التهاب دواعم الأسنان: الأعراض والعلاج

المراجعة الطبية - DDS
الكاتب - أخر تحديث 13 سبتمبر 2023

ما هي حالة التهاب دواعم الأسنان؟

ينتج مرض التهاب دواعم الأسنان "Periodontal Disease"، عن حالة الإنتان البكتيري والالتهاب الذي يصيب اللثة والعظام المحيطة والداعمة للأسنان.

تدعى المراحل الباكرة والخفيفة من الإصابة باسم التهاب اللثة، حيث تتورم اللثة وتصبح محمرة، كما قد تتعرض للنزيف.

في حين يشار إلى المراحل الأشد والتي تتضمن تساقط وخسارة للأسنان، باسم التهاب دواعم الأسنان، حيث تحصل فيه خسارة للعظم الفكي.

غالباً ما نجد هذه الإصابة لدى البالغين، حيث يعتبر كل من التهاب دواعم الأسنان والتسوس، التهديد الأكبر لصحة الأسنان والذي يؤدي لخسارتها أيضاً

ويشير تقرير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC إلى أن نسبة انتشار الإصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة كما يلي:

  • تنتشر بعض أشكال الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان لدى 47.2% من البالغين ممن تزيد أعمارهم عن 30 سنة
  • تزداد نسبة الإصابة مع التقدم في السن، حيث تنتشر الحالة لدى 70.1% من البالغين بعمر 65 سنة أو أكثر
  • كما يشير التقرير إلى ازدياد شيوع هذه الحالة بين الرجال مقارنةً بالنساء
  • بالإضافة إلى أن نسبة شيوعه لدى الذين يعيشون تحت مستوى خط الفقر حوالي 54.4%، ولدى المدخنين الحاليين حوالي 64.2%

أنواع الإصابة

هنالك عدة أنواع للإصابة بالتهاب دواعم الأسنان وهي تصنف بحسب الشدة على الشكل التالي:

  • التهاب اللثة: يعتبر النمط الأخف شدةً، وتكون فيه اللثة محمرة ومتورمة ومؤلمة عند اللمس، كما قد تتعرض للنزيف بسهولة أثناء تنظيف الأسنان اليومي أو التنظيف بالخيط.
  • التهاب دواعم الأسنان الخفيف: إن إهمال التهاب اللثة وعدم علاجه يؤدي إلى هذه المرحلة من الإصابة والتي تبتعد فيها اللثة عن الأسنان ويزداد عمق الشق بين الأسنان واللثة، كما وتزداد الخسارة المبكرة للعظام المحيطة بالأسنان.
  • التهاب دواعم الأسنان متوسط الشدة والمتقدم: يحدث في هذه الحالة خسارة في العظام التي تحمل الأسنان، كما يزداد عمق جيوب دواعم الأسنان، كما قد تنحسر وتتراجع اللثة، مع تخلخل في الأسنان في بعض الأحيان مما يتطلب إزالتها.

أعراض التهاب دواعم الأسنان

لا يبدي التهاب دواعم الأسنان أية أعراض في المراحل المبكرة منه، أما حتى المراحل المتقدمة فتتضمن الأعراض ما يلي:

  • احمرار وتورم في اللثة بالإضافة لشعور بالألم في الفم
  • حدوث النزيف أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط أو حتى عند تناول الطعام القاسي
  • تبدو الأسنان أطول من المعتاد بسبب انحسار اللثة وتراجعها إلى الخلف
  • تفكك الأسنان وانفصالها
  • تشكل القيح الالتهابي في المنطقة بين الأسنان واللثة
  • تقرحات في الفم
  • رائحة الفم الكريهة بشكل دائم
  • تغيرات في التنسيق الطبيعي بين الأسنان عند العض
  • في حال كان المريض يضع أطقم أسنان جزئية سابقاً فإنها تصبح غير ملائمة

أسباب التهاب دواعم الأسنان

ينتج التهاب دواعم الأسنان عن تراكم البلاك "Plaque"، وهي تشير إلى قشرة رقيقة من الجراثيم التي تتشكل على سطح الأسنان يوماً تلو الآخر، ولا تسبب هذه الجراثيم أذى إلا أن لبعضها تأثيراً ضاراً يسبب معظم أمراض اللثة.

عوامل الخطورة

نجد زيادةً في خطر التعرض للإصابة بالتهاب دواعم الأسنان لدى بعض الأشخاص وخاصةً الذين يحققون النقاط التالية:

  • التدخين أو الأشكال الأخرى للتبغ: يعد التدخين عامل الخطر الرئيسي الذي يمكن الوقاية منه، حيث يسبب خسارةً في العظام وتراجعاً في اللثة حتى في حال عدم وجود أمراض في اللثة ويزداد هذا الخطر مع زيادة الكمية يومياً.
  • العمر: يزداد الخطر مع التقدم في العمر، ويعتبر سن الـ 35 سنة هو الأكثر شيوعاً لبدء الإصابة.
  • تغيرات مستويات الهرمونات الأنثوية: يحدث زيادة في شدة الالتهاب في الأيام القليلة السابقة لبدء الطمث، بسبب ارتفاع هرمون البروجسترون في تلك الفترة.
    • كما نجد التأثير السابق نفسه خلال الشهر الثاني من الحمل، ويستمر إلى نهاية الشهر الثاني بعد الولادة.
    • كذلك بعد حدوث سن الإياس، يحدث ذلك الاضطراب في مستوى الهرمونات الأنثوية، الأمر الذي يزيد خطر الإصابة بالتهاب اللثة الذي يمكن أن يتطور لالتهاب الدواعم في حال تجاهله.
  • الشدة النفسية: تسبب الشدة والضغط النفسي زيادة إطلاق العوامل الالتهابية ضمن المجرى الدموي، الأمر الذي يؤدي إلى تفعيل الأمراض اللثوية أو زيادة شدتها.
  • بعض الأدوية: ومنها مانعات الحمل الفموية ومضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى بعض الأدوية القلبية.
  • بعض الحالات الطبية المزمنة: مثل مرض السكري والأمراض القلبية والإيدز، واللوكيميا، ومتلازمة داون، وداء كرون وغيرها
  • بعض العوامل الجينية والوراثية

مضاعفات الإصابة

هنالك علاقة بين التهاب دواعم الأسنان وبعض الاضطرابات الصحية الأخرى، وتتضمن هذه المضاعفات:

  • الأمراض القلبية: تزيد العدوى في اللثة من خطر الإصابة بانسداد الشرايين، وتزيد من سوء الأمراض القلبية الموجودة مسبقاً
  • الأمراض التنفسية: قد تنتقل الجراثيم من الفم إلى الرئتين، مسببةً التهاباً في الرئة أو تفعيل الأمراض الرئوية المزمنة الموجودة سابقاً.
  • السكري: تجعل الإصابة من إمكانية السيطرة على الداء السكري لدى المصابين أمراً صعباً.

التشخيص

يعمل طبيب الأسنان على الوصول للتشخيص المناسب من خلال:

  • فحص اللثة والبحث عن أي علامات قد تشير إلى وجود التهاب فيها
  • استخدام أداة خاصة تشبه المسطرة من أجل فحص وقياس عمق الفراغات الموجودة بين السن واللثة. حيث يتراوح العمق الطبيعي بين 1 حتى 3 مليمتر، إلا أنه يعد من الفحوصات المؤلمة.
  • السؤال عن وجود أية حالات صحية أو عادات تزيد من خطر التعرض للإصابة.
  • كما قد يحتاج الطبيب في بعض الأحيان لإجراء صورة شعاعية بسيطة X-Ray لتقييم إمكانية حصول خسارة في العظام.

علاج التهاب دواعم الأسنان

يهدف علاج التهاب دواعم الأسنان إلى التنظيف والتخلص من الجراثيم المتوضعة في الأخاديد والفراغات المحيطة بالسن.

وتختلف الخطة العلاجية باختلاف الحالات الصحية لدى المريض، وشدة تقدم الإصابة حيث تتدرج من الإجراءات غير الجراحية، حتى العلاج الجراحي.

  • التنظيف السني في عيادة طبيب الأسنان: يمكن اللجوء إلى ذلك في الحالات الخفيفة من الإصابة، حيث يزيل الطبيب المختص وينظف البلاك والجير الذي لا يمكن إزالته من خلال التنظيف المنتظم بالفرشاة والخيط.
  • التنظيف العميق لجذور الأسنان "Curettage": يتم ذلك تحت التخدير الموضعي للمنطقة المرادة، حيث يتم كشط البلاك والجير، مع جعل المناطق الخشنة من الأسنان أكثر نعومة.
  • العلاج الدوائي: قد يحتاج المريض إلى مسكنات للألم مع بعض المضادات الحيوية في بعض الحالات الشديدة.
  • العلاج الجراحي: في الحالات الشديدة من التهاب دواعم الأسنان التي لا تسجيب بشكل جيد على المعالجة اليدوية البسيطة والأدوية، يتم اللجوء إلى الجراحة. يتم فيه إبعاد اللثة جراحياً، ثم تنظيف المنطقة المحيطة بالأسنان بشكل كامل، ليتم إعادتها لاحقاً إلى مكانها وتثبيتها.
  • الطعوم العظمية والنسيجية: يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى وضع طعم عظمي نسيجي يساعد على إعادة ترميم المناطق المخربة والمتآكلة، ليتم إعادة تشكيلها بشكل صحيح.

الوقاية

هنالك مجموعة من النصائح التي من شأنها أن تقي من الإصابة بالتهاب دواعم الأسنان، وتتضمن:

  • تنظيف الأسنان باستعمال معجون يحتوي على "الفلورايد"، مرتين يومياً على الأقل.
  • تنظيف المنطقة ما بين الأسنان كل يوم باستخدام الخيط أو الفرشاة.
  • استبدال فرشاة الأسنان كل شهر أو ثلاثة أشهر.
  • مراجعة طبيب الأسنان بشكل منتظم ودوري، وبشكل خاص لدى الحوامل أو المصابين بالداء السكري من النمط الثاني.
  • عدم استخدام غسول الفم مباشرةً بعد تفريش الأسنان.
  • التوقف عن التدخين وهو أهم عوامل الوقاية.