التهاب المفاصل التنكسي: الأعراض والعلاج

الكاتب - أخر تحديث 22 يناير 2023

يعتبر التهاب المفاصل التنكسي "Degenerative arthritis" الشكل الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل، وهو يسبب تغيرات ميكانيكية حيوية داخل المفصل.

فما هو هذا المرض وما هي الأعراض المرافقة له وهل يمكن علاجه؟

ما هو التهاب المفاصل التنكسي؟

في الحالة الطبيعية، تكون نهايات العظام مغطاة بنسيج أملس زلق يسمى الغضروف، والذي يساعد العظام على الانزلاق بسهولة عند تحريك المفصل.

ولكن عند الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي "Degenerative arthritis" أو ما يسمى بالفِصال العظمي "Osteoarthritis" ينهار الغضروف ويصبح قاسياً.

وفي بعض الأحيان يتآكل الغضروف بكامله وتحتك العظام مع بعضها البعض وتبدأ في التغير، وقد تنمو نتوءات عظمية في منطقة المفصل تسمى النابتات العظمية.

عادةً ما تتطور هذه التغييرات ببطء وتزداد سوءاً بمرور الوقت.

ويمكن أن يسبب التهاب المفاصل التنكسي الألم والتيبس والتورم في المفصل، وفي بعض الحالات يتسبب أيضاً في ضعف وظيفة وإعاقة حركة المفصل؛ ويصبح بعض الأشخاص غير قادرين على أداء أعمالهم اليومية.

أعراض التهاب المفاصل التنكسي

قد يصيب المرض مفصلاً واحداً أو أكثر؛ وعادةً ما تظهر الأعراض تدريجياً، وقد لا تظهر أية أعراض على المريض في المراحل المبكرة.

ويمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:

  • ألم وتيبس يزداد سوءاً مع عدم تحريك المفصل لفترة من الزمن (فترة الراحة)
  • تورم في المفصل
  • صعوبة في تحريك المفصل المصاب
  • الدفء في المفصل
  • فقدان الكتلة العضلية
  • صوت صرير أو طقطقة في المفصل

وتشمل التغيرات البنيوية في التهاب المفاصل التنكسي ما يلي:

  • التهاب الغشاء الزليلي، الذي يزلق ويسهل حركة المفصل
  • تلف وخسارة الغضروف
  • النابتات العظمية (النتوءات) التي تتكون حول حواف المفصل

أسباب التهاب المفصال التنكسي

ما يزال السبب الحقيقي لالتهاب المفاصل التنكسي مجهولاً؛ ولكن يعتقد الباحثون أنه قد يكون ناجماً عن مجموعة من العوامل الجسدية والبيئية المختلفة.

إلا أن هناك عوامل قد تساهم في زيادة احتمال إصابة الشخص بالتهاب المفاصل التنكسي، والتي تشمل:

  • العمر: يزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر، وتظهر الأعراض عادةً عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
  • إصابة المفصل: حيث أن التعرض لكسر العظم أو تمزق الغضروف أو الأربطة يزيد من احتمال الإصابة.
  • الإفراط في استخدام المفصل: يمكن أن يؤدي استخدام نفس المفصل مراراً وتكراراً في العمل أو الرياضة إلى زيادة نسبة الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي.
  • البدانة: يطبق الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على المفصل، بالإضافة إلى أن الخلايا الدهنية تعزز حدوث الالتهاب.
  • تشوهات الجهاز العضلي الهيكلي: يمكن أن تساهم التشوهات في العظام أو البنى المفصلية في تسريع تطور التهاب المفاصل التنكسي.
  • العضلات الضعيفة: لا توفر العضلات الضعيفة دعماً مناسباً للمفاصل، مما قد يؤدي إلى سوء التناسق في بنية المفصل.
  • الوراثة: يكون عند الشخص الذي أصيب أحد أفراد عائلته بالتهاب المفاصل التنكسي خطر أكبر للإصابة به.
  • الجنس: فالنساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.
  • العوامل البيئية: والتي تشمل مهنة الشخص، ومستوى نشاطه البدني، وقوة عضلات الفخذ لديه، والنظام الغذائي، والهرمونات الجنسية، وكثافة العظام، وغيرها.

التشخيص

عند تشخيص حالة المريض يسأل الطبيب أولاً عن الأعراض ويفحص المفاصل؛ وقد يشتبه في الإصابة بالتهاب المفاصل التنكسي إذا:

  • كان المريض يبلغ من العمر 45 عاماً أو أكثر
  • لديه ألم في المفاصل يزداد سوءاً كلما استخدمها
  • يوجد تيبس في المفاصل يستمر أقل من 30 دقيقة

أما إذا كانت الأعراض مختلفة قليلاً، فقد يشير ذلك إلى حالة مفصلية أخرى؛ على سبيل المثال يمكن أن يكون تيبس المفاصل لفترة طويلة في الصباح علامة على التهاب المفاصل الروماتويدي.

لا تكون الاختبارات الإضافية - مثل الأشعة السينية أو اختبارات الدم - ضرورية عادةً، ولكن يمكن استخدامها لاستبعاد الأسباب المحتملة الأخرى، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو كسور العظام.

علاج التهاب المفاصل التنكسي

لا يوجد علاج مثبت حتى الآن يمكنه عكس التلف الحاصل في المفاصل؛ ويهدف العلاج الحالي إلى تقليل الألم وتحسين وظيفة المفاصل المصابة.

وفي أغلب الأحيان، يتم ذلك بالإجراءات البدنية والعلاج الدوائي، وأحياناً ما يتم اللجوء إلى الجراحة.

١- الإجراءات البدنية

  • يعتبر كل من فقدان الوزن وممارسة الرياضة مفيدان في التهاب المفاصل التنكسي؛ حيث يشكل الوزن الزائد ضغطاً إضافياً على مفاصل الركبة والوركين وأسفل الظهر.
  • يمكن أن تحسن التمارين من قوة العضلات أيضاً، وتقلل من آلام المفاصل وتيبسها، وتقلل من احتمال الإعاقة الناجمة عن التهاب المفاصل.
  • من المفيد أيضاً استخدام الأجهزة الداعمة مثل عصا المشي، والتي تساعد على القيام بالأنشطة اليومية.
  • يمكن للعلاج بالحرارة أو البرودة أن يخفف من الأعراض لفترة قصيرة.
  • هناك أيضاً بعض العلاجات البديلة مثل حوض الاستحمام بالمياه المعدنية الدافئة والتدليك والمعالجة بتقويم العمود الفقري والتي قد تخفف الألم لفترة قصيرة، ولكنها مكلفة وتتطلب جلسات متكررة. كما أن فوائدها على المدى البعيد ما زالت قيد الدراسة وغير مثبتة بعد.

٢- العلاج الدوائي

وهو يشمل ٣ أنواع: الأدوية الموضعية، والفموية، والمستخدمة طريق الحقن.

  • الأدوية الموضعية والتي توضع مباشرةً على الجلد فوق المفاصل المصابة، وهي تشمل:
    • كريم كابسيسين
    • جيل ليدوكائين
    • ديكلوفيناك
  • مسكنات الألم الفموية من العلاجات الدوائية الشائعة وخاصةً اسيتامينوفين، وكذلك الأمر بالنسبة لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي تقلل من التورم والألم.
    • وفي عام 2010، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام دواء دولوكستين للألم العضلي الهيكلي المزمن (طويل الأمد) بما في ذلك الذي يظهر في التهاب المفاصل التنكسي.
  • يمكن في بعض الأحيان استخدام طريقة حقن المفاصل بالقشرانيات السكرية (والتي تسمى أحياناً حقن الكورتيزون) أو بمادة مزلقة تدعى حمض الهيالورونيك (المعروفة شعبياً إبرة الزيت) أن يخفف الآلام لعدة أشهر.
    • ويتم إعطاء هذا المزلق في الركبة، وقد يساعد في تأخير الحاجة إلى استبدال مفصل الركبة لبضع سنوات عند بعض المرضى.

٣- الجراحة

يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في الحالات الشديدة، وذلك عندما يصبح المفصل مصاباً بأضرار جسيمة أو عندما يفشل العلاج الدوائي في تخفيف الألم وتتراجع وظيفة المفصل بشكل كبير.

تتم الجراحة بتنظير المفصل وإصلاحه والذي يكون من خلال شقوق صغيرة، ولكن إذا تعذر إصلاح التلف، فقد يحتاج المريض إلى استبدال المفصل.

٤- المكملات الغذائية

تم استخدام العديد من المكملات الغذائية لعلاج التهاب المفاصل التنكسي، ولكن لا توجد الكثير من الأبحاث التي تدعم فعاليتها وأمانها.

وأكثر المكملات الغذائية شيوعاً لحالات التهاب المفاصل هي: الكالسيوم وفيتامين D وأحماض أوميغا 3.

ولضمان السلامة وتجنب التفاعلات الدوائية، ينصح باستشارة الطبيب المختص قبل استخدام أي من هذه المكملات.