التهاب المفاصل: الأسباب وطرق العلاج

الكاتب - أخر تحديث 23 مايو 2023

يعد التهاب مفاصل الجسم وإصابتها من الحالات الشائعة في المجتمع، وتتفاوت شدة هذه الحالات وسببها من شخص لآخر.

فما هي حالة التهاب المفصل وما أسبابها وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟

تعريف التهاب المفاصل

يستخدم مصطلح التهاب المفاصل (ِArthritis) في وصف الحالات التي تتضمن حدوث الألم والتورم، وتحدد الحركة التي تصيب مفصل واحد من الجسم أو عدة مفاصل في نفس الوقت.

وبالتالي فإن هذه الحالة لا تمثل مرضاً بحد ذاتها بل هي أقرب لتكون عارض لظهور مرض أواضطرابات.

حيث أنه ووفقاً لمركز التحكم بالأمراض في الولايات المتحدة CDC فإن نسبة الأشخاص الذين يتم تشخيصهم بأحد أشكال التهاب المفاصل في المجتمع هي ٢٣.٧%.

كما أن نسبة إصابة النساء أعلى من الرجال، حيث بلغت نسبة إصابة النساء ٢٣.٥% مقابل ١٨% عند الرجال.

أعراض الإصابة بالتهاب المفاصل

بسبب تعدد الأمراض والاضطرابات التي تسبب حدوث التهاب المفاصل فإن الأعراض المرتبطة بهذه الحالة تتنوع وتختلف بحسب كل مرض.

وتشمل أبرز الأعراض ما يلي:

  • ألم المفصل وحس انزعاج وثقل فيه
  • التهاب المفصل والأنسجة المحيطة به
  • تحدد في حركة المفصل المصاب مثل عدم القدرة على فتح أوإغلاق المفصل بشكل كامل
  • تورم واحمرار وحرارة موضعية في منطقة المفصل والجلد المحيط به
  • ضعف العضلات المحيطة بالمفصل المصاب

أسباب التهابات المفاصل

تتدخل العديد من العوامل في حدوث التهابات المفاصل، وتتنوع هذه الأسباب بين حالات مرضية وأمراض استقلابية، إضافة لتداخل عوامل وراثية.

ويمكن تصنيف آليات ومسببات حدوث الاتهاب وفق ما يلي:

١- الإصابة الرضية

يؤدي الرض على المفصل في بعض الأحيان لحدوث التهاب في المفصل بسبب أذية أنسجة المفصل أو السطوح العظمية التي تربط المفصل فيما بينها.

وقد ينتج الالتهاب بسبب رض مباشر وعنيف على المفصل كما في حالات الحوادث أو نتيجة الرض المستمر لفترات طويلة كما هو الحال عند الرياضيين مثلاً.

٢- الإضطرابات الاستقلابية

تسبب بعض أمراض واضطرابات الاستقلاب في الجسم حدوث التهاب المفاصل كأحد أعراض المرض، ويعتبر مرض النقرس (GOUT) من أكثر هذه الأمراض الاستقلابية شيوعاً.

حيث تكون التهابات المفاصل المرافقة لمرض النقرس ناجمة عن ترسب بلورات حمض البول في المفاصل، وتسبب هذه البلورات المترسبة تورم وألم في المنطقة.

٣- العوامل الوراثية

للعوامل الوراثية دور مهم في زيادة احتمال الإصابة بالتهابات المفاصل بسبب انتقال المورثات المؤهبة لحدوث الالتهاب في المفصل من جيل إلى آخر.

وأكثر الأنواع شيوعاً هو التهاب المفاصل التنكسي أو ما يعرف أحياناً بالفصال العظمي (Osteoarthritis).

والذي يحدث فيه تخرب وتنكس في الغضاريف المكونة للمفصل وتراجع في وظيفتها مع التهاب وتخرب في أنسجة المفصل.

٤- الإنتان الجرثومي

كأي عضو من أعضاء الجسم قد تكون المفاصل عرضةً للإصابة بالإنتان الجرثومي.

حيث يمكن لسبب أو خلل ما أن يسبب وصول بعض الجراثيم إلى المفصل، وتكاثر هذه الجراثيم ضمن المفصل يؤدي لحدوث التهاب فيه.

٥- أمراض واضطرابات المناعة الذاتية

أمراض المناعة الذاتية هي مجموعة من الأمراض التي يحدث فيها خلل واضطراب مجهول السبب في جهاز المناعة الخاص بالجسم.

وهذا الخلل والاضطراب يجعل جهاز المناعة يهاجم خلايا الجسم الطبيعية ويخربها بدلاً من الدفاع عن الجسم وأنسجته ضد العوامل الممرضة وهي وظيفته الأساسية.

ويحدث التهاب المفاصل في سياق عدة أمراض مناعية ذاتية بسبب مهاجمة جهاز المناعة للمفصل وأنسجته، حيث تسبب هذه الأمراض إصابة مفصل أو أكثر بالالتهاب والتورم.

وأكثر أمراض المناعة الذاتية شيوعاً المترافقة مع حدوث التهابات في المفاصل هي الداء الرثياني ومرض الذئبة (lupus).

التشخيص

يحتاج التشخيص إلى مجموعة من الإجراءات للوصول إلى المرض أو الاضطراب المؤدي لحدوث الالتهاب وتحديده.

وتتضمن الإجراءات المتبعة ما يلي:

١- القصة المرضية

يتم فيها سؤال المريض عن طبيعة الحالة ومتى بدأت وما الأعراض المرافقة، وهل تحدث لأول مرة أم لا.

بالإضافة إلى الاستفسار عن وجود سوابق مرضية أو أدوية يأخذها المريض وهل يوجد سوابق في العائلة للإصابة بالتهابات المفاصل.

٢- الفحص السريري

يجري الطبيب فحص للمفصل أو المفاصل المصابة، مع محاولة جس لمنطقة المفصل وتحريك ليرى مدى القدرة على الحركة والألم المرافق لعملية الفحص والتحريك.

إضافة لذلك يفحص باقي أجهزة الجسم كإجراء فحص للجهاز العصبي وغيره من الأجهزة.

٣- التصوير الشعاعي

وهو أحد الإجراءات المهمة في عملية تشخيص التهابات واصابات المفاصل، ويعتمد على إجراء تصوير شعاعي للمفصل المصاب بعدة تقنيات.

وتختلف الصور الشعاعية التي قد يتم الحاجة لها حسب الحالة من الصورة الشعاعية البسيطة للمفصل إلى تصوير المفصل بالأمواج فوق الصوتية، وصولاً للتصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي.

٤- الفحوص الدموية المخبرية

وتتضمن إجراء فحوص دموية والتوجه لتشخيص سبب التهاب المفاصل عن طريق نتائج هذه الفحوصات.

حيث تترافق حالات التهاب المفاصل الانتانية مثلاً مع تبدلات في الفحوص الدموية.

أما التهابات المفاصل الناتجة عن أمراض استقلابية أو مناعية ذاتية فيمكن تحديدها من خلال نتائج الاختبارات الدموية التي تظهر الخلل وحالة الجسم ووظيفة أعضاءه بشكل دقيق.

علاج التهاب المفاصل

يجب أن يشمل العلاج محورين أساسيين، الأول هو علاج المرض أو الحالة التي تسبب حدوث الالتهابات.

والمحور الثاني هو السيطرة على الالتهاب من خلال التحكم في ألم المفصل وتقليل التورم فيه ومنع حالة تخرب المفصل من التفاقم والحفاظ على حركته طبيعية.

وهناك العديد من الخطط والأساليب العلاجية التي يمكن اعتمادها لعلاج حالات التهاب المفاصل، وتشمل:

١- الأدوية

هناك طيف واسع من الأدوية التي يمكن أن تعطى في حالات التهاب المفاصل وفقاً للسبب المؤدي لحدوث الالتهاب المفصلي.

حيث تتنوع هذه الأدوية بين الأدوية المسكنة للألم والأدوية المضادة للوذمة وأدوية الالتهاب والصادات الحيوية، وصولاُ للأدوية المناعية التي تستخدم لعلاج أمراض المناعة الذاتية وغيرها من المجموعات الدوائية.

٢- العلاج الفيزيائي والحركي

خلال حدوث التهاب المفاصل وعملية التعافي منه يعتبر من المهم الحفاظ على حركة المفصل الطبيعية والحفاظ على الوظيفة التي يؤديها.

وذلك نظراً لأن حالة الالتهاب قد تؤدي لتحديد وإعاقة حركة المفصل أو تثبيته بوضعية غير طبيعية وهو أمر سيئ وقد يخسر المفصل وظيفته بشكل دائم.

هنا يأتي دور العلاج الفيزيائي والحركي الذي يقوم على مجموعة من التمارين والحركات، مهمتها الحفاظ على حركة المفصل الطبيعية وتخفيف الالتهاب والتورم فيه وتسريع عملية التعافي من آثار التهاب المفاصل وتقليل الاختلاطات.

٣- الجبائر والدعامات المفصلية

تحتاج بعض حالات التهاب المفاصل لعملية تثبيت للمفصل بجبائر كنوع من الراحة المؤقتة حتى تتم مراجعة الحالة الالتهابية فيه.

وأحياناً يضطر الطبيب لدعم المفصل بأربطة ضاغطة مختلفة لتقوية المفصل وتسهيل حركته.

٤- تغيير نمط الحياة وتخفيف الوزن

يفيد تخفيف الوزن واتباع نمط حياة وحمية صحية في علاج التهاب المفاصل وذلك من خلال تخفيف العبء والحمل الزائد على مفاصل الجسم المختلفة.

وأيضاً من خلال تقليل حدوث التهابات المفاصل الناجمة عن أمراض استقلابية كالنقرس مثلاً.

٥- الجراحة

في الحالات الشديدة من التهاب المفاصل والتي يحدث فيها تخرب كامل للمفصل وللسطوح العظمية التي تكونه، هنا يخسر المفصل وظيفته تماماً ويصبح مؤلم وغير فعٌال.

وبالتالي يتم اللجوء للجراحة لاستبدال المفصل المصاب إن أمكن.

الوقاية من الإصابة بالتهاب المفاصل

هناك مجموعة من التعليمات والتوصيات التي يمكن من خلال اتباعها التخفيف والوقاية من حدوث التهابات المفاصل تضم ما يلي:

  • الانتباه للوزن والتحكم به لتخفيف العبء عن مفاصل الجسم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لدعم حركة ومرونة المفاصل.
  • عدم إهمال إصابات ورضوض المفاصل وعلاجها بأسرع وقت، لأن الإصابات المتكررة وغير المعالجة تؤهب لالتهاب المفصل.
  • الحمية المتوازنة لمنع حدوث الاضطرابات الاستقلابية والتخفيف منها.

الملخص

يمكن القول إن التهاب المفاصل أياً كان نوعه وعلى الرغم من كونه حالة منتشرة فإنه قابل للسيطرة والعلاج وتلافي الاختلاطات الناجمة عنه من خلال التشخيص الباكر ووضع العلاج المناسب بالتنسيق مع الطبيب المختص.