البوابية؛ ومعدل إصابة البالغين بتلك الجراثيم بحسب دراسة عام ٢٠١٩:

  • من ٨٥٪ الى ٩٥٪ بالدول النامية
  • ٣٠٪ الى ٥٠٪ في الدول المتقدمة

وقد تشمل الأسباب الأخرى ما يلي:

  • الأمراض المناعية الذاتية مثل "داء كرون".
  • بعض أنواع العدوى النادرة مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
  • العمليات الجراحية على المعدة والتي تزيد من تعرضها للعصارة الصفراوية.

العلاج

يُعد علاج السبب الكامن وراء التهاب المعدة الطريقة الأكثر فعاليةً لتقليل الأعراض وعلاجها.

فإن كان سبب الالتهاب هو جراثيم الملوية البوابية فإنَّ العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة والذي عادةً ما يكون مزيجاً من "أموكسيسيلين" و"كلاريثروميسين"، يجب أن يكون فعالاً في تخفيف الأعراض.

وإذا كانت مضادات الالتهاب غير ستيروئيدية هي السبب، فإن إيقاف الدواء يكون هو الدواء الفعّال.

ويتم استخدام علاجات أخرى غالباً بالإضافة إلى تلك التي تعالج السبب المحدد لالتهاب المعدة، والتي قد تقلل أو توقف الأعراض وتسمح ببدء التئام الغشاء المخاطي بغض النظر عن السبب الأساسي، وتشمل هذه الأدوية:

  • مضادات الحموضة
  • حاصرات هيستامين "H2"
  • مثبطات مضخة "بروتون"

وتعمل جميعها من خلال آليات مختلفة لتقليل الحمض في المعدة ولكنها عادةً لا تعالج السبب الكامن.

كما يجب التنويه إلى أن العلاجات المنزلية لا تعالج عادةً السبب الكامن وراء التهاب المعدة، فإذا لم يتم علاج الأسباب الكامنة فقد يؤدي تغيير النظام الغذائي إلى تغيير بسيط أو عدم حدوث تغيير أبداً في أعراض التهاب المعدة.

الوقاية

يمكن تقليل خطر الإصابة بجراثيم الملوية البوابية من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية، والعناية بنظافة الخضروات والفواكه قبل استهلاكها.

ويمكن أيضاً اتخاذ خطواتٍ لتقليل عسر الهضم وحرقة المعدة، وتشمل الإجراءات الوقائية ما يلي:

  • تجنب الأطعمة الدهنية أو المقلية أو الحارة أو الحامضية
  • التقليل من الكافيين
  • تناول وجبات صغيرة خلال اليوم
  • التعامل بشكلٍ سليمٍ مع الإجهاد
  • عدم تناول مضادات الالتهاب غير ستيروئيدية
  • التقليل من استهلاك الكحول
  • الانتظار 2 إلى 3 ساعات بعد تناول الطعام قبل الاستلقاء