التهاب النسيج الخلوي: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - M.D
الكاتب - أخر تحديث 11 أكتوبر 2023

يشكل الجلد أحد أهم الأعضاء في جسمنا، كونه يمثل خط الدفاع الأول ضد العوامل الممرضة، وهو معرض للعدوى بشكل دائم، وإحدى حالات العدوى التي يمكن أن يصاب بها الجلد هو التهاب النسيج الخلوي.

فما هي هذه الحالة؟ وهل يمكن علاجها؟

ما هو التهاب النسيج الخلوي؟

يتكون الجلد من عدة طبقات متراصة فوق بعضها، تبدأ من الأعلى بالبشرة من ثم الأدمة وأخيرا ما يعرف بالنسيج تحت الجلد كما وتتكون هذه الطبقة من خلايا شحمية بالإضافة لبعض الخلايا الأخرى.

ويمكن تعريف حالة التهاب النسيج الخلوي أو كما تسمى التهاب الهَلَل، أنها عدوى جرثومية تنتشر في الجلد والنسيج تحت الجلد وقد تمتد للطبقات الأعمق، وقد تصل هذه العوامل من خلال أي جرح أو شق موجود في الجلد.

كما قد تظهر في أي جزء من الجسم إلا أنها أكثر شيوعاً في القسم السفلي من الساقين.

إن أي شخص معرض للإصابة بهذه الحالة وبكل الأعمار، إلا أنه في إحدى الدراسات لوحظ وجود زيادة في نسبة الإصابة كلما تقدم العمر. وذلك دون وجود فروق في النسبة بين الذكور والإناث، أي احتمال اصابة أي من الجنسين متساوٍ. (1)

أعراض التهاب النسيج الخلوي

يمكن تقسيم أعراض التهاب النسيج الخلوي، إلى أعراض موضعية مرتبطة بمكان الالتهاب، وأعراض عامة نتيجة تأثير الالتهاب على الجسم.

١- الأعراض الموضعية

  • ألم مكان الالتهاب، وإيلام أي الشعور بألم عند لمس المنطقة
  • احمرار الجلد فوق مكان الإصابة وزيادة شدة الاحمرار مع زيادة الالتهاب
  • ظهور مفاجئ لتقرحات جلدية أو طفح والتي غالباً تختفي خلال 24 ساعات
  • دفئ الجلد فوق مكان الإصابة
  • مظهر الجلد لامع ومشدود

٢- الأعراض العامة

  • حمى و حدوث رجفان وتعرق نتيجة الحرارة المرتفعة
  • غثيان وإقياء
  • تعب عام
  • آلام عضلية
  • تورم المفاصل وحدوث تيبس مفصلي

سبب التهاب النسيج الخلوي

تسكن بعض أنواع الجراثيم البشرة بشكلٍ طبيعي دون أن تسبب بأي مشاكل، إلا أنه في ظروف معينة قد تدخل وتسبب عدوى في الأدمة العميقة والنسيج تحت الجلد بالتالي يحدث التهاب النسيج الخلوي.

تعد المكورات العِقدية المقيحة (العقديات الحالة للدم بيتا-أ) والعنقوديات المذهبة السببان الرئيسيان لهذه الحالة، وتدخل من البشرة إلى الطبقات العميقة في الحالات التالية:

  • الجروح الجلدية المختلفة
  • الشقوق الجراحية
  • وخزات الإبر
  • لدغات الحشرات أو عضات الحيوانات
  • حالات إنتان الجلد الأخرى

عوامل الخطورة

بعد أن تحدثنا عن سبب حدوث هذه الحالة، لا بد أن نذكر أهم العوامل التي تزيد من نسب الإصابة فليس من الضروري أن يكون مصير كل جرح الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي. ومن هذه العوامل:

  • الإصابة بداء السكري
  • حدوث تورم (وذمة) في أسفل الساق، سواء كانت لمفاوية أو عادية
  • الإصابة بسعفة القدم (قدم الرياضي)
  • البدانة
  • مشاكل في الأوعية الدموية الخاصة بالأطراف السفلية
  • ضعف الجهاز المناعي، سواء كان بسبب مرض أو دواء
  • تعاطي المخدرات عن طريق الحقن بالوريد

المضاعفات

قد يؤدي تأخر التشخيص والعلاج في حالة التهاب النسيج الخلوي إلى حدوث مجموعة من المضاعفات، منها ما قد يكون خطير ومهدد لحياة المريض.

وفي هذه الحالات تكون مدة العلاج أطول نسبياً وقد تحتاج بعضها لتدخل جراحي، ولكن يمكن مع العلاج المبكر والالتزام بارشادات الطبيب تفادي هذه المضاعفات.

ونذكر من المضاعفات الخطيرة التي في حال ظهورها تحتاج لتدخل اسعافي ما يلي:

  • إنتان (تعفُن) الدم: إن وصول العامل الممرض للدم سيؤدي لحدوث إنتان دم، والذي يكشف عبر زرع الدم
    • وبحسب إحدى الدراسات فإن 7.9 % من المرضى يصلون لهذه الحالة في حالة الجراثيم المكورة العِقدية (2)
  • التهاب الشغاف: إن التأخر في تحديد وجود إنتان دم، يمكن أن يؤدي لحدوث التهاب شغاف القلب (أي الطبقة الداخلية المبطنة لجدران القلب)
  • الصدمة الإنتانية: يمكن أن تؤدي حالة إنتان الدم، إلى حدوث صدمة إنتانية، والتي تعد حالة مهددة للحياة. وتتضمن معايير تشخيصها ما يلي:
    • درجة حرارة الجسم تزيد عن 38 درجة مئوية
    • تسرع التنفس
    • عدم انتظام في دقات القلب
    • عدد الكريات البيضاء غير الطبيعي
  • ذات عظم ونقي: إن امتداد الالتهاب لطبقات أعمق، من الممكن أن يؤدي لإصابة العظم بالعدوى.

تشخيص التهاب النسيج الخلوي

تعتبر حالات التهاب النسيج الخلوي سهلة التشخيص، حيث إنها لا تحتاج سوى لنظرة من قبل الطبيب بالإضافة لتفاصيل شكوى المريض، لتحديد الحالة المسببة للأعراض.

يعتمد الطبيب في الفحص السريري على إيجاد العلامات التالية:

  • الاحمرار والإيلام والوذمة مكان الإصابة
  • تسريب للقيح في حال كان هناك خراج محتمل
  • ضخامة العقد اللمفاوية في المنطقة المجاورة للإصابة
  • قد يقوم برسم حدود الاحمرار الموجود لتقييم شدة وامتداد الآفة خلال الأيام التالية

اعتماداً على شدة الإصابة، قد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوص الإضافية، والتي تشمل:

  • تعداد دم وصيغة (CDC)
  • زرع الدم لتحديد العامل المُسبب
  • زرع أي سائل يخرج من منطقة الإصابة
  • أخذ خزعة في حالات محددة، لنفي أمراض أخرى محتملة

علاج التهاب النسيج الخلوي

إن أهم أمر في علاج التهاب النسيج الخلوي هي البدء الباكر به، والذي يعتمد بشكل أساسي على الصادات الحيوية، بالإضافة لنقاط أخرى على الشكل التالي:

١- الصادات الحيوية

يمكن للصادات الحيوية الفموية (تؤخذ عبر الفم) أن تعالج هذه الحالة بشكلٍ كامل، وتستمر الفترة العلاجية بالأدوية عادةً بين 7 إلى 14 يوم، إلا أن المدة قد تكون أطول وذلك حسب شدة الحالة وإذا كان هناك أمراض تؤثر على مناعة المريض.

كما أنه من الممكن إعطاء أكثر من صاد حيوي بنفس الوقت.

تتطلب بعض الحالات الشديدة وفي حال حدوث مضاعفات أو التي تصيب الوجه دخولاً للمشفى، وأخذ الصادات الحيوية عبر الوريد، ويمكث المريض عادةً 5 أيام في المشفى.

٢- العناية بمكان الإصابة

من المهم تغطية مكان الالتهاب بضمادات رطبة ومعقمة وتبديلها كل فترة، حسب توصيات الطبيب المُعالج.

٣- رفع الساق

يوصي معظم الأطباء، برفع الساق المُصابة، يساعد ذلك بالتالي بخفيف التورم وتسريع عملية التعافي.

٤- الراحة

يمكن أن تساعد الراحة في تخفيف شدة الالتهاب وتسريع الشفاء.

٥- علاج المرض المرافق

إذا كان هناك حالة طبية مرافقة يُفضل أن تُعالج أيضاً منعاً من حدوث انتكاسات أو مضاعفات مثل سَعفة القدم (قدم الرياضي).

الوقاية من التهاب النسيج الخلوي

يمكن عبر عدة إجراءات وتوصيات تقليل فرص الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي. وتتضمن التوصيات ما يلي:

  • ارتداء أدوات الحماية اللازمة عن ممارسة الرياضة في الخارج، تجنباً لأي جرح محتمل.
  • يُفضل ارتداء ملابس طويلة الأكمام عند الخروج للتنزه في الغابة أو حديقة الحيوان أو المصانع وذلك للحماية من حدوث خدوش.
  • عدم التجول عراة الأقدام
  • تجنب السباحة في حال وجود شقوق أو جروح في مناطق الجسم سواء كانت السباحة في المياه المالحة أو العذبة
  • العناية الجيدة بالجروح عند الإصابة بها مثل التنظيف وتطبيق مرهم الصادات وتبديل الضمادت بشكل يومي أو عند اتساخها
  • العناية بالنظافة الشخصية
  • مراجعة الطبيب في حال التعرض لجرح كبير أو كان المتسبب حيوان

في الختام لابد من التأكيد على الالتزام بتوصيات الطبيب المعالج بالإضافة للمدة الموصى بها للعلاج، لذلك يجب عدم إيقاف الدواء حتى لو تحسنت الحالة وذلك للقضاء على العدوى بشكل كامل.